مختارات من:

أوّل دائرة معارف باللغة العربية لـ «المُعلِّم بطرس البستاني» 1819 - 1883

فكتور الكِك

لُقب بالمعلم عن حق! فبطرس البستاني في جميع مشاريعه الوطنية والثقافية - وما أكثرها! - كان معلماً، أي صاحب رسالة، سلك درب الأنبياء في ابتداع الجديد وتبديل ما توارثه الناس عن آبائهم، فاستحق لقب المعلم، ولا غرو، أليس «العلماء ورثة الأنبياء؟» ألم يستلهم أحمد شوقي هذا المفهوم العلوي حين أنشد:


قم للمعلّم وفّه التبجيلا
كاد المعلمُ أن يكون رسولا


جميع مشاريع بطرس بن بولس البستاني المعلم هدفت - في إطار النهضة العربية الحديثة - إلى أمرين أساسيين: أولهما بناء وطن لبناني تتوحد فيه القلوب وتقوده العقول، بعيداً عن التعصّب الأعمى الذي أهلكه، على حد تعبيره، وثانيهما: إحلال الاحترام بين الديانات والمذاهب محلّه. فكلنا، كما يقول هذا المعلّم، نعبد الإله الواحد، ومتحدّرون من الأبوين الأولين، وذوو طبيعة واحدة بشرية، إذ إن الأديان واحدة في الأصل، وقد انطلق البستاني من هذه المقولة ليرتفع بحب الوطن إلى سدّة الإيمان، فجعل شعار مجلّته «الجنان» التي أسسها في الفاتح من يناير عام 1870 هذه الجملة: «حب الوطن من الإيمان»، قارناً القول بالعمل، إذ كان هذا المبدأ نهجاً لحياته كلها.

أما الأمر الثاني الذي سعى إليه المعلم بطرس البستاني في وجوه نضاله جميعاً ومؤلفاته الكثيرة، فكان تأسيس تربية باللغة العربية، خوفاً من أن تصبح بلاده «بابل لغات كما هي بابل أديان». وقد عنى ببلاده الوحدة الإقليمية التي تضم لبنان وسورية وفلسطين، لأن سكانها يشتركون في أرض واحدة وعادات واحدة ولغة واحدة. وقد شابهت دعوته هذه دعوة رفاعة رافع الطهطاوي إلى وحدة مصر الإقليمية. وإذا كان الطهطاوي لم يقل بوحدة الناطقين بالضاد على غرار المعلم البستاني، فإن هذا مضى بعيداً في عروبته ففاخر «بدمه العربي» وأبدى اعتزازه بمدنيّة العرب القديمة التي أراد أن يجددها. واقتناعه بعروبة جميع الناطقين بالعربية، مسيحيين ومسلمين، الذين عليهم أن يستردّوا مدنيّتهم من الأوربيين الذين كانوا قبسوها عنهم.

غير أن الهدف من هذه التربية باللغة العربية، فكان عند البستاني ينبغي أن يقوم على الأخذ بالعلوم الحديثة والمعارف المستحدثة، والتدرّب تالياً، على مناهجها المرتكزة على تحكيم العقل، والتفكير الدقيق الموضوعي، ووضع نتائجها في حيّز العمل، خدمة لتطوير الهيئة الاجتماعية والنهوض بالوطن، أما الآلية لبلوغ هذا الهدف، فتقوم على استخدام العربية وتطويرها وتحديثها لتكون مواكبة لجميع العلوم والمعارف التي شكّلت أسس نهضة أوربا وتفوّقها الحضاري.

وسعياً منه إلى بلوغ هذا الهدف النهضوي العظيم، قام بجميع أنشطته الاجتماعية والثقافية، فألقى الخطب، وأسس المجلات، ووضع المعاجم وكتب التدريس. إلا أن مشروعه الكبير الذي تمركز حوله سعيه المتعدد الوجود كان إنشاؤه مشروع موسوعته السبّاقة ، التي أطلق عليها اسم دائرة المعارف، والتي استنفدت طاقته حتى وافته المنيّة، سنة 1883.

