إلى هذه البقعة من الأرض- حول النهر ووسط الغابة- جاء أحفاد عقبة بن نافع. لم يفتحوها بقوة السلاح ولكنهم فتحوا قلوب أهاليها بالقدوة الحسنة. كانوا تجارا رأس مالهم الصدق وروادا همهم الأساسي حفر الآبار التي يحتاج إليها الناس العطشى في الأرض الجافة. ولم يكتفوا بذلك ولكنهم رووا أيضا صدى النفوس بتعاليم الإسلام الحنيف.
تؤكد الدراسات أن العرب هم أول من كتب عن السنغال. فقد ذكرها الرحالة ابن حوقل في القرن العاشر الميلادي ضمن وصفـه لسكـان بلدة "تكـرور" بالسنغال والتي زارها أثناء رحلته لجمهورية غانا قال: إنهم طوال القامة، سمر البشرة يشتغلون بالزراعة وتربية الماشية، والمؤرخون لم يذكروا اسم السنغال في كتبهم أو رحلاتهم، لأن هذا الاسم حـديث لم يعرف إلا في القرن التـاسع عشر، إلا أن الثابت أن هناك مجمـوعـات من القبائل والممالك والإمبراطوريات الإسلامية التي ظهرت في غرب إفريقيـا على فترات متفاوتة وأولاها إمبراطورية غـانا التي بقيت حتى القـرن الثالث عشر الميلادي ثم مـالي وبعـدها صنغي، ثـم إمبراطورية التكـاررة التي قامت في العصور الوسطى وبعثت في القرن التـاسع عشر. لقد أطلق مؤرخـو العرب وصف السـودان على أصحـاب البشرة السـوداء ويقصدون بها سكـان غرب إفريقيـا. فالإصطخري يصـف بلدان غرب إفريقيا أو السودان بأن سكانها ليسوا بنوبة ولا بزنج ولا بحبشة ولا من البجة إلا أنهم أشد سوادا من الجميع وأصفى، وكـما أطلق المؤرخون والرحالة العـرب على غرب إفريقيا (بلاد السـودان) فقـد سموا منطقـة الشمال الإفريقي (بلاد البيضان).
لقـد عرفت السنغال بحدودها الحاليـة في القرن التاسع عشر عندما توحدت بعض شعوب وقبائل تلك المنطقة، وقـد لعب الفـرنسيون دورا بـارزا في هذه الـوحـدة، فـرسمت الحدود لأول مرة بين دول غـرب إفريقيا، وكـان ذلك عـام 1895 م، وعنـدما شبت الحرب العالمية الأولى عام 1914 واشتركت فيها فرنسا وحلفاؤها ضد ألمانيا تورطت بعض أقاليم السنغال في الحرب فقامت فرنسا بتجنيد السكان لمساعدتها في قتالها من أجل التحـريـر، وخـلال الفترة مـا بين الحربين العالميتين أصبحت داكار عاصمة لغرب إفريقيا، ويعتـبر عام 1956 هو العام الحاسم في تاريخ السنغال الحديث حيث صـدر القـانـون الـذي منح السنغـال والممالك الفرنسية الأخـرى في غرب إفـريقيا حكما شبـه ذاتي، أما في عام 1958 م فقد ولد "اتحاد مالي الفيدرالي" الذي تكون من السنغال ومالي والنيجر وبوركينا فاسو، إلا أن هذا الاتحاد لم يدم طويـلا، فحل هذا الاتحاد في عـام 1959 عقب الخلاف بين الـزعماء السنغـاليين والسودانيين وأعلنت السنغـال استقـلالها في يونية 1960.
محاولة التغريب
ومنذ أن سيطرت فرنسا على السنغـال حاولت بكل وسيلة ممكنـة تفكيك الشخصية السنغـالية، وذلك عن طريق اقتلاع هذه الشخصيـة كلما أمكن، وتطويـع ما يتعـذر اقتلاعه، بحيث يتحـول الإنسان السنغـالي إلى عنصر مسالم قـابل بما يجري أو غاض البصر عنـه، لقد حاولوا فك ارتباط السنغال بالعروبة والإسلام، وتغيير البنية الاقتصادية، وذلك بإجبـار الفلاحين بمختلف الوسـائل على زراعـة الفول السـوداني أو ما يعرف في منطقة الخليج بـاسم "السبال" وترك زراعـة الحاصلات الأخرى حتى بات يشكل الفول السـوداني حوالي 80 - 85% من الإنتاج الزراعـي في السنغـال، وذلك حتى يستفيد كبار ملاك مصانع الزيت في فـرنسا، وقد أدى هذا الإجراء إلى حـرمان السكان من المحاصيـل الزراعية الأخرى وإجهاد الأرض بتشكيل طبقـة من الإفرازات الضارة بالتربة.
