هو طائر مغرّد أقام له عشّا منذ سنين في المنزل, وبعد انتهاء مهمته, غادر إلى جهة مجهولة, وبقي الأطفال يتحسَّرون على فراقه, ثم نسوه على مرّ الأيام, ولكنه بقي حيّا في وجدان الشاعر حتى اليوم.
نحنُ مازِلْنا عَلى العَهْدِ هُنَا
أيُّها البُلبلُ هَلْ تَذْكُرنَا
الأغارِيدُ الَّتي أطْلَقْتَهَا
لَمْ تَزَلْ أصداؤُها تُنْعِشُنَا
وَأنا قَلْبي مُحِبٌّ هَائِمٌ
صَارَ للأَحْبَابِ دَوْمًا مَسْكَنا
لِمَ غَادَرْتَ حِمَانا إنَّنا
في لَهيبِ الشَّوقِ نَحْيا هَاهُنَا
الرَّبيعُ الطَّلقُ غَنَّى لِلْحِمَى
لِلسَّواقي...لِلرُّبَى...لِلْمُنْحَنَى
والمروجُ الخُضرُ صَارتْ جَنَّةً
مِنْ جِنانِ الأرْضِ حُسْنًا وَجَنَى
انْتظَرْنَاكَ طَويلاً فَمَتَى
أيُّها الغَائبُ تَغْشَى حَيَّنَا
أيُّها المَحْبُوبُ هَلْ مِنْ عَوْدَةٍ
إنَّ في العَوْدَةِ تَحْقِيقَ المُنَى
وَبِهَا يَجْتَمِعُ الشَّمْلُ غَدًا
جَمَع الدَّهرُ قَريبًا شَمْلَنَا
عُشُّكَ المَهْجُورُ أَضْحَى مُلْهِمًا
لأَناشيدي وأشْعاري...أَنَا