دائرة المعارف: مشروع نهضوي

شرع المعلم بطرس البستاني بإصدار دائرة المعارف في العام 1876، بمؤازرة أفراد عائلته، وبدعم مالي وفّره الخديو إسماعيل، وبين هذا التاريخ وتاريخ وفاة المعلم، صدرت المجلدات الستة الأولى منها.

تسلّم الأمانة بعده ابنه المعلم سليم البستاني (1847-1884) فأصدر المجلدين السابع والثامن من الدائرة، تباعاً، خلال العامين 1883 و1884.

وبعد وفاة سليم، قام أخواه نجيب (1862-1919) ونسيب (1867-1913) بمتابعة إصدارها. يعاونهما نسيبهما سليمان البستاني (1856-1925) مترجم الإلياذة. فنشرا المجلد التاسع عام 1887، والعاشر عام 1898، والحادي عشر عام 1900، مختتماً بكلمة «عثمانية»، وبذلك، توقّف العمل بذلك المشروع العملي الفذّ.

عرّف المعلم بطرس البستاني دائرته بأنها «قاموس عام لكل فن ومطلب». وهذا دليل على اتساع دائرة المعلومات التي رسمها لمشروعه، بحيث يشمل العلوم والفنون والمعارف، التي بلغت منتهاها في عصره في العالم. وهي مهمة جسيمة لم يكن في مقدور المؤسسات العلمية الضخمة أن تنهض بها. ولو لم يكن ذلك الرجل الموسوعي مدفوعاً بحبّ وطنه ولغته العربية وهاجس النهضة بالعرب، قومه، ليستيعدوا دورهم السالف لما كانت له الجرأة على ركوب هذا البحر الزخّار من طلب المعرفة الموسوعية. قال في خطاب مطوّل بعنوان «آداب العرب» ألقاه في 15 فبراير 1859، «وهكذا ترى العلوم والفنون الإفرنجية المبنيّة على مبادئ حقيقية قادمة إلينا من كل فجّ عميق. وما مكث فيه الإفرنج السنين العديدة، والمدد المديدة، يمكن العرب أن يكتسبوه في أقرب زمان مع غاية الإتقان والإحكام. بل يليق بنا أن نترحّب بالعلوم دون نظر إلى مَن يعطينا إياها، سواء كانت آتية من الصين أو الهند أو العجم أو أوربا». هذا الكلام دليل على ثقته ببني قومه وبمشروعه النهضوي.

ولمّا كان من غير الممكن نقل المعارف والعلوم والفنون والآداب إلى اللغة العربية إلا خلال فترات زمانيّة متمادية، فقد وجد المعلم بطرس من الضروري تلخيصها لأبناء لغته في موسوعة تقدّم لهم عصارتها وتهديهم إلى منابعها وأعلامها، تحفيزًا لهم على مزيد من الاطلاع ومزيد من الاقتداء. وهو نهج يلجأ إليه للنهضة بالشعوب المتخلّفة عن ركب الإبداع الحضاري، إذ تعوزها المصادر والمراجع والوسائل العملية في المراحل الأولى من نهضتها. ومن المعلوم أن حركة نبش التراث العربي كانت لا تزال في أوائل عهدها، خلال تلك الفترة من عمر النهضة العربية، حتى من الناحية الأدبية، فلم يكن من الميسور الاطلاع على تراث الأجداد إلا بمثل هذه الوسيلة التي اعتمدها المعلّم بطرس.

