مختارات من:

من شهر إلى شهر

المحرر

لمحات من جديد العالم
طب - جراحات مجسمة على الشاشة


أمام شاشة سينمائية في غرفة مظلمة في مستشفى بارنرت في مدينة باترسون بولاية نيوجيرسي الأمريكية، جلس عدد صغير من المشاهدين يتابعون الدكتور ستيفن بيكر وهو يقوم بإجراء إحدى جراحاته في الطابق الأعلى. وقد بدأ المشهد غريبا حيث الجراح والمشاهدون يرتدون جميعا نظارات ثلاثية الأبعاد. وأمضى، الدكتور بيكر ثلاثين دقيقة لازالة التحام في فتق مريض عمره 42 عاما وذلك من خلال فتحة دقيقة جدا.

وعادة ما تستغرق هذه العملية 45 دقيقة، غير أن الدكتور بيكر متخصص في الجراحة بالمناظير الدقيقة، وهي جراحة تتم باستخدام أنابيب يترواح عرضها بين ربع ونصف بوصة يتم ادخالها عبر فتحة صغيرة في جسم المريض. ويشاهد الجراح هدفه بطريقة غير مباشرة عبر كاميرا دقيقة في طرف الأنبوب بحيث يجري جراحته بنصف رؤية ونصف إحساس. ومن هنا جاء الفارق الذي صنعته النظارات التي كانوا يرتدونها. فقد كانت نظارات ثلاثية الأبعاد يتم التحكم فيها إلكتورنيا بحيث يبدو النسيج الحي ومشرط الجراح مجسمين على الشاشة. والواقع أن هناك أكثر من عشر شركات تتنافس حاليا على إنتاج أنظمة الجراحة ثلاثية الأبعاد. وقد حصلت أربعة من هذه الأنظمة على موافقة وزارة الصحة الأمريكية. لكن هذه الأنظمة الأربعة تستخدم عدستين جنبا إلى جنب لإعطاء التأثير المجسم، لكن نظام الدكتور بيكر ينفرد باستخدام عدسة واحدة للحصول على العمق الوهمي.

وكانت صناعة السينما في الخمسينيات قد لجأت إلى استخدام كاميرتين يتم تنقية صورتيهما عبر نظارات ملونة بحيث يمكن استقبالها من خلال عين من العينين، غير أن الأفلام الثلاثية الأبعاد سرعان ما انتهت وذهبت إلى طي النسيان.

لكن التكنولوجيا ظلت باقية. وتركز البحث النظري لفترة طويلة حول إمكان استخدام كاميرا واحدة لإنتاج الصورة المجسمة وفقا للشروط الصحيحة. غير أن هذا لم يكن متاحا إلا مع ظهور مكونات تشغيل الفيديو اعتمادا على التكنولوجيا الرقمية. إذ أصبح بالإمكان نقل الصور إلى العينين اليمنى واليسرى بمعدل 120 صورة في الثانية. فكيف يمكن الحصول على صورة مجسمة من كاميرا واحدة؟ يعتمد النظام على بث الصور بحيث يكون هناك فرق بين الصورة والصورة التي تليها يقدر بجزء صغير من البوصة. ويمكن لهذا الفصل أن يخدع المخ، ففي غياب الحركة لا يرى المخ في الصورتين المفصولتين سوى التماثل، وهو ما يعني أنه يستقبل، صورة مسطحة، لكن أي حركة مهما كانت صغيرة، تعطي رؤية مكورة، وهو ما يؤدي بالمخ إلى استخلاص البعد الثالث.

ويعود الفضل في استخدام هذه التكنولوجيا في الجراحة إلى جورج ديامانت، رئيس شركة المنتجات الطبية المؤتمتة، وإلى الدكتور باكستر جارثيا، وهو أستاذ في الطب في مدرسة البرت اينشتين، الطبية، ترك وظيفته في عام 1993 وانضم إلى جورج ديامانت ليقدما نظاما للجراحة الثلاثية الأبعاد يتكلف نحو 40 ألف دولار.

وبرغم التكلفة التي تبدو مرتفعة لهذه التقنية، إلا أنها تعد بتلاقي الأخطاء القاتلة التي كانت تقع فيها جراحات المناظير التقليدية ذات الصور المسطحة.


أحياء - تسجيل مصور لحركة النبات


لا يعتبر التصوير بالتقطيع الزمني اختراعا جديدا فقد كان البداية التي تحبو للتصوير السينمائي، لكن الجديد في الأمر هو استخدامه في "الحياة الخاصة" للنبات. ويقول الباحث البريطاني اتنبروف "إن تسريع حركات النبات من خلال تعريض شريحة فيلمية كل دقيقة أو ساعة، ثم نقلها جميعا بسرعة 25 في الثانية، قد تبدو فكرة بسيطة. لكن الأمر المعقد هو حساب كيفية تصوير حركة النبات ليلا، والتعامل مع المناخ ومع الحيوانات التي تثير الاضطراب".

