الكويت
التداوي بالكلمة
حينما يكون الشعر والقصة علاجًا
تحظى الكلمة سواء المكتوبة أو المنطوقة بأهمية خاصة في وجدان أي إنسان, فالكلمة بداية الحياة, وعلى أساسها أصبح للإنسان قيمة ومعنى. ومن هذا المنطلق الإنساني المتوهج, سعت عضو هيئة التدريس في كلية الاداب في جامعة الكويت د.هيفاء السنعوسي إلى الارتقاء بالكلمة - خاصة الأدبية منها - لتصبح مصدرًا للعلاج. كي تستضيف رئيسة الجمعية الوطنية للعلاج بالشعر في الولايات المتحدة الأميركية د.بيري لونجو لتقدم محاضرات وورش عمل في الكويت حول مسألة التداوي بالشعر, وهو أسلوب يبدو جديدًا على مجتمعنا العربي, إلا أنه - كما أكّدت السنعوسي - موجود في أمريكا, وبريطانيا والعديد من الدول الأوربية الأخرى, وأن قيس الملوح كان رائدًا في هذا المجال حينما قال:
وما أشرف الإيقاع إلا صبابة --- ولا أنشد الشعر إلا تداويا
ونظمت جامعة الهندسة والبترول في جامعة الكويت برعاية عميدها د.محمد داود الأنصاري محاضرة أخذت عنوان (التداوي بالكلمة...حينما يكون الشعر والقصة أدوات علاجية). تحدثت فيها السنعوسي عن التداوي بالكتابة التعبيرية وخاصة القصة, وتحدثت لونجو عن التداوي من خلال الشعر تذوّقًا وإبداعًا.
وفي مستهل المحاضرة, أشارت السنعوسي إلى (التداوي) كمصطلح طبي يتعلق بالعلاج, وأن دور الكتابة التعبيرية يتمثل في أهميته في التفريغ الانفعالي الكتابي من خلال رصد المشاعر والانفعالات, والمواقف على الورق, وإسقاطها من الأعماق, والتخلص من النماذج البشرية المزعجة والشريرة, التي تسكن عقولنا, تلك التي تثير القلق في حياتنا, وتخطف منا السعادة والاستقرار, وتقلّص خارطة طموحاتنا وأحلامنا.
وقالت السنعوسي: (الكتابة عالم تغوص فيه ذواتنا, وذوات الآخرين, ولكننا - للأسف - نكاد نغيّب الكتابة في عالمنا العربي, ولا تقتصر الكتابة على الاستشفاء النفسي, وإنما تنسحب على معرفة هويتنا, والاتصال بذواتنا, والاقتراب من أنفسنا), وأفضت السنعوسي إلى دور القصة في إعادة اتصالنا بذواتنا, وتطوير شخصياتنا. وأضافت: (نحن نعيش قصصًا كثيرة في حياتنا, ونختلط بشخصيات أخرى قد تؤثر في مسارنا, وحيويتنا, وفي طموحاتنا, وإذا كتبنا على الورق هذه الأحداث, التي نمر بها, ثم أعدنا قراءتها مرة أخرى, فإننا في هذه الحال, سنتعرف على تفاصيل صغيرة مهمة, ربما تكون هي السبب الأساسي في مخاوفنا, وهمومنا).
وحرصت السنعوسي في طرحها على تأكيد أهمية الرجوع إلى القرآن الكريم كمصدر ثري بالمعاني والدلالات. وفيه الكلمة الطيبة التي يحتاج إليها كل فرد مسلم. كما تمنت تدريس مجال (التداوي بالكلمة) في كلية الطب وكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت. من خلال إدراج مقررات مثل الكتابة التعبيرية العلاجية, والحكي القصصي العلاجي, بصفتها مقررات تتعلق ببناء شخصية الطالب وتطويرها. وكشفت السنعوسي أن (التداوي بالكلمة) لم يأت من الغرب, ولكنه جاء من العالم العربي مثل الطب النبوي وغيره.
والشاعرة الأمريكية بيري لونجو - التي تزور الكويت بدعوة من وزارة الإعلام الكويتية - أشارت في طرحها إلى أنها خاضت مجال (التداوي بالشعر) كتجربة أولى على يد الطبيب النفساني الأمريكي جاك ليدي, الذي كان يعالج مرضاه عن طريق كتابة وقراءة الشعر, ومن ثم ألّف كتابًا عنوانه (التداوي بالشعر), وإن جامعة هارفارد اهتمت بهذا الموضوع خير اهتمام. وأكّدت بيري أن الكتابة التعبيرية عمومًا تساعدنا على فهم ذواتنا, والشعر خاصة يسلط الضوء على المشاعر والأحاسيس, ويظهرها بشكل قوي وواضح, وحينما نفهم أنفسنا سنفهم - بالطبع - الآخرين, وتنظر لونجو إلى الشعر بوصفه الأحاسيس الصادرة من العقل الباطل إلى العقل الواعي, وهو جملة من الرؤى المخزونة, والتي قد تؤذي القلب إن استمر بقاؤها فيه, وقراءته مسألة مهمة جدًا.
