كتابان جديدان عن صدام حسين
صدر أخيراً في بريطانيا كتابان يتزامن نشرهما مع الذكرى العاشرة لغزو صدام حسين لدولة الكويت - "صدام العاصي" لريتشارد بتلر، و "صدام حسين، نوازع الانتقام" لسعيد أبو ريش ـ ويتناولان من منظورين شديدي التباين مجموعة الأحداث التي أدت إلى الوضع الراهن في العراق، ويحذّران من الأخطار التي يمكن أن تترتب على بقاء الوضع على ما هو عليه في ذلك البلد.
يقدم أبوريش في كتابه نظرة بانورامية على تاريخ العراق الحديث وموقع صدام داخله، كما يعد الكتاب في الوقت ذاته دراسة تحليلية لشخصية الرئيس العراقي. أما كتاب ريتشارد بتلر، فيقوم على ركيزة أضيق بكثير تتمثل في السنتين اللتين قضاهما منذ أواسط عام 1997، رئيساً تنفيذياً للجنة الأمم المتحدة الخاصة "اليونيسكوم" التي شكّلت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 687 الصادر في يناير عام 1991. ينص هذا القرار على ضرورة تدمير وإزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية - النووية، والكيماوية، والبيولوجية، والصواريخ التي يتعدى مداها مسافة 150 كيلومتراً مربعاً.
ويزعم أبوريش أن الكتب والمقالات السابقة عن صدام حسين تتسم بنظرة أحادية الجانب، وأنه يهدف من كتابه إلى تقديم صورة أوسع وأشمل من خلال وضع صدام داخل سياق كل من تاريخ العراق الحديث وتجارب طفولته ونشأته. كما يطالب الولايات المتحدة وبريطانيا بالموافقة على الرفع الفوري للعقوبات المفروضة على العراق، وبأن تتبنى الدولتان، في الوقت ذاته، نهجاً فاعلاً فيما يتعلق بمحاولة التخلص من صدام، يدخل في إطاره عرض عفو عام عن أفراد القوات المسلحة القادرين على الإطاحة بصدام، وتقديم المكافآت والمساعدات لهم.
أما ريتشارد بتلر، فيسعى إلى تحقيق هدفين من كتابه عن تجربته كرئيس للجنة اليونيسكوم، الأول هو التحذير من أن صدام قد واصل تطوير أسلحة الدمار الشامل، واقتراح الوسائل التي يتعين على المجتمع الدولي أن يتعامل من خلالها مع النظم الحاكمة التي تعمل على تطوير تلك الأسلحة، في حين يتمثل الهدف الثاني في إثبات أنه كان على حق في أفعاله حين كان رئيساً لليونيسكوم، وفي مواجهة أوجه النقد والاتهام التي وجّهت إليه.
موقف انتقادي
ويتخذ أبوريش موقفاً انتقادياً بالغ الحدة من بتلر، الدبلوماسي الأسترالي السابق، فقد كتب يقول: "كان من الواضح تماماً أنه الرجل غير المناسب للمهمة، إذ كان يمثل بالنسبة لمن يؤمنون بالكرامة وباحترام النفس موظفاً استعمارياً عتيق الطراز، مصرّاً على إهانتهم".
وهو يصف بتلر بأنه "فظ، ومفتقر إلى الكياسة"، وبأنه محب للشهرة، فخلال ستة عشر شهراً عقد بتلر عدداً من المؤتمرات الصحفية يفوق عدد المؤتمرات التي عقدها سلفه "رالف إيكيوس" في ست سنوات، كذلك يرى أبوريش أن بتلر لديه شعور بالازدراء تجاه العراقيين، وأنه كان متهيئاً تماماً لإرضاء الولايات المتحدة وبريطانيا. بل إن بعض الاعتراضات على تصرّفات عراقية معينة كانت تعلن عن طريق واشنطن قبل أن تعلنها الأمم المتحدة.
