مختارات من:

قضية لغوية: حتى لا يكون الشاذ صحيح

عزيزة فوال بابتي

تحية واحتراما لجميع أعضاء مجمع اللغة العربية

أبدي لحضرتكم ما يلي:
كل قرار اتخذه ويتخذه مجمع اللغة العربية هو سار ومعمول به دائما وأبداً، لأنه يصدر عن أساطين اللغة وأعيانها. فهل يسمح لي هؤلاء الأعيان بأن أضيف كلمة واحدة على قرارهم الذي اتخذوه في الجلستين التاسعة والسادسة والعشرين من مؤتمر المجمع في دورته التاسعة والثلاثين الذي جاء فيه: "يجوز دخـول "هـا التنبيـه" على الضمير دون أن يكـون الخبر اسم إشـارة".

وما أبديه يأتي تعقيباً على ما كتبه الزميل "فاروق شوشة" في مجلـة العـربي العدد 412 مارس - 1993 في: "صفحة لغة" بعنوان: "ها أنا وأخواتها" فأقول: إن ما ذكره من شيوع القول: ("ها أنا قـائل ما أعتقد" وما شابهه من الأمثلة، هو من الأقوال التي تجيء على صـورة غير صحيحـة من وجهة نظر علماء اللغة ونقادها ممن يحرصون على الدقة والصـواب في الاستعمال وكان ينبغي القول: "ها أنا ذا قائل..." على اعتبار أن "ها" التنبيـه تدخل على الضمير بشرط أن يكون مخـبراً عنه باسم الإشارة "ذا" و"ذي" لا يكاد يقال أو أنه شاذ) أقول: هذا صحيح ومما يوافي القاعدة العامة تماماً. أما ما ذكـره من الأمثلـة التي وردت في بحث الأستاذ الباحث المدقق المرحوم "محمد شوقي أمن"، والتي عرض فيها لآراء اللغـويين والنحـويين بحيث انتهى إلى أن الإخبـار عن الضمير في مثل العبـارات السابقة لا يتطلب استخدام اسم الإشارة، ففيه نظر:

إنه صحيـح وفصيح أيضاً لأن الفصـاحة في التعبير تقتضي إتمام المعنى في الجملة، فطالما أن المعنى تام، فلا بأس في عدم إلحاق اسم الإشارة بالضمير والإخبار به. أما ما ذكره من الأمثلة ففيه بعض الأقاويل منها: أولاً: إن ما ورد في بيت أبي كبير الهذلي، عامـر بن الحليس الشاعر الفحل الـذي يقال إنه أدرك الإسلام وأسلم، وله ديوان شعر مع ترجمة فرنسيـة، وشرح لأبي سعيد السكـري بالفـرنسية، هـو ممـا يقبل للاحتجاج بشعره وللاستشهاد به، رغم أنه لم تعرف سنة ولادته ولا سنة وفاته.

ثانياً: أما العباس بن الأحنف الشاعر المشهـور الذي كان جميع شعره من الغزل، ولا يوجد في ديوانه مديح، فهو شاعر مجيد ومشهور ولكن لا يستشهد بشعره لأنه توفي سنة 192هـ. ومن المعـروف أن الشعراء الذين يستشهد بشعرهم هم الذين عاشوا في الجاهلية والإسلام وماتوا قبل سنة 150 هـ. بدليل أن بشار بن برد كان أول من لا يستشهد بشعره، ربما لأنه كـان فارسي الأصل، وعلى الأغلب لأنه عاش بعد سنة 150هـ إذ توفي سنة 168هـ.

ثالثاً: وإبراهيم الصولي، وهو ابن أخت العباس بن الأحنف، له ديوان شعر صغير، كله نخب فإنه لا يستشهد بشعره، إذ توفي سنة 243 هـ.

رابعاً: ورد في قول الزميل فاروق شوشة: يرى بعض النحـاة أنه يصـح الإخبار عن الضمير الـذي دخلت عليه "ها" التنبيه بغير اسم الإشارة، وأورد بعض الأشعار التي استشهدوا بها من أقوال الشعراء ليثبتوا ما رأوه في هذا المجال، ولكنهم لم يذكروا أسماء الشعـراء للتعرف على تـرجمتهم والحكم على إمكـان الاستشهاد بشعرهم. من مثل قـولهم: قـال الشاعر (دون ذكر اسمه):


وهـا أنـا من بعدكم لم أزل
في دولة الأحـزان والوجـد


وكقول الشاعر (دون ذكر اسمه):


فهـا أنـا تـائب عن حب ليلى
فمالك كلما ذكرت تذوب


فمما لا شك فيه أن هذا ممـا يضعف الحجة التي تمكنهم من الاستشهاد بهذين البيتين والتقيد بـما جاء فيهما - من جهة "ها" التنبيه - والسير على منواله.