قبائل ولغات
والسنغال بلد تسكنه شعوب وقبائل شتى زنجية بالدرجة الأولى تتكلم نحو 13 لهجة أو لغة، تختلف كل منها عن الأخرى وعلى رأس هـذه القبائل قبيلة الـولف، وهم سكـان السـاحل ويشكلـون نحـو نصـف سكـان السنغـال. يقـول الأستـاذ علي جـاسي وهـو من المثقفين السنغـاليين ويتقن العربيـة جيـداً، وقد قـام مشكـورا بمـرافقتنا والترجمة لنـا، وهـو يعمل في سفارة الكويت في السنغال يقول إن لغة الـولف هي اللغـة الغـالبـة في السنغال ويتحـدث بها نحـو 90% من أفـراد الشعب، وكانت هذه اللغة تكتـب في القديم بالأحرف العربية، بل إن الملوك كانوا يعتبرونها اللغة الرسمية، إلا أنه وبعـد حصول السنغال على استقـلالها قرر رئيس جمهوريـة السنغال السـابق ليوبـولد سيـدار سنجور أن تكتب لغة الـولف بالأحرف اللاتينية بـدلا من الأحرف العربية، وهـذه اللغة لها قواعد نحويـة وصرفية وكـل ما يتوافر لأية لغـة أخـرى مكتـوبة، وهذه اللغـة تمثل المفردات العربية 25% من مفرداتها، وعندمـا جـاء الاستعمار الفرنسي إلى السنغال حـاول طمس هذه اللغة إلا أنه لم ينجح لأن الكثير من السكان يتقنها ويتحدث بها، بل إن هناك طائفة من التجار لا يزالون يكتبون معاملاتهم التجارية بهذه اللغة.
تأتي في المرتبة الثانية قبيلة "الفلان" وهم سكان الصحراء الواقعة شرق السنغال، وكانوا أول من اعتنق الإسلام في غرب إفريقيا، وهم رعاة يتنقلون وراء العشب والكلأ، ثم قبيلة التكولور ويأتون في المرتبة الثالثة، وهم مسلمون يسكنون حوض نهر السنغال، وقد تأثروا بالموريتانيين في الشكل والملامح بحكم الجوار والزواج، أما رابع هذه القبائل فهي قبيلة "السرير" وهم أول الغابات سكان الجنوب والغرب، وهناك قبائل أخرى صغيرة مثل قبيلة بولار وسوسيه ومانديكا وسنجاك والباينو ومانكان.
الإسلام جمعهم
إن هذه التركيبة السكانية المتعددة الأصول والأوجه واللهجات جمع بينها الإسلام، الذي يمثل القاسم المشترك بينها، ونقطة التوحد والالتقاء، لقد حاول الاستعمار الفرنسي أن يخلخل هذا البناء ويقلص دوره، إلا أن محاولاته باءت بالفشل لأن المعركة ضد الإسلام لم تكن بالأمر الهين يقول الأستاذ علي جاسي: إن لدينا قبائل عديدة إلا أنه ليس لدينا قبلية أو تناحر قبلي مثل الذي تسمعون عنه في بعض بلاد إفريقيا، فهذه القبائل يتزوج بعضها بعضا، فمثلا الفرد هن قبيلة الولف يتزوج من امرأة من قبيلة السرير، وهذا شيء طبيعي، لا يوجد بيننا تناحر والحمد لله، وربما يرجع هذا الوئام إلى أن معظم قبائل السنغال تدين بالإسلام السمح وتؤمن بتعاليمه ألم يقل الإسلام إن الناس سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى، وسبب آخر ربما يكون سبب هذا الوئام أن المجتمع السنغالي مجتمع زراعي مرتبط بالأرض وهي السمة الغالبة علية، والمجتمع الزراعي تقل فيه روح القبلية البغيضة.
ومن المعروف أن انتشار الإسلام يقترن دائما بانتشار اللغة العربية، لأن من الضروري على كل من يعتنق الإسلام أن يتعلم قليلا من العربية حتى يتمكن من أداء الفرائض والعبادات، وقد كانت اللغة العربية معروفة في الإمبراطوريات الإفريقية، بل إنها كانت لغة الثقافة والإدارة معا، وكان استعمالها شائعا بين الناس في السنغال حتى بداية القرن العشرين. تقول إحدى النشرات الفرنسية إن تلاميذ المدارس العربية في السنغال في عام 1908 وصل إلى حوالي 11 ألف تلميذ من بين 50 ألف نسمة هي تعداد مستعمرة السنغال في ذلك الحين، وهي نسبة كبيرة لهؤلاء الذين كانوا يتقنون العربية، ويؤكد الباحثون في اللغة أن اللغات السنغالية تتضمن نحو 25% من المفردات العربية.
