تكشفالرؤيةالهادئةلردودالفعلالإسرائيليةالمتحفظةعلىالأحداثالساخنةمنثوراتوانتفاضاتتموربهاأرجاءالمنطقةالعربية،عنالكيفيةالتييتحركبهاالكيانالصهيونيفيإطارالإستراتيجيةطويلةالمدى،التيوضعتقبلأكثرمنقرنلاحتلالفلسطينوفقالشعارالصهيونيالمعلن«أرضإسرائيلمنالنيلإلىالفرات»،بينماتتوالىالحكوماتالصهيونيةلتنفيذهذاالمخطط،مهماتغيرتالأسماءوالوجوه،مستندةإلىالغربالأوربيوإلىالولاياتالمتحدةالأمريكيةبالدرجةالأولىكحليفإستراتيجيتاريخييدعمالكيانالصهيونيبكلالسبلالماليةوالعسكريةوالسياسيةوالإعلامية!
كيفلدولةفلسطينيةقابلةللحياةأنتحمينفسهامندونسلاحوقوةعسكرية،وعلىحدودها-بلوفيقلبها-دولةيهوديةمدججةبأحدثماوصلتإليهالصناعاتالعسكريةالتدميريةوفيمقدمتهاالقنابلالذرية?!
إنهذاالتحالفالوثيقبينالكيانالصهيونيوالولاياتالمتحدةلايستندإلىقوةاللوبياليهوديوتأثيرهالعميقفيسياساتالولاياتالمتحدةالخارجيةفقط،بلإنلهجانبًادينيًاوعقائديًافيصلبالوعيالدينيلدىالمواطنالأمريكي
إنإعلانإسرائيلعنطبيعةالدولةالتيتطمحلإقامتهابوصفها«دولةيهودية»يتضمنبالضرورةانتزاعكلالحقوقأوالامتيازاتالتييتمتعبهاعربإسرائيل،مسلمينومسيحيين،وإجبارهمإماإلىإعلانيهوديتهمأوالخروجمنحدودمواطنيالدولة
إنرياحالتغييرالتيتهبعلىالمنطقةوتعدبإرساءالديمقراطيةوإطلاقالحرياتسوفتعتمدعلىأساليبجديدةفيالحكم،منبينسماتهاتغيّرالوجوهوتعاقبهاعلىالحكمفيالجمهورياتالعربيةالمختلفةلكيتنفذمصالحشعوبهاوبينهاتسويةالنزاعالعربي-الإسرائيلي
إذاتأملناالسياساتالتييمارسهاالكيانالصهيونيفسوفيتضحلنافيالوقتنفسهعددمنالتناقضات،بينادّعاءاتهذاالكيانوحلفائهفيالغربعنالديمقراطيةوالليبرالية،بينماممارساتالحكوماتالإسرائيليةالمتعاقبةتعبرعننزعةعنصريةلالبسفيها،توجتأخيرًابأنها«دولةيهودية»،وهومايؤكدعلىالجذورالدينيةلهذهالدولةوليستالسياسية،وهذاجانبيجبالانتباهإليهفيفهمذلكالتأييدالشعبيوالحماسيالأمريكي،الذيجعلرئيسالحكومةالإسرائيليةفيخطابهداخلالكونجرسقبلشهرمضىيبدوكأنهيخاطبأعضاءحكومتهويحظىبالتصفيقالمتوالي،رغمأنهعارضماكانالرئيسالأمريكيأوباماقدشدّدعليهقبلأياممنهذاالخطاب.
ويمكنالقولإنالكيانالصهيونيفيتنفيذإستراتيجيتهيعتمدعلىعاملينرئيسيين،أولهماالاستنادإلىالدعمالكاملوالضمانةالأكيدةمنالولاياتالمتحدةالأمريكية،أماالعاملالثانيفيمثلهالعملالدءوبالمتواصلمنأجلتشتيتوحدةالدولالعربية،ودعمعواملالفرقةالداخلية،المتمثلةفيإثارةودعمالفتنالطائفيةوالمذهبية،أوالصراعاتالسياسيةالداخليةعلىالسلطة.والنتيجةهيضمانعدماتفاقالعربعلىموقفموحدضدالكيانالصهيوني،بحيثيمكنلهأنيتقدمفيإستراتيجيتهالموضوعةسلفًاوالتيوفقالهنجحتفياحتلالفلسطينفي48والأراضيالعربيةالمحتلةفي67لأكثرمن60عامًاحتىالآن.
