مختارات من:

الأُفــْقُ مــُتــّشــِحٌ بــاللــهــيــب

عبدالستار سليم

شعر

بماذا تجيبْ
إذا ما تعدّى على أهل بيتكَ
شخصٌ غريبْ
وقد غرَّه أنه ذو سلاحٍ
فكشَّر عن نابِ ذيبْ
وسدّد نحو الصدور سهامَهْ.
و.. شدّ عليك و.. سَلَّ
حُسامَهْ.
وأهْوَى على أم رأسكَ
فانفجر الدَمُ يشخَبُ,
والأفُقُ مُتّشًحٌ باللهيبْ..
بماذا تجيبْ?!
بماذا تجيبُ إذا ما
لمحْتَ ظُبَا الخَصْمِ تحملُ
نحوك حتْفَكْ
وأيقنْتَ أنك بعض دمٍ باتَ
يُسْفكْ
فقد أعجب الخَصْمَ سلطانُه حين راحَ
يسدُّ عليك دروب الطريقْ
ويمنع عنك الهواء المحاصرَ
خلف المضيقْ
ويسلُب قلبك حقَّ الوجيبْ
بماذا تجيب?
* **
بماذا تجيبُ إذا ما استُفِزَّتْ
جذورُك فيك.. وقد غرس الخصمُ
- في صدر أرضك - رُمْحَهْ
وأطلق ناراً على الحقلِ
تحرِقُ قمْحَهْ
ولَجَّ عِناداً
وعاث فساداً
يدمِّرُ, يقتلُ, يحجبُ
شمسك عنك.. ويخنقُ
خُضْرَةَ وقتِكْ
يزلزلُ - في كل آن - عليك
جوانب بيتِكْ
ويصبغ بالدم وجه النهارِ
القشيبْ
بماذا تجيب?!
* **
بماذا تجيبُ إذا ما ادَّعى
أن كرْمَ النخيلِ,
وبَيّارةَ البرتقالِ,
وزيتونَك العربيَّ,
وأنت,
وزوجَك (سلْمَى)
وأبناءك الطيبينْ,
مكاسبُ حربٍ,
ومِلْك يمينْ.
وإما البقاءُ بلا أي حقٍ
لكم في الحياةِ,
وإما الفناءُُ لِمَنْ - للأوامرِ - لا
يستجيبْ
بماذا تجيب?!
* **
بماذا تجيبُ أتطَّرِحُ السيفَ عنكَ,
وتكسِرُ قوسَكْ
وتدفن - في باطن الأرض -
فأسَكْ
لتُثْبِتَ للقوم - حتى ولو دَمَّرَ الدُّورَ - أنك
لستَ (المشاغبْ)
وأنك لست عن السِّلْمِ - سلْم الخنوعِ -
براغبْ
أم أنك تأخذُ حِذْركْ
وتحزمُ - للأمرِ - أمرَكْ
ولا تستكينْ
وتحمي قناتك من أن تلينْ
وتستنفر البيدَ والخيلَ والريحَ والسيْلَ
والمستحيلَ الرهيبْ
بماذا تجيب...?
بماذا?
بماذا تجيب...??!

عبدالستار سليم مجلة العربي ابريل 2