يقول الصحفي فاضل غي وهو من الذين يتقنون العربية ويحرر إحدى الصحف العربية التي تصدر في السنغال: لقد حاول الاستعمار الفرنسي بشتى الطرق أن يواجه انتشار اللغة العربية ليحاصر الإسلام ويقلص دوره، ووضع الكثير من العراقيل لحصار هذه اللغة والقضاء عليها، ولسد منافذ المعرفة بالإسلام إلا أن العربية لم تندثر وبقيت راسخة في الـتربة السنغالية، لقد سجلت دراسـة قـام بها بعض السنغاليين من جـامعـة داكار أكدت أن في كل قريـة في السنغال هـناك ستـة أشخاص أو سبعة يتحدثون ويكتبون العربية، ويرتفع هذا العـدد إلى نحو 30 شخصا عند قبيلـة التكرور بين الذين يعيشون قرب الحدود الموريتانية.
حقيقة لقـد أصـاب العـربيـة شيء من الضعف والتشـوه إلا أنها لم تمت وخـاب ظن الاستعمار الفرنسي وباءت محاولاته بـالفشل. لقد كان هناك أربعة منافذ استطـاع بها السنغاليـون أن يحافظوا على اللغـة العربية وهي الكتاتيب والمساجد ثم مدارس البيـوت ثم البعثـات الـدراسيـة إلى الدول العـربيـة، كما كـان للموريتانيين دور بارز في بقاء اللغة العربيـة داخل السنغال بحكم أنهم يشكلـون أكبر جالية عربية مسلمة، فقـد قامـوا بتحفيظ القرآن لأبناء السنغـال وتلقينهم بعضـاً من علوم الفقه والنحو في الكتـاتيـب وفي المساجد، كـما قـامت بعض العـائلات العـريقـة الميسـورة وخـاصـة الشيـوخ البارزين وعلماء الدين بتخصيص بعـض الغـرف مـن بيـوتهم الكبيرة مكـانـا لتعليم أبنـاء الأسرة والحي القرآن واللغة العربية، بل إن بعض الشيـوخ والموسرين زاد في ذلك فأنشأ معـاهـد دينيـة تـدرس فيهـا اللغـة العربيـة ومناهج للثقافة الإسـلامية، وإن كـانت هذه المعاهد تباشر عملها في دائرة نفوذ الطرق الصوفية حيث تقوم كل طريقة بـرعـاية أبنـائها وأتباعها بالدرجـة الأولى.
الطرق الصوفية
ينقسم المسلمون في السنغال والذين تصل نسبتهم إلى حوالي 94% إلى أربع طرق صوفيـة رئيسية تعترف بها الحكومة وتتعامـل معها وبخاصة عنـد الانتخابـات، وعلى رأس كل طـريقـة خليفة أوحـد أو خليفـة يتبعـه خلفـاء صغـار، ولكن المعترف بـه هو الخليفـة العام، والخليفة حر مع أتباعه وفي تنظيم البناء الهرمي لطـريقته سواء على مستـوى الفـروع أو السلم القيادي، عنده الورد والسر الذي لا يلقن إلا للمريـدين، كما أن لديه كتب الطريقة وعهودها، والخليفـة هو الـذي يقوم بتنظيم الاحتفـالات الـدينيـة في مختلف المنـاسبـات، وفي العـادة تقـوم الحكـومة بإيفـاد ممثل لها في تلك المناسبات.
وتعد التيجانية من أكبر الطرق الصوفية إذ يمثلون نحو 50% من السكان، ومؤسس هذه الطريقة هـو الشيخ أحمد التيجاني، وهـو من أصل جزائري، وتأتي الطريقة المريديـة بالمرتبـة الثانية، ويمثلها نحو 35% من السكان وصاحبها هـو الشيخ أحمد بمبـا وهـذه الطريقة سنغـالية محضة وليس لها أي اتصـال بالخارج، وهي ابنـة شرعية للتربيـة الإفريقية بأعـرافهـا وموروثاتها، ثم تـأتي القادريـة في المرتبة الثالثة والقادريون أصحاب محمـد عبدالقـادر الجيلاني الذي توفي في بغـداد عام 561 هجـرية وهي من أقـدم الطرق الصـوفيـة، وقـد دخلت هـذه الطريقـة إلى غـرب إفريقيـا في القرن الخامس عشر الميلادي، ويبلغ عدد القـادرين نحو مليون شخص، ويأتي اللاهينيون في المرتبة الرابعة، وهم أقليـة إذ لا يتجاوز عددهم أكثر من 150 ألف نسمة.
ولكل طريقـة عاصمة أو مدن معروفة مرتبطة بها فمدينـة طوبى مثلا هي عاصمة للطريقة المريـدية، ومدينة كمبرين هي قـاعدة الطريقة اللاهينية، ومدينة انجاسان هي قاعدة الطريقة القادرية، أما مدينة جنينة فهي للتيجانيين، كما أن مدنا مثل توادون وكولخ هي أيضاً قواعد فرعية لاتباع التيجانية.