وأعطت لونجو أمثلة توضح الفرق بين كتابة الشعر كفن واحترافه وكتابته للتداوي, فالكتابة الأولى تعتني في المقام الأول باللغة والخيال, وأمور فنية أخرى, أما الكتابة العلاجية, فهي تعتني بالمشاعر والأحاسيس فقط دون الأشياء الأخرى, وتكون ردّة الفعل الانفعالية للمتلقي (قارئ القصيدة) مسألة جوهرية, والقصيدة في هذه الحال تصبح مرآة تعكس شيئًا متعلقًا بحياة المتلقي, ومن ثم تطرح الأسئلة المهمة مثل: أين تلتقي مشاعرك بأسطر القصيدة? وماذا يعني لك ذلك? وهل تعود ذاكرتك إلى حادثة ما أو موقف بعينه?
وأوضحت لونجو أن النقطة التي يجب الاعتناء بها في جلسات العلاج بالشعر دراسة مزاج الشخص الذي يخضع للعلاج, فلا يمكن - مثلاً - اللجوء إلى قصيدة سطحية في معانيها لعلاج شخص يعاني من الاكتئاب, فعلينا اختيار القصيدة المناسبة والقريبة من قلب ومزاج الشخص الذي نتعامل معه في مرحلة العلاج بالشعر, وأعطت لونجو نموذجًا للعلاج بالشعر من خلال قصيدة (القلب) وذلك عبر مراحل عدة هي (التمييز) وذلك حينما يشعر المتلقي بالموضوع الذي تطرحه القصيدة, ثم (الفحص), ومعناه طرح سؤال على المعالَج (المتلقي) عن مشاعره, التي يمكن لها الاستجابة لهذه المقطوعة الشعرية, والتي ربما تلقي ببعض التجارب في حياته, ثم مرحلة (التناغم) حينما يلتقط المتلقي أفكارًا جديدة من خلال القصيدة, وبعد ذلك تأتي مرحلة التطبيق.
وأكّدت لونجو أن مشاركة بعضنا بعضًا التجارب الحياتية ستؤدي إلى فهم ذواتنا, وبالتالي ستعمّق فهمنا وعلاقتنا بالآخرين.
ونظمت - في السياق نفسه - رابطة الأدباء في الكويت للشاعرة الأمريكية بيري لونجو أمسية شعرية قرأت فيها عددًا من قصائدها منها (مدرسة اليوجا), و(ماذا يمكن أن أقول?), و(ساداكو نفسها) وغيرها من القصائد التي التزمت فيها بروح الإنسان, والتعبير عن مدلولات حسية تخص الحياة بكل توهجها.
كما تقدمت د.هيفاء السنعوسي بمقترح مقرر (الكتابة الإبداعية) كمقرر ثقافة عامة لطلبة جامعة الكويت, ومن أهدافه بناء شخصية الطالب وتنمية قدراته الإبداعية, وهو المقرر الذي تسعى السنعوسي إلى تعزيزه من خلال الاستفادة من الخبرات الأخرى لتستضيف مديرة برنامج الكتابة الإبداعية في جامعة أكسفورد البريطانية الشاعرة والروائية د.كلير مورجان, ومن ثم أقامت لها الأمسيات وورش العمل, والندوات في جامعة الكويت ورابطة الأدباء لإثراء الحوار, وتحدثت مورجان في هذه الأنشطة عن تأسيسها لبرنامج الكتابة الإبداعية في جامعة أكسفورد, وأهمية وجوده في منهج الجامعات, والمحفزات الفكرية في مجال الكتابة الإبداعية.
مدحت علام
دبي
الدورة التاسعة لجائزة سلطان العويس الثقافية
تكريمًا للشعر والمستقبل والفن المسرحي
أعلنت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية نتائج تحكيم الدورة التاسعة 2004 - 2005 لجائزة العويس الثقافية, حيث فاز فيها أربعة من الأدباء والكتاب العرب وهم: الشاعر محمد الماغوط من سورية بجائزة الشعر, والكاتب المسرحي التونسي عزالدين المدني بجائزة القصة والرواية والمسرحية, والباحث د.محمد مفتاح من المغرب بجائزة الدراسات الأدبية والنقد, واخيرا فاز من لبنان د.أنطوان زحلان بجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية.
وكشف الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبدالحميد أحمد في مؤتمر صحفي عقد في ديسمبر الماضي, عن تأجيل الاعلان عن الجائزة الخامسة وهي جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لحين الانتهاء من دراسة كل الجوانب المتعلقة بالمرشحين الذين بلغ عددهم 109 مرشحين, كما أعلن زيادة القيمة المالية لجوائز المؤسسة اعتبارا من هذه الدورة بقرار من مجلس أمناء المؤسسة (انطلاقا من ضرورة مواكبة الجائزة لمتطلبات العصر), بحيث بلغت قيمة الجوائز الآن 600 ألف دولار أمريكي بواقع 120 ألف دولار لكل حقل من حقول الجوائز الخمسة.
