مختارات من:

من شهر إلى شهر

المحرر

لمحات من جديد العالم
طب
قراءة ضغط الدم .... في بصمات الأصابع!


آخر الأبحاث العلمية في المملكـة المتحـدة أظهرت أن بصمات الأصابع لا تكتسب أهميتها من الكشف عن مرتكبي الجرائم وحسب، بل من إمكـان الكشف عن احتمالات ارتفاع ضغط الدم لدى صاحبها. فمن خلال دراسـة أجـريت على 139 متطوعا بالغا قام بها "كيث جود فري" وزملاؤه من وحدة الأبحاث الطبيـة بجامعـة "ساوث هامبتون"، تبين أن الأشخـاص الذين لـديهم بصمات من نـوع "البصمـة الدوامة" (أو المغزلية) whorl) (print والتي تتكون من دوائر أو مغازل متداخلة، وتوجد على أصبع أو أكثـر، يكـون لديهم ضغط الدم الانقباضي (systolic) أعلى بثمانيـة ميلليمترات ممن ليس لـديهم هذا النوع من البصمة.

والبصمات توجد في ثلاثة أشكال- كـما يصرح الباحث "جود فري"- هي: "البصمة الدوامة أو المغزلية- وقد سبق وصفها- والبصمة القوس (arch) وتتكون من أقواس متداخلة، والبصمة الفص loop وتتكـون من فصوص مفتوحة يتلو بعضها بعضا. والبصمات تتشكل على أصابع الجنين بعد 19 أسبوعا من الحمل. وتدل البصمة الدوامة على أن تطور الجنين في بعض الجوانـب لم يبلغ مـداه الأقصى. وأصحـاب هـذه البصمـة لـديهم استعـداد للإصـابة بتصلب الشرايين المؤدي إلى ارتفـاع ضغط الـدم". ويقول "فري" إن أحـدا لا يعـرف على وجـه التحديد كيف تتكون أشكال البصمات، ومنها الدوامة التي يرجح أن تشكلهـا راجع إلى تدفق الدم نحو الأطراف أبطأ أو أسرع من المعتاد، مما يؤدي إلى انتفاخ الأصـابع ومن ثم بدلا من تشكل البصمة على مساحـة مسطحة تتشكل على انتفاخ شبه مخروطي، وبالتالي تدور ثنايا البشرة الرقيقة حول الانتفـاخ فتكـون دوائر أو مغازل متـداخلة بـدلا من الأقواس والفصوص.

يقول البحث إن البصمة الدوامـة لا تشير إلى حتمية إصابة صاحبها بارتفاع ضغط الـدم، لكنهـا تشير إلى استعداده للإصابة، وعلاقة دوامـات ومغـازل البصمات بارتفاع الضغط الانقباضي تتبدى منذ سن الثالثة أو الرابعة وتغدو ملحوظة مع تقدم العمر.

وإذا كـانت احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم يمكن التنبؤ بها مبكرا، فإن الانتبـاه إلى النمط الغـذائي والحياتي يكون إجراء وقائيا ذا فعالية لتجنب الإصابة بالمرض أو تحاشي بلـوغ حـدوده القصوى.


و...... للأفيون فوائد أخـرى


تعتبر عمليات زرع الأعضاء، التي تتكون بمثابة إنقاذ أخير للحياة، سبـاقـا مع الـزمن. فبرغم تقنيات التبريد المتقدمة، فإن كثيرا من أعضـاء الجسم لا تعيش أكثر من ثماني ساعات خارجه، وفي أفضل الظروف. لكن تقنية جـديدة مبشرة، مقتبسة من ظـاهرة البيات الشتوي للحيوانات، تعد بالكثير، ويـدعوهـا عالم العقاقير "تسونج بنج سو" من المعهـد الوطني للصحة في "بيتيسادا" بولاية "ميريلاند": "الإطالـة الدراميـة لعمر الأعضاء".

فمن خلال أبحاث "سو" حول الإدمـان تبين لـه أن مشتقات الأفيون، كالمورفين، يمكن أن تجعل جسد الإنسان يعمل على نسق جسد حيوان في حالة البيات الشتوي، إذ تهبط درجـة حـرارتـه، وينخفض معـدل التنفس وعدد ضربات القلب بشكل ملحوظ. ومن ثم، قام "سو" بالاشتراك مع الباحث "بيتر أو يلتجن" من جامعة "كينتكي" بإجراء أبحاث على حيوانات معملية يحقناه منها بمادة أفيون صناعي يسمى "دادل" - DA DEL، وكـانت النتيجـة حصولا أكيـدا على حالـة البيـات الشتـوي حتى في الصيف.