وإذا كانت الطريقة الصوفية قد استطاعت أن تلعب دوراً بـارزاً في الحفاظ على الإسـلام في السنغـال، وفي غرب إفريقيا بخاصـة فإن هذه الصـورة قد بدأت في التغيير تدريجيا منذ أن نالت السنغال استقلالها في أوائل الستينيات، فقـد ظهرت خلال الثلاثين سنـة المنصرمة أجيال من المتعلمين أحدثـت متغيرات كثيرة في الساحة السنغالية، أدت إلى اتساع رقعـة الاستقلال الفكري لدى هـؤلاء المثقفين، الأمر الذي أدى إلى تقليص نفوذ رجال الطرق الصوفيـة، ففي السنغال الآن نشاط ديني اجتماعي منظم تـديـره هيئـات وجمعيـات ومنظمات إسلاميـة تشكلت من مجموعة الشباب السنغالي الذين درسوا في بلدان عربية مثل الجزائر والمغرب والقاهرة الفقه واللغة العربية والدراسات الإسـلامية وقد التقت وجهات نظـرهم أنه من الضروري أن يختـاروا صيغـة جـديدة للتحرك تتجـاوز الطرق الصوفية وجماعاتها وتتبنى الإسلام البعيـد عن الخرافات والشوائب وقـد تفهم هؤلاء الشباب هذه الأنشطة الإسلامية الجديدة فأخذوا في التحرك بخطى سريعة وبحماس كبير نحو تحقيق الهدف وتنقية الدين من الخرافات والغيبيات التي علقت به، وإلى جـانب هؤلاء الشباب هناك مجاميع أخرى تتمثل في الوعاظ والدعاة الغيـورين على الدين ينصب جهدهم في محاربة البـدع والعودة بالإسلام إلى أصوله الأولى.
جمعيات ومنظمات إسلامية
وأمام الانفتاح الذي شهدته السنغال بعد استقلالها وبخاصة انفتاحها على العـالم العربي، فتح المجال أمام العديد من الجمعيات والمنظمات الإسلامية كي تباشر الأعمال الخيريـة في السنغال، نأخـذ مثلا لهذه الهيئـات الخيرية الإسلامية مكتب بيـت الزكـاة الكـويتي في السنغال والذي افتتح عام 1989 يقول الأستاذ ساديو سيسي المدير التنفيذي لمكتب بيت الزكاة الكـويتي في السنغال إن هـذا المكتب يحظى باهتمام كبير من الأخوة الكويتيين وخاصة المحسنين، فقد قام هذا المكتب ببناء العديد من المراكز الصحية، كـما جهـز عدة مستشفيات للولادة، وقـام بحفر المئـات من الآبـار السطحية والارتوازية عبر أقاليم السنغال العشرة، وأقام كـذلك سبعة مساجد وثلاث مدارس عربية فرنسية، وقدم مئات الأطنان من المواد الغذائيـة للمحتاجين، فقد قام المكتب بإعانة منكوبي فيضانات سانلوي بنحو 25 طنا من الأرز والمواد الغذائية الأخرى وكذلك مجموعة كبيرة من الخيام كـما قـدم العديد من المضخـات والمطاحن للأرامل والمحتـاجين، ويقوم بيت الزكاة حاليا بكفالة نحو ألف وثلاثمائة يتيم ويتيمة، وقام بتجهيز ورشة للحياكة والخياطة لتدريب نحو 35 يتيمة. وبالإضافة إلى ذلك يكفل البيت نحو 23 طالبا يواصلون دراساتهم في جامعة داكار، كـما قام بيت الزكاة بحملة ضد مرض الملاريا فقدم الدواء لنحو 50 ألف مريض ولمدة أربعة أشهر، وقد لاقت هذه الأعمال الخـيرية كل تشجيع ومباركـة من قبل الحكومة السنغالية وبخاصة صديق الكويت الرئيس السنغالي عبده ديوف الذي يقدر جهود بيت الزكـاة ويساند جهودها لرفع مستوى معيشة الشعب السنغالي، لذلك قدمت حكومة السنغال قطعة أرض بمساحة 3500 متر مربع ليبنى عليها المركـز الكويتي السنغالي للتنمية الاجتماعية.
يقول الأستاذ ساديو ساديو سيسي عن هذا المركز: إن هذا المركـز سـوف يتكـون من خمس وحـدات إداريـة، ومستوصف يقوم بعلاج المرضى ويقدم أقراص الدواء لمرضى الملاريا المنتشر في السنغال، كما ستحوي هذه المؤسسة ورشا لتعليم الكهرباء والميكانيكا والبناء والسباكة، وهو لا يقتصر على أيتام بيت الزكاة فقط بل إن المركز سيكون مفتوحا أمام كل من يرغب في التدريب وبخاصة علم الكمبيوتر، ثم إن المركز يحوي ناديا ثقافيا ومسجدا يتسع لنحو 250 شخصا.
جامعة الشيخ انتجوب
وتعد جامعة داكار أو جامعة الشيخ انتجوب صرحاً ثقافياً كبيراً في السنغال، والشيخ انتجوب أحد كبار العلماء في العلوم الطبيعية وقد سميت الجامعة باسمه تخليداً لذكراه، ويعود تاريخ إنشاء هذه الجامعة إلى عام 1937 وتعد أقدم جامعة في غرب إفريقيا على الإطلاق، تحتضن الطلبة السنغاليين ومجموعة كبيرة من طلبة مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتوجو وساحل العاج وكل المجموعة التي تتحدث الفرنسية في غرب إفريقيا.