الشعر لمحمد الماغوط
وأعلن الأمين العام عبدالحميد أحمد فوز الشاعر محمد الماغوط بجائزة الشعر لكونه أحد الذين: (أسهموا في خارطة الشعر العربي عبر النصف الأخير من القرن الماضي, وطور في قصيدة النثر, وكان واحدًا من روادها الكبار, وقد منحها من جهده وفكره شكلاً شعريًا ارتبط بجملة من الأسئلة الفكرية, وقد اكتسبت بعد هذا الجهد وجهد شعراء جيله موقعًا واسعًا في المشرق العربي ومغربه, دون التوقف أمام دور الماغوط الريادي, حيث تشكل أعماله الشعرية والنثرية ومسرحياته وحدة فكرية متجانسة تنقد واقعاً يحاصر الإبداع والحرية معاً).
والشاعر محمد الماغوط ولد في سلمية بمدينة حماة السورية عام 1943 ومن أهم مؤلفاته (حزن في ضوء القمر - شعر - بيروت 1959, غرفة بملايين الجدران - شعر- دمشق 1964, العصفور الأحدب - مسرحية - بيروت 1976, الفرح ليس مهنتي - شعر - دمشق 1970, الأعمال الكاملة- بيروت 1973, المهرج - مسرحية - بيروت 1973, المارسيليز العربي - مسرحية - بيروت 1975, الأرجوحة - رواية - لندن 1992 , خارج السرب - مسرحية -1995).
كما حصل الماغوط على العديد من الجوائز من أبرزها: (جائزة جريدة النهار اللبنانية لقصيدة النثر أواخر عام 1950, جائزة سعيد عقل للمسرح 1973, ميدالية المسرح التجريبي القاهرة 2000, حفل تكريم من مكتبة الأسد السورية بمناسبة صدور كتاب في جريدة عن اليونسكو (حطاب الأشجار العالية).
المسرح لعزالدين المدني
أما في حقل القصة والرواية والمسرحية فقد كانت هذه الجائزة من نصيب المسرح وفاز بها المسرحي المعروف عز الدين المدني: (لتميز كتاباته وغناها وعمقها وجهده في بناء مسرح عربي يستفيد من تجارب المسرح الغربي وفي الوقت نفسه يؤكد على الخصوصية العربية, وقد ظل عز الدين ينحت في البحث عن جماليات ممكنة لمسرح عربي يجمع ما بين الحداثة والتأصيل, ويقيم بين المتفرج والعرض المسرحي علاقة جدلية أليفة لا غرابة فيها).
وولد المسرحي عز الدين المدني في تونس عام 1938, وهو حاصل على الصنف الأول لوسام الاستحقاق الثقافي وجائزة الدولة التونسية للآداب عام 1989, ومن أهم مؤلفاته: (ثورة صاحب الحمار, ديوان الزنج, رحلة الحلاج, الغفران, تعازي فاطمية, مولاي السلطان الحسن الحفصي, التربيع والتدوير, الحمال والبنات).
وللمدني مساهمات عدة في المهرجانات والندوات المسرحية التي تقام في أنحاء الوطن العربي مثل ندوات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت ودورات مهرجان مسرح المغرب العربي, ندوات معهد المسرح (برج الكيفان) بالجزائر, وندوة مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية.
الدراسات الأدبية لمحمد مفتاح
وذهبت جائزة الدراسات الأدبية الى الباحث المغربي د. محمد مفتاح وهو كما جاء على لسان أمين عام المؤسسة: (أحد النقاد العرب المعاصرين, والذي جمع ما بين الأكاديمي المتميز والمحلل المتمرس والمفكر, بوضع كل شيء موضع المساءلة والحوار, وهو صاحب إنجازات وإضافات في الخطاب النقدي العربي الراهن, تنوعًا وعمقًا وتأصيلاً وابتكارًا إذ تكشف أعماله عن عدم الركون إلى الاستعارة السهلة لما هو جاهز أو سائد والبحث عن خلق جديد ومنهاجية تفيد من مختلف العلوم الإنسانية بقدر إفادتها من العلوم الدقيقة).
وولد د. مفتاح بمدينة الدار البيضاء بالمغرب عام 1942 وحصل على الإجازة في الآداب عام 1966 ثم دكتوراه الدولة في الآداب عام 1981, وعمل كأستاذ للدراسات الأدبية والنقدية في كلية الآداب ومن أهم الجوائز التي حصل عليها: جائزة المغرب الكبرى للكتاب في الآداب والفنون عام 1987, وجائزة المغرب الكبرى للكتاب في الفنون والآداب عام 1994 عن كتاب (التلقي والتأويل).