وبـاستكشاف حـالـة انخفاض الأيض المحدثـة بحقن الأفيون الصناعي، تنبأ الباحثان باحتمال إطالة عمر الأعضاء المنتزعة من الجسم، وهذا ما أكدته تجاربهما التي اشترك فيهـا الجراح "سوتن شيد" إذ طال أمـد أعضاء مصمتة (كالقلب، والكبد، والطحـال، والكلى) تم انتزاعها من جسد كلاب التجارب، إلى 46 ساعة، أي ست مرات أطول من المعتاد عند حفظ هذه الأعضاء بطرق التبريد المعتادة.

لقد كرر "سو" وفريق البـاحثين معـه تجاربهم على أعضاء مماثلـة منتزعة من أجساد فئران التجارب هذه المرة، وتعتبر هذه أقصر عمرا بعد انتزاعها مقارنة مع غيرها من الحيوانـات الأخرى، وكـانت النتائج مشجعة. ويأمل الباحثون أن يفتح ذلك بـاب الأمل لإطـالة عمر الأعضاء المستهدف نقلها في عمليات "زرع الأعضاء" لدى الإنسـان. وهكـذا يبـدي الأفيون، الذي تصب عليه لعنات الإدمان، فائدة جديدة إضافة لاستخداماته العريقة في تخفيف الآلام. بل أقسى الآلام.


بيئة
الاتصال بالحبارى عبر الأقمـار الصناعية


من الآن فصاعدا سيمكن تعقب طير الحبارى في طريق هجرته المعـاكسـة من الجنوب إلى الشمال عبر الأقمار الصناعية، هذا ما عرفته "العربي" خلال زيارة ميدانية إلى المركز الوطني لبحوث الطيـور (NARC) جنوب قرية سويحان بدولـة الإمارات العربية المتحـدة. والهدف من هـذا التعقب- الفضائي- لذلك الطير الصحراوي الخجول والزاهد، هو الوقوف على طبيعة أماكن تكاثره ومحطات إقـامتـه العابرة، لمعرفة المزيد من عـاداتـه بهدف نهائي هو النـجاح في إكثار هـذا الطير، المهدد بالانقراض، داخل بيئة صنـاعية ثم إطلاقه في البيئة الطبيعيـة من جـديد لزيادة أعداده المتناقصة بحدة. كما أن هناك هدفا آخر هو ترميم البيئة الطبيعيـة لهذا الطير- بمعرفة دقـائق تغيراتها- لتوفير فرصة موازية لتكاثره الحر في هذه البيئة. فهـذا الطير الذي يسكن المناطق الجافة والقاحلة من جزر الكناري في الغرب إلى الصين ومنغوليـا في الشرق، ويهاجر عبر الخليج من أكتوبر إلى مارس، صار مـدرجـا في قـائمـة (الأنـواع المعرضـة للخطر). ويعتقد أن سبب انخفاض أعداد الحبارى يعود إلى الإفراط في الوعي واستخدام المبيدات في الزراعة المكثفة بأماكن توالدهـا في كـازاخستـان وكـذلك الإفراط في صيدها باستخدام الأسلحة النارية والفخاخ الحديثة في الدول التي تهاجر عبرها.

وقد قام مركز (NARC) بتجارب فعلية على أجهزة بث صغيرة بالأقـمار الصناعية تزن 28 جرامـا فقط لتثبيتها بأجسام الطيور البالغة، وهي في الأسر، للتأكـد من قـدرتها على الطيران وهي تحمل الجهاز وعدم إعـاقتـه لمسار حياتها الطبيعيـة. كـما يسعى المركز بهذه الطريقة إلى تعقب طيور الحبارى في "أبوظبي" لمتابعتها عندما تنطلق في البريد بعـد إكثارها في الأسر. ويجري البث والإرسال على موجة (V. H. F) بأجهزة مطورة لتحاشي عطبها من جراء دخول حبـة رمل إلى الجهاز حيث إن طيور الحبارى تقضي الكثير من الوقت على الأرض وبذلك يتم تحاشي التشوش ممـا ييسر المتـابعـة والعثـور على الحبارى في الحالات الطارئة التي تتطلب التدخل السريع.