الخطابالأمريكي-الإسرائيلي
وإذاعدناإلىزيارةنتنياهولأمريكاأخيرًا،لنتأملالخطابينالمتتابعيناللذينألقىبهماكلمنالرئيسالأمريكيباراكأوباما،ثمرئيسوزراءالكيانالصهيونينتنياهوعنرؤيتهماعنالصراعالعربي-الإسرائيلي،فيوزارةالخارجيةالأمريكية(أوباما)وفيمجلسالشيوخالأمريكي(نتنياهو)،لوجدنانموذجاساطعاعلىالكيفيةالتييعملبهاالكيانالصهيونيلتنفيذمخططه،فيمقابلموقفعربيصامتومتخاذل.
كانالرئيسالأمريكيأوباماقددعاالكيانالصهيونيللعودةإلىحدود1967قائلًا:«إنالولاياتالمتحدةتعتقدأنالمفاوضاتيجبأنتسفرعنقيامدولتينبحدودفلسطينيةدائمةمعإسرائيلوالأردنومصر،وحدودإسرائيليةدائمةمعفلسطين.ونحننعتقدأنحدودإسرائيلوفلسطينيجبأنتقومعلىأساسخطوطالعام1967معتبادلمتفقعليهفيالأراضي،بحيثيتمإنشاءحدودآمنةمعترفبهاللدولتين،إذيجبأنيكونللشعبالفلسطينيالحقفيحكمنفسهبنفسهويحققكاملإمكانياتهفيدولةذاتسيادةومتصلة»،مضيفًاأنالوضعالراهنغيرقابلللاستدامةويتعينعلىإسرائيلأيضًاأنتتحلىبالجرأةلتحقيقسلامدائم.
إلاانرئيسوزراءالكيانالصهيونيبنياميننتنياهولميجدأيحرجفيرفضفكرةالانسحابإلىهذهالحدودالتيطرحهاالرئيسالأمريكي،وقالفينصكلمته:«إنالحدودستكونمختلفةعنالحدودالموجودةفيالرابعمنيونيومنالعام1967،وإنإسرائيللنتعودإلىحدودالعام1967التيلايمكنالدفاععنها»،مضيفًا:«إسرائيلستكونسخيّةفيمايتعلقبحجمالدولةالفلسطينية،لكنهاستكونثابتةبشأنوضعالحدودمعهذهالدولة،وهذامبدأمهم،ويجبألاننسىهذاالمبدأ،فنحننعترفبأنالدولةالفلسطينيةيجبأنتكونكبيرةبمايكفيلتكونعمليةوأنتكونمستقلةوتكونذاترفاهية.كلكمجميعًاوالرئيسأيضًاقالإنإسرائيلهيموطنللشعباليهودي،تمامًاكماكنتمتتحدّثونعندولةفلسطينيةمستقبليةبصفتهاموطنًاللشعبالفلسطيني».
وبالرغممنأنالفارقبينخطابأوباماالسنويللأمريكيينوالعالم،وبينخطابهالثانيأماماللوبياليهودي(إيباك)كانبضعساعاتفقط،فقدتراجعأوبامافيخطابهالثانيعمّاقالهفيخطابهالأولعنإقامةدولةفلسطينيةعلىحدود1967.
وقدأكّدنتنياهوعلى«دولةفلسطينية(منزوعةالسلاح)والدولةاليهودية،وبالتالييستحيلعلىالكيانالصهيونيالعودةإلىخطوط1967».
وباستثناءهذاالتراجعفإننايمكنأننرىالعديدمنخطوطالتماسبينالخطابينومنهاماقالهأوباماعنأمنالكيانالصهيونيوفلسطين:«وأمابالنسبةللأمن،فإنلكلمنالدولتينالحقفيالدفاععنالنفسوينبغيلإسرائيلأنتكونقادرةعلىالدفاععننفسهابنفسهاضدأيتهديد،والشروطيجبأنتكونقويةأيضًاإلىحدكافٍللحيلولةدونعودةالإرهابووقفتسرّبالأسلحةوتوفيرأمنفعالللحدود،وانسحابالقواتالعسكريةالإسرائيليةالتاميجبأنينسّقمعتوليالفلسطينيينمسئوليةأمنهمفيدولةذاتسيادةغيرعسكرية»،وهوالمعنىنفسهتقريبًاالذيأعلنهنتنياهوحينقال:«منالمهمأنتكونالدولةالفلسطينيةمنزوعةالسلاحتمامًا،منالضروريأنتبقىإسرائيلعلىحضورعسكريعلىالمدىالطويلعلىخطوطعلىطولنهرالأردن،إنالتدابيرالأمنيةالمهمةعلىالأرضضرورية،ليسفقطلحمايةالسلام،فإنهامهمةأيضًالحمايةإسرائيلفيحالةماإذاتكشّفالسلام،لأنهفيمنطقتناالتيتتميزبعدمالاستقرارفلاأحديضمنأنشركاءالسلاماليومسينكرونذلكفيالمستقبل،وعندماأقولالغدلاأعنيزمنابعيدا».