وقد وازى عمله هذا في تعليم النشء العربي والنهوض به مشروع رائد حقّقه الأب لويس شيخو اليسوعي، ووضع له عنوان «مجاني الأدب في حدائق العرب» ونشره عام 1882، أيّامئذ، لم يكن معظم كتب التراث قد توافرت بين أيدي الناس، لا مخطوطة ولا مطبوعة، ليستقي منها المعلمون ما يشفي غليل المتعلمين في كتب القراءة. وكانت المدارس والمعاهد توفّر لهم شواهد متفرّقة، مبتورة، غير متدرّجة تاريخياً أو تربوياً تقمّش من كتب النحو والبيان، أو تُستقى من مختارات محدودة لشعراء أو كتّاب قامت شهرتهم على توافر بعض آثارهم بين الأيدي، بصرف النظر عن قيمتها أو منزلة أصحابها في أولمب الشعر أو مضمار النثر، إلى أن ظهر كتاب «مجاني الأدب» الذي جمع بين دفّتيه، بأسلوب علمي منسّق ومتدرّج، عيون الأدب العربي، بفنونه وموضوعاته وأغراضه المتنوعة، وخلاصة معارف العرب وعلوم الأسلاف، منذ العهد الجاهلي حتى عصور الركود.

وهكذا كان ظهور «مجاني الأدب» حدثاً تربوياً - في موازاة حدث «دائرة المعارف البستانيّة - تؤرّخ به نهضة التدريس في العالم العربي وبداية المجاميع والمنتخبات ذات الأسلوب المنهجيّ. وغدا عنوانه مرادفاً لكتاب القراءة المدرسيّة العربية. فجدّ في طلبه الداني والقاصي، مما أدى إلى تتابع طبعاته حتى منتصف القرن العشرين تقريباً، إلى أن جدّدته اختياراً أو شرحاً وتبويباً لجنة من الأساتذة بإدارة أستاذنا العلاّمة المغفور له فؤاد أفرام البستانيّ.

وفي موازاة هذين المشروعين اللذين شكّلا أرضية أساسية للنهضة الثقافية الحديثة، لكن بعد انقضاء ست وخمسين سنة على نشر آخر مجلد، بُعثت دائرة المعارف الأولى، ووُضعت لها خطة لإكمالها كانت استكمالاً للقديم وأخذاً بالجديد الكثير في مختلف العلوم والمعارف، مجاراة لما استجد، وما أكثره وأعظمه! وذلك، على يدي العلاّمة فؤاد أفرام البستاني ونفر من المثقفين المنتجبين، وهكذا صدر المجلد الأول من دائرة المعارف الجديدة عام 1956.

والجدير بالذكر أن بستانيّ الدائرة الجديدة حافظ على الخطة الأصليّة التي وضعها المعلم بطرس للمشروع في خطوطه الكبرى، كما فصّلها الرائد، لثمانين سنة خلت منذ انطلاقها، في مقدّمة الدائرة القديمة، وقد أورده بنصّه في مقدّمة المجلّد الأول المذكور، لشموليّته وإحاطته بالمطلوب على أفضل وجه:

«إن دائرة المعارف تتضمن بالإجمال:

أولاً: العلوم الإلهية والفلسفية كعلم الكلام والفلسفة وفروعها.

ثانياً: العلوم المدنية والسياسية كالفقه، والنظم المدنية، والحقوق الطبيعية، والقانونية، والعمومية، والتجارية، والجنائية، والتوفيرات السياسية، والتربية.

ثالثاً: العلوم التاريخية كالجغرافية بفروعها، وعلم التاريخ القديم، والكنائسي، والحديث، وعلم الآثار والميثولوجيا اليونانية، وغيرها من الخرافات القديمة.

رابعاً: العلوم التعليمية كالحساب، والجبر، والهندسة وفروعها.

خامساً: العلوم الآلية والكيماوية كالفلسفة الطبيعية، وعلم الهيئة أو الفلك، والكيمياء وفروع ذلك.

سادساً: العلوم الطبيعية كعلم طبقات الأرض، والمعادن، والنبات، والإنسان، والحيوان، والطب وفروعها.