الدراسات المستقبلية لأنطوان زحلان
وأخيرًا فاز من لبنان د.أنطوان زحلان بالحقل الرابع من حقول جائزة العويس وهي الدراسات الإنسانية والمستقبلية لكونه: (أحد الرواد في مجال العلوم الإنسانية, ومن أوائل الباحثين والعلماء العرب الذين اهتموا بالمستقبليات إضافة إلى مجتمع المعرفة, وهو أيضا أحد المؤسسين لهذا النوع, إضافة إلى ذلك فهو يعتبر من أوائل الأكاديميين الذين أكدوا على دور المعرفة العلمية في التقدم التقني والاقتصادي, وهو بحق رائد متميز في مجال دراسته).
و د. أنطوان زحلان من مواليد مدينة حيفا عام 1928 وحصل على ماجستير من الجامعة الأمريكية في بيروت 1952 وشهادة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة سيراكيوز في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1956, وعمل كأستاذ ورئيس قسم الفيزياء في الجامعة الأمريكية في بيروت ما بين عامي (1956 - 1976), وقام بتأسيس (الجمعية العلمية الملكية) في عمان عام 1969 وعين كأول مدير لها (1969 - 1970), وفي عام 1975 انتخب رئيسا للجمعية الفيزيائية العربية وهو اول رئيس لها, وصدرت لزحلان مؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية في مجالات العلم والتكنولوجيا والقوى البشرية والتربية والتعليم.
إبراهيم المليفي
القاهرة
المؤسسات الدينية وحق المواطنة
ندوة ساخنة لموضوع شائك, لم يكن ليتصدى له إلا اثنان من المفوهين في ثقافتنا المعاصرة, المفكر جمال البنا, ود.ميلاد حنا, اللذان تحدثا حول المؤسسات الدينية وتناولها لحق المواطنة. وعلى الرغم من أن الندوة تأتي وكأنها استجابة لأحداث هنا أو هناك, إلا أنها كانت قيد الدرس قبل ذلك, لأن الموضوع يطرح أهميته, التي أكدها مدير الندوة إسلام عبد المعطي.
في الندوة التي أقيمت برعاية موقع كتب عربية دوت كوم واستضافها اتحاد الكتاب في مصر, قال عبدالمعطي إن اندلاع الأحداث أو عدمها لم يكن ليؤثر على حماسنا في هذا اللقاء لأن في تصورنا أن أحداث الإسكندرية وغيرها من الأحداث هي مجرد ظواهر وأعراض لمرض في ظني أنه يضرب في جذور التاريخ في مصر. واتهم عبد المعطي مؤسسات الدولة التي توزعت بين أحزاب غائبة أو مغيبة لا تعبر بشكل حقيقي عن المواطن المصري, فالمواطنون لا يصنعون أحزابهم الحقيقية, والأحزاب الموجودة شكلية, وبالتالي ليس لها احتكاك طبيعي داخل الشارع المصري ولا تقوى ولا تجرؤ على التصدي لمشاكله. فمؤسسات الدولة غائبة أو لاعبة في عكس مستقبل ومصلحة هذا الوطن.
وقسم الكاتب جمال البنا ورقته لتعالج ثلاث نقاط رئيسية: الأولى مفهوم المواطنة, والثانية: الإسلام والمسيحية, والثالثة: تعليق على ما يحدث من حوادث مؤسفة.
وفسر البنا المواطنة بأن كل من يعيش على أرض الوطن يصبح مواطنا سواء كان مسيحيًا أو مسلمًا أو يهوديًا, سواء كان أسمر أو أبيض, سواء كان غنيًا أو فقيرًا, سواء كان رجلاً أو امرأة ولد على هذه الأرض يصبح مواطنا بحكم هذا الواقع ومن أجل هذا تمنح كثير من الدول جنسيتها لمن يولد على أرضها بنفس المواطنة أي أنها عملية بعيدة عن الدين وبعيدة عن الاختلافات المذهبية.
ومن الناحية الإسلامية, فإن الواقع يتلاقى مع هذا السياق تمامًا فالرسول عندما دخل المدينة وجد فيها ثلاث فئات, وجد الأنصار أهل البلد الأصليين ووجد المهاجرين وهم أهل مكة الذين هاجروا فرارًا من اضطهاد المشركين ولجأوا إلى المدينة وتلقاهم الأنصار على الرحب والسعة واستضافوهم على أرضهم ثم وجد اليهود الذين استوطنوا المدينة من سنوات قديمة واشتغلوا بالصناعات والحرف وأقاموا حلفًا مع قبائل الأنصار. وعندما دخل الرسول (صلى الله عليه وسلم) المدينة أقام المسجد, ثم كتب وثيقة نقول عنها بالتعبيرات الحديثة دستور المدينة أو ما يطلق عليها صحيفة الموادعة أي أن الأنصار والمهاجرين واليهود أمة واحدة دون الناس, لليهود دينهم وللمسلمين دينهم يتعاقدون بالمعروف والوثيقة مكتوبة بلغة عربية قد تكون قديمة, ولكن يترتب كل الحقوق والواجبات لهذه الفئات الثلاثة على قدم المساواة. إذن الإسلام عرف المواطنة بالمعنى الحديث قبل أن تصدر الثورة الفرنسية قانون إعلان حقوق الإنسان والمواطنة.
