مختارات من:

العرب والاتجاه شرقًا

المحرر

يشير رئيس التحرير في حديثه الشهري إلى أن النهضة الآسيوية بإمكانها أن تكون ملهمة لتجارب التنمية العربية في بقاع مختلفة، ويمكن للتقارب العربي الآسيوي أن يصبح أملاً لمستقبل مختلف لكلتا الثقافتين، مؤكدًا أهمية التعرف على العديد من التجارب الآسيوية الرائدة التي تقدم نماذج ملهمة للتنمية. ويدعو المؤسسات العربية المهتمة بالترجمة والتعاون الثقافي إلى مضاعفة جهدها في سبيل التقارب العربي الآسيوي الذي قد يكون عنوانًا لانفتاح العرب على الآخر في المستقبل.

وتستكمل «العربي» رؤيتها هذه بمقال متخصص حول العلاقات الثقافية بين الهند والعالم العربي، يرصدها باحث هندي متخصص يرى أن أصول هذه العلاقات يعود لما قبل خمسة آلاف سنة مضت.

في هذه الدعوة إلى الانفتاح على الآخر الآسيوي تؤكد «العربي» الطابع العولمي لرؤى المجتمعات الدولية في المستقبل، وهو ما يتناوله الدكتور أحمد أبو زيد في مقاله الشهري «مستقبليات»، مشيرًا إلى أن أي تنمية مستدامة قد لا تتحقق بشكلها الأمثل دون سيادة مفاهيم التعاون بين المجتمعات الدولية باعتبارها جميعًا أفرادًا في كوكب واحد له مصير مشترك.

لكن هذا الطابع الكوكبي للتضامن الذي يدعو له د.أبوزيد لا يغفل التنوع والتفرد الثقافي لكل مجتمع أو ثقافة، وهو ما تكرس له «العربي» في موضوع عن الحلي التقليدية في المغرب، وتتأمله في ربوع جوهانسبرج، عاصمة جنوب أفريقيا، وبلاد أيقونة الحرية الزعيم نيلسون مانديلا، الذي استعاد لأهل البلاد من السود سيادتهم ونجح في مزيج فريد بين عنصري الأمة من السود والملونين.

لكن أي انفتاح على العالم لا يمكن له أن يتحقق بجد، دون حركة ترجمة طموحة تجمع الكفاءة بالتنوع والقدرة على الانفتاح على ثقافات العالم فكرًا وعلمًا وأدبًا، وهو ما يدعو له الدكتور جابر عصفور في مقاله من وجهة نظر راعٍ لمشروع ترجمة طموح في القاهرة. كما تتوقف «العربي» أمام تجربة شابة لمصور يمني يفتح عينيه وعدسته وعيوننا جميعًا على آفاق جديدة لفن الصورة الفوتوغرافية دراميًا عبر معالجته لموضوعات التقاطع في علاقة الشخصية العربية بالآخر الغربي.

وتواصل «العربي» دورها في نشر الاهتمام بالعلوم، والأدب، جنبًا إلى جنب مع اللغة والتراث، كعادتها في توازنها بين الأصالة والمعاصرة، عبر العديد من أبواب وصفحات هذا العدد، الذي تستهل به «العربي» عامًا جديدًا تأمل أن يكون عام خير وسلام على القراء جميعًا، فكل عام وأنت بخير عزيزي القارئ.

المحرر مجلة العربي يناير 2011

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016