فالصور تتباعد أو تقترب في التقطيع الزمني على فترات زمنية غير متساوية: إذ نجد نبات العليق بين يدي الباحث البريطاني يندمج بنعومة مع نبات يتحرك بسرعة تمت تربيته خلال ثلاثة مواسم صيف على يد المصور "تيم شيفرد". أما الأمر المدهش فنيا فهو تصوير نمو نبات زنبق الماء الأمازوني وازهاره، أولا في الطبيعة، ثم بطريقة التقطيع الزمني. وقد وجد أن هناك الكثير من المشاكل تنتج عن الرطوبة (زودت عدسات الكاميرا بمسخن)، ومستويات المياه والضوء، وفقاعات غاز الميثان من التحلل العضوي والرياح المفاجئة.

وقد تمت برمجة الكاميرا باستخدام الكمبيوتر لكي تزيد أو تقلل من سرعة لقطاتها، مع استخدام اللقطات العريضة والبعيدة حول النبات على مستوى لم يعرف له مثيل من قبل.


بيئة - حفظ سينمائي لتراث البحار العربية


بحلول عام 1996 سيكون عالم البحار المحيطة بالجزيرة العربية قد حفظ في صورة أفلام سينمائية. فقد بدأت بعثة البحار العربية سلسلة من ثلاثة عشر فيلما تسجيليا تسلط الضوء على الجمال المخبوء لذلك الجزء الذي لا يقدر بثمن من الميراث الطبيعي للمنطقة. وتتضمن هذه الخطة الطموح تصوير الحياة البحرية في ثمانية من بلدان الشرق الأوسط: عمان، السعودية، الامارات، الكويت، البحرين، ايران، الاردن، اليمن.

وكانت حرب الخليج قد جذبت منظمات حماية البيئة إلى الشرق الأوسط على اعتبار أن هذه الحرب خلقت أسوأ كارثة بيئية عرفها العالم. وقد يكون ذلك صحيحا، غير أن العديد من الكائنات البحرية شفيت من هذه الكارثة على نحو أكثر من رائع. ومع ذلك، فإن حماية البيئة قد احتلت منذ نهاية الحرب أعلى سلم الأولويات في منطقة الخليج. ويعتزم جوناثان علي خان، مدير الإنتاج في بعثة البحار العربية، أن تجعل هذا الوضع دائما وأن يضم الأصوات العربية إلى حركة "الخضر" البيئية العالمية. غير أن الرسالة هذه المرة هي "فكروا في الأزرق". وتحاول البعثة من خلال إنتاج الأفلام أن تدعو العرب إلى إيلاء الاهتمام بالبيئة البحرية.

ولقد تم تمويل البعثة بالكامل من خلال رعاية ودعم المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، حيث بدأت البعثة، التي تتكون من فريق من العلماء والغواصين والفنيين العرب والأجانب، في العمل في سلطنة عمان في مايو 1993. ويهدف تصوير الحياة البحرية في عمان إلى الاحتفاء بجمال وثراء البيئة البحرية والتركيز على أهمية قضايا الحفاظ على البيئة والحاجات التي تؤثر في السمات المميزة لبحار وشواطئ عمان.

وقد تم الاتفاق على بيع هذه الأفلام إلى بعض شبكات التليفزيون التي تبث عبر الأقمار الصناعية، مثل شبكة ستار تي في، مع توزيعها مجانا على المستوى المحلي، وهو ما سيضمن استمتاع أكثر من 45 مليون مشاهد باستكشاف عالم البحار العمانية والألوان النابضة بالحياة لحدودها البحرية. فمن حيتانها الوثابة ودلفيناتها الراقصة، وحتى سلاحفها المائية المستكينة والادغال المتشابكة لغابة المنجروف، يتضمن كل فيلم موضوعا يمزج بين علوم البحار، والتقاليد الثقافية والتحديث وحماية البيئة.

إن التصوير تحت الماء يحتاج إلى الصبر، وقدر من الحظ، والقدرة على توقع الأمور المفاجئة. وقد تلقت بعثة البحار العربية وعودا بالدعم والمساعدة من الامارات العربية المتحدة، وهو ما يعني أن البعثة قد تتجه قريبا صوب الخليج العربي. لكن الهدف الأسمى لبعثة البحار العربية يظل هو خلق الوعي بضرورة الحفاظ على البحار العربية. وهو نداء دولي يجذب الاهتمام إلى المنطقة ذات الثروات الطبيعية الفريدة. وهي ثروات، إن استخدمت بحكمة، يمكن أن تفيد الأجيال القادمة بنفس القدر الذي تفيد به الأجيال الحالية.


