مختارات من:

مسابقة «البوبز» الدولية للمدونات

إبراهيم فرغلي

لم تعد المدونات مجرد صفحات شخصية خاصة للتعبير عن الأفكار أو مساحة ذاتية لنشر الإبداع، وإنما أصبحت وسيلة إعلامية، لها ثقلها، ليس فقط بسبب الاهتمام الإعلامي بالظاهرة الجديدة، بل ولتبني جهات دولية مسابقات لها صبغة عالمية تدعم المدونات، وتأمل في إبراز الجيد منها، وبين هذه المسابقات مسابقة شهيرة تعرف باسم «بوبز».

تعتبر مسابقة «البوبز»، او The Bobs ، واحدة من أشهر المسابقات الدولية في مجال المدونات الشخصية أو (بلوجز)، التي انشأتها محطة «دويتش فيلا» الإعلامية الألمانية، بالاشتراك مع جهات دولية مهتمة بحقوق التعبير في العالم مثل منظمة «مراسلون بلا حدود» وغيرها.

وهذا هو العام الرابع لفعاليات المسابقة الدولية التي شهدت اهتماما عالميا، حيث تنظم مسابقة لاختيار أفضل مدونة، بلغات عديدة، بينها اللغة العربية، من أجل الارتقاء بأساليب التعبير في المدونات، وكشف مناهج مختلفة للتفكير، ودعم المناهج النقدية، ذات الطابع الفردي، كما تمثلها أصوات المدونين. بلغ عدد اللغات المشتركة في مسابقة العام الجديد، التي لم تكن نتائجها قد أعلنت حتى لحظة كتابة الموضوع، نحو 11 لغة، بينما ارتفع عدد المدونات المرشحة للمسابقة إلى أكثر من 8500 مدونة هذا العام، وهذا يعني زيادة 20% بالمقارنة مع العام الفائت.

تقوم اللجنة المنظمة بتحديد فئات مختلفة للمسابقة فهناك جائزة لأفضل مدونة من لغة بعينها، أي أفضل مدونة عربية، أو أفضل مدونة إسبانية، أو غيرها، حسب اللغة، وهناك فئات لنوع المدونة، فهناك مسابقة للمدونات السياسية، وأخرى للمدونات الأدبية، وثالثة للمدونات ذات الطابع الاجتماعي، ورابعة لأفضل مدونة مصورة، وهكذا. وفي كل فئة يتنافس 11 مرشحا من اللغات المشتركة.

وهناك مستويان لتحكيم المسابقة، فهناك مدونات تخضع لتحكيم لجنة التحكيم المكونة من مدونين ورجال إعلام وصحفيين، بينما تخضع مدونات أخرى لتحكيم الجمهور عبر التصويت على موقع الجائزة للمدونة المفضلة لديهم.

يمكن مشاركة جميع المدونات من شتى أنحاء العالم بمسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات وكذلك لموسوعة المدونات، شريطة أن تكون مكتوبة بإحدى لغات المسابقة الإحدى عشرة وهي: العربية أو الصينية أو الألمانية أو الإنجليزية أو الروسية أو الإسبانية أو الفارسية أو الفرنسية أو الهولندية والإندونيسية والبرتغالية.

كما أن كل شخص سواء كان مستخدماً أو قارئاً أو كاتباً على الإنترنت أو عضواً في لجنة التحكيم يستطيع اقتراح مرشحيه في العديد من الفئات. ولكن لا يسمح للمدونات الخاصة بالعاملين لدى دويتشه فيله وبتلك الخاصة بأعضاء لجنة التحكيم الاشتراك في المسابقة.

ما هي المدونات التي تنطبق عليها شروط المسابقة؟

تُعرف المدونة ضمن إطار هذه المسابقة على أنها موقع يحتوى على معلومات يتم تحديثها بشكل دوري. وعادة ما تكون المواضيع مرتبة حسب التاريخ بحيث يكون أحدثها في الأعلى.

يتعين على المدونات إتاحة الفرصة أمام القراء لنشر تعليقاتهم حول المواضيع المنشورة. وفي أفضل الأحوال يتم تدعيم المواضيع الرئيسية بمواقع أخرى تقدم للقارئ معلومات إضافية.

يحق للموقع الاشتراك إذا لم يكن تجارياً أو محمياً بكلمة سر، أي أن يكون الدخول إليه عبر شبكة الإنترنت العالمية حراً ومجانياً. أما العناوين غير الصالحة المحددة لموقع المصدر URL فلا تُنشر ضمن لوائح الاقتراحات وبالتالي ولا يحق لها الاشتراك في المسابقة.

لا مكان لمواضيع تثير التفرقة

يشير الموقع الإليكتروني للجائزة إلى العديد من الشروط للاشتراك في المسابقة، إضافة إلى المحاذير وأهمها أنه لا يُسمح للمدونات التي تشير إلى مضمون مهين أو عنصري أو جنسي أو تثير بشكل من الأشكال التفرقة وتنشر البذاءة، بالاشتراك في المسابقة. وينطبق هذا أيضاً على الصفحات المربوطة بروابط ومواقع تحتوي على مثل هذه المضامين. وسوف تلقي هذه الزاوية الضوء على المدونات الفائزة في العدد المقبل.