وفي مصر, يقرر الدستور حق المواطنة بكل جلاء وبكل وضوح وبصرف النظر عن المعتقد الديني أو السياسي أو الجنسي, فالمفروض ألا تكون هناك مشكلة في قضية المواطنة لأنها قضية طبيعية بحكم أن الجمهور ولد وعاش على هذا الوطن فأصبح مواطنًا.
وفسر البنا ما حدث بأنه مع التطور ومع زيادة الجهالة يبقى نوع من التعصب, ومع فقد الحرية يبقى نوع من التعصب, هذا التعصب ينشئ فروقا تحتال على الحق الأصلي, فيصبح هناك نوع من التفرقة ولكن لو لم يوجد هذا التعصب, لو لم يوجد انعدام الحرية لما حدثت المشكلة التي وقعت, خاصة أنه بالنسبة للمسيحية وللإسلام فإن ما يجمع بينهما أكثر بكثير مما يفرق بينهما.
وقال البنا :(أنا أعتقد أن المؤسسات المحتكرة هي التي تشعل الفروق والخلافات, سواء كانت مؤسسة مسيحية أو إسلامية, فعندما توجد مؤسسة تحتكر الدين فترى أن كل خروج عن ما وضعته من مبادئ يعد خروجًا عن الدين, فإنها بذلك تشعل الفروق والخلافات, فالمؤسسات في حقيقة الحال بدلاً من أن تصلح تضيق بالإصلاح وتريد أن تحتكر الدين وأن تحول دون الحرية في قضية التدين .
وقال د. ميلاد حنا إننا نعيش الآن مرحلة بين بين, فلا توجد أيديولوجيا واضحة أو مشروع قومي للدولة كما كان الحال مع مشروع السد العالي أو القومية العربية مع عبد الناصر, ولا مشروع وطني مع سعد زغلول, وإنما نعيش خبزنا كفافنا, أعطنا اليوم, يومًا بيوم والحال يسير من دون أيديولوجيا واضحة.
في هذا الإطار قويت المؤسسات الدينية, كان الأزهر المؤسسة الإسلامية التي تعلم الدين الإسلامي للمصريين ولشعوب أخرى إسلامية, وكانت المؤسسات القبطية تعلم التعليم الديني للأقباط, في معايشة كلا الطرفين في هدوء, هذا مكتسب لجمهوره وذلك مكتسب لجمهوره, لكن مع ازدياد الثقافة الدينية والمؤسسات الدينية, أصبحت هناك كيانات أكبر, أصبحت هناك جمعيات إسلامية كبيرة شرعية وغير شرعية, وأصبحت هناك ثقافة إسلامية سائدة ونمو في جمعيات.. تراويح.. شرح أحاديث.. شرح قرآن, وكان رد الفعل الطبيعي أن الكنيسة القبطية بعد أن كانت تعمل قداسًا فقط, بدأ يوجد اجتماع شباب وتفسير للكتاب المقدس, وظهرت جماعات قبطية, وبدأ يظهر نوع من المعايشة أو الاحتكاك المحدود, وتراقب الدولة هذا الأمر بذكاء وتتدخل عندما تكون الأمور متجاوزة الحدود الأمنية المسموحة.
اليوم توجد مؤسسات دينية ورغبة من المثقفين بوجه عام في أن يكون حق المواطنة أساسًا للتعامل وليس التعامل الديني.
وأضاف حنا: كلما قويت المؤسسات الدينية أصبح الانتماء الديني هو الأساس في العلاقات, وكان الانتماء الوطني أضعف, وتمر مصر ككل المناطق المتخلفة في العالم بمراحل بين الانتماء الديني ثم الانتماء الوطني وانتكاسة إلى الانتماء الديني وقد يكون انتكاسة إلى الانتماء القدري ثم الطلوع من الانتماء القدري إلى الانتماء الديني ثم الانتماء الوطني.
من غير الممكن للعالم أن يتحضر دون أن يصبح الانتماء الديني شخصيًا, في مصر الانتماء الديني انتماء جماعي وليس فرديًا, ولهذا السبب بين الحين والآخر يحدث صدام ديني مثل ما حدث في الإسكندرية, فهو تعبير عن أن كل مؤسسة دينية تظهر قوتها.
ألخص فأقول: سيظل الترمومتر للمؤسسات الدينية في قوة وضعف يرتفع وينخفض.