سابعاً: علم الأدب كعلم اللغة، والفصاحة، والبيان، والشعر، والإنشاء، والتاريخ الأدبي، وما يتعلق بذلك.

ثامناً: الصنائع والفنون كالاكتشافات، وفن البناء، والتصوير، والموسيقى، والحراثة، والزراعة، والصيد، واستخراج المعادن، والمطابع، واصطناع الآلات، والتجارة، والأوزان، والقياسات، والمسكوكات، وهلّم جرا.

ولزيادة الإيضاح نقول: إنها تتكلم عن الكواكب السيّارة والثابتة، والبروج، والمنازل، وذوات الأذناب، والشهب، والعناصر، وما يتعلّق بها كالحرارة والبرودة. والحوادث الجوية كالشفق، والبرق، والرعد، والمطر، والصواعق، والمواليد الثلاثة أي الحيوان، والنبات، والمعدن، وما يتعلق بذلك. والعقاقير وصفاتها ومنافعها، ومضارها، وما يتعلق بها. ووصف طبقات الأرض وحوادثها كالزلازل، والبراكين أي الجبال النارية. ووصف الكرة الأرضية من تخطيط بلدانها، ووصف طبائعها وتجارتها، وعدد سكانها، وتاريخها، وحدودها، وهوائها، وتربتها، ومزروعاتها، وحيواناتها، ونباتاتها، ومعادنها، ومعارفها، وماليتها، ومدارسها، ولغاتها. ووصف بحار الدنيا، وأنهارها، وجبالها، وأوديتها، وسهولها، وخلجانها، وبحيراتها، ومضيقاتها، وكهوفها، وجزائرها، ومناطقها، وترعها، وجسورها، وطرقها الحديدية.

وذكر الإنسان وما يتعلق به كمشاهير الرجال والنساء من قدماء ومعاصرين، وأشهر أعمالهم، وتواريخ حياتهم، والمؤلفين منهم ومؤلفاتهم. والطوائف من كل الأجناس، وما يتعلق بهم، وأسماء كل الأمم منذ ابتداء التواريخ إلى الآن، مع تواريخ أعمالها، وحروبها، وعوائدها، وملابسها، وغير ذلك من متعلّقاتها. وكل دول العالم، وأملاكها، ونظاماتها، ووزاراتها، وجيوشها، وقواتها العسكرية، وقوانينها، ومداخيلها، ومصاريفها، وكل العوائل المشهورة، وتواريخها، وأسباب شهرتها، وأنسابها، وحقوقها.

وذكر الحروب وأسبابها، ومواقعها، وما يتعلّق بها، وذكر الأديان والمذاهب بأصولها، وفروعها، وكتبها، واعتقاداتها. وذكر ما يتعلق بالأدب كفروع العلوم واصطلاحاتها واختلافاتها بين الأمم، وما يتعلق بها. والأوصاف الغريزية كالحسن، والقبح، والكرم، والبخل، والفضيلة، والرذيلة، وذكر المدارس وهيئاتها، والتآليف والمشهورين بشيء منها، وما شاكلها بصفاتها، والفنون المتعلّقة بها. وذكر الصنائع بأقسامها وفروعها ومخترعيها، والاكتشافات فيها، وكيفية العمل بها، والأجزاء والمواد اللازمة لها، وما شاكل ذلك.

وفوق كل ذلك قد تحرّينا أن نزيّنها بكثير من صور مشاهير الرجال، والأماكن، والحيوانات، والنباتات، والآلات العلمية والصناعية.

«فالدائرة» والحالة هذه، قاموس عام للمعارف من جغرافيّة، وتاريخيّة، وعلميّة، وصناعيّة، وسياسية، وأدبية، يحتوي على كل ما تصبو إليه النفس، ويُغني مقتنيه عن مكتبة كبيرة.

أما الجديد في الدائرة الجديدة، يقول فؤاد أفرام البستاني: «فقد أملى علينا خطته تقدّم العصر، وحاجتنا الملحّة إلى مسايرته في مخلف مظاهره».