ويصعبعلىأيإنسانقادرعلىالفهمأنيستوعبهذاالتناقض،فكيفلدولةفلسطينيةقابلةللحياةأنتحمينفسهامندونسلاحوقوةعسكرية،وعلىحدودها-بلوفيقلبها-دولةيهوديةمدجّجةبأحدثماوصلتإليهالصناعاتالعسكريةالتدميريةوفيمقدمتهاالقنابلالذرية؟فالرئيسالأمريكييقول:«بوجوددولةإسرائيليةدولةيهوديةآمنةتعيشجنبًاإلىجنببسلاموأمنمعدولةفلسطينية»!
ويبدوواضحًاأنالكيانالصهيونيفيإستراتيجياتهطويلةالمدىيتحركوهويعرفأنالولاياتالمتحدةمعهعلىطولالخط،بوصفهاحليفًارئيسيًا،ولكنماينبغيالالتفاتإليههناأنهذاالتحالفالوثيقبينالكيانالصهيونيوالولاياتالمتحدةلايستندإلىقوةاللوبياليهوديوتأثيرهالعميقفيسياساتالولاياتالمتحدةالخارجيةفقط،بلإنلهجانبًادينيًاوعقائديًافيصلبالوعيالدينيلدىالمواطنالأمريكي.
الدعمالأمريكيوالعقيدةالدينية
فيمستهلخطابأوباماالذيسبقتالإشارةإليهنجدهيقولعندولالشرقالأوسط:«وعلىالرغممنأنتلكالبلدانتقععلىمسافاتبعيدةعنشواطئنا،فإننانعلمأنمصيرنانحنيرتبطبهذهالمنطقة،بقوىالاقتصادوالأمن،وبالتاريخوالعقيدة».
ففكرةالعقيدةلهاثقلكبيرفيفكرةانتهاجالولاياتالمتحدةسياساتهاالداعمةللكيانالصهيوني،وهوماتناولهالعديدمنالكتابفيالولاياتالمتحدةومنهموالترماكدوجالفيكتابه«أرضالميعادوأرضالدولةالصليبية»،الذيترجمهللعربيةالكاتبرضاهلال،وفيهيوضحالمؤلفدورالعاملالدينيفيالسياسةالخارجيةالأمريكية،ويركزعلىالتمايزبينالعهدالقديمللسياسةالخارجيةالأمريكية،والذياستهدفالحريةفيالداخل،والعهدالجديدالذيحاولتفيهأمريكاتوسيعدورهافيالعالمثمقيادته،موضحًاالمفارقةالهائلةبينالسياسةالخارجيةالأمريكيةفيالقرنالتاسععشر،والتيكانتعلىأساسالعهدالقديموأرضالميعاد،وتلكالسياسةفيالقرنالعشرين.
وقامرضاهلالنفسهبتأليفكتابحولالموضوعبعنوان«المسيحاليهوديونهايةالعالم»وتتلخصأطروحتهفيالكتابفيمقولةمفادهاانحيازالولاياتالمتحدةلدولةالكيانالصهيونيومساندتهامساندةشاملةبلاقيدولاشرطفيمشروعهاالتوسعي،الذييسعىإلىتصفيةالوجودالعربيفيفلسطينعلىالأقل،بلوفيالمناطقالمجاورة«منالنيلإلىالفرات»إذاسمحتالظروفبذلك،ويرجعذلكإلىأسبابدينيةوثقافيةالطابعأكثرمنهاسياسيةوليسانحيازًاإستراتيجيًاناتجًاعنالمشاركةفيالمصالح.ويصلهلالإلىأنالجمهورالأمريكيأي(الرأيالعام)هوالذييفرضعلىمؤسسةالحكمهذاالخيارالمنحازللمشروعالصهيوني.
