يرى د. إحسان عباس في دراسته الرائدة حول أبي حيان أنه يمثل وعيًا اجتماعيًا غير ناضج، وعيًا غير مبني على فلسفة متكاملة في الحياة، فهو هدف للمتناقضات، يقف وحده، لايخلق له فكرة واضحة، ولا يسعى ليجمع حول فكرته أنصارًا. وبهذه الصورة يتمثل لنا كيف يقع الفرد في المأساة؛ لأنه لا يفهم معنى الصراع الاجتماعي.
وبالرغم من أنني أتفق مع إحسان عباس في أن التوحيدى كان تجسيدًا لمأساة الفرد الذي يقف وحده في وجه التيار، لكنه لا يستطيع صده، فإنني أختلف حول وصفه بأنه يمثل وعيًا اجتماعيًا غير ناضج، وفقا لمعايير كلاسيكية إلى حد ما، مرتبطة بتشكيل مذهب فلسفي متكامل متسق، ونزوع فعلي لتكوين تيار، وتشكيل حركة تغير جماعي. ذلك أن الوعي الذي يمارس النقض والشك والسؤال المتجدد حول كل شيء مهما كان هامشيًا، فضلا عن كونه وعيًا لا مذهبيًا، فإنه وعي يمارس علاقة شديدة التعقيد والخصوصية بالظاهرة الاجتماعية في تجلياتها البعيدة والملتبسة، والتي تبدو ساذجة وبسيطة في كثير من الأحيان. بل إن هذه الفردية المأساوية في حد ذاتها تطرح نمطًا لافتًا من أنماط الوعي الاجتماعي الملتبس بالظواهر السيكولوجية، وعلاقتها الإشكالية بالظواهر الاجتماعية، ولعل ما حققه العلم الاجتماعى أخيرًا من تجاوز واضح للنظرة الدوركايمية والمهتمة بالظواهر الضيقة الصارمة، لحدود علم الاجتماع، والفاصلة له فصلاً حادًا عن غيره من العلوم الإنسانية، يقدم لنا إمكانية دراسة هذه الأنماط الخاصة من الوعي الاجتماعي دراسة أكثر ثراء وفهمًا وتعمقًا، على أي حـال، هذه فرضية لابد من اختبارها في قطاع واسع من الفكر الإسلامى الوسيط، وليس هذا مقام طرحها.
أما محمود أمين العالم في دراسته حول تساؤلات الهوامل المنشورة في مجلة «فصول»، فيرى أن أسئلة أبي حيان على تنوعها وعمقها في الهوامل، ليست بالأسئلة الأساسية بالعصر الذي كان يعيش فيه، بل هي أسئلة ثقافية معرفية فلسفية مفارقة، أسئلة مجتمع معين من المفكرين والعلماء والمثقفين. ولأطرح سؤالا في هذا الصدد، ألا يمكن أن تطرح أسئلة العصر وقضاياه الكبرى الأساسية من خلال أبسط مظاهر الحياة الإنسانية، وأكثرها ابتعادا عن الإشكالية، بل من محاولات الحفر العميق في المفاهيم والممارسات بحثا عن المضمر في اللاوعي الجمعي لثقافة ما، وكشفا لعلاقات الخفاء، وزلزلة للمسلمات والثوابت على كل المستويات! بل إن التوحيدي في مناقضته الواضحة لكيفية الطرح العقلاني القائم في عصره، ونموذجه مسكويه، كان يسعى نحو ممارسات معرفية أقل استقرارا وثباتا وقولبة ويقينية وأبعد غورًا وأشد عمقًا وحيوية وتوترًا في قدرتها على معالجة قضايا العصر وإشكالاته في ظل فضاء معرفي نسبي مفتوح يستوعب إيقاع العصر، ويكشف عن خباياه، بل إن الأستاذ محمود أمين العالم يقر بمفارقة الطرح الحيوي القلق لدى التوحيدي في مواجهة الطرح الأرسطي اليقيني لدى مسكويه!