يقول الدكتور شرنوكه وهو أحد السنغاليين الذين أتموا دراستهم الثانوية والجامعية في الكويت ورئيس الدراسات الإسلامية في جامعة داكار: لقد أنشئت جامعة داكار أيام الاستعمار الفرنسي للسنغال وكانت تسير على نظام الجامعات الفرنسية، إلا أنها وبعد أن نالت السنغال استقلالها أصبحت جامعة سنغالية وطنية تضم مجموعة من الكليات العلمية مثل كلية الطب والصيدلة وكلية الآداب وتسمى كلية العلوم الإنسانية، وكلية العلوم الشرعية وكلية الحقوق وكلية الاقتصاد ثم كلية العلوم البحتة وتنقسم إلى عدة أقسام مثل قسم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والحيوان، وتخدم هذه الكليات مكتبة عامة تحوي الآلاف من الكتب، أما عدد الطلبة الدارسين في كليات جامعة الشيخ انتجوب في العام الدراسي 1993 - 1994 فقد بلغ نحو 25 ألف طالب وطالبة.
والدكتور شرنوكه قام مع مجموعة من الطلبة الذين درسوا في الكويت بتأسيس جمعية الصداقة السنغالية الكويتية، وهذه الجمعية تقف دوما مع قضايا الكويت فقد وقفت مع الكويت أيام الغزو العراقي الغاشم، وطالبت بإطلاق سراح الأسرى الكويتيين، كما تضامنت مع الكويت في أكتوبر الماضي عندما قام العراق بحشد قواته على الحدود الكويتية. وقد أقامت جمعية الصداقة الكويتية السنغالية مهرجانا خطابيا وندوات سياسية مؤيدة حق الكويت في استقلالها وسياستها العادلة.
يقول الدكتور شرنوكه تتبع جامعة داكار مجموعة من المدارس والمعاهد العليا والتي تعادل درجة الكليات الجامعية، فهناك مدرسة عليا للمدرسين والمفتشين، تخرج مدرسي وأساتذة المدارس الإعدادية والثانوية ومفتشين للمرحلة الابتدائية، ثم المدرسة العليا الدولية للطب البيطري وهي مدرسة مشتركة بين السنغال وجيرانها من دول غرب إفريقيا التي تتحدث بالفرنسية، ثم معهد العلوم التكنولوجية الحديثة، والمعهد الأساسي لإفريقيا السوداء "ايفا" وهو من أكبر معاهد البحث العلمي في غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، وهذا المعهد قديم يرجع تاريخه إلى عام 1940 ويطلق عليه معهد الشيخ انتجوب وهو أكبر المعاهد الإفريقية للبحث العلمي وفي هذا المعهد توجد الأقسام التالية: قسم الدراسات اللغوية وتختص بدراسة اللغة الفرنسية ودراسة اللغات الإفريقية مثل لغة الولف والفلانية والسريرية ثم قسم للدراسات الإسلامية وهذا القسم يهتم بالدراسات الإسلامية والعربية وجمع المخطوطات وقسم للدراسات الاجتماعية والدراسات النباتية والدراسات الأثرية وقسم الحيوانات الفقارية والحيوانات البحرية وقسم دراسة الحيوانات اللافقارية وقسم التاريخ والفلسفة الاجتماعية وقسم للمكتبة وقسم للمعلومات العلمية والمتاحف، وهذه هي مجموعة الأقسام التي يتكون منها المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء أو ما يعرف باسم معهد الشيخ انتجوب، والشيخ انتجوب من أكبر الأساتذة الباحثين لغرب إفريقيا وله أبحاث علمية نشرت في مجلتين علميتين مشهورتين وهما مجلة دراسات العلوم الإنسانية ومجلة الدراسات العلمية، كما كان من المتخصصين في الدراسات الفرعونية وقدم الكثير من البحوث الخاصة في الحضارة الزنجية.
وتضم الجامعة كذلك مدرسة تكوين المكتبيين وتخرج مجموعة كبيرة تقوم بتنظيم المكاتب وإدارتها، بالإضافة إلى معهد لطب الأسنان. وكل هذه المعاهد تتبع إداريا جامعة داكار.