أنا لن أقول إن المؤسسات الدينية هي في الأساس مؤسسات رجعية, تود أن تحتفظ بأهلها ومن ينتمون إليهم متمسكين بالدين الذي ينتمون إليه, ولكن الإبداع الموجود في مصر هو المعايشة, وهي أن المؤسسات الدينية لا تتنافس, وأن التبشير والدعوة ليس لهما وجود في مصر على نطاق واسع, قد تكون أحداث هنا أو هناك فردية, ولكن المؤسسة الدينية الإسلامية تدرك الخصوصية للمؤسسة الدينية المسيحية وتحافظ عليها, ولا تعتدي على خصوصيتها ولا على شعبها, ولا تخطف مسيحيين لكي ينحازوا إلى الإسلام, والعكس كذلك صحيح, فالمؤسسة الدينية القبطية لا تحاول أن تنتزع بعض المسلمين لينتموا إلى المسيحية. وهذا هو السبب في هذه المعايشة بين المسيحية والإسلام.
مصطفى عبدالله
دمشق
المؤتمر الدولي حول بلاد الشام في العهد العثماني
إعادة قراءة الماضي دون أحكام مسبقة
انعقد المؤتمر الدولي حول (بلاد الشام في العهد العثماني) في الأيام الأربعة الأخيرة من شهر سبتمبر الماضي, في دمشق, بالتعاون بين وزارة الثقافة ومنظمة المؤتمر الإسلامي, بمشاركة أكثر من خمسة وأربعين باحثاً عربياً وأجنبياً, برز بينهم عدد من الباحثين الأتراك, وحملت بعض البحوث المنوعة إضافات جديدة, وإعادة نظر في ما هو معروف, أو مألوف, في الكتابات التاريخية الرسمية عن الحقبة التي حكم فيها العثمانيون إمبراطورية شاسعة, من أربع وعشرين ولاية غرباً, وأربع وثلاثين ولاية شرقاً, بينها بلاد الشام, حيث امتد حكمهم أربعة قرون, بدأت عام 1516 وانتهت بنهاية الحرب العالمية الأولى 1918.
توزعت بحوث المؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية, مدعمة بالوثائق المصورة, حول العناوين العريضة التالية: كتابة تاريخ بلاد الشام ومصادره في الفترة العثمانية - المجتمع والعلاقة مع الدولة - النظم الإدارية والمالية والمحاكم - الحياة الاقتصادية - التأثير الأوربي وحركة التحديث - الحياة الفكرية والثقافية - المدن والعمارة والبنية التحتية.
وكان واضحاً أن أغلبية البحوث تمحورت حول مدينتي دمشق وحلب, ومنها بحوث تناولت موضوعات عامة وشاملة, وأخرى تناولت موضوعات جزئية, لها خصوصية مميزة, تتكامل مع الأجزاء الأخرى.
اختار د. توماس فيليب أن يدرس شخصيات الولاة الذين حكموا كلاً من حلب ودمشق وطرابلس وصيدا, بتسلسل تاريخي, وصولاً إلى انعكاسات طبيعة كل والٍ على ولايته, في الوجوه المتعددة لحياة السكان.
وقدمت د. خيرية قاسمية شهادات حية من مذكرات الجيل الذي عاش آخر سنوات الحكم العثماني في بلاد الشام, وهي سنوات الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918), ودرس د.جعفر مهاجر المذكرات اليومية لشهاب الدين بن طوق, الذي نقل إلينا صورة حية من الحياة في دمشق, في الفترة التي سبقت بداية الحكم العثماني بقليل. وهو يعمل على استكمال تحقيق ونشر الأجزاء الأخيرة من هذه اليوميات.
بينما درس د.فيصل الكندري وثيقة نادرة عن مظلمة (شكوى) أهالي حلب من ظلم العساكر المكلفين حماية المدينة, في ظل حركة التمرد التي حدثت بعد وفاة السلطان سليم, الذي خلفه السلطان سليمان القانوني. وحيث إن هذه المظلمة لا تحمل تاريخاً محدداً, ولا اسم كاتبها, قام الباحث بمقارنة وقائعها بكتابات محمد بن طولون, والمؤرخ المصري محمد بن إياس, للتأكد من صحتها ودقة المعلومات الواردة فيها, وهي تتميز بالدقة في وصف المعاناة, والجرأة في الخطاب.
ويرى د. محمود عامر أن حركة سك النقود, وقوتها الشرائية, صعوداً وهبوطاً, من أهم عناصر الهوية الاقتصادية للدولة, وتوزيع الثروة في المجتمع, وكانت المراحل المختلفة لحركة النقود مؤشراً على قوة النظام أو ضعفه.
ودرس الباحثان الفرنسيان جان بول باسكوال, وكوليت استابلت, في أصول الإدارة الشرعية للممتلكات في المجتمع الدمشقي حوالي عام 1700 ميلادية, ومنها قضايا الإرث ومحاسبة الأيتام والقصّر, من خلال ملفات المحاكم الشرعية المدنية, بينما تتولى المحاكم العسكرية البت في قضايا الإرث والملكية التي تخص موظفي الدولة.
