شعر
أنت في حل، فكوني سبَباً
لفناء العمر أو بعث الصبا
حمَّلينَي مّا ارتضى قلبك
لَي وابعَثيني مَشرقاً أو مغرِبا
أنا من كلفك هذي وإلىَ
كفك الأخرى ألبي الطلبا
صَيّريَني - كيفما شَئت - حصى
مُهمَلا أو فاعصُريني عنبا
وارْشفيني شربةَ تهنَاُ في
ثغرِكِ المذهِبِ عني التعبَا
***
يا ضرامَ الوجد في قلب هفا
نحو من تطفئ فُيه اللّهَباَ
كلما سارَت تَهاوَت غيّمةٌ
تلثُمُ الخطور وتسقي التُرُبا
أنت إسعادُ حياة ضحكتْ
لي لتُعطي العُمرَ وجهاً طيّبا
فانشري حُسْنَك حًتىَ لا نرى
في نواحي الأرض قلبا مت صَبَا
أنت ليْلي ونهاري والمدى
رَضى الدهرُ بهذا أو أبى
ما تشائين اصنعي بي إنني
لك هيأتُ الرضا والسببا
فإذا شئت بلغتُ المنتهى
في ابتعادي، او أكون الأقربا
أنت في كل جهات الروح لي
صوتُ صمت هاتف: يا مرحبا
فاعصري وجدان روحي واشربي
واجعلي ماء عيوني سُحُبا
وامطري بي فوق صخر موحش
وامطري بي فوق أزهار الرُّبى
واجعلي المخصبَ مني مجدبا
واجعلي المجدب مني مُخصبَا
واصنعيني مثلَما تهوين لن
يستطيع الحب مني الهَربَا
أنت قلب الكون فالكل هنا
لك من كل الجهات انجذبا
***
أنت في حل فما شئت افعلي
سوف لا تلقين مني عتبا
لا ولن نلتقي من الروح سوى
شهقة القلب الذي قد وثبا