ويقدم أبوريش في كتابه صورة مفصّلة لعقدة صدام ولشخصيته المتناقضة، ويحاول أن يفسّر العوامل التي شكّلت سلوكه ودوافعه، بما في ذلك فترة الطفولة القاسية والمعدمة التي عاشها بإحدى القرى القريبة من تكريت. إذ مات أبوه قبل أن يولد، وتزوجت أمه من رجل عرف باسم "حسان الكذّاب"، وقد قضى صدام طفولته واحداً من "أولاد الأزقة" - أو "أولاد الشوارع" - ويصف أبوريش كيف أن شخصية "ابن الأزقة" قد عادت للظهور من جديد داخل صدام خلال أزمة الخليج.
ويقول أبوريش: إن صدام كان تلميذاً ذكياً، وأنه أظهر بالفعل آنذاك تلك القدرة على التنظيم نفسها التي أظهرها كبالغ، وهو يرى أن صدام أثبت فهماً أكبر للناس العاديين مقارنة بأي زعيم آخر في تاريخ العراق.
وأبو ريش فلسطيني عمل صحفياً ورجل أعمال قبل أن يصبح مؤلفاً لعدد من الكتب تتناول جوانب مختلفة من التاريخ الفلسطيني والعربي الحديث. وقد عمل في خدمة النظام العراقي حوالي عشر سنوات، بداية من منتصف السبعينيات، ساعد خلالها النظام في تخليص تعاملاته التجارية المدنية والعسكرية، وخاصة في جهوده لإقامة روابط مع الشركات الغربية الكبرى والحصول على التكنولوجيا الحديثة والأسلحة.
وكان أبوريش واحداً من تلك المجموعة من الفلسطينيين والعرب الآخرين التي أيدت وساندت جهود العراق للوصول إلى وضع التكافؤ العسكري مع إسرائيل، وللتحوّل إلى مجتمع متقدم تكنولوجياً: "لقد استحسنّا هذا الهدف وأيّدناه بحرارة، وأردنا أن يساهم في بناء قنبلة نووية عربية".
كذلك مكّنته خلفيته الصحفية من المساعدة على تحسين صورة صدام والعراق في الغرب، فقد رتّب لإرسال فريق من مجلة "تايم" لإجراء مقابلة صحفية مع صدام في أواسط عام 1982. وكانت تلك المقابلة التي استمرت لسبع ساعات هي أطول مقابلة أجريت مع صدام. ولم يستقل أبو ريش إلا في العام 1984 وذلك نتيجة "انني لم أعد قادراً على تبرير وجود أي أعمال بيني وبين صدام: فقد نغّصني مركب القتل والاستخفاف بحياة الآخرين حتى أصبحت عاجزاً عن القيام بأي عمل معه".
وقد أفاد أبوريش كثيراً من خبراته الشخصية عن العراق ومن كم كبير من البحوث والمقابلات في تقديم إحدى الروايات الأكثر تبصّراً، والأغنى بالمعلومات التي نُشرت في الغرب عن صدام. وهو يصف صدام بأنه قد نقّح ووسّع أساليب التعذيب التي استخدمتها كل من ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي في عهد ستالين، وبأنه بنى أكثر الدول البوليسية قسوة ووحشية في العصر الحديث. كما يرى أن صدام قد اقتدى بأساليب جوزيف ستالين ومزجها بالنزعة القبلية: "مركب من المكر البدوي والمنهاج الشيوعي يمثّل مزيجاً حيّر كلا من أصدقائه وخصومه".
ويورد أبوريش في كتابه العديد من الأمثلة على الأسلوب الوحشي الذي اتبعه صدام في ترتيب قتل - أحياناً بيديه هو - حتى الزملاء القدامى عند أبسط شك في ولائهم. ويعرض في هذا السياق لحادثة قتل زوجيّ ابنتيه بعد إغرائهما بالعودة من الأردن إلى العراق مع وعد أكيد بالعفو عنهما.