حوار الحضارات على الإنترنت


تعتبر شبكة الإنترنت الآن من أهم وسائل تفعيل الحوار بين الحضارات، عبر العديد من المواقع المهتمة بالموضوع، والتي تتبع بعض المؤسسات الثقافية، أو الإعلامية الغربية.

معهد جوتة الألماني إحدى المؤسسات التي تشهد اهتماما مكثفا بهذا الموضوع منذ سنوات، وفي هذا الصدد أقام المسئولون عن معهد جوتة، بفروعه المنتشرة في العديد من عواصم العالم برامج حوارية بين كتاب وصحافيين وشباب من ألمانيا، ومن العالم العربي.

لكن الجهد الذي تأمل إدارة هذه المؤسسة العريقة، وتراهن، على قدرته في تحقيق الجماهيرية، هو في أغلبه الجهد المتعلق بالنشاط الإليكتروني على شبكة الإنترنت.

من بين البرامج التي أقامها المعهد، على سبيل المثال، مشروع للتبادل بين العالم العربي وألمانيا، بعنوان "مداد"، اقتضى اشتراك 12 كاتبا، ستة من الألمان وستة من العرب، بحيث ينتقل كل كاتب من الكتاب الألمان إلى إحدى العواصم العربية ليقضي فيها شهرا، وبالمثل يقوم كاتب عربي بالانتقال إلى مدينة ألمانية لمدة شهر، ويكتب كل طرف عن المكان الذي ينتقل إليه ملاحظاته وانطباعاته في شكل يوميات تنشر على شبكة الإنترنت يوميا، وتترجم للغتين العربية والألمانية في نفس اللحظة، وعنوان موقع هذا المشروع www.geothe.de/midad

أما أحدث البرامج الحوارية التي أقامها معهد جوتة فهو موقع "لي لك"، المختص بالحوار بين أجيال الشباب من الجانبين العربي والألماني، بحيث يعبر كل طرف منهما عن الثقافة التي ينتمي إليها، ويعطي انطباعه عن الثقافة الأخرى، بما يحاول أن يسد ثغرة كبيرة في الكلاشيهات السائدة عن الانطباعات العامة التي يحتفظ بها كل طرف عن الحضارة الأخرى. فتجد شابا عربيا يتناول رأيه في المجتمع الذي ينتمي إليه، أو عن خبرة الدراسة في دولة اوربية، أو العكس. وبإمكان الشباب التعبير عن خبراتهم وتجاربهم في الحياة والعلاقات بين الجنسين والقيم والآمال والطموحات، والمادة المنشورة على الموقع متاحة باللغتين العربية والألمانية. كما تحتوي الموضوعات تبويبات مثل: النسوية، التابوهات، الصحة، الحب، الأجيال، المستقبل، الهجرة، الدين، الغرب، أدوار الجنسين، وغيرها.

وعنوان الموقع الإليكتروني هو /

www.goethe.de/ins/eg/prj/jgd/arindex.htm

«قنطرة».. جسر للحوار مع العالم الإسلامي


يعد هذا الموقع أحد المواقع الصحافية المميزة في موضوع الحوار بين الغرب والعالم العربي، ويضم مقالات وحوارات صحافية، وتقارير خبرية وعروض كتب في السياسة والاجتماع والثقافة، حول العالم العربي ،والجاليات الإسلامية في أوربا، والفنون التي تقدمها أجيال المهاجرين المسلمين من العالم العربي وإيران وتركيا في تلك المجتمعات، سواء في السينما أو الفنون المرئية، والموسيقى، والكتابة الأدبية. بالإضافة إلى القضايا الجدلية حول الديموقراطية، والإرهاب والتطرف، من وجهات نظر موضوعية تماما لا تتحيز إلا للإنسانية وللتسامح بين الأديان والشعوب وثقافاتها.

من بين الموضوعات المطروحة في الموقع الآن: موضوع عن بناء المساجد في ألمانيا، وآخر عن صورة الأتراك في أوربا، صورة الأتراك في العالم العربي، حوارات مع الكتاب العرب، تقارير وعروض كتب حول الشباب المسلمين في أوربا ورؤاهم للقيم في المجتمعات الغربية، الأدب النسائي في تركيا، الفنانات الإيرانيات المهاجرات لأوربا، وغيرها من الموضوعات. وتنشر الموضوعات باللغات العربية والإنجليزية والألمانية.

هذا الموقع تشترك فيه عدة جهات، إعلامية وثقافية، بإشراف وزارة الخارجية الألمانية. وعنوانه الإليكتروني هو:

www.ar.qantara.de/webcom/show

إبراهيم فرغلي مجلة العربي يناير 2009

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016