خامساً: أما فيما يتعلق بالاستشهاد بأقوال البحتري والمتنبي والدينوري فإنهم علاوة على أنهم من فحـول الشعـراء، فإن أشعارهم قل من يجاريها لغة وأدباً وأسلوباً ومعنى، ولكنهم كـانوا ينهجـون على سبيل من سبقهم من الشعراء الأوائل، لذلك لم نر أحـدا من النحاة استشهد بقول أحد منهم.

سادساً: وأما في النثر، فما نسب إلى خـالد بن الوليد الصحـابي الجليل، الفارس، المقدام، المظفر، الخطيب، الفصيح، فإنه كان من أشراف قريش في الجاهلية. وقد كثرت الأقوال في فصاحة اللهجة القرشية. قال ابن جني: "... فقـد ارتفعت قـريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس، وعجرفيـة ضبة، وتلتلـة بهراء...". أما الفراء فقـد أوضح صفاء لغـة قريش وسره بقوله: "كانت العـرب تحضر المواسم كل عام، وتحج البيت في الجاهلية، وقريش يسمعـون لغات العرب؛ فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به، فصاروا أفصح العرب، وخلت لغتهـم من مستبشع اللغات، ومستقبح الألفاظ".. وقال الفارابي: "كانت قريش أجود العرب انتقاء للأفصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها مسموعاً، وأبينها إبانة عما في النفس"...

وكفى قـريشا فخـراً أن القرآن نزل بلسـانها. وفي ذلك قـال عثمان بن عفان رضي الله عنه لرهط من القرشيين: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثـابت في شيء من القرآن فاكتبـوه بلسان قريش...". كل هذا ممـا يدل على أن خالد بن الوليد ممن يستشهد بكلامه. أما ما كان من كلام عبـد الله بن المقفع في "كليلة ودمنة" فهو ممن لا يستشهد بكلامه لأنه فارسي الأصل، مجوسي المذهب، وهو الذي قال عنه الخليل: "علمه أكثر من عقلـه ". وهو الذي ترجم كتاب "كليلة ودمنة" من الفارسية إلى العربية وهو ممن لم نر أحداً استشهد بقوله رغم ما عرف له من كتب ورسائل غايـة في الإبداع مثل: "الأدب الصغير" و"الأدب الكبير" و"رسالة الصحـابة" ورغم أنه توفي سنة 142 هـ.

سابعاً: أما وكيع، محمد بن خلف أبوبكر القاضي الباحث العالم بالتاريخ والبلدان فهو ممن لا يحتج بقوله لأنه توفي سنة 306 هـ.

ثامناً: وبالنسبة للمبرد، إمام الطبقة السابعة للنحاة البصريين الذي تزود من اللغة على أعلام عصره البصريين حتى صار من أئمة النحو واللغة هو أيضاً ممن لا يستشهد بشعره لأنه توفي في سنة 268 هـ.

وعليـه يكـون الـذين يستشهد بكلامهـم ممن ذكر الأستاذ فاروق شـوشة في بحثـه قليلي العدد. لكن هذا لا يمنع من أن يجري الإخبار عن الضمير المسبوق بـ "ها" التنبيه بغير اسم الإشارة. ونحـن نقر مع مجمع للغة العـربية ما قرره النحاة، ولكنني أرجو أن يسمح لي أعضاؤه بإضافة كلمة صغـيرة على قرارهم هذا، لأقـول: "يجوز دخول "ها" التنبيه على الضمير دون أن يكـون الخـبر اسم إشـارة ولكن الأفصح أن يكون خـبره اسم إشارة بدليـل مجيئه في القرآن الكريم ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا. وفي ذلك ما يؤيد الحجة منه:

1) إن القرآن الكـريم أصـح المصـادر التي تقوم عليها قـواعد العـربيـة على أسس سليمة، وكـانت ألفاظه مادة اجتهد العلماء في تحديـد معانيها، وما كان من لغة القرآن فهو أفصح اللغات.

2) ويأتي بعد القرآن الكـريم من المصادر المعتمدة في ترسيخ القواعد حـديث الرسول (صلعم) إذا صح إسناده إلى النبي (صلعم).

3) ويأتي في الدرجة الثالثة بعـد حـديث الـرسول (صلعم) الشعـر الذي يحتج به من جاهلي وإسلامي. فكان أول من لا يثقون به هو بشار ابن برد.