مأزق التوحيدي
ويمكننا القول بأن مأزق التوحيدي يكمن في أنه كان حداثيًا، ربما أكثر مما يحتمل بعض الباحثين المعاصرين.
ولعل د. جابر عصفور في حديثه عن أبي حيان، كان أكثر تمثلاً لطبيعة هذا المفكر ووعيه المركب، والتباساته الإشكالية؛ إذ يؤكد أن أبا حيان كان نمطًا فريدًا من المبدعين لا يخضع للتصنيف الجامد الذي يختزل الثراء في صفة واحدة البعد كالموسوعية وغيرها، ذلك أنه كان تجسيدًا لافتًا للوعي المديني الذي من لوازمه الشك في التقاليد الجامدة والأوضاع الثابتة والقوالب المتحجرة، وإثارة السؤال الدائم حيث الأفق المعرفي النسبي المفتوح دومًا للتعددية والاختلاف الثريين، والتسامح، كفضاء المدينة متعددة الأعراق والأجناس، واللغات والديانات والمذاهب والعلاقات..إلخ. إن فضاء الوعي المديني هو فضاء التمرد والعقل الحر الذي لايكف عن مساءلة ذاته وكل ما حوله سعيا لتأسيس إمكانيات الحوار الخلاق لا التنافر والصراع المدمر في عمق مساحات التنوع والاختلاف. وبالطبع، يسعى هذا الوعي لتأسيس الحضور الإنساني الأصيل الفاعل في التاريخ وبالتاريخ، بوصفه حضورًا حيويًا إبداعيًا خلاقًا، لا يخضع للنظريات والقوالب اليقينية المطلقة. بل إنه وعي يحلم بتتميم النوع الإنساني حضاريًا؛ حيث يضيف اللاحق إلى السابق، فضلا عن كونه وعيًا يسعى لتأسيس صيغة اجتماعية أكثر رقيًا واحترامًا لإنسانية الفرد؛ حيث يتبادل الحوار الجدلي مع الآخر الاجتماعي، ولا ينسحق في ظل الجماعة وحتمياتها المتنوعة، وستتصاعد هذه النغمة لتسفر عن نقيضها تدريجيًا؛ حيث ستتجه هذه النزعة الإنسانية إلى طابع نخبوى متعال، كرد فعل دفاعي إزاء وطأة حضور الجماعة أو الحشد حضورًا تسلطيًا رقابيًا عدوانيًا وهجوميًا في أحيان كثيرة، كما سنرى فيما بعد.
وإذا كان الوجه سالف الذكر للوعي المديني هو الوجه الإيجابى الحالم، أو لنقل التجلي المثالي له، فهناك وجه آخر سلبي بل وحشي وقاس للمدينة، غير أن هذا الوجه لن يتجلى عبر مرآة الوعي التوحيدي إلا في ظل ما سيواجهه هذا الوعي من إحباط وتجاهل ولا مبالاة، ونفي وإقصاء معرفي وسلطوي يوقعه دومًا تحت وطأة الضرورة الساحقة للعيش.
إن هذا الوعي المحبط اليائس سيسقط في فخ الميتافيزيقا؛ إذ يقدم لنا طرحًا مفارقًا لمأساته ذا طابع خلاصي كما ذكرنا آنفا، حيث يلتقط الوعي التوحيدي المغترب، بل يعاني قسوة ووحشة معايشة وجوده العدمي داخل فضاء العبث والزوال واللاجدوى ظلالية الحضور، فالكل باطل، قبض الريح، كالسراب المراوغ الذي لا يلبث أن يختفي ويتبدد كلما حاولت الذات الإمساك به فكأنها تقبض على الفراغ والعدم، غير أن هذه الصياغة المفارقة ناضحة بالحضور الواقعي المرير لقسوة العيش في البلد الوبيء، وبالوعي الحاد المؤسي بوحشة الضياع داخل فضاءات المدن الكبرى، وغربة الفرد وانسحاقه واستلابه متعدد المستويات داخل هذه المدن الجاهلية فيما أسماها الفارابي، أو الجائرة فيما أطلق عليها إخوان الصفا في رسائلهم.