ويسلط أبوريش الضوء على تفاصيل حياة صدام بما في ذلك حبّه لارتداء أزياء مختلفة ما بين مدنية وعسكرية، وعربية وأجنبية، وإنفاقه مبالغ طائلة على تشييد قصور باذخة، ونصب معمارية مثل قوس النصر ببغداد الذي أقيم مرتكزاً على ذراعي صدام. كما يتحدث عن السلوك الوحشي لابنيّ صدام، وخاصة عدي.
ويذهب أبوريش إلى أن سنوات الحرب الثماني مع إيران مثلت الحدث الرئيسي الذي كشف عن شخصية صدام وأزال كل أثر للإنجازات السابقة لنظامه. وفي محاولة لتفسير أسباب غزو صدام للكويت، يعيد أبوريش إلى الأذهان سلسلة الأحداث التي شهدتها السنتان اللتان أعقبتا انتهاء الحرب مع إيران عام 1988 حين كان العراق قد أصبح معزولاً بصورة متزايدة نتيجة لسلسلة من التهم والفضائح الخطيرة تعلقت بمحاولاته بناء قدراته في مجال الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل. وتماماً مثلما كان صدام مخطئاً في تقديراته فيما يتعلق بمجريات ونتائج الحرب مع إيران، كذلك كانت حساباته خاطئة فيما يتعلق بعملية غزو الكويت، إذ بالغ في تقديره لوضعه، وأخفق في أن يأخذ في الحسبان كل الاحتمالات ونتائجها المترتبة، وأجرى تقييماً خاطئاً لتقارير الاستخبارات الواردة إليه.
وعلى الرغم من كل هذا النقد لصدام، فإن أبوريش يحذّر من أن صدام يعد بطلاً بالنسبة لجيل جديد من العرب الذين يكرهون الغرب بسبب معاملته للعراق وهو يطالب كلا من بريطانيا وأمريكا بإتاحة مجال كاف أمام الشعب العراقي لإزاحة صدام.
صورة مفزعة
يطرح ريتشارد بتلر في كتابه مجموعة مخيفة من الدعاوى والتنبؤات فيما يتعلق بمواصلة صدام حسين لمحاولاته لتطوير أسلحة الدمار الشامل، وهو يقدم صورة مفزعة للآثار المحتملة لأسلحة صدام على المدن. فالأسلحة الكيماوية لا تحتاج إلى معدات معقدة لإطلاقها وتوجيهها، ويتخيّل بتلر إمكان وصول عميل صدامي إلى مدينة نيويورك ومعه زجاجة سعتها لتر واحد من أحد الأسلحة الكيماوية المتعددة التي يعمل صدام الآن على تطويرها، إن بإمكان هذا الإرهابي استخدام رشاشة Sprayer بسيطة لإطلاق محتويات الزجاجة في الهواء في ميدان "تايمز سكوير" أو عند محطة "جراند سنترال ستيشن"، وسرعان ما سيهلك مئات، بل ربما آلاف الناس في موتة مريعة.ويذكّر بتلر بما حدث في يونيو عام 1998 عندما حلل كيميائيو "اليونيسكوم" بعض العينات المعدنية من العراق، واكتشفوا دلائل على أن مادة الـ "في إكس" - وهي إحدى أفتك المواد المسمّمة - كانت متصلة بالمعدن. وقد أنكر العراق في البداية أنه صنّع على الإطلاق مادة الـ "في إكس"، ثم زعم في وقت لاحق أنه صنّع فقط مائتي لتر منها، غير أن اليونيسكوم وجدت أن العراق صنّع مالا يقل عن 3900 لتر من هذه المادة، أي ما يوازي 9،3 طن. ومن المعروف أن نقطة واحدة من الـ"في إكس" يمكن أن تميت إنسانا إذا سقطت فوق جلده، وقد كتب بتلر يقول إن كل رأس من رءوس الصواريخ التي نجح العراق في تصنيعها يمكنها أن تحمل كمية من مادة الـ"في إكس" تكفي لقتل مليون شخص.
