سعاد الصباح.. وثروت عكاشة
هي حقيقة لا أثر فيها للمبالغة، أن سعاد الصباح بكل المعايير هي ظاهرة عربية نادرة، وأن ثروت عكاشة هو الآخر فلتة من الفلتات التي يجود بها الزمان الشحيح على فترات بعيدة، وقد التقت هاتان الدرّتان في ليلة من ليالي القاهرة التي لن تغيب عن الذاكرة على كثرة ما تطوي الذاكرة والنسيان من أيام وليال.
كانت ليلتهما معاً، كانت سعاد الصباح تكرّم ثروت عكاشة، وكان حولهما كوكبة من رجال الفكر والأدب وبعض صنّاع التاريخ الحديث.
وكانت تلك الليلة الرائعة كما آثرت صاحبتها أن تطلق عليها (وردة في عروة الفارس النبيل) ثروت عكاشة، وأعتقد أنه من حسن حظي أنني عرفت كليهما - المحتفية والمحتفى به - معرفة أظن أنها وثيقة.
ومنذ زمن غير قصير وأنا أصف (سعاد الصباح) بأنها ظاهرة عربية فريدة، فما عرفنا من سيدات العرب - بل ولا من رجالهم - مَن ينفق آلافاً مؤلفة من الدولارات على القضايا القومية في غير ضجيج ولا صخب. إن منظمات عربية تعمل في مجال حقوق الإنسان قامت واستمرت لأن سعاد الصباح بذلت لها وفي سبيلها من المال ما لواستثمرته لكان شيئاً كبيراً، وما لو منعته ما قامت هذه المنظمات أصلاً، ولكنها أدركت أنها بهذا الاستثمار في هذا المجال إنما تقدم لأمتها ولأجيال معاصرة وأخرى لاحقة مثلاً بشرياً نادراً، مثلاً يقول إن العطاء من أجل العمل العام ومن أجل حقوق الإنسان ومن أجل المثل العليا ليست خصالاً مقصورة على الغرب المستنير وحده، وإنما هي خصال يمكن أن توجد حتى في هذه الأرض التي ندر أن تنبت في ظروفها الحالية نبتاً طيباً، ومع ذلك فقد أنبتت هذا النبت الأصيل الجميل الطيب: سعاد الصباح.
عرفتها وهي طالبة تسعى إلى العلم في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ووجهها الجميل تكسوه مسحة من نبل ومن حزن، ويختلط النبل والحزن في العينين العربيتين الجميلتين، فتوحيان إلى مَن ينظر إليهما بكل المعاني السامية الجليلة. ثم عرفتها بعد ذلك تلقي بظلالها الوارفة وتمدّ يدها الحانية إلى الحركات المخلصة في المجتمع المدني العربي فترعاها وتشد أزرها وتغدق عليها في غير منّ ولا خيلاء.
ورأيتها ونحن نضع حجر الأساس للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في (ليما سول) المدينة الجميلة بقبرص عندما ضاقت علينا الأرض العربية بما رحبت ولم نجد فيها مكاناً نجتمع فيه لنعلن إنشاء المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي أوت إلى القاهرة بعد ذلك ولم تجد داراً تستقر فيها إلا بعد أن اشترت لها سعاد الصباح من حر مالها داراً وهبتها للمنظمة.
وأرادت أن تنشئ داراً للثقافة والنشر تشجّع ذوي المواهب المتفتحة وترعى النبوغ الواعد وتمد يد العون للحفاظ على التراث، ورغم ما صادفته من عقوق وهي تبني هذا الصرح إلا أنها استمرت في البناء الذي أصبح منارة عربية شامخة تضيء في كل أرجاء الوطن العربي. ترعى المواهب الراسخة والمواهب الناشئة وتحمي التراث أن يضيع.
مَن يستطيع أن يفعل مثل هذه السيدة الماجدة. قليلون نادرون، ومن هنا فإني عندما أطلق عليها ظاهرة عربية نادرة أو درة عربية نادرة، لا أعدو الحقيقة في شيء، ولست أرجو من الله شيئاً من أجلها إلا أن يمتّعها بالصحة والسعادة التي تستحقها لقاء ما قدمت لأمتها ووطنها، ولقد قدمت - وأنا على ذلك من الشاهدين - الكثير الكثير.
ولن أتحدث هنا عن سعاد الصباح الأديبة ولا عن سعاد الصباح الشاعرة. فهذا حديث يطول وقد أعود إليه في يوم آخر، وإنما يكفيني هنا أن أتحدث عن سعاد الصباح المعطاءة، عن سعاد الصباح المثل، عن سعاد الصباح الإنسان نادر المثال.