يقول التوحيدي: «اللهم نغص العيش في هذا البلد الوبيء، وفى هذا المكان المقض بين هذا السواد المظلم، على هذا البساط الشائك.. يا كيد الزمان، ونكد الأيام.. يا مضاجع البلوى تمهدي.. يا مناهل العيش تكدري.. يا معالم الأنس بيدي.. يا هذا.. هممك كلها فاسدة.. أعمالك زائفة.. ليست نافعة.. أحوالك مكروهة.. إلى متى تظن أنك رابح وأنت خاسر.. سرك كفران، لفظك بهتان، وسرورك طغيان، غناك بطر، فقرك ضجر، غرورك رياء وسمعة.. أحوالك كلها بهرج وزيف.. هذه الدار.. امتلأت بالذئاب.. يا هذا : أنت تفضل إنسانا على إنسان.. بالدراهم والدنانير، والثياب والضياع والفاشية والحاشية.. يا هذا.. دع سكران الهوى حتى يتهادى في سكره.. ودع المحتاج حتى يموت على حاجته.. فليس إلى البغية سبيل.. يا هذا.. أخلق الدين وعمت الفحشاء، وفسد العلماء وفشا الجهل، وظهر الغي، وتكاشف الناس، وفقد الصدق، وكثرت الجرأة.. يا هذا الوقت كدر والأمر عكر، والحال قذر والفعل منكر والوجه وقح، والغفلة غالبة، والأحداث سالبة.. أيها الصاحب.. فما لبثنا في هذا البلد الوبيء، والمدينة الحرجة إلا كلفت اليمين عن الشمال وكنقرة الديك في الماء أو كظل قد أخذ في النقصان، أو كتوهم من النفس، أو كلمح من البصر».
قسوة المدينة
وهكذا، ومن عمق الطرح الميتافيزيقي ذي الطابع الديني والأخلاقي، يبزغ وجه المدينة القاسي، دار الذئاب، حيث يسود الصراع والتناحر والدسائس والمؤامرات والتحاسد والتباغض، وتتفشى العداوات، ويتقاتل البشر كوحوش ضارية من أجل البقاء، وسعيًا لاهثًا محمومًا وراء تحصيل الملذات الدنيوية، والمآرب والأطماع المبتذلة التافهة، خاصة في مجتمعات النخب بمستوياتها المتعددة وعلاقاتها المعقدة. إن المدن الوبية، فيما يطلق عليها التوحيدى، هي مدن الزمان الفاسد الرديء الواقع المنحط، واقع البغي والطغيان والاستبداد؛ حيث يمارس القمع في كل صوره وتجلياته، السياسية والدينية والثقافية، والاجتماعية والاقتصادية. وعبر نسيج العلاقات العنكبوتية داخل هذه المجتمعات الوبية يفرض على المرء حظر مركب إذ يغدو مراقبًا مرصودًا من خارجه، وداخله على حد سواء، يتربص به ويحاصره الغدر والخيانة التي قد تأتيه من مأمنه. وتتسم هذه المدن بكونها مدن الشر والترف والبذخ المهلك والفاحش والمجون ومجالس الخلاعة والندامة، أو ندماء اللحظة العابرة الذين يبيعون ولاءهم بالمال والموائد العامرة والعطايا المتنوعة. إنها مدن المظاهر الزائفة البراقة وخواء الباطن، مدن لحظية الزمن، فاقدة لدفء الذاكرة أو توهج الحلم المستقبلي، لا يحكمها سوى الآن العدمى