لقد خرجت اليونيسكوم من العراق منذ أكثر من عام، ومازال العراق يقاوم بإصرار السماح للجنة التي خلفت اليونيسكوم، أي لجنة "اليونموفيك" أو لجنة المراقبة والتحقق والتحكم UNMOVIC بالوصول الكامل إلى المواقع المشتبه بوجود أسلحة بها، ويقول بتلر: إن من المؤكد أن "صدام" يبني الآن أسلحة للدمار الشامل، كما تفعل الدول المعزولة الأخرى.وينتقد بتلر ثلاثاً من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن هي: روسيا وفرنسا والصين بسبب وقوفها في وجه أي محاولة جادّة لتجريد صدام من الأسلحة. ويضيف: "ذلك أنها تفضل العمل على تحقيق مصالحها الوطنية الخاصة على تحمّل مسئوليتها الدولية".
ويعد كتاب بتلر، بمعنى ما، نوعاً من الرد المباشر على كتاب نُشر في العام الماضي تحت عنوان "نهاية اللعبة: حل المشكلة العراقية Endgame: Solving Hetrag Problem"، الذي كتبه سكوت ريتر، أحد مفتشي لجنة اليونيسكوم، والذي استقال منها في أغسطس عام 1998، فقد زعم ريتر أن بتلر كان يتلقى تعليمات من حكومة الولايات المتحدة، وأن اليونيسكوم قد سمحت لنفسها بأن تُستخدم كأداة تستعين بها الولايات المتحدة في جمع معلومات استخباراتية عن العراق.
وينكر بتلر أنه كان يتلقى أي توجيهات من الولايات المتحدة، على أنه يوضح أن اليونيسكوم تنسّق في عملها مع الوكالات الاستخباراتية لبلدان عدة، بما في ذلك الأمريكية.
فوحدة "الإخفاء" - وهي مجموعة داخل اليونيسكوم، نجحت في الكشف عن مخبأ للأسلحة العراقية - لقيت المساعدة على سبيل المثال من طائرة تجسس أمريكية "U2" كانت تحلق فوق العراق.ويضيف بتلر: لو أنه كان هناك بالفعل جمع لمعلومات استخباراتية عبر نشاط اليونيسكوم - ربما من خلال أجهزة استخباراتية مخبأة في المعدات المورّدة للجنة - فسيكون ذلك قد تم دون معرفته أو موافقة منه. كذلك ينكر بتلر أن تكون اليونيسكوم قد قدمت في أي وقت معلومات للولايات المتحدة لمساعدتها في تخطيط حملاتها الجوية، أو أنها استخدمت إشارات الراديو لتوجيه جهود الولايات المتحدة لاغتيال صدام.
ويأخذ كتاب بتلر القارئ خطوة خطوة عبر تفاصيل عمل لجنة اليونيسكوم وتعاملاتها مع العراقيين "إن كل خطوة من خطوات التجريد من الأسلحة، وكل اكتشاف وتدمير للأسلحة ولوسائل تصنيعها إنما تم إنجازها في مواجهة عمليات الإخفاء، والخداع، والكذب، والتهديد من جانب العراقيين".ويوجه بتلر انتقاداً حادّاً إلى المسئولين العراقيين، وخاصة نائب رئيس الوزراء طارق عزيز. وقد كتب يقول عنه إن شأنه شأن القادة العراقيين الآخرين، "سيئ الطبع جداً". وهو يضيف أن سلوك عزيز كان متعجرفاً دائماً، وما إن يواجه اعتراضاً حتى يطلق الشتائم والتهديدات.
كذلك يوجه بتلر بعض الانتقادات للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. ففي رأيه أن أنان حاول - عندما زار بغداد في فبراير 1998 في وقت وصل تحدّيه للمجتمع الدولي إلى ذروته - أن يحل الأزمة عبر وسائل دبلوماسية منفصلة تماماً عن القضايا الأساسية، أي أسلحة الدمار الشامل وسلطة القانون الدولي.