والمعنىأنكثيرامنالمسيحيينالمتدينينفيالولاياتالمتحدةيعتقدونأنالمخلَّص(المسيحالمنتظر)سوفيظهرفيإسرائيل،وبالتالييدعمونوجودهذهالأرضلكيتتاحالفرصةلظهورهذاالمخلَّص.
رؤيةإسرائيليةمقابللارؤيةعربية
وبغضالنظرعنجوهرهذهالرؤىالأمريكيةفإنهافيالنهايةوسيلةمنوسائلالكيانالصهيونيفيضغطهالمعنويعلىالولاياتالمتحدةلتحقيقخطتهالإستراتيجيةبلاهوادة،أوتراجع،لايقابلها،علىالجانبالعربي،إلاغيابالرؤيةالواحدة،إذاكانتهناكرؤيةأصلًالدىأيطرفمنالأطراف،التييمكنبموجبهااستعادةحقوقالفلسطينيينالمغتصبة،والانشغالبالفتنوالعصبياتالدينية،التيبلغتحدالانقسامالداخليوالاقتتالفيفلسطينبينحماسوفتح،إضافةإلىشواهدالفتنفيأرجاءواسعةمنالعالمالعربيالقائمةعلىالمذهبيةوالطائفية.
وهذاالغيابللرؤيةالعربيةيعبرعنفشلإستراتيجيتعانيهمنظوماتالإدارةوالسياسةالعربيةمنذعقود،ولاتزال،وهومايجعلهافاقدةللإرادةفينهايةالأمرلتحقيقمطالبالشعوبالعربيةالعادلة.
فيالمقابلنجدأنالكيانالصهيونيقدوضعرؤيةإستراتيجيةبعيدةالمدىلايحيدعنهاأيممنتولواحكوماتهعلىمدىتاريخاحتلالهللأراضيالعربية،بدءامنبنجوريونصاحبتسميةالدولةالعبريةالوليدةباسمإسرائيلومنمؤسسيهاالأوائل،الذيتولىرئاسةالحكومةتسعمرات،بدأتالأولىبقيامدولةالكيانالصهيونيعام1948وانتهتالتاسعةفي26/6/1963،ثمتتابعتالسياسةذاتهاعلىالحكوماتالمتعاقبةالتيتولاهاكلمنموشيهشاريتثمليفيأشكول،وجولدامائيرومناحمبيجين،اسحقشامير،اسحقرابين،ثمبيريزونتنياهووباراكوشارونوصولاللزمنالراهن.
ولاتخشىأيمنهذهالحكوماتأيًامنممارساتالبطشواستخدامالقوةالمفرطةمعالشعبالفلسطينيالأعزل،والمجازرالتييرتكبونهاضدالفلسطينيينبلاتمييز،ولافيتعارضهذهالممارساتمنمقولاتالديمقراطيةالتيتتشدقبهاآلةالإعلامالغربيعنالكيانالصهيونيبسببالدعمالكاملمنقبلالولاياتالمتحدةوحلفائهاالأوربيين.
فهذاالمجتمعتكوّنأساسًاعلىالعدوانوالاحتلالوالاستيطانوالتوسعوطردالسكان،وقامعلىأساس«نقاءالدولةوصفاءالعرقاليهودي»،ومازاليرفضأنتكونإسرائيلدولةلكلمواطنيها،بللليهودمنهمفقطوليهودالعالمالموجودينفيخارجها،هذاهوجوهرالفكرةالصهيوينة،التيلاتزالالأجيالاليهوديةتتربىعليهافيمؤسساتمجتمعالكيانالصهيونيالمدنيةوالعسكرية،وهذامايفسرالتنكيلوالقتلالمتعمدواللاإنسانيالذيتمارسهالمؤسسةالعسكريةالصهيونيةضدالفلسطينيين.
تناقضاتالعنصرية
إنأحدأبرزمظاهرالتناقضالتينشهدهااليومإصرارإسرائيلعلىأنتمنحدولتهاطابعًادينيًا،مقابلرفضهاالمعلنلكلالفصائلالعربيةذاتالتوجهاتالدينيةوبينهاحماس،ووصفجميعالتنظيماتالدينيةبالإرهابوالتطرف،بالرغممنأنظهورهذهالتوجهاتالسياسيةذاتالطابعالديني،فيجانبكبيرمنها،ردفعلبديهيللشعاراتالتيترفعهاإسرائيلوترسخلهاعنطبيعتهاالدينية.وفيإطاراستمرارالحكوماتالصهيونيةعلىتأكيدالطابعالدينيللدولة،فعليهاأنتتوقعالمزيدمنردودالفعلذاتالطابعالدينيفيالمنطقةرداعلىهذاالنهج،وربمانشأةالمزيدمنالتنظيماتالسياسيةالدينيةلمواجهةالشعارالدينياليهوديالمعلنمنقبلالكيانالصهيوني.
