تبدو القصص المصورة في ثقافتنا العربية بشكل عام مجرد رسوم ساخرة، أو قصص مصورة خرافية أو فكاهية، للأطفال، لكنها تأخذ شكلا مختلفا تماما في الثقافة الغربية، فهي، وفقا لتلك الثقافة، ليست مجرد قصص كارتونية مسلسلة للترفيه والتسلية، إنما نوع فني أدبي له مجال كبير يحظى بالتقدير من الرسامين والكتاب، له جمهور عريض من القراء، لا يقتصر على الأطفال أو الشباب كما هو شأن هذا النوع من الكتب لدينا، بل يتنوع تنوعا كبيرا ما بين القصص الخيالية، والمغامرات، والأدب الروائي، والواقعية السحرية، والخيال العلمي، والقصص الرومانسية، وقصص الرعب والإثارة، وغيرها، وتتنوع مضامينها أيضا بشكل كبير، وتتخصص في إنتاجها دور نشر كبرى لديها ورش يعمل بها رسامون كبار، ويساعدهم خبراء في فنون الجرافيك للتلوين والتحبير، إضافة إلى ورش الكتابة.
ولعل ساحة أو فضاء الإنترنت هي ساحة مثالية يمكننا أن ندرك بها مدى الفارق في التفاعل مع هذا النوع من الفنون على كل من المستويين العربي والغربي، ليس فقط من حيث المصادر المتاحة على الشبكة الإلكترونية لهذا النوع الفني، وإنما على مستوى غزارة المادة الخاصة بتتبع تاريخ «الكوميكس» على الشبكة في أمريكا وأوربا، وآسيا، والمقالات المتخصصة حول الموضوع والمصادر والكتب والروابط الإلكترونية التي تتخصص في نشرها أو في الكتابة عنها، ومن حيث المدونات المهتمة بالتدوين حول تلك القصص، ورصدها ونقدها، مقارنة بقلة المتاح من تلك المادة عربيا.
وبديهي أن مثل هذا النوع من الفنون، ككتب قصصية مصورة للكبار، يكاد يكون نادرا في العالم العربي، وأبرز نماذجه الجادة رواية مصورة للفنان المصري مجدي الشافعي بعنوان «مترو» تمت مصادرتها في مصر وتعرض كاتبها للمحاكمة لما اعتبره البعض خروجا على الآداب، وهو ما عكس ليس فقط قصورا في استيعاب هذا النوع من الأدب بل ومعاداة للفن وللثقافة البصرية أيضا. ولعل ما أدى إلى تسليط الضوء على الكتاب كونه الأول من نوعه في مصر، وربما لو كان هذا الفن مستقرا مثل غيره من الفنون الأدبية، لما تم التعامل معه على هذا النحو.
للأطفال فقط
من بين الظواهر الخاصة بهذا الموضوع وإن بشكل غير مباشر، هو أن مفهوم القصص المصورة اقتصر منذ نشأته في العالم العربي بوصفه الفن الموجه للأطفال فقط (هل كان هذا أحد الأسباب التي دفعت صاحب الاتهام الموجه للكتاب أن يتصور أن ما رآه خروجا على الآداب؟!)، وانتشرت شخصيات كارتونية عديدة منذ مجلة سندباد التي عرفت في مصر منذ أربعينيات القرن الماضي،مرورا بمجلتين شهيرتين هما ميكي التي اعتمدت على تعريب القصص المصورة المستلهمة من شخصيات والت ديزني الشهيرة، ومجلة سمير التي قدمت محاولة جيدة لتمصير القصص المصورة عبر ابتكار العديد من الشخصيات المرسومة المستوحاة من الشارع المصري آنذاك، كمات ظهرت شخصيات فرانكفونية عبر قصص شهيرة في مجلة تان تان، وأوستريكس وأوبليكس، ولاكي لوك، ثم ماجد في الإمارات، بكل ما صاحبها من شخصيات من أمثال كسلان جدا وشمسة ودانة وموزة الحبوبة وغيرها، ثم شخصيات بعض المجلات التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين وبينها شخصية «علاء الدين» التي تتصدر المجلة التي تحمل الاسم نفسه، وتصدر عن الأهرام، وتتضمن أيضا شخصية شهيرة لمتابعي المجلة هي شخصية «سوبرعبده» وزوجته سالي، ثم هناك أيضا مجلة وسام، أيضا مجلة العربي الصغير وهي واحدة من إصدارات «العربي» وتقدم العديد من القصص المصورة لكبار الرسامين والكتاب العرب، وغيرها الكثير من المجلات.