ويشكو بتلر من أن الدول الأعضاء بمجلس الأمن حاولت دائماً - خلال توليه رئاسة اليونيسكوم - إلقاء التبعات السياسية لإخفاقها في تطبيق القانون الدولي على كاهله "كانوا يطلبون مني أن أصدر أحكاماً حول التهديد الذي يطرحه العراق، وهي مسألة خارجة كلية عن نطاق تفويضي ولا يملك صلاحية تسويقها إلا تلك الدول نفسها".
فالتفويض الممنوح لبتلر لا يتضمن في أيّ من بنوده ما يفيد بأن عليه أن يقرر - أو أن يوصي بـ -اتخاذ إجراءات عسكرية، ومع ذلك فقد طلب منه مجلس الأمن، في نوفمبر 1998، أن يقدم تقريراً حول انصياع العراق في وقت من المرجح فيه - لو أن تقريره أظهر عدم انصياع العراق - اتخاذ إجراءات عسكرية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا. ولأن مهمته تتمثل في كتابة التقارير عن الوقائع المتعلقة بتجريد العراق من الأسلحة، فقد فعل هذا، وأعقب ذلك حملة "ثعلب الصحراء" التي استمرت أربعة أيام، وشنّتها طائرات الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويطالب بتلر العالم بالتحرّك الجادّ من أجل منع أي هجوم محتمل بالأسلحة الكيماوية، أو البيولوجية أو أي سلاح نووي محمول لا من قبل صدام حسين فقط بل من قبل أي دولة أخرى، أو حركات إرهابية، أو "جيوش تحرير" أو مجموعات متطرفة، أو من قبل أي جهة لديها دافع لشن مثل هذا الهجوم.
إن الطريقة الوحيدة التي يعوّل عليها، في حدود علم بتلر، هي تلك التي توفرها الاتفاقات والمعاهدات، والمنظمات العالمية المكرّسة من أجل محاربة تصنيع مثل تلك الأسلحة والتخلص مما هو موجود منها نهائياً، غير أن فعالية مثل هذه القيود بل جوهر وجودها ذاته يتعرضان للتقويض من قبل صدام حسين، ويمثل إخفاق العالم في التعامل بفعالية مع صدام حسين أزمة كبرى في إدارة الأمن العالمي.
منظمة دولية جديرة
ويتمثل السبب الرئيسي لصعوبة تطبيق تلك المعاهدات في واقع أن كل دولة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن يمكنها أن تستخدم حق النقض. ويرى بتلر أن على الدول الخمس أن تتعهد بعدم استخدام الفيتو عندما تنتهك دولة ما معاهدة مضادة لأسلحة الدمار الشامل. كما أن الإجراء العسكري سيكون هو السبيل الوحيد، في بعض الأحيان، لتطبيق الالتزامات المنصوص عليها في المعاهدات. وربما يكون من الضروري إنشاء منظمة دولية جديدة تختص بتنفيذ الأعمال المرتبطة بصيانة المبادئ والمعاهدات المضادة لأسلحة الدمار الشامل.وقد كتب بتلر يقول إن للولايات المتحدة دوراً حاسماً في ذلك عليها أن تلعبه. فإسرائيل تمتلك ما يقارب 200 قنبلة نووية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعقّد عملية السلام ويوفّر مسوغاً للدول العربية لتنفيذ برامجها الخاصة للأسلحة. ويتعين على الولايات المتحدة، في هذا الصدد، أن تضمن نزع أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل خلال عملية تسوية سلمية شاملة مع العرب، وأن توفر الضمانات لإسرائيل في هذا الصدد. ويضيف: إن سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بتحجيم قدرات التسلح لدى صدام ينبغي أن تمثل قضية محورية في حملة الانتخابات الرئاسية هذا العام.