وقدم الباحثون د. عبد العزيز عوض, وكمال عبد الفتاح, وفانيسا غينو - بلبل, دراسات في نظام الأراضي والزراعة والنمو الاقتصادي والمحاكم في الريف السوري وفلسطين, بينما درس د. عبد الكريم رافق الاقتصاد الدمشقي في مواجهة الرأسمالية الأوربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر, حيث نمت الصناعات الحرفية واليدوية, بين الطوائف المختلفة في دمشق, وبرزت مهارات خاصة في الصناعة النسيجية والأدوات الزراعية والمنزلية, حيث كانت الشركات الأجنبية تحاول احتكار السلع وتصديرها, من خلال الامتيازات الممنوحة لها من السلطة العثمانية.
وفي مجال تحديث التعليم والثقافة والطباعة, جاءت عناوين البحوث التي قدمها كل من د.مسعود ضاهر, وإياد الطباع, ووهبي بايصان, ونللي حنا, وستيف تماري, ومحمد جان أتار, ورياض مراد.
فيذكر د. مسعود ضاهر أن السلطة العثمانية قاومت تطوير التعليم, وتعاونت مع القوى التقليدية المحلية, في مواجهة المفكرين النهضويين, في دعوتهم إلى الإصلاح وإطلاق الحريات العامة وحرية الصحافة.
ودرست الباحثة نللي حنا الثقافة الشعبية من خلال كتاب (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) - الهجري- لمؤلفه أمين المحبي الدمشقي, من خلال تراجم العلماء والأعيان والشعراء والكتاب, من شرائح اجتماعية متنوعة, مما لا نجده في الكتب الأخرى, عن تلك الحقبة.
ويجري د. ستيف تماري إعادة تقييم للحياة الفكرية في سورية في القرن الثامن عشر, ويطعن في المقولات التي تصف هذه الفترة بالرجعية والجمود, من خلال توصيف الحركة التعليمية والأدوار التي لعبها المدرسون والمثقفون السوريون الأوائل.
ويلقي د. جان أتار الضوء على مفارقات طريفة, منها أن الدولة العثمانية التي أصدرت صحيفة (الوقايع المصرية) عام 1828 في القاهرة لم تصدر مثلها في استانبول باللغة التركية إلا بعد ثلاثة أعوام, كذلك أسست المكتبة العامة الأولى في المدرسة الظاهرية في دمشق عام 1881 قبل تأسيس المكتبة العامة العثمانية (كتبخانه عمومي عثماني) في استانبول عام 1884.
وأخذت المياه ومصادرها في القدس وجوارها في العهد العثماني اهتماماً خاصاً في دراسة د.نوفان رجا السوارية, حيث كان حوض مدينة القدس يعاني من تذبذب كميات الأمطار, مما اضطر الأهالي إلى حفر آبار في بيوتهم, كما أسالت السلطات المياه في قناة السبيل كإجراء إداري لتوفير المياه لعامة الناس عند الحاجة.
وتدرس الباحثة الألمانية د. فيرينا دايبر آثار الدمار الذي خلفه الزلزال الذي أصاب دمشق في عام 1759, وكان مركزه في البقاع, وانعكست آثار هذا الزلزال على البنية التحتية للمدينة التي حظيت بإصلاحات متوالية لمبانيها ومرافقها.
أما مشاريع البنية التحتية, التي أنجزت في أواخر العهد العثماني في حلب فكانت مدار بحث د.نجوى عثمان, وأهمها مشفى الغرباء, ومكتب الصنائع, ومكتب المعلمات, وحديقة المنشية, ومنتزه السبيل, وجسور على نهر قويق, وتمديد خطوط السكة الحديدية وبناء محطة القطار. وهناك مشاريع أخرى لم تكتمل إلا في عهد الانتداب الفرنسي, فنُسبت إليه. ومنها مشروع الكهرباء والنقل والبريد والبرق وإسالة الماء.
وشهدت دمشق في نهاية القرن التاسع عشر, وبداية القرن العشرين تحولات كبيرة لم تشهدها من قبل, كما يذكر د.موفق دغمان, وتشمل هذه التحولات التوسع العمراني وتنظيم الملكية وجر المياه والنقل, ومشاريع ذات علاقة بالكهرباء, التي أدخلت إلى أحياء دمشق عام 1908.
أما بناء الخانات في دمشق, وفي الطرق المؤدية إليها, فكان مرتبطاً بأهمية المدينة كمركز تجمع لقوافل الحجيج, في رحلتي الذهاب والإياب, كما تذكر الباحثة عبير عرقاوي, والباحث زكريا قورشون, وكان تأمين طرق الحج متلازماً مع ترميم الخانات, وحفر الآبار وصيانتها.