تاريخ طويل
لكن فن الكوميكس في الغرب تطور بشكل مختلف، إذ إنه مر بتاريخ طويل:
تشير المصادر المهتمة بتأريخ هذا الفن أنه بدأ على يد الفنان السويسري رودلف توبفر، منذ العام 1827 ونشر سبع روايات مصورة في عام 1837، بعنوان مغامرات أوباديا، The Adventures of Obadiah Oldbuck»، وكانت هذه القصص المصورة هي أول ما نشر من قصص مصورة في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1842، وفي العام 1852 قام الفنان الألماني ويلهلم بوش Wilhelm Bush، بنشر بعض القصص المصورة في صحيفة Fliegende Blatte الألمانية، وفي عام 1865 بدأ في نشر مجموعة قصص مصورة بعنوان «ماكس وموريتس». إلا أن بعض المؤرخين يعزون الريادة في فن القصص المصورة أو الكوميكس Comics، كما يعرف في الغرب، إلى الفنان ريتشارد أوتكولت، الذي نشر قصة مسلسلة بعنوان «فتى أصفر» في العام 1895، وكانت تلك الرسوم هي الأولى التي يصاحبها الحوار بين أبطال العمل مكتوبا في بالونات أعلى كادرات الرسوم، كما هو شائع اليوم. لكن العديد من الصحف الأمريكية كانت قد نشرت القصص المصورة قبل هذا التاريخ. وهناك أربعة فنانون آخرون لهم دور الريادة في تحقيق جماهيرية هذا الفن وهم ويليام واندورف William Randolph، جوزيف بولتزر Joseph Pulitzer، جيمس سونيرتون, James Swinnerton ورودلف ديركس Rudolph Dirks.
وفي العشرينيات بدأ هذا الفن في الانتشار على يد مجموعة من الفنانين الذين اختاروا المغامرات الخيالية موضوعا لأعمالهم، لكن منذ نهاية الثلاثينيات ومع ظهور موجة جديدة من المطابع الجديدة في أمريكا رغب الناشرون في استثمار هذه التقنية الجديدة في إنتاج كتب مصورة فظهرت موجة من القصص المصورة كان أبطالها مجموعة من البشر الذين يتسمون بصفات خارقة من أمثال طرزان (وقام برسمه الفنان بيرن هوجارت)، بات مان (قام بابتكاره الفنان بوب كين)، وسوبرمان، والرجل العنكبوت، وسواهم.
وإثر اندلاع الحرب العالمية الثانية في العام 1939 توجهت موضوعات «الكوميكس» إلى قضية واحدة هي السخرية من النازي، ومن شخص القائد الألماني هتلر، واستمرت هذه الموجة حتى نهاية الحرب.
بعد الحرب انتعش هذا الفن مرة أخرى، خاصة في الولايات المتحدة حيث بدأت موجة ابتكار شخصيات مستوحاة من عالم الحيوان، خاصة الفأر الشهير ميكي، وفرخ البط «دونالد»، أصبحت ظاهرة في العالم والتي ابتكرها ديزني، وبالتالي نافست هذه الشخصيات الشخصيات الأكثر رسوخا مثل سوبرمان، وهو ما أسهم في انتشار هذه القصص المصورة في أرجاء العالم، وابتكر البلجيكي هيرجيه شخصية «تان تان»، وظهرت في بريطانيا سلسلتا «البينو» و«داندي»، وانتشرت مرحلة من القصص المصورة التي بدأت تعتمد على الابتكار بدلا من النقل في عدد من الثقافات خاصة في أمريكا اللاتينية، ثم في مصر، وغيرها من دول المنطقة في وقت لاحق.