إن رؤية طيور الحبارى وهـي تنتقل وتطير بينما تبرز هوائيات البث الفضائي فوق ظهورها قد يوحي بالتساؤل عن مدى تدخل تكنولوجيا العصر في تغيير صورة الحياة الفطريـة على الأرض، لكن هذا أ التدخل يجيء هـذه المرة هادفا إلى حماية الحياة الفطرية نفسها وإن لجأ إلى التكنولوجيا الفضائية، وهو تدخل حسن النوايا. " فليت كل تكنولوجيا العصر تكون على هذا الطريق البيئي المحمود.


تكنولوجيا
رجل عنكبـوت بمسـاكـات مغناطيسية


أخيرا وجد الرجل العنكبوت نـدا له. فـالقفزة التي تحققت أخيرا في مجال التصميمات المغناطيسية الدقيقـة أتاحت للإنسان أن يتسلق نفس الارتفاعات التي كان يتسلقها بطل الفيلم الكوميـدي الشهير، برغم أنه سيفعل ذلك ببطء أكبر.

وقد كان الناس يحلمون دائـما بتقليد الرجل العنكبوت، لكن لم يكن باستطاعة أحد حتى الآن أن يمتلـك القـوة المغناطيسيـة التي تحمل الثقل البشري مئـات الأقـدام فوق سطح الأرض، مهما كان وزنه خفيفا.

ويعتقد هوفي روس مير، وهو مهندس في مختبر لوس ألموس الوطني في نيو مكسيكو آنه اكتشف الحل الأمثل: طاقم من المسـاكات المغناطيسية، صغيرة بما يكفي لارتدائها في اليدين والقدمين، يمكن لكل منها أن تحمل ثقلا يصل إلى مائة كيلو جرام، وهي محدبة بطـريقـة تمكن مستخـدمها من تحريكها بسهولة.

وكـانت هذه المساكات قد صممت أصـلا لحساب وزارة الدفـاع الأمريكية لكن يجري تسويقها الآن للاستخدام في أعـمال الإغاثة والإنقاذ، وأعمال البناء، وفي منصـات النفط العائمة. ويصل سعر الزوج منها إلى 400 دولار أمريكي. لكن الرجل العنكبـوت قد يصاب بخيبة الأمل، فهي لا تستخدم إلا في تسلق الأسطح الحديـديـة فقط ولا تبا للاستخدام العـادي.


فن
لوحات "يتيمة" تبحث عن أهلها


تعرض على جـدران متحف أورسـاي في باريس إحدى وعشرين لوحة "يتيمة" من بينها أعمال لمونيه، وسيزان، وديلاكروا، وسورا، وبيسارو، ومانيه. وهذه اللوحات جز يسير جدا من عشرات الآلاف مـن الأعمال الفنية التي سرقها المحتلون النازيون من بيوت الفرنسيين أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت الحكومة الألمانية قد أعادت هذه المجموعة إلى فرنسا عام 1994. وقد قررت الحكومة الفرنسية عرضها على الجمهور على أمل أن يتعرف عليها أصحابها أو ورثتهم.

وتضم هذه المجموعة عددا من الروائع التي لم يعرف عنها سوى القليل. ومن بينها منظر طبيعي خلاب رسمه مونيه، وبورتـريه لشـاب يـافع لديلاكروا، وبورتريه لسيدة جالسة لمانيه. لكن روعة هذا المعرض تعود ليس فقط للقيمة الفنية بل أيضا للقصة والرحلة الطويلة التي قطعتها هذه اللوحات.

فقد كانت تلك اللوحات جـزءا من خبيئة تضم ثماني وعشرين لوحة انتقاها ضابط ألماني وأرسلها إلى ألمانيا الهتلرية بصحبة جندي من جنوده. لكن الضـابط، الـذي لقي مصرعه على ما يبـدو أثناء الحرب، لم يعد ثانية إلى ألمانيا ليسترد لـوحاتـه. واحتفظ الجنـدي، الذي انتهى بـه المطاف فيما كان يعرف بألمانيا الشرقية، باللوحات سرا لما يقرب من ثلاثة عقود قبل أن يكشف عن وجودها لأسقف ماجدبرج.

وقد سلمت اللوحـات للمتحف الوطني في برلين الشرقية حيث تم الاحتفاظ بها في غرفة مغلقة. وظلت هذه اللوحـات مـوضوعا للمفاوضات بين فرنسا وألمانيا الشرقية منذ 1972 وحتى 1989. لكن سقوط حائط برلين وتوحيد الألمانيتين نقل الموضـوع بـرمتـه إلى يـدي المستشار هلموت كول، الذي وافق على إعادتها إلى فرنسا. بل إنه قام شخصيا بتسليم واحدة من هذه اللوحات إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران عندما التقيا في "مولهاوس" في مـايو الماضي. وبعـد ذلك بشهـرين، عـادت بقيـة اللوحات إلى فرنسا لتنتهي إلى جـدران متحف أورسـاي وتنشد العودة.. إلى أهلها.