وفي هذا السياق، إضافة إلى ما ذكرنا من أهمية مشروع الدائرة على الصعيد المعرفيّ، تجدر الإشارة إلى الأثر الذي تركته على صعيد إيجاد المصطلحات العلميّة والفنية وسائر مصطلحات المعارف، ما أثرى اللغة العربية أيّما إثراء إذ وحّدت المفاهيم، تالياً، فشكّل عمل المعلم البستاني ريادة سارت في خطها، من بعد، مجامع اللغة العربية في البلدان العربية المختلفة، والمترجمون من اللغات الأجنبية، ومؤسسات تنسيق التعريب وسواها. فكان اللجوء إلى استعمال القديم من المصطلحات التي لاتزال صالحة، واستخراج المصطلحات المستحدثة من الكتب العلميّة المترجمة بالعربية، واستعمال أنسبها، ثم اللجوء إلى المجاز، وهو، في العربية، باب واسع يغني اللغة ويمنحها إبداعاً. كذلك الأخذ بالاشتقاق والنحت والتعريب. وهي أساليب وطرق أخذ بها أركان الثقافة ومؤسساتها في العصر العباسي إبان نهضته.

انطلاقاً من هذا التبيين الذي سعينا من خلاله إلى جلاء ناحية من نواحي خدمات المعلم بطرس البستاني لوطنه ولغته العربية وأمته العربية والإنسانية. نتبيّن الأثر العميق الذي خلّفته أنشطة ذلك الرجل الفذّ متجليّة في جرأته وإقدامه وتخطيطه واستشرافه المستقبلي. وإخلاصه لبني قومه، ونذره نفسه لخدمتهم، فضلاً عن وضوح خططه، وصرامة تفكيره، وعقلانيّته، ووضوح بيانه في سهولته المتناهية الهادفة إلى تقريب المعارف من عامّة الناس. وهذه فضيلة تميز بها هذا الرجل الذي توجّه إلى نخبة المثقفين والناس البسطاء في آن، يقيناً منه بأن النهضة إنما تقوم على مجهود جميع فئات الشعب بحيث تستنهض الأمة بكاملها في سبيل اللحاق بركب الحضارة.

وبعد، فإذا كان فضل المعلم بطرس البستاني في ناحية واحدة من نواحي أنشطته المتعددة بهذا المقدار وعلى هذا المستوى، فكيف تكون الصورة المتكاملة لشخصيّته النهضوية فيما لو استُكملت من جميع جوانبها»؟ حسبنا أن نختصرها في كلام لفؤاد أفرام البستاني يغنينا حيث كتب قائلاً فيه:

«أوّل من أسس مدرسة وطنية عالية،

أول من ألّف قاموساً عربياً عصرياً مطولاً،

أول من أنشأ مجلة راقية،

أول من ابتدأ بمشروع دائرة معارف باللغة العربية،

أول من نادى بتعليم النساء في الشرق».

ختاماً، حسبي أن أختصر نضاله الوطني الاجتماعي، وفيض مؤلفاته المتنوعة، وإقامته مؤسسات هادفة، ودأبه على إشاعة المعرفة بين جميع فئات المجتمع، وتأسيسه وسائل إعلامية فاعلة تنقل إلى الناس أفكاره وأعماله، بالقول فيه:

لقد سخّر المعلم بطرس البستاني ذلك كله لبناء لبنان جديد، لبنان الوطني لا الطائفي، وإقامة وحدة إقليمية قلبها لبنان، تكون مقدمة لوحدة شاملة، يجمعها بيان العرب في عروبة إنسانية حضارية تضم مختلف الأعراق والديانات، وتنضم بنهضتها إلى ركب الإنسانية، كان البستاني رؤيوياً وعملياً ومثلاً أعلى لنا.

فكتور الكِك مجلة العربي فبراير 2010

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016