ميناء داكار
ويعد ميناء داكار من الموانئ الرئيسية في غرب إفريقيا وفي اليوم المحدد لزيارتنا لهذا الميناء خصصت لنا إدارة الميناء أحد اليخوت الفخمة للقيام بجولة في الميناء، كما خصصت أحد المرشدين لإعطائنا صورة متكاملة عن الميناء وتجهيزاته، يقول المرشد إن ميناء داكار يمتاز بأنه من أكبر موانئ غرب إفريقيا، حيث تبلغ طول أرصفته نحو عشرة كيلومترات، أما عمق مياه الميناء فيتراوح بين 8 إلى 12 مترا، وحوض الميناء يعد من أكبر الأحواض الموجودة في موانئ إفريقيا، والميناء مقسم إلى عدة أرصفة، وكل رصيف مخصص لحمولة وتفريغ نوع معين من البضائع، فهذا رصيف مخصص لشحن وتفريغ الأسماك وبالقرب منه توجد ثلاجات ومخازن تبريد مخصصة لحفظ الأسماك ومصنع ثلج، وبالقرب من رصيف الأسماك يوجد الحوض الجاف المخصص لإصلاح وصيانة السفن، ونصل في جولتنا إلى الرصيف الخاص لشحن وتفريغ الحبوب من قمح وذرة وأرز، ثم الرصيف الخاص لشحن الفول السوداني أو ما يتعرف في الخليج عندنا باسم "السبال" والذي يعد من المواد الغذائية الزراعية التي يقوم عليهـا اقتصاد السنغال.
حوض نهر السنغال
يعد مشروع حوض نهر السنغال من المشاريع الاستراتيجية التي تستفيد منه ثلاث دول تقع في غرب إفريقيا وفي السنغال وجمهورية مالي وموريتانيا، لذلك عقدنا العزم على زيارة الجزء الخاص بالسنغال مع أن الطريق إليه مرهق وشاق ولولا الجهود والترتيبات التي قام بها سفير دولة الكويت بالسنغال مشكورا لما استطعنا أن نصل إلى هذا المشروع فالمسافة بين مدينة داكار العاصمة ومدينة سان لويس التي يقع فيهـا المشروع تقدر بحوالي 350 كيلو مترا والطريق تكثر فيه المطبات والحفر.
عندما وصلنا إلى مدينة سان لويس والتي كانت العاصمة القديمة للسنغال تابعنا سيرنا إلى موقع سد دياما الذي يمثل الجزء الخاص بالسنغال من مشروع حوض نهر السنغال، وكان في استقبالنا المهـندس إبراهيم لوم المشرف على السد، سألناه أن يحدثنا عن المشروع فقال: إن المشروع يهدف إلى التحكم في مياه نهر السنغال لاستغلاله في أغراض الري لزراعة مساحة إجمالية تقدر بـ 375 ألف هكتار وتوليد طاقة كهربائية بسعة 200 ميجاوات بالإضافة إلى رفع منسوب مياه النهر لتسيير حركة الملاحة النهرية على مدار السنة.
إن هذا المشروع يتميز بأهمية كبيرة نظرا لأنه مشروع مشترك بين ثلاث دول هي السنغال ومالي وموريتانيا ويمثل خطوة نحو التعاون الاقتصادي فيما بينها أما بالنسبة للسنغال فإن مشروع حوض السنغال ينحصر في بناء سد "الدياما" في موقع قريب من مصب نهر السنغال لمنع دخول مياه البحر المالحة إلى أعالي النهر في زمن الجفاف، فقد كانت المياه المالحة قبل بناء السد تدخل على مياه السنغال العذبة لمسافة 250 كيلو مترا، وخلال ستة شهور في السنة، والناس هنا كانوا لا يستطيعون الحصول على المياه العذبة، كما أن المواشي والأغنام كذلك كانت لا تجد المياه الصالحة للشرب.
يقول المهندس إبراهيم لوم: إننا ومنذ أن انتهينا من إنجاز سد دياما في أغسطس عام 1986 وكذلك الانتهاء من سد منتالي الواقع على أحد الروافد الرئيسية لنهر السنغال في جمهورية مالي والذي يبلغ طوله 473 مترا وارتفاعه 70 مترا في حين يبلغ طول سد الدياما 677 مترا وارتفاعه 13 مترا، أقول إننا بعد الانتهاء من إنجاز هذين السدين تمكنا من ري 375 ألف هكتار منها 240 ألف هكتار تستفيد منها السنغال، إن بإمكان السنغاليين أن يزرعوا في هذه الأراضي جميع أنواع الخضراوات والأرز وجميع المنتجات الزراعية الأخرى وكذلك قصب السكر، ومنذ عام 1986 وهو العام الذي انتهى فيه بناء السد يقوم المزارعون السنغاليون بزراعة موسمين في السنة. أما الفائدة الثالثة التي حصلت عليها السنغال من بناء هذا السد فهي أن البحيرات التي كانت جافة سابقا مثل بحيرة جيير داخل السنغال وبحيرة اريس داخل الأراضي الموريتانية قد امتلأت بالماء، إن سد دياما يقوم بملء هاتين البحيرتين بالمياه العذبة، كما أن السد سمح للسفن بالملاحة من مدينة سان لويس إلى قرية كاكـاي في جمهورية مالي، والمسافة من سان لويس إلى قرية كاكاي تبلغ نحو 930 كيلو مترا، كـما أن المسافر الآن يستطيع الانتقال من الأراضي السنغالية إلى الأراضي الموريتانية بدون استخدام العبارات.