ولوحة ضائعة تعود للظهور


برغم أنها موقعة باسم "فنسنت"، فقد ظلت هذه اللوحة معلقة بإهمال منذ أن اشتراها صاحبها من أحد أسواق العاديات في فرنسا. لكنه قرر أخيرا أن يأخذ اللوحة الزيتية إلى أحد خبراء الفنون السويسريين. وفي منتصف ديسمبر الماضي، أعلـن متحف فان جوخ في أمستردام عن هوية اللوحة التي ظلت مجهولة حتى الآن. ويعتقد أن لوحة "زهور في مزهرية" تعود إلى عام 1886، عندما كان فان جوخ في باريس. وكان الفنـان الشهير قـد بعث إلى أحد أصدقائه برسالة قال فيها "لقد أنجزت مجمـوعة من الدراسات اللونية في الرسم، وهي ببساطة زهور".

والآن، وبعد الكشف عن هـويتهـا، أصبح مستقبل اللوحة غامضا. لكن قيمتها قـد تصل إلى 82. 5 مليـون دولار، وهو ثمن آخر لوحـة لفـان جوخ بيعت في مـزاد علني في عام 1990.


مسرح
لكن .. شيلوك لم يكن أسود


قال المخرج بيتر سيلرز ذات مرة: "عنـدما أقوم بإخراج شكسبير، فإن أول ما يرد إلى ذهني هو ماذا سأحذف من النص. فأبحث في النص عن الفقرات الثقيلة حقا، والتي يمكن الاستغناء عنهـا، والمواضع التي أصبحت اللغة فيها مبهمة، والمواضع ذات الالتفـافـات الغامضة... ثم آخـذ تلك اللحظات، وتلك العناصر، وأجعل منها المحور، والمحتوى للعمل الـذي سأقـوم بإخراجه".

وفي المعالجات الـرصينة لأعمال شكسبير على المسرح، يصبح من الصعب مقـاومة مغامرة من هذا النوع- برغم أن كثيرا من جمهور المسرح في شيكاغو قـد سئم هذا في الواقع. فثلث الجمهور الذي ذهب لمشاهدة معالجة سيلرز لمسرحية "تاجر البندقية" قد غادروا المسرح قبل انتهـاء العرض الذي يقدم حاليا على مسرح جودمان. أما سبب ذلك فليس لغـزا على الإطلاق: فالعمل لا ينتهي قبل أربع سـاعات. والأهم من هذا أن الإخراج يتجاوز كل مـا يمكن أن يتـوقعـه مشاهدون جاءوا للاستمتاع بأكثر أعمال شكسبير كوميدية وحبكة.

فقد حول سيلـرز زمان ومكان المسرحية من فينيسيا المزدحمة المتعـددة الثقافـات في إيطاليا القرن الخامس عشر، إلى العـالم المزدحم المتعـدد الثقـافـات في شـاطئ كاليفورنيا عام 1994. وفي هذه المسرحية صـار شيلوك ويهود المسرحيـة الآخـرون من السود، وصار أنطونيو وأقاربه من الأمريكيين اللاتينيين، أما بورتيـا، العذراء الثرية التي كـان يتودد إليها بـاسانيو صديق أنطونيو، فقد صارت آسيوية، والـواقع أن هذا الخليط العرقي لم يكن التعديل الوحيد الذي أدخله سيلرز على المسرحية. فقـد كـانت خشبـة المسرح مفروشـة بأقل القليل من الأثاث، وكان في معظمـه من أثاث المكـاتب، بينما كانت شاشات الفيديو تبث صورة مقربة للممثلين أثناء إلقاء المونـولجات الفردية (وبين هذه المونولجات، كانت شاشات الفيـديو تعرض مشاهد غير مترابطة في الظاهر من جنوب كـاليفورنيا، بدءا من الحدائق وأحواض السبـاحـة حتى أحـداث الشغب في لوس أنجيلوس). وبينما كـانت صيحات الألم تأتي من المهـرجين، حـول سيلرز أكثر مشاهد العمل رومانتيكية (عنـدما تضيق بورتيا على باسانيو بسبب تخليه عن خاتمها) إلى أكثر المشاهد سوداوية وكآبة.

قـد تنطوي بعض هـذه التعـديـلات على الكثير من التحـذلق الفني، وقـد يكـون التنوع العرقـي الذي حشـده سيلرز هـادفا إلى تحويل عمل شكسبير إلى مجاز ينطبق على كل أشكـال الإجحـاف والانجـراف وراء الماديـات. لكن استبدال شيلوك اليهودي بتاجـر أسود، لا بـد أن يدفع بنا إلى التسـاؤل والريبـة، خاصة في خضم الموجة العاتية التي تريـد تبرئة اليهود من كل شائبة- بـدعوى رفض معاداة الساميـة- وإلقـاء التبعية على آخرين قد يكونون مجنيا عليهم من أشـد أشكـال التعصب الـديني والعنصري غلـوا.. كالصهيونية.


سينما
الأوسكـار ... إمبراطورية من الدعايـة


هذا الشهر تقام الحفلة السنوية لتوزيع جوائز الأوسكـار والتي لا تدوم إلا لبضع ساعات، وهي تعتبر أضخم العروض الأمريكيـة التلفزيونيـة ويتم تحضيرها طوال أشهر عـديـدة، لتبث مباشرة إلى كل أنحـاء العالم ويشاهـدها قرابـة مليار شخص. ولكـل سنـة يتم تصميم ملصـق جـديـد، ورقصات، وموسيقى جديدة تعزف طـوال الحفلـة التي يحضرها من الصحفيين بضع مئات يتم اختيـارهم من بين عـدة آلاف يطلبـون حضـور الحفل.

وتصنع تماثيل الأوسكـار الذهبيـة في مصنع للحـديـد والصلب في ضـاحيـة بشيكـاغـو، ويبلغ ارتفـاع التمثـال 27 سنتيمترا، ووزنـه حوالي 4 كيلو جرامات، وهو مصنوع من المعـدن ومغطى بثلاث طبقات من النحـاس والفضـة والذهب عيار 24 قيراطا. ويقوم مصنع "اووينز آند كومباني" بصب 55 تمثالا ذهبيا كل عام.

ولقد أصبحت المعركة من أجل الأوسكـارات التي توزع في بيفرلي هيلز (كـاليفورنيا) معركة إعلانية حقيقية تخوضها استديوهات هوليوود بواسطة أشرطة الفيديو التي توزعهـا على أعضاء الأكاديمية الذين يصوتون لاختيار الرابحين. وهكـذا يتلقى كل عضو من أعضاء الأكاديمية الـ 4700 بواسطة البريد نسخ فيديو من عشرات الأفـلام المرشحـة لـلأوسكار إضافة لكميـات هائلـة من الصور والهدايـا ودعوات العشاء.

وبرغم أن الاستديوهات تكتم أخبـار تكلفـة هـذه الحملات الإعلانيـة التي تبدأ قبل أسابيع عدة من إعلان لائحـة المرشحين، إلا أن الخبراء يقدرون كلفـة الترويج للفيلم الـواحـد بأكثـر من نصف مليـون دولار. لكن الفوز بأحد التماثيل الذهبية يشكل أهمية اقتصادية قصوى إذ يؤدي إلى ارتفـاع إيرادات الفيلم الفـائز في كل أنحـاء العالم وليس الـولايات المتحدة وحـدها، مما يجعل المغامرة محسـوبـة لـدى شركـات الإنتاج.

وبـرغم أن الأمـر يبـدو متعلقـا بنـزاهـة أعضـاء الأكـاديميـة التي تأسست في العـام 1927 لتضم كـل العاملين في السينما من مخرجين وممثلين ومنتجين وفنيين والتي يرأسها مجلس حكـام من 36 عضوا يتم انتخابهم كل سنة، وبـرغـم أن المشـتركين في التصـويت يتم اختيـارهم وفـرزهم في 12 مجموعة تمثل كل منهـا واحـدة من التخصصـات السينمائيـة لاختيـار الفـائز في فـرع التخصص، وبـرغـم أن التصويت يجري سرا بواسطـة البريد لاختيار خمسة مرشحين في كل فئـة أولا ثم لاختيـار الفـائز، إلا أن المسئـولين في الأكـاديمية أنفسهم يعربـون عن قلقهم من الأذى الـذي يمكن أن تتعرض له الأفـلام التي لا يتمكن منتجوها من الترويـج لها على هـذا النمط.

المحرر مجلة العربي مارس 1995

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016