وللتعرف على الكثير من التفاصيل الخاصة بهذا الفن وتاريخه خاصة في الولايات المتحدة وأهم الفنانين وأشهر الرسوم يمكن الاطلاع على الموقع الإلكتروني.
www.comic-art.com
كما يمكن الاطلاع على تاريخ تطور فن الكوميكس البريطاني والذي يرتبط كثيرا بتاريخ هذا الفن في الولايات المتحدة على الرابط التالي الخاص بموسوعة ويكيبيديا:
wikipedia.org/wiki/British_comic
ثقافة القصص المصورة
والحقيقة أن عدد المدونات المهتمة بهذا الموضوع في الثقافة الغربية والولايات المتحدة على نحو خاص، يكشف مدى التنوع الكبير الذي يحظى به هذا الفن فهو ينقسم إلى أقسام عديدة منها قصص الرعب، والجريمة والمغامرات، وغيرها كما سبقت الإشارة.
كما أن هناك العديد من المدونات الخاصة بمناقشة مضمون العديد من القصص المصورة التي تنشر، على اعتبار أن هذا الفن يعتمد على علاقة خاصة جدا بين الصورة والنص، ومن خلال هذه العلاقة تتوالد أسئلة تشبه الأسئلة التي يولدها الفن والأدب بشكل عام، حول الوجود والعقل والعلم والأخلاق والمباديء والحياة وغيرها. لكن الملاحظة اللافتة للانتباه أن هذا الفن بالرغم من تاريخه الطويل، خصوصا في الغرب، فإنه لم يشهد حضورا موازيا من قبل الفنانات من الإناث ممن أولين اهتمامهن به، أو قدمن بصمة مميزة في إبداعه، وهو ما ينسحب كذلك على البطولات التي قدمتها أشهر تلك السلاسل من القصص والرسوم المصورة، فعادة ما كانت الشخصيات الخارقة للعادة هي شخصيات ذكورية من أمثال «سوبرمان» والرجل الوطواط أو «باتمان»، أو طرزان أو الرجل العنكبوت، وسواهم، ومن لحق بهم من شخصيات.
وهذا الموضوع واحد من الموضوعات التي تلقى نقاشا واسعا وربما جدلا، عادة ما يثار في بعض المدونات المهتمة بموضوع القصص المصورة في الولايات المتحدة، والتي ترى أن فن القصص المصورة ساهم لسنوات طويلة في ترسيخ أفكار الأجيال حول التمييز بين الرجل والمرأة وإضفاء الجانب البطولي على الرجل دون المرأة مما ألحق الكثير من السلبيات بصورة المرأة في ذهنية المجتمعات الإنسانية.
صورة سلبية للمرأة
في العصر الذهبي للقصص المصورة الذي يمتد بين نهاية الثلاثينيات وحتى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي كانت أدوار السيدات اللائي يظهرن في القصص مجرد موظفات عاديات أو عاشقات رومانسيات أو مجرد مراهقات غريرات، وكانت أسماء بعض الشخصيات التي تناولتها القصص الأمريكية آنذاك من مثل «نيللي الممرضة» أو «تيسي السكرتيرة»، أو «ميللي الموديل»، وكانت أغلب تلك الشخصيات بسيطة تقدم إما نموذج الفتاة الطيبة أو تلك الشريرة، وعادة ما كن يتسمن بالبساطة والسذاجة، فكثير من تلك القصص كان محور أداء البطلات هو التنافس على مواعدة البطل.