4) ويأتي بعـد الشعـر كلمات الأعراب في البادية. إذ كـان العلماء يخرجـون إلى البادية ويقضون فيها الأعوام الطوال جنبا إلى جنب مع سكـانها فيدونون كل ما يطرق سماعهم من أحاديث الإبل والمرعى والزواج والطـلاق وغير ذلك ممـا يتعلق بشئونهم الحياتية اليومية. ويعلق النحـاة أهمية كبرى على السماع. وبعد الـرعيل الأول اعتمد العلماء الأخـذ عمن قبلهم. فـرووا ما جمعـوه من العلماء السابقين.

الذي أريـد أن أثبت به الحجـة التي أرى تدعيمها هو أن الذين أخذت عنهم اللغة وبهم اقتـدي من قبائل العرب: قيس وتميم ثم هذيل وبعض كنانة. ولم يـؤخـذ عن حضري قط، ولا عن سكـان البراري الـذين كانوا مجاورين لمن حولهم من الأمم الأخرى لذلك لم يؤخذ عن لخم ولا عن جذام لمجاورتهم أهل مصر والقبط؛ ولا عن قضاعة وإياد لمجـاورتهم أهل الشام لأن أكثرهم يقرأون بـالعبرانية؛ ولا عن تغلب لمجاورتهم اليونان؛ ولا عن بكر لمجـاورتهم الفرس؛ ولا عن عبـد القيـس وأزد عمان لمجـاورتهم الهنـد والفـرس؛ ولا عن أهل اليمن لمجـاورتهم الهنـد والحبشة.

وليس هذا التشدد في الأخذ عن القبائل أو عدم الأخذ عن غيرها إلا للعمل على عدم تسرب الدخيل إلى اللغة، أو حتى لا يصعب فهم أصالتها، أو يدخل فيها خطأ ما لم يأت على أبنيتها.

ويظهر أن العلماء فضلوا لهجـة على أخرى فجعلوا بعض اللغات أفصح من بعض، وقبلـوا بعضها دون البعض الآخـر، فـرتبـوا اللغـة ترتيب أهل الحديث فقالوا: فصيح وأفصح، وجيد وأجود، وهذا مما نعول عليه في كـلامنا من اعتماد لغة القرآن وجعلها أفصح اللغات.

ورغم هـذا كلـه فأرجـو ألا يفهم من بحثي أنني أرفض الإقرار بما جاء به مجمع اللغة العـربيـة في جلستيـه ولكنني أريـد القول: إن لغة القرآن هي الأفصح، وإذا كان قد أقر المجمع الإخبار عن الضمـير بعـد "ها" التنبيـه بغير اسم الإشارة فهذا مما يجوز فيه القول:

إن البصريين اعتمدوا في تأصيل القواعد، وإقامة بنيانه، على السماع والتعليل والقيـاس كـما سبقـت الإشـارة؛ والسماع عند الخليل كـان يعني نبعين كبيريـن: نبع النقل عن قراء الذكر الحكيم وقـد كان هو من بينهم، ونبع الأخذ عن أفواه العرب الخلص الـذين يوثق بفصـاحتهم؛ ومن أجل ذلك رحل إلى مـواطنهم في الجزيزة يحدثهم، ويشـافههم، ويأخذ عنهم الشعر واللغة، فكل حكم لديه لا يلقى إلقاء فحسب، إنما يلقى ومعـه برهـانـه من كـلام العـرب؛ ولا بد من الاطـراد على ألسنة العـرب فإن جاء ما يخالف القاعدة المحكمـة عد شاذاً وقد يبحث له عن تأويل حتى ينطبق عليها.

وأما في مجال القياس فقـد رأى البصريـون أن يضعوا قـواعد للغـة فيلتزموهـا ويسيروا عليها بـدقة وحزم؛ فوقفوا عنـد الشـواهد الموثوق بصحتهـا، والكثيرة النظـائر، واستعملـوا القيـاس، وآمنـوا بسلطانه، وأهدروا الشـواذ، حتى إذا ثبتت صحته حفظوه دون أن يقيسـوا عليه؛ وكـانوا إذا رأوا لغتين: الأولى تسير مع القيـاس، والثـانيـة لا تسـير عليـه، فضلـوا التي تسير مع القيـاس، وضعفوا من قيمة غيرها متبعين في ذلك إحدى طريقتين، إما أن يهملوا أمرها لقلتهـا فيحفظوها ولا يقيسوا عليهـا، جاعليها من الصنف الـذي سموه مطردا في السماع شـاذا في القياس، وإما أن يتأولوها حتى تنطبق عليها القاعدة. وما عملهم هذا إلا لينظموا اللغة ولو بإهدار بعضها، وما سمعـوه من العـرب مخالفاً لهذا التنظيم عدوه مسـائل شخصيـة جـزئية يتسامحون فيها نفسها، ولا يتسـامحون في مثلها، ولا في القياس عليها، حتى لا تكثر فتفسد القواعد والتنظيم.

وإلى هـذا تماماً أريـد أن أشير بالتحفـظ بإطلاق القرار على صحة جـواز دخول "ها" التنبيـه على الضمير دون أن يكـون الخـبر اسم إشارة.

وأريد أن أشير أيضاً إلى أن هـذا القرار يوافق ما يراه الكـوفيون من احترام كل مـا جاء عن العـرب، ويجيـز للناس استعمالـه، ولـو كـان لا ينطبق على القواعد العامة، وجعلـوا الشـاذ أساساً لوضع قاعدة عامة.

هذا وأرجو أن يترجـم قصدي من بحثي هـذا ويحمل الحكم عليـه بأنه خط بالنية الحسنة المعتمدة على النقـد البناء؛ لأنني أعتقـد كل الاعتقـاد أن مجمع اللغـة العـربيـة يريد الحفاظ على النطق الصحيح بتنحيـة الشـاذ، وحتى لا يغيب الـوجـه الصحيح في النطق على أوساط المتعلمين فيظنـون الشاذ صحيحاً، ويقيسـون عليه، وينطقون به، ويتركـون المطرد في لغـة العرب الفصيحـة، وتصريف عباراتهم وألفاظهم.

ورد من فاروق شوشة:

شكراً للدكتورة عزيزة فوال بابتي على اهتمامها بموضوع "ها أنا وأخواتها" الذي نشرته "صفحة لغة" في مجلة العربي عدد مارس 1993. فقد كان هذا الاهتمام فرصة لاحتشاد الباحثة الكريمة بكثير مما ذكرته المراجع والمصادر حول هذا الموضوع.

ويبدو أنه قد فاتها أن المجـامع اللغوية لا تناقش عادة ما هو مقرر ومعروف ومستقر من القواعد والمعايير والضوابط، وإنما مجال اهتمام أعضائها من علماء اللغة وسـدنتها الكبار ينصب على المزيد من التصـويب والتيسير وتـوسيع دائرة الإفصـاح والصحة ورد الاعتبار إلى كثير مما قد نعده خارجاً على المألوف أو مجاوزاً للقواعد الصحيحة. من هنا كان البحث اللغوي - الذي تقدم به الأستاذ شوقي أمين وأقره مؤتمر المجمع بعد مناقشة مستفيضة - لا يهدف إلى التشكيك والبلبلـة فيما هو مستقـر ومعروف وإنـما إلى توسيع مجال الصواب والصحة من خلال الاستعانة بآراء اللغويين والنحويين من ناحية، والشواهد المؤكدة والدالة من ناحية أخرى. وبذلك تصبح دائرة الصواب اللغوي متسعة لما هو مقرر ومعروف في قولنا: "ها أنا ذا قائل" وفي قولنا أيضاً: "ها أنا قائل" والغريب أن الباحثة الكريمة تصل في كلامها الكثير إلى ما يؤكد هذا الفهم حين تقول: "يجوز دخول "ها" التنبيه على الضمير دون ألا يكـون الخبر اسم إشـارة، ولكن الأفصح أن يكـون خبره اسم إشارة بـدليل مجيئـه في القرآن الكريـم". وحين تقول أيضاً: لا أرجو ألا يفهم من بحثي أنني أرفض الإقرار بما جـاء به مجمع اللغـة العربية في جلستيه ولكنني أريد القول: إن لغة القرآن هي الأفصح". ومن قال بغير هذا يا سيدتي الدكتورة؟.

ثم هل تأذنين لي - والمقـام مقـام مـراجعـة وحـديث عن الأفصح والأصـوب - أن أهمس إليك بأن استخـدام "طالما" في قولك: فطالما أن المعنى تام، فلا بأس في عدم إلحاق اسم الإشارة بالضمير والإخبار به (أ) في الفقرة الثانية: هذا الاستخدام "طالما" لا يجيزه فصحاء العرب ولا يقرونه، لان "طالما" معناها "كثيراً ما" ولا تحمل المعنى الذي قصدته العبارة على الإطلاق، وأن أهمس إليك ثـانية بأن العبارة الأخيرة في كـلامك: "وحتى لا يغيب الـوجـه الصحيح في النطق على أوسـاط المتعلمين فيظنـون الشـاذ صحيحـا، ويقيسون عليه، وينطقون به، ويتركون المطرد في لغـة العـرب الفصيحـة وتصريـف عبـاراتهم وألفاظهم" كان الصواب اللغوي يقتضي بأن تكون هذه الأفعال جميعاً منصوبة لا مرفوعة فتصبح على التوالي: فيظنوا ويقيسوا وينطقوا ويتركوا!

وللباحثة الكريمة موفور الشكر والتحية.

عزيزة فوال بابتي مجلة العربي ديسمبر 1993

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016