الذي تبلور حضوره العلاقات والمصالح والتحالفات المؤقتة المتغيرة بتغير الأهواء والأمزجة والغايات. وهي بالطبع مدن المعايير الظالمة والزائفة حيث التفاوت الحاد بين الفقراء والأغنياء الجشعين البخلاء، وحرمان الفاضل وإدراك الناقص، وعلاقات الرياء والخوف والكذب، أو النفاق والشقاق، وانفراط عهود الصداقة، وتفشي العداوات بين الإخوة والأقارب والجيران، وتشيع داخل مدن الجهالة هذه ممارسات التطرف على كل المستويات المعرفية والقيمية، بل إن علماء هذه المدن ووعاظها وزهادها يتسمون بالنفاق والرياء يطلبون الدنيا بالعلم، ويغدون وسائط السلطة الاستبدادية وحماتها ودعامتها. وهكذا، تغدو فضاءات هذه المدن ذات الآراء والأعمال السيئة والأخلاق الرديئة والجهالات المتراكمة، فيما يصفها إخوان الصفا، فضاءات لصياغة المعايير المزدوجة المتناقضة، العبثية اللامعقولة، الصادمة لكل منطق، والتي تهتز أمامها العقول الواعية، متحيرة ومرتبكة وحزينة. ولعل التوحيدي في تكراره السؤال والحكي المرة تلو الأخرى حول مسألة الانتحار، أو قتل الإنسان نفسه، سواء في الهوامل أو المقابسات، لم يكن يمارس تسلية عقلية أو يكتفي برصد حادثة رآها أو سمع عنها، أو بتسجيل دهشته من المسألة، لكنه كان يغوص في عمق الشقاء الذي يعانيه الأفراد داخل هذه الفضاءات المدينية الموحشة. ذلك أنه ربط مسألة الانتحار، بظروف دافعة لها، ومنها إخفاق متوال للمرء، وفقر بل حاجة مذلة، وحال تتمنع على حوله وطوقه، وباب ينسد دون مطلبه ومأربه، وعشق يضيق ذرعًا به وقد أصابه الضجر في معالجته، ويقص علينا قصة رجل بمدينة السلام، اجتاز طرف الجسر، وقد أمسك به رجال الشرطة يسوقونه إلى السجن، فأبصر موسى وميضة في طرف دكان مزين، فاختطفها كالبرق، وأمرها على حلقومه، فإذا هو يخور في دمائه، قد فارقته الروح وودع الحياة !
والحكاية دالة بذاتها على ممارسات البغي والقمع السلطوي التي يمكن أن تكون كامنة وراء هذا الفعل اللامعقول من قبل رجل لا نعرف هويته ولا تهمته، لكنه لا يبدو من سلوكه الانتحاري مجرمًا عتيدًا، بل يبدو مظلومًا يائسًا من إمكانية الرحمة والعدل داخل هذا العالم الجائر . أما في نص المقابسات، فيقص علينا التوحيدي قصة أخرى، أعمق من حيث دلالتها ومساسها بمأساة القاص نفسه، إذ يقول: «شاهدنا في هذه الأيام شيخا من أهل العلم ساءت حاله، وضاق رزقه، واشتد نفور الناس عنه، ومقت معارفه له واعتلال أصدقائه عليه، فلما توالى عليه هذا دخل يوما منزله، ومد حبلاً إلى سقف البيت واختنق به، وكانت نفسه في ذلك، فلما سمعنا حاله جزعنا وتوجعنا».