في عام 1941 ظهرت سلسلة مصورة بعنوانBlack Fury، وابتكرت من خلالها الفنانة تاربي ميلز (1915 - 1988) أول شخصية كارتونية لامرأة تلعب دور البطولة في «الكوميكس» وهي شخصية الآنسة فيري أو Miss Fury، التي تخصصت في حل الجرائم المعقدة، ولم تكن شخصية ذات قدرات خارقة للعادة. ثم ظهرت شخصية أخرى هي «شينا ملكة الأدغال» وابتكرها الثنائي ويل أيزنار وجيري إجر، في بداية الأربعينيات، واشتهرت لاحقا وخاصة في الخمسينيات، وكانت مستلهمة تقريبا من فكرة طرزان، فقد نشأت شينا في الغابة، واكتسبت وفقا لحياتها تلك الكثير من المهارات القتالية وفنون التعامل مع الحيوانات، وقدمت كامرأة تستطيع مقاتلة كل من الحيوان والإنسان عندما اقتضى الأمر.
وبين عامي 1940 و 1944 ظهرت شخصية «فانتوما»، ضمن سلسلة عرفت باسم «مغامرات الأدغال» ابتكرها الفنان الأمريكي فلتشر هانكس، وهي شخصية يفترض أنها تنتمي إلى مصر القديمة، أي أميرة فرعونية، لكنها تعود للحياة مرة أخرى في الغابة لكي تنقذ الأخيار من الأشرار، وتمتلك فانتوما القدرة على التحول، من هيئتها الجميلة، إلى هيئة أخرى يتحول فيها وجهها إلى هيكل عظمي أزرق، وعندها تصل قواها السحرية إلى ذروتها.
في الستينيات ظهرت شخصيات نسائية كمساعدة لأبطال قصص شهيرة مثل «باتمان»، أو «سوبرمان» وسواهما، والاستثناء الوحيد هو بطلة إحدى القصص التي عرفت باسم «المرأة القطة» وجسدت نموذجا شبيها بالرجل العنكبوت بنفس قدراته تقريبا، لكن كان هناك أيضا في الرسم إظهار لجمال قوامها وإظهارها بشكل لا يخلو من الإثارة.
وهذا الموضوع أيضا واجه العديد من النقد من قبل الحركات النسوية في أمريكا وأوربا، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن الإقبال في العصر الراهن على كتب الكوميكس أكبر من قبل الرجال مقارنة بالنساء، وهو ما بررته بعض الناقدات بكونه نتيجة بديهية للمقاييس الجمالية المبالغ فيها التي يمنحها الرسامون للشخصيات النسائية المبتكرة في تلك القصص، وهو ما يعني ضمنيا أن التوجه يقصد به القاريء الرجل أكثر من المرأة. وهو الموضوع الذي ما زال محل جدل واسع حتى الآن.
ومن منطقة آسيا سبقت إحدى الكاتبات والفنانات الإيرانيات إلى هذا النوع من الفنون، كانت هذه الزاوية (ثقافة إلكترونية) قد أشارت قبل عدة أشهر إلى شخصية الفنانة الإيرانية والكاتبة مارجان ساتارابي التي أنتجت كتابا مصورا بعنوان «بيرسيبوليس» صورت فيه أوضاع المرأة في إيران، ولاقى نجاحا كبيرا في العديد من اللغات التي ترجم إليها.
wikipedia.org/wiki/Marjane_Satrapi
«الكوميكس» الافتراضية
شهد العقد الماضي ثورة جديدة في مجال القصص المصورة عبر الانتقال بها من الوسيط التقليدي الذي تمثل لعقود في المجلات الورقية والكتب إلى الوسائط الإلكترونية الحديثة ممثلة في شبكة الإنترنت، وهو المجال الذي سبق إليه، وفقا لموسوعة ويكيبيديا، الفنان سكوت ماكلاود، والذي اعتمد على فكرة الرسم اللانهائي أي الرسم على مساحة واسعة بدلا من التقيد بالمساحة التي تفرضها المساحات المتعارف عليها في خامة الورق. ووجد في الوسيط الافتراضي الحل النموذجي لهذا الغرض، وكتب تفاصيل فكرته وتقنيات الانتقال بالرسم من الورق إلى الشاشة في كتابه الصادر عام 2000 بعنوان «إعادة اختراع القصص المصورة» في إشارة إلى أن الإمكانات اللامحدودة للرسم على الكمبيوتر تتيح أبعادا جديدة لهذا الفن قد تؤدي إلى ما يشبه الثورة في هذا الفن. وانضم إلى هذا المجال الجديد عدد من الفنانين منهم كايتيانو جارزا Cayetano Garza، الرسام والموسيقي الأمريكي، والفنان السويسري Demian5 الذي ابتكر شخصية ملك مصري فرعوني يقوم بمغامرات في الصحراء. بالإضافة إلى كل من باتريك فيرلي، دافيد هيلمان، وآرون دياز.
وتتيح هذه التقنية الجديدة للفنان كامل الحرية في استخدام الحجم المناسب للقصة الواحدة حتى لو اقتضى الأمر منه عدم الالتزام بالكادرات الأربعة الشائعة في صفحة الكوميكس الورقية في الغرب ورسم كادر واحد فقط في الصفحة. أو حتى باستخدام كادرات على خط أفقي واحد والامتداد بها كما فعل الفنان دميان في قصص عندما أكون ملكا.
وفي محاولة لتطوير الفكرة قام الفنان الأمريكي مارك فيور باستخدام تقنية التحريك والصور المتحولة في تصميم عدد من القصص المصورة، وحصل بهذا السبق على العديد من الجوائز من المؤسسات الإعلامية الإلكترونية.
ويبدو أن هذا اللون الجديد قد أثر بشكل ما في القصص المصورة الورقية حيث اتجهت بعض الشركات لإنتاجه على المواقع الالكترونية بدلا من كتب مصورة للوصول إلى قطاع أكبر من المستهلكين، بسبب انتشار استخدام الحواسب في الولايات المتحدة والاكتفاء بطبعات ورقية شعبية من الكتب لما يتم إنتاجه إلكترونيا.
وصحيح أن هذه الوسيلة الجديدة لم تستقر بعد، لكنها تحظى بإقبال من الفنانين لما تتيحه لهم من التفاعل المباشر مع قرائهم عبر البريد الإلكتروني، أو عبر الموقع الذي تنشر عليه القصص إلكترونيا وهو ما يتيح لهم التأثر المتبادل وتطوير أفكارهم بشكل مستمر والتعرف على ما يرغبه القراء.
الخيال فضاء للحرية
هكذا سنرى اليوم أن الغرب الذي قارب تاريخه في هذا الفن نحو قرنين من الزمن فإنه لا يزال وليدا بالنسبة لنا على مستوى استيعابه كفن روائي مصور، واليوم على الفيس بوك نجد ترويجا لبعض القصص الجدية التي على وشك الصدور، لكنها ما زالت في إطار جس السوق واختبار ذوق الجمهور لهذا النوع من الفنون. لكن الملاحظة الأساسية التي يمكن ملاحظتها هنا هو كيف أن هذا التراكم الرهيب من نشر القصص المصورة على مدى القرن الماضي خصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا يوضح أن الخيال الخصب هو أهم مفردات هذا النوع من الأعمال الفنية، وهو ما يعني ضمنيا أن الحرية المتاحة للمبدع الغربي في الخيال والفكر والإبداع بلا حدود رقابية هي التي أتاحت له ابتكار كل تلك الأفكار المبدعة والتي تنال إعجاب المتلقي ليس في الغرب فقط بل وحتى في منطقتنا العربية. وهو ما يعني أن حرية التعبير وغياب المفاهيم ضيقة الأفق التي تهتم بالمنع والتقييد على حرية الإبداع والفكر هي التي تقف خلف كل تراجع لأي مشروع إبداعي أو ثقافي عربي، والعكس صحيح على طول الخط، وهو ما نحتاج إليه اليوم خصوصا وأن الثقافة الإلكترونية تتحول إلى ما يشبه طوفان معرفي لن تتمكن أن تقف أمامه ترسانات وخنادق ضيق الأفق والجهل طويلا حتى لو بدت صامدة حتى هذه اللحظة.