مختارات من:

سوناتا عاطفية

نزيه أبو عفش

«إلى كنان»

ذاكَ لأنكَ أنتَ أنا
تتنفّسُ ما يتنفّسهُ قلبي
وتفكّرُ ما أحلمُ
وترى نفسكَ في رفّةِ عقلي الغائمِ
ويؤنّبُ رأسَكَ أنكَ تحلمني
محشورًا في تابوتِ صداعي الدائمِ
وتحسّ بِعَضَّةِ كابوسي
ودبيبِ اليرقات السامّةِ
ترعى ظلماتِ دمي
وتُفتّتُ كلسَ عظامي..
ذاكَ لأنكَ
أنتَ أنا في أحلامي.
ذاكَ لأنكَ بعضي وجميعي
يمكنكَ الساعةَ أنْ تحلمني أحلمُ فيكْ
ذاكَ لأنكَ أنت أنا الساكنُ في جسمكَ
يمكنكَ إذا أغمضتَ عليّ العينينْ
أن تشعرَ بي أغمضُ عينيّ عليكَ
وأطلب عونكَ في سرّ فؤادي
فأراك تمدُّ يديكَ وعينيكَ وقلبكَ
ونداءَ ضميركَ في الليل:
«سمعتُكَ، وأنا آتٍ
فاسهرْ حتى ينبلجَ الحلْمُ
فتسمع خطوي في ليلكَ
ويدي تقرع بابكَ».
ذاك لأنكَ أنت أنا.
ذاكَ لأنكَ أنت الفكرةُ والمغزى،
ذاك لأنكَ أنتْ
رنّةُ صوتي وتآويلُ كلامي،
ذاك لأنكَ، في عينِ ضميري،
أنبلُ ما ارتكبتْ نفسي من أخطاء العيشِ
وأجملُ آثامي...
ذاك لأنكَ «خلفُ حياتي»
يتجدّدُ في نورِ أمامي...
ذاك لأنكَ نفسي تولدُ ثانيةً في آخرِ أيامي..
ذاك لأنكَ أحلى فكرةِ وردٍ
هيأها اللهُ لبيتِ عظامي..
ذاكَ لأنكَ...
ذاكَ...لأنكَ أنتْ
ما أحتاجُ وأحلمُ
يمكنكَ وأنت هنالكَ، خلف ظلامكَ،
في نورِ منامكَ،
أن تعرفَ أني أحلم فيكْ
وأني، إذ أحلم فيكْ،
أشتاق إليكْ
فتمدّ إليّ يديك، وتبصرني
أتلفّتُ نحوكَ في أحلامي.
ذاك لأنكَ أنتْ..
ذاكَ لأني أنتْ..
ذاكَ لأني...

نزيه أبو عفش مجلة العربي يوليو 2007

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016