وتجدرالإشارةإلىأنإعلانإسرائيلعنطبيعةالدولةالتيتطمحلإقامتهابوصفها«دولةيهودية»،وهذاماوافقعليهالرئيسالأمريكيأوباما،يتضمن،بالضرورة،انتزاعكلالحقوقأوالامتيازاتالتييتمتعبهاعربإسرائيل،مسلمينومسيحيين،وإجبارهمإماإلىإعلانيهوديتهم،أوالخروجمنحدودمواطنيالدولة،وإنبقوافسوفتنتزعمنهمجميعالامتيازاتالتيقدتتعلقبفرصالعملأوالإقامةوغيرها.والغريبأنالرئيسالأمريكييساندقيامدولةدينيةفيإسرائيل(يهودية)ويرفضقيامدولةدينيةفيفلسطين(إسلامية)،وهومايعبرعنثقافةالحروبالصليبيةالمختزنةفيأعماقالثقافةالأوربية.
وبالتاليفإنالعاملالدينيالذييستندإليهالكيانالصهيونياليوم،لكييغذيإلهامهللمتدينينالمسيحيينفيالولاياتالمتحدة،وربماخارجهاأيضًا،هوفيالحقيقةلونمنألوانالحقالتييرادبهاباطل،وإقحامللدينفيالسياسة،شأنهتقويةالنزاعاتالدينية-السياسيةفيالعالمالعربي،وتأكيدالطابعالعنصريللدولةاليهودية.
وهذاالعاملالديني،أيضًا،هوالذييجعلالكيانالصهيونيحتىاليوميراوغكثيرًافيفكرةرسمحدودمحددةلدولته،لأنهفيإخلاصحكوماتهعلىتنفيذالإستراتيجيةالموضوعةسلفًايعرفأنالأرضالموعودةهي«منالنيلإلىالفرات»،بينماالواقعبعيدعنهذهالفرضيةلأسبابسياسيةعديدة.
والمطلوبالآنمنجميعالقوىالعربيةالوقوفبحزموبرؤيةإستراتيجيةمقابلةتحققكيفيةاستعادةالأراضيالمغتصبةفيفلسطينووقفالتعدياتوالاستيطان،وإيجادوسائلالضغطالتييمكنممارستهاعلىالغربلتأكيدحقالفلسطينيينفيأرضهم.والتأكدمنأنتغيرالوجوهفيأيمنالإدارتينالأمريكيةوالإسرائيلية،لاعلاقةلهبالثوابتالإستراتيجيةلكلمنهما.
فصحيحأنخطابباراكأوبامابشكلعامتجاهالمنطقةالعربيةوالشرقالأوسطيبدوأكثرليونةمنسابقيه،لكنهفيالنهايةيراعيالمصالحالأمريكيةالعلياولايستطيعتجاوزها،وبينهاحقالدعمالمطلقلإسرائيل.
إنهذهالإستراتيجيةالتيينبغيعلىالدولالعربيةأنتتحركالآنلوضعأسسها،وملامحهاالعامة،وإعدادالخططالإستراتيجيةالزمنيةلتنفيذهاتبدواليومأكثرضرورةمنأيوقتمضى،خصوصاأنرياحالتغييرالتيتهبعلىالمنطقةوتعدبإرساءالديمقراطيةوإطلاقالحرياتسوفتعتمدعلىأساليبجديدةفيالحكممنبينسماتهاتغيرالوجوهوتعاقبهاعلىالحكمفيالجمهورياتالعربيةالمختلفة،لكيتنفذالمصالحالعليالشعوبهاالتيتقومبانتخابها،ومنبينأولوياتمصالحالشعوبالعربيةتسويةالنزاعالعربيالإسرائيليمنأجلمستقبلأفضللكلالأجيالالجديدةفيالمنطقةالعربيةبأسرها،وفيمقدمتهاإنشاءدولةفلسطينالعربيةذاتالسيادةالكاملةعلىأرضهاوحدودهاوسمائهاومياههاوحريتها.