تكنولوجيا - ضباب الحيل السينمائية يقبض على اللصوص


تشير إحصاءات الجريمة في بريطانيا إلى أن هناك منزلا يسرق كل 42 ثانية في هذا البلد المتحضر. وهذا ما دفع إحدى الشركات البريطانية إلى ابتكار نظام إنذار فريد يستخدم الدخان في إرعاب اللصوص. ويحول هذا النظام المنزل في لحظة إلى ساحة أشبه بأفلام الرعب. ويعتمد على إطلاق سحابة من الدخان تملأ المكان بضباب كثيف يمنع اللصوص من الرؤية والهروب بغنيمتهم قبل وصول الشرطة.

واستفادت الشركة المنتجة لهذا النظام من الأجهزة التي تستخدم لاطلاق الضباب في السينما والمسرح من خلال تمرير محلول جليكول الايثيلين على سطح ساخن فيتحول المحلول إلى دخان دقيق ينطلق بضغط عال. وهو غير مضر للانسان ولا للأجهزة الإلكترونية ولا يترك آثارا برغم أنه يحتاج إلى وقت طويل نسبيا لكي يتم التخلص منه. ويمكن استخدامه كجهاز إنذار أو بربطه بنظام الإنذار الموجود داخل المنزل.


كمبيوتر - رسم الشخصيات بالأبعاد الثلاثية


هذا الخبر سيسعد بالتأكيد كل جماهير الاستوديوهات الثلاثية الأبعاد. فقد أخرجت شركة اوتوديسك Autodesk إلى السوق النموذج الجديد من طرازها الشعبي الثلاثي الأبعاد، الذي يستخدم الكمبيوتر في الأداء وفي رسم الشخصيات، بعد إضافة أكثر من 75 ميزة وإضافة هندسية جديدة. ويركز النموذج الرابع من الاستوديو الثلاثي الأبعاد 3D Studio Release4 جزئيا على رسم الشخصيات وعلى الحركة، وهو يتضمن وحدة جديدة للتحريك السينمائي العكسي Inverse Kinematics وتقنية متقدمة لوحدة رسم الشخصيات، حيث يمكن تربيط الأشياء، مثل عظام ومفاصل الهيكل العظمي، ثم تخليق الشخصيات بشكل محسوس. وتتضمن أيضاً وحدات المراجعة السريعة للأداء حيث يمكن مراجعة المشاهدة الساكنة والمتحركة باستخدام نظام "جوراد" للتظليل النسبي ونظام "فونج" للمشاهد الأكثر إضاءة قبل الانتاج النهائي، بالإضافة إلى وحدات التناغم المنظوري ووحدة للغة النصوص. ويسمح الهيكل المفتوح للاستوديو لمستخدميه بعمل مؤثرات جديدة وبناء قدرات من صنعهم هم أنفسهم لتوسيع مجموعة السمات الخاصة بمحتوى المنتج، وهو ما يجعل الاستوديو حلا جذابا لطائفة واسعة من النشاطات.


سينارابيا - ذاكرة السينما العربية على قرص ضوئي


ما الأفلام العربية التي شاركت في مهرجانات عالمية؟ وما الأفلام الاكرة السينما العربية على قرص ضوئي

ماتي فازت في مسابقات هذه المهرجانات؟ ما سيرة حياة فاتن حمامة وأم كلثوم وصلاح أبو سيف وماجدة ودريد لحام وفريد شوقي وعبدالحليم حافظ و... ما سيرة أحب مبدعي السينما العربية إلى قلوب المشاهدين؟

ما الأفلام التي أخرجها أحمد بدرخان ويوسف شاهين وخالد الصديق وبرهان علوية ومحمد ملص ورشيد فريشو وعاطف الطيب و... والتي مثلها رشدي أباظة ورغدة و..؟

هذه عينة من آلاف الأسئلة التي ييسر لك إجاباتها البرنامج الكمبيوتري الحي سينارابيا Cinarabia الذي أصدرته صخر عن السينما العربية، مساهمة منها في الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد فن السينما، وهو في حد ذاته موسوعة حية، بالصوت والصورة إلى جوار النص، تعرف المستخدم بكل ما يخص السينما العربية من خلال أكثر من 4000 من أفلامها.

