شعر
ضيعت عمرك خلف أوهام الإمارة.
ضيعت عمرك ما استرحت ولا أرحت،
من العراق إلى الشام
من الشام إلى الكنانة
من ذا يبيع إمارة بالشعر؟
من يهديك أسيافاً لتشهرها عليه؟
ضع عنك أعباء الرحيل
جوى الطريق
ووحشة الصحراء
ألق إذن عن حلمك الضاري غبارة.
- الروم تعبث بالشمال!
و "السدر"، قد ربطوا الخيول إلى النخيل.
وأرى البلاد لكل متر واحد ملك ذليل!
- أتظن نفسك منقذاً؟!
هونا إذن يا سيد الشعراء
هذي بلاد لم تملك شاعراً من قبل،
لم تلق على العلماء أثواب الوزارة.
هذي بلاد قد ترى في الشعر أجمل ما لديها،
ثم تصلب شاعراً
إن قال للسلطان:
طلي رب سواك".
عد للقصيدة وحدها،
واترك دنانير الأمير
ودع نضارهُ،
ستسير يسبق خطوك الوهاج
سرب من فراش أصفر،
تغفو.. فيحجب عنك عين الشمس،
يدخل دونما إذن مقاصير النساء؟
يشدهن من الأنوثة،
"للشبابيك" التي ستطل منها،
أو إلى رجل يدق الباب،
يحجب عنك أبصار السيوف.
عد للقصيدة وحدها،
هي خير مملكة
وأنت مليكها الفرد الوحيد
ستروح تبني في جوانبها: المعابد،
والحدائق، والقصور على هواك
ولن تبيعك ذات ليل حالك
لعساكر أطعمتهم خبز الشعوب،
ولن تذر رماد جسمك في السهوب،
ولن تنادم - حين تخرج لاقتناص الطير -
غلمان القصور ولا العبيد.
عد للقصيدة وحدها
كل المماليك زائلة،
والشعر مملكة الخلود.