وكان لا بد من أخـذ بعض الأرقام بالنسبة لهذا المشروع من الصنـدوق الكـويتي للتنمية الاقتصادية الذي قدم جزءا كبيرا من تمويل هذا المشروع. يقول الأستاذ عبـد الرحمن هـاشم رئيس قسم إفـريقيا في الصندوق الكـويتي للتنمية: تقدر التكـاليف الإجمالية للمشروع بحوالي 216 مليون دينار كويتي أي ما يعادل 182 بليون فرنك إفريقي وتقدر العملة الأجنبية بمبلغ 176. 2 مليون دينار كويتي أي نحـو 148. 8 بليون فـرنك إفـريقي وهـو يمثل حـوالي 82% من إجمالي التكاليف.
تتمثل منافع هذا المشروع بصفـة خاصة في الحد من درجة تعرض منطقة حـوض نهر السنغال لآثار الجفاف والتقلبات المناخية، وتتمثل كـذلك في زيادة الإنتاج الزراعي على نطاق واسع، وتدعيم الاكتفاء الذاتي في إنتاج المواد الغذائية في الدول الثلاث المشاركـة في هذا المشروع، وكـذلك تـوفير مصدر منـاسب للطـاقة الكهربائية، مما سيعطي حـافزا مهما للتنمية الصناعية والاقتصادية في كل من مالي والسنغال كما أن المشروع زاد من فرص العمالة للعاملين في قطاع الزراعة ورفع دخل المزارعين، ويقدر معدل العائد الاقتصادي للمشروع بنسبة 8. 5%.
ونظرا لأهمية هذا المشروع وارتفاع حجم التمويل المطلـوب فقد تم تمويل المشروع من قبل عدة جهات ومؤسسات عربية ودولية كالآتي:
1 - الصندوق السعودي 6011 مليون سيف
2 - الصندوق الكويتي 3140 مليون سيف
3 - صندوق أبو ظبي 3140 مليون سيف
ومجموعة أخـرى من المؤسسات المالية الأجنبية 23987 مليون سيف حيث مجموعها 36.278 مليون سيف وقد قام بتنفيذ سد الدياما شركات أوربية وفرنسية وإسبانية وألمانية.
السنغال والسبال
وكان لا بد من رحلة أخرى إلى مدينة كولخ التي تشتهر بزراعة الفول السوداني أو ما يعرف بالخليج باسم السبال، والذي يعد المصدر الأول للدخل القومي في السنغال وزيارة مصنع عصر الزيت بها. ومدينة كولخ تبعد عن العاصمة بنحو مائتي كيلو متر وتعد واحدة من موانئ السنغال، إلا أن هذا الميناء يستخدم بالدرجة الأولى لشحن زيت الفول السوداني الذي تقوم بعصره شركة سوناكوس. يقول المهندس سان لوكو سنجالو والذي يشغل المدير الفني للمصنع: أقيم مصنع سوناكوس المختص بعصر الفول السوداني منذ عام 1930 وكان في البداية مصنعا صغيرا يقوم بتقشير حبات الفول السوداني، ثم انتقل بعدها إلى مهمة عصر زيت الفول السوداني ومع بداية عام 1975 توسع هذا المصنع عندما قررت الحكومة السنغالية تأميم وشراء جميع مصانع الزيوت في السنغال تحت اسم شركة سوناكوس لعصر زيت الفول السوداني. وتتألف هذه الشركة من أربعة مصانع كبيرة تقع كلها في حوض زراعة الفول السوداني في السنغال في مدينة كولخ.
يقوم هذا المصنع كل سنة بعصر ما يقرب من 250 ألف طن من الفول السوداني ونحو 20 ألف طن من بذرة القطن ويبدأ موسم تسلم حبات الفول في شهـر ديسمبر أما عملية العصر فتبدأ في شهـر يناير، وعادة ما يستمر الموسم لمدة عشرة شهور، لكن طول الموسم أو قصره يعتمد على غزارة الإنتاج، وفي كثير من الأحيان عندما يكون الموسم وفيرا يستمر العمل لمدة سنة كاملة، يبلغ عدد العمال أيام عصر الزيوت نحو 1500 عامل، أما العمال الدائمون فيبلغ عددهم نحو 500 عامل. ويقول المهندس سان لوكو سنجالو: إننا الآن بصدد تحديث وتجديد المصنع، وقد قامت شركة سوناكوس برصد نحو 2500 مليون فرنك سيف لهذه الغاية، ومن المعروف أن سوناكوس هي الشركة الوحيدة التي تنتج زيت الفول السوداني الخالي من مادة (افلاتوكسين) التي يزعمون أنها تسبب السرطان وزيت الفول السوداني يصدر للبلدان الأعضاء في السوق الأوربية المشتركة، أما البقايا والفضلات فتأكلها الحيوانات والمواشي وهي مادة غنية ومغذية، وقد قامت الشركة في السنوات الأخيرة بتصديرها إلى بعض البلدان الأوربية مثل إيطاليا وفرنسا لتغذية مواشيها.
