مختارات من:

حسناء برنيق

راشد الزبير السنوسي

شعر

تلك العيونُ الناعساتُ فضائي - منهنّ أرشفُ لذتي وعنائي
واعَدْتَني حلماً فطرتُ محلّقاً - وسبحتُ في فَلَكٍ مِن الإيحاءِ
وَحَطّمْتُ مِجدافي وأشرِعَتي رضى - وعلِقتُ بينَ رُموشِها الوطفاءِ
يا تلكما العينانِ يا تَوْقَ الهوى - إن عانقته طراوةُ الأنْداءِ
اللّيل مَوصولٌ على شطيْكُما - بالشّدْوِ والهَمَسَاتِ والنّدمَاءِ
وتُذيبني بينَ الشّفاهِ حَيّيةً - تلكَ الحروف بأعذبِ الأسماءِ
ميمان بينهما تمشّت ظبيةٌ - تاقَتْ جوانحُها لِوِرْدِ الماءِ
فأضُمّها كي لا أبوحَ بسرّها - لكنّها تنسابُ في استرخاء
ميّاسة اللفتاتِ في خطراتها - كِبْرٌ يتيهُ بها على الجوزاءِ
يا أعْيُناً أصفيتهنّ مودّتي - ينْهَلنّ مِنْ برنيق في خُيلاءِ
أبْحَرتُ في أبْعَادِكـُنّ مواسِماً - أرتادُ بين الصّحو والأنْواءِ
حتّى تقدّمت النّوارسُ مركبي - تهدي خطاي لواحةٍ غنّاءِ
هي مرفَئي وصِبَايَ والحلم الذي - قد فرّ مِنْ كفَّيَّ ذاتَ مَسَاءِ
والآن يحضنني فأهتفُ يَاهَلاَ - بحسانِ برنيق وطيبِ لقاء

راشد الزبير السنوسي مجلة العربي ابريل 2002

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016