القرار العاجز
وربما كان الشيخ مرآة التوحيدي، وأمثاله من المثقفين الهامشيين الفقراء داخل فضاءات النخب ذات المعايير الظالمة الجائرة، ومن اللافت حقا أن يتأرجح موقف التوحيدي إزاء هذه الحالات بين التعاطف والرفض، هذا بالرغم من وعيه الحاد، بل معايشته الفعلية قسوة المدن وظروف العيش الظالمة فيها لمن لا سند له سواء كان من العامة أم من العلماء والمثقفين، ذلك أنه يتعاطف ويتفهم، بل إنه يورد على لسان بعض الحاضرين في مشهد القص حول الشيخ العالم المنتحر، ما يلي: «لله دره لقد عمل عمل الرجال، نعم ما آتاه واختاره، هذا يدل على عزة النفس وكبر الهمة، لقد خلص نفسه من شقاء كان قد طال به». ويرد آخر على هذا الكلام مفندا إياه محتكما إلى منطق العقل والشرع، اللذين يحرمان هذا الفعل لكونه يتناقض مع منطقيهما وغايتهما الساعية للحفاظ على الإنسان ونشأته، وعمارة الكون والعيش داخله وفقا لوصايا العقل والشرع اللذين يتفقان من حيث الجوهر على طلب السعادة والسيرة المرضية والأخلاق السنية في العاجل والآجل. ولعل المتحاورين كانا يعبران عن التناقض الكبير في نفس التوحيدي المعذبة بالتباساتها وأحلامها وطموحاتها المحبطة ويأسها الذي لا يخلو من بريق الأمل بالرغم من كل شيء. وفى نص الهوامل، يطرح التوحيدى الهاجس نفسه، منحازًا هذه المرة إلى الحياة العزيزة الشريفة في مقابل العدم الذي لا شرف له إذا ما قورن بالوجود، ويتساءل متحيرا واجدا: «لم سهل الموت على المعذب مع علمه أن العدم لا حياة معه، وأن الأذى، وإن اشتد فإنه مقرون بالحياة العزيزة.. الموجود أشرف من المعدوم، ولا شرف للمعدوم، فما الذي يسهل عليه العدم؟!».
وإذ يعاني التوحيدي عجزه عن اتخاذ قرار الخلاص من هذه الدنيا الوبية، يأتي رد مسكويه ليكشف عن صرامة وتماسك عقلي حازم، وواقعي حتى حدود القسوة العارية والصادمة، بل والمحايدة الباردة، فمن ناحية يفند مقولة العدم، وكون الموت للجسد دون الروح الجوهرية أو النفس الناطقة الخالدة، وهو يعلم أن التوحيدي لم يقصد هذا المعنى، لكنه مشغول بالتنبيه إلى موضوع الغلط والضبط المنطقي للمقدمات. ومن ناحية أخرى، وعبر رؤية أخلاقية حاسمة، تنطوي على مزايدة واضحة لمن لم يجرب قسوة العيش وانكسارات الروح تحت وطأة الحاجة الملحة، والضرورة الساحقة يؤكد مسكويه أن الحياة ليست عزيزة على إطلاقها، ولكنها لا تغدو عزيزة إلا إذا كانت جيدة سالمة من الآفات والمكاره والذل والضيم والمصائب في الأهل والولد، أما لو كانت حياة رديئة تمتلئ بالمعاناة والقسوة والمذلة فالموت والقتل خير وأكثر كرامة واحتراما للإنسان.
وبالرغم من أن رد مسكويه يمجد الحياة الكريمة الحرة للإنسان ويرفض ما دونها، فإن تساؤلات التوحيدي تكشف عن مأزق الفرد ومعاناته المؤسية، وتناقضاته الفادحة داخل هذا الفضاء المديني، معقد الملامح ما بين السلب والإيجاب، ولعلها أكثر مساسا بعمق التناقض، لا المعرفي والقيمي فحسب لكن الوجودي المأساوي للإنسان الفرد المتأرجح بين اليأس والرجاء مادام لم يزل حيا يتنفس الحياة وجمالها بالرغم من كل الشقاء أو كما يتساءل في الهوامل «لم اشتد عشق الإنسان لهذا العالم حتى لصق به وآثره؟! مع ما يرى من صروفه ونكباته وزواله بأهله».