اقتصاد وتخطيط
تعتمد السنغال في دخلها القومي على مجموعة من الركائز الاقتصادية المتنوعة، وتأتي الزراعة وبخاصة محصول الفول السوداني في المقدمة حيث تمثل ما نسبته 22% من الدخل القومي، ثم يأتي قطاع الصيد ونقصد به صيد الأسماك في المرتبة الثانية، إذ تشتهر سواحل غرب إفريقيا بعامة وبخاصة السواحل المواجهة للسنغال وموريتانيا بأنها من أكبر المناطق التي تتكاثر فيها الأسماك بل من المواقع المشهورة بالصيد في العالم، ثم تأتي السياحة في المرتبة الثالثة من هذه الركائز الاقتصادية، إذ تعد سواحل السنغال وغاباتها أمكنة مناسبة للاصطياف وبخاصة للأوربيين الذين يقضون جانبا من شهور الشتاء الباردة على سواحل وغابات السنغـال حيث تتوافـر رحـلات جماعية مـرتبـة واستعـدادات لرحلات الصيـد والقنص في الغابات والسافانا ثم تأتي صادرات السنغال من خام الفوسفات في المرتبة الرابعة من هذه الركائز الاقتصادية.
وفي لقـاء مع نـائب وزيـر الاقتصـاد والتنميـة والتخطيط السنغالي سألناه أن يحدثنا عن أهم المشاريع التي تقوم الحكومة السنغالية الآن بتنفيذها أجابنا قائلا: إن مشروع قناة غيور والذي من شأنه أن يزود عاصمتنا داكار بالمياه العذبة هو المشروع الذي نأمل أن يرى النور في السنوات القليلة القادمة، إن داكـار ينقصها المياه العذبة، ومشروع غيور هو عبارة عن شق قناة كبيرة لإيصال المياه العذبة من بحيرة غيور إلى مدينة داكـار، إنه من المشاريع المهـمة لدينـا، ونحن الآن بصـدد وضع دراسـات جدوى لهذا المشروع المكلف والـواقع أن لدينـا العديد من العروض لتمويل هذا المشروع.
أما المشروع الآخر والذي يشغل جـانبا مهما من اهتمامنا فهو مشروع إيصال المياه من نهر السنغال إلى الأنهر التي تكون في بعض أشهر الصيف جـافة مثل نهر سـالـوم ونهر سيمة وغيرهما حتى تكون هذه الأنهر مليئة بالميـاه طوال العام، وحتى يتمكن المزارعـون من زراعة أراضيهم طوال السنة، وبالتـالي نتمكن من وقف نزوح النـاس من الأرياف إلى المدن فتبقى المدن غير مكتظـة بالسكان ولا تعاني الزحام.
أمـا المشـاريع الأخـرى فتنحصر في شق الطـرق وتعبيـدها وقد وضع برنامج طموح لإصلاح شبكة الطرق، وهناك عشرة ممولين يشاركون الآن في إنجاز هذا المشروع، إن الحكـومة السنغـاليـة تحاول الآن جـذب المستثمرين ورءوس الأموال مع توفير المناخ المنـاسب ليمارسوا نشاطهم في حـريـة واطمئنـان إن الحكـومة السنغالية تريد أن تكتفي بـدور الإشراف فقط وإعطاء الشركـات التي تنجز هذه المشاريع الإطار القانوني والإجـراءات الإداريـة لتسهيل دخـول الاستثمارات للبلاد. يقول نائب وزير الاقتصاد والتنمية: إن سياسة الانفتاح التي تبنينـاها مع جيراننا سوف تـؤتي ثمارها في القريب العاجل فمثلا كان ميناء داكار يعاني تنافسا مع ميناء ابيجان في سـاحل العاج، لكننا وقعنا اتفـاقية مع جمهورية مالي في مجال المواصـلات والسكك الحديدية، ونحن الآن نقوم بإصلاح هذه السكك الحديـدية التي تربط بين ميناء داكار ومالي وكذلـك لدينا اتفاقية أخرى لتسهيل نقل البضائع التي تصل إلى مطار داكار والتي تشحن وترسل إلى مالي دون أية صعوبة أو تأخير.
وبالإضافة إلى الاتفاقيـات المبرمة بين السنغال ومالي فإن المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا وقعت في شهر يناير عام 1992 اتفاقية شاملة لتجديد شبكة الطرق البرية فيما بينهـا مما سوف يعود بالخير على هذه الدول في المجـال الاقتصـادي والمالي، فهناك طريق يـربط بين السنغال وغينيا بيساو والدول الأخرى في غرب إفريقيا. إننا نريد أن نقول لإخواننـا العرب إن لدينا إمكـانات هائلة عليكم أن تأتوا لاستغلالها، إننـا نحاول جـذب المستثمرين وندعوهم ليأتوا ويتعاونوا معنـا لتنمية هذا البلد إن لدينا الكثير في الزراعة وصيد الأسماك وفي مجال الصنـاعـة التحـويليـة والسيـاحـة، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون مع الجميع.