يتضمن هذا البرنامج معلومات وفيرة عن الأفلام العربية منذ بداية صناعة السينما في الوطن العربي وحتى اليوم. كل يتضمن محاور مختلفة دارت حولها هذه السينما وعديدا من الموضوعات التي استأثرت بأفلام عربية مثل: التاريخ الإسلامي، وقضايا النضال الوطني، والمرأة وقضاياها، والعلاقة بين الرجل والمرأة، والمخدرات والجريمة والفساد، والشخصيات، والأعلام. ويمكن لمستخدم البرنامج البحث عن المعلومات الخاصة بالفيلم الذي يريد من مداخل مختلفة منها: عنوانه أو موضوعه أو الشخصيات الفنية التي شاركت فيه، أو الجوائز التي حصل عليها. وكل ذلك من خلال أساليب بحث مرنة للغاية باستخدام أسلوب النص الفائق Hypertext كما يمكن للمستخدم طباعة ما يريده من مقالات أو معلومات مما يعرضه البرنامج.

وجدير بالذكر أنه يجري انتاج هذا البرنامج على قرص ضوئي CD-ROM ويتم تنفيذه باستخدام تقنية وسائط العرض المتعددة MULTI MEDIA وبهذا البرنامج تكون تقنية تعريب الحاسوب وبرامجه قد اكتسبت مرجعا مهما ووسيلة تثقيفية يفيد منها الهاوي والمتخصص على السواء.


كمبيوتر - أسرار كمان أنطوني كوين


لعل بعضنا يذكر ذلك الفيلم التلفزيوني الطويل من قائمة The best seller الذي يحمل عنوان "ستراديفاري" وقام بدور البطولة فيه عملاق السينما العالمية "انطوني كوين". ففي هذا الفيلم جسد انطوني كوين - بعبقرية فذه - شخصية صانع الكمان الايطالي انطونيو ستراديفاري الذي ولد عام 1644 لعائلة من الحرفيين المهرة في مدينة يمدنا بشمال ايطاليا. فلا يزال هذا الصانع الذي لم يكن يجيد الكلام، برغم إجادته لفهم لغة الأوتار والأخشاب، يشغل دنيا الموسيقى بآلات الكمان التي كان يصنعها، والتي يبلغ سعر الواحدة منها الآن أكثر من مليوني جنيه استرليني، ويعتبر اقتناؤها كنزا لا يملكه إلا أمهر العازفين في العالم.

وفي محاولة علمية لادراك أسرار صنعة هذا الحرفي الفذ الذي بدأ حرفته في الثالثة عشرة من عمره وانتج الفا من آلات كمانه العجيبة إضافة إلى 300 آلة وترية أخرى ومات في الثالثة والتسعين من عمره، فإن مجموعة من العلماء والحرفيين والموسيقيين تصدوا لمحاولة فك طلاسم السر الذي انطوت عليه صنعة "ستراديفاري" المدهشة، وتابعت هذا المحاولة مجلة Focus بتحقيق موسع في أحد اعدادها الأخيرة. وفي هذه المحاولة استخدمت طوق علمية حديثة جدا، وأخرى عتيقة، لكشف أسرار كمان "ستراديفاري" فقد استخدم الميكروسكوب الالكتروني للكشف عن ترتيب وسمك وتكوين طبقات الخشب والطلاء في أجزاء الكمان العتيق المختلفة، كما تم توظيف أجهزة صوتية إلكترونية متقدمة للكشف عن أسرار التردد والرنين لهذه الآلة، هذا إضافة إلى استخدام طريقة عتيقة للكشف عن مناطق الرنين وحجم تردداته باستخدام نثار من أوراق الشاي الدقيقة يتم بعثرتها على سطح الكمان عند إصدار الصوت الموسيقي فان نثار الشاي يتوزع كاشفا عن مواضيع الرنين تبعا للكثافة أو الخفة وكأن الآلة يجري لها تصوير بالأشعة، لكن الصورة هذه المرة صورة صوتية تحدد معالمها ذرات الشاي ودقائقه.

وفي تعليق على نتائج المحاولة لكشف أسرار كمان "ستراديفاري"، قال "وود هاوس" أحد المعنيين بالأمر: "لصناعة كمان جيد فانه يتوجب انجاز مجموعة من الأشياء معا، بدقة، وتناسق مرهف يصل إلى حد التناغم Harmony لكل خطوة مع غيرها. والخطأ في أي منها يشوه بقية الخطوات، وهذا ما كان يحذر منه ستراديفاري. ولعل هذه الجدية الخطيرة في إنجاز كل خطوة بدقة فائقة وتناغم شامل هي سر صنعة "ستراديفاري".

المحرر مجلة العربي يونيو 1995

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016