وقد أرادت سعاد الصباح أن تقدم للفارس النبيل وردة تعلقها في عروته فطلبت من دار النشر التي أسستها في القاهرة أن تخطط لإصدار كتاب جامع عن ثروت عكاشة يقدم له ولأحبابه ومريديه وللقارئ العربي في كل مكان في تلك الليلة الحافلة بكل معاني الخير والوفاء والنبل.
والكتاب في مضمونه عمل متميز بكل المعايير شاركت فيه نخبة من ألمع الأدباء والمفكّرين، ولم يكتب مضمون الكتاب من أجل المناسبة الاحتفالية، فكثير من أبحاثه كتبت منذ وقت طويل مضى، وبعض كتّابه غادروا دنيانا إلى رحاب ربّهم، وبعضهم مازال على أرضنا يسعى في مناكبها ويكابد همومها، وقد كان أغلب الأحياء يشاركون في الاحتفالية التي أقامتها سعاد الصباح من أجل ثروت عكاشة.
وكان من حسن حظي أني جلست على الطاولة التي يجلس إليها أستاذنا الفاضل العالم الأديب المبدع الأستاذ الدكتور مصطفى سويف.
قامات عالية
وعندما ألقى الصديق العزيز الأستاذ الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي كلمة في تكريم ثروت عكاشة، وقد كانت بالفعل كلمة ضافية تليق بصاحبها وتليق بصاحبي الاحتفال - سعاد الصباح وثروت عكاشة - كان من المعاني التي التفت إليها كيف أن ثروت عكاشة وهو وزير للثقافة كان يعرف كيف يختار الرجال البارزين القادرين على العطاء والقادرين على إبداء الرأي الصريح في غير مواربة ولا رياء وإنما لوجه الفن ولوجه الثقافة ومن أجل مصر، وكان دليل مفيد شهاب على هذا التوجه عند ثروت عكاشة هو اختياره للأستاذين الكبيرين مصطفى سويف وأحمد أبو زيد. أما أولهما فهو أستاذ أساتذة علم النفس وأما ثانيهما فأستاذ أساتذة علم الاجتماع. في ذلك الزمن كان الاختيار يتجه نحو الكبار ولا يقتصر - مثل الحال في أيامنا هذه - على التوجه نحو القامات القصيرة والأحجام الصغيرة.
كنت سعيداً وأنا أجلس قريباً من مصطفى سويف وكنت سعيداً عندما التقيته بعد ذلك في مؤتمر خاص بالقيم والتقاليد الجامعية أقامته جامعة القاهرة.
والكتاب فيه بحث لكل من الأستاذين الكبيرين إلى جوار عديد من الأبحاث لفرنسيين ومصريين من ألمع نجوم الأدب والفن، ومحاولة ذكر بعض الأسماء قد توقع في حرج غير قليل، ذلك أنها كلها أو أغلبها أسماء لقمم لا يجوز ذكر واحد منها وإغفال الآخرين.
وحرصت الدكتورة سعاد الصباح على أن تصدر الكتاب الأنيق العميق في مادته وفي إخراجه بكلمة منها تحمل عنوان (البندقية والريشة) مشيرة بذلك إلى أن المحتفى به - د. ثروت عكاشة - هو من أمراء السيف والقلم، فقد كان ضابطاً في القوات المسلحة المصرية ثم أصبح كاتباً فذّاً لا يشق له في مجاله غبار.
وفي الكلمة التي ألقتها في تلك الليلة الطيبة تحدثت الدكتورة سعاد الصباح عن مصر وعن نيل مصر حديث المحب العاشق ولم تنس أن تذكر والدمع يكاد يذرف من عينيها أنها أودعت في تراب مصر وديعة غالية كأغلى ما تكون الودائع.
ما أروعها وهي تتحدث عن مصر وعن حب مصر وعن فضل مصر.
صدّقيني يا سيدتي إذا قلت لك إن مصر تحبّك وتضعك في الشغاف من قلبها، ولا يحزنك ما قد لاقيته من بعض الجحود والنكران فهذه بعض سمات البشر حين يهبطون في مدارك الخلق والخُلق.
أوجه تشابه
وإذا كان هذا بعض ما أريد أن أقوله عن الدرة العربية الأولى -الدكتورة سعاد الصباح - فإن الحديث عن المحتفى به - الأستاذ الدكتور ثروت عكاشة - لو لم نمسك لجامه فإنه قد يطول بأكثر مما يطيق مقال وإن طال.
وليس من باب المصادفة وحدها أن نجد أوجه شبه كثيرة بين سيدة الحفل والمحتفى به.
كلاهما متواضع إلى أبعد الحدود، حتى أنهما يخجلانك بتواضعهما، وتحار كيف تتعامل مع كل منهما من فرط ما يشعرك به من أدب وتواضع جمّ ونبل غير محدود.
وكلاهما إنسان فنان حتى نخاع العظم.
وكيف أبدأ الحديث عن ثروت عكاشة.
سأبدأ بداية لا يعرفها الكثيرون.
بداية تتعلق بالأيام الأولى التي التقيت فيها قلم ثروت عكاشة.
كان ذلك على الصفحة الأخيرة من جريدة المصري في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات إن كانت ذاكرتي مازالت قادرة على تحديد الفترة الزمنية ولو بالتقريب.
كان ثروت عكاشة يكتب عن الموسيقى وعن الفنون في الصفحة الأخيرة من جريدة المصري التي كان يملكها آل أبوالفتح والتي كانت تعبّر عن الوفد المصري - حزب الأغلبية الشعبية آنذاك.
وكنت آنذاك فتى يافعاً يشق طريقه في دنيا القراءة والأدب، وجذبني إلى كتابات ثروت عكاشة تلك الأناقة البسيطة والوضوح الخصب والموضوعات الدافئة، ولعلها كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها شيئاً عن فاجنر وبيتهوفن وغيرهما من عباقرة الموسيقى الكلاسيكية أو أقرأ فيها عن مايكل أنجلو وليوناردو دافنشي وغيرهما ممن خلدوا فن الرسم على مرّ الزمان، ولم أكن أعرف آنذاك أنه ضابط بالقوات المسلحة، وظللت أقرأ له بشغف إلى أن توقفت كتابته في (المصري).
ولم أدرك آنذاك لماذا اختفى مقال ثروت عكاشة من الصفحة الأخيرة من تلك الجريدة التي كانت ملء السمع والبصر في الحياة السياسية المصرية وكانت تحرص مع ذلك على أن تقدم نافذة ثقافية عامرة.
ولم يطل الوقت حتى اختفت الصحيفة كلها - المصري - من الحياة المصرية بعد أن آذنت أحداث جسام بأن تحدث على سطح الحياة العامة المصرية فتغير من الثوابت ما كان الناس يظنون أنه لن يتغير.
ومضى وقت غير قصير وإذا بثروت عكاشة يعود إلى الحياة العامة وزيراً خطيراً للثقافة في مصر في أول نشأة وزارة الثقافة.
وإذا حاولت أن أستعرض مجرد استعراض ما أنجزه ثروت عكاشة أثناء توليه وزارة الثقافة فترة لم تزد على أربع سنوات، فإن هذا المقال مهما طال لن يستطيع أن يلمّ بجزء منها.
في هذه الفترة القصيرة، إذا بالحياة الثقافية في مصر تمور وتفور وتمتلئ، وإذا بحركة عارمة لا تريد أن تهدأ تهز البنيان الثقافي في مصر كلها هزّاً غير رفيق يريد أن يبعث في الحياة الساكنة الهادئة روحاً جديدة متوفزة متطلعة تريد أن يكون لها في دنيا الثقافة والأدب والفنون أثر يليق بأمة كانت ذات حضارة عظيمة في يوم من الأيام.
وكان لثروت عكاشة من ذلك كله شيء غير قليل، ومن نافلة القول أن نروي أن العلامات الباقية في دنيا الثقافة والفن وأن العوامل التي أثرت هذه الحياة ثراء منقطع النظير إنما ترجع إلى تلك الفترة الحافلة الفذّة من حياتنا الثقافية.
أكاديمية الفنون التي كانت الوعاء الذي خرجت منه كل ألوان الحياة الفنية من مسرح وسينما وفنون متصلة بهما من إخراج ومن موسيقى وغير ذلك - أكاديمية الفنون التي ضخت الحياة في كل الشرايين الفنية في مصر، بل وفي غيرها من البلاد العربية هي نبت من غرس ثروت عكاشة، ومازالت الأكاديمية حتى يومنا هذا صرحاً ضخماً يثري الحياة الفنية ويغذّيها ويرفدها بكل صور التطوير.
وهو الذي بدأ بإنشاء قصور الثقافة في كل أركان مصر، وعندما بدأت هذه القصور كانت عملاً حقيقياً وكانت مراكز إشعاع أضاء كثيراً من جوانب الحياة المصرية في الريف وفي الحضر وأفرخ العديد من الموهوبين.
وهو الذي أنشأ فرقة الموسيقى العربية التي أصبحت الآن معلماً أساسياً من معالم الحياة الفنية في مصر، وأصبحت حفلاتها من الأحداث التي يسعى إليها السامعون من كل حدب وصوب.
وهو الذي أعاد الاهتمام بالعبقري سيد درويش وأصدر قراراً بتشكيل لجنة للحفاظ على تراثه.
وهو الذي أدخل عروض الصوت والضوء في الأهرام والقلعة والكرنك والتي يراها الناس الآن شيئاً عادياً ولكنها عندما أدخلت لأول مرة كانت عجباً من العجب واستطاعت أن تقدم للسياح من كل أرجاء العالم وبلغاتهم جرعة معقولة من تاريخ مصر وحضارتها في ثوب فني حديث رائع جذّاب.
حضارة الإنسان
وسيبقى قبل ذلك وبعد ذلك كله مما يذكر لثروت عكاشة باعتباره وزيراً للثقافة إنقاذ آثار النوبة ورفع معبدي أبو سمبل ومعبد فيله بعد أن طغت مياه النيل في المنطقة وراء السد العالي، وقد استطاع ثروت عكاشة أن يجنّد كثيراً من الجهود العالمية لهذه العمليةالرائعة التي حفظت للإنسانية بضعة غالية وعزيزة من حضارة الإنسان.
وقد استطاع ثروت عكاشة بحكم صلاته الثقافية الواسعة وصداقاته مع كثير من أصحاب القرار في العالم المتحضّر أن يستصدر من منظمة اليونسكو قراراً بإنقاذ هذه الآثار الأمر الذي تحقق فعلاً في غضون خمس سنوات وذلك بنقل ثلاثمائة ألف طن من الصخور دون استخدام أي متفجّرات لكي لا تحدث تلفيات في جدران المعابد، وقد قطعت هذه الآلاف من أطنان الصخور إلى أكثر من ألف كتلة كانت بعضها تزن أكثر من ثلاثين طنّاً. ثم أعيد تركيب ذلك كله بالنسب والزوايا الهندسية نفسها حتى لكأن المعابد قد رفعت إلى مكانها الجديد بيد ساحرة حانية لم تغير شيئاً من الأصل قط.
وبعد أن فرغ ثروت عكاشة من العمل التنفيذي - الذي كان فيه مبدعاً ولم يكن مجرد منفذ - اتجه إلى ما يجب أن يكتب فيه ويبدع وبدأ في إنجاز تلك الموسوعة الرائعة عن التاريخ العام للفن منذ أقدم عصوره وصولاً إلى عصر النهضة وما بعد عصر النهضة وهو عمل موسوعي جبّار تنوء به العصبة أولو القوة من الرجال الكبار، واستطاع ثروت عكاشة بدأبه وصبره ورهبنته أن ينجزه وأن يدخل به التاريخ الفني من أوسع أبوابه.
وإذا حاولنا أن نعرض لثروت عكاشة المبدع والفنان، فإننا سنجد أنفسنا أمام محيط واسع الأبعاد، وأنا واثق أن محاولة الإبحار مع كاتبنا الكبير ولو إبحاراً محدوداً في بعض المجالات التي تطرق إليها في كتاباته تحتاج إلى عمل ضخم لا يتسع له مقال وإن طال.
وقد أحاول هنا أن أستأذن الأستاذ حسين بيكار في نقل عبارة جميلة له في وصف أسلوب ثروت عكاشة - وإني أنقلها لشدة إعجابي بها ولإيماني بصدقها في التعبير عن أسلوب ثروت عكاشة (... الذي يقرأ للدكتور ثروت عكاشة يجد نفسه محمولاً على محفّة وثيرة من الأسلوب الرفيع ودقة التعبير ورقة السرد ورشاقة الكلمة وأناقة العبارة وسلامة اللغة وأرستقراطية اللهجة ونبل المذاق ويجد نفسه يرتفع إلى الأفق الذي يحلق فيه الموضوع المطروق وكأنما قرر المؤلف منذ أن أمسك بالقلم ألا يرتضي بغير الآفاق العليا يسبح في مراقيها وألا يعاشر غير الشوامخ والعمالقة وألا يتحدث عنهم إلا بما يرقى إلى مستواهم الشاهق ويتواءم مع مكانتهم المرموقة...).
وإذا سمح أستاذنا حسين بيكار فإني أستأذنه أن أنضم إليه - كما يقولون عندنا في لغة القانون - في هذا الوصف البليغ لأسلوب أستاذنا الكبير ثروت عكاشة، والأسلوب هو الإنسان كما يقولون.
حقاً، إن ثروت عكاشة وأستاذنا الكبير ومعلمنا - هو درّة نادرة ورائعة في الحياة العربية العقلية والثقافية.
وقد يبقى بعد ذلك كله وقبل ذلك كله أن نتحدث عن ثروت عكاشة الإنسان العف المتواضع النبيل الذي يعلّمنا بسلوكه أكثر مما علّمنا بعلمه.
إن ثروت عكاشة ظاهرة موسوعية نادرة يصعب أن يجود بها الزمان.
وإن ما أعطاه لنا نحن العرب يصعب أن نردّه له وإن كان من الحق أن نقول إن تلك الأمسية التي أقامتها الدكتورة سعاد الصباح في القاهرة لكي تضع وردة في عروة الفارس النبيل كانت آية نادرة من آيات الوفاء الذي أصبح عزيزاً في هذا الزمان.