ومنذ بداية العهد العثماني ظهرت اهتمامات خاصة بصيانة وترميم قبة الصخرة, في فترات مختلفة, رصدتها الباحثة بياتريس سانت لورانس, كما رصد الباحث طلال عقيلي إعادة بناء وترميم الجامع الأموي في دمشق, بعد الحريق الذي تعرض له عام 1893.
وتركزت بحوث كل من ستيفن ويبر, وكونسل رندا, وأريانة أحمد, حول العمارة السكنية, وزخارفها, وأشكالها الداخلية والخارجية.
بندر عبدالحميد
تونس
جائزة الشابى
لإرادة الحياة لدى الشعوب والمبدعين
برئاسة الكاتب عز الدين المدني تمنح سنويًا جائزة الشاعر التونسي الكبير (أبو القاسم الشابي) وهي إحدى أرفع الجوائز الأدبية في تونس. وفي يوم الثلاثاء الموافق 6 ديسمبر 2005 بديوان (دار الجلد) بالقصبة في مدينة تونس; مُنحت جائزة الرواية للكاتبة الأردنية (سميحة خريس) عن روايتها (دفاتر الطوفان), في حفل تميز بالرقة والفخامة.
عقب الكلمة التي ألقاها المدني, والتي أشار فيها إلى تقدير اللجنة للأسلوب الحداثي المتطور وغير التقليدي في السرد الذي كان من أهم حيثيات منح الجائزة للكاتبة, قام فوزي الكاهية الرئيس والمدير العام للبنك التونسي بمنح الجائزة التي رفعت قيمتها إلى خمسة عشر ألف دولار.
وللكاتبة سميحة علي خريس مجموعتان من القصص القصيرة.. الأولى بعنوان (مع الأرض), والثانية بعنوان (أوركسترا), وتسع روايات هي (رحلتى), (المد), (شجرة الفهود-تقاسيم العشق) التي نالت عن السيناريو الإذاعي المعد عنها الميدالية الذهبية في مهرجان القاهرة للأعمال الدرامية, ورواية (القرمية 1999), ورواية (خشاش), التي أعد عنها سيناريو إذاعي, (الصحن), ورواية (دفاتر الطوفان), التي نالت عنها جائزة أبوقاسم الشابى, وأعد أيضاً سيناريو إذاعي عنها, ورواية مخطوطة بعنوان (إمبراطورية ورق تارة), فضلاً عن المقالات والكتابات المتنوعة. وكما جاء في تقرير لجنة التحكيم, فإن رواية سميحة خريس الفائزة تميزت بـ(الطرافة والابتكار والذكاء), ونجحت في (زرع الروح في أشياء جامدة وجعلتها تنطق وتعبر).
ويقول الناقد محمد معتصم عن رواية خريس إنها (مزيج من الحكايات الجميلة المحملة بالآمال وبفيض من الذكريات, ومن الحكايات الأليمة المحزنة, كل ذلك تحكيه الأشياء التي نتعامل معها. هنا تعطي سميحة خريس الفرصة للكائنات المهمشة للحديث عما بداخلها, وتمنحها فرصة الحكي من زوايا متنوعة ومفاجئة. أقصد زوايا شديدة الخصوصية, وحميمة. مثلما هو حديث الحرير وحديث السكر... فـ(دفاتر الطوفان) لا تحكي عن طوفان من المطر فحسب, بل تحكي عن تبدل الزمان, وتغير سلوك الناس, وتغير لون وطعم العشرة, وافتقاد العالم القيم, وسيادة الفردانية, العدوانية. وانتشار العنف واللاتسامح).
على شرف صاحبة الجائزة كانت دعوة فتحي الخراط مدير (مركز الحمامات) أحد أهم المراكز الثقافية في تونس والمتوسط لنتعرف على أنشطة المركز الذي يحتوي على قاعات عرض للفنون التشكيلية ومسرح روماني رائع على حافة التقاء الغابة والجبال مع شاطئ البحر الساحر في هذه المنطقة, وأماكن إقامة للكتاب والفنانين بالإضافة لمطعم خاص بالمركز الذي تنشط فيه العروض المسرحية صيفاً, حيث إن مسرحه من مسارح الهواء الطلق المميزة, فضلاً عن تقديمه المنح للمبدعين.
شارك في هذه المسابقة لنيل الجائزة 74 أديبًا من تونس والمغرب والأردن والعراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان وليبيا واليمن والسودان ومصر. والجائزة تمنح سنويا منذ 1986 عن مختلف الأعمال الأدبية العربية كالقصة والشعر والمسرح والرواية تكريمًا للشاعر التونسي الشابي الذي رحل وعمره لم يتجاوز الـ25 سنة,
تذكرت ونحن نتجول آبيات (نزار قبانى):
بحرية العينين يا قرطاجة --- شاخ الزمان وأنت بعد شباب
لعلها إرادة الحياة التى قال الشابى عنها إن القدر لابد أن يستجيب لها; ترى هل سبر نزار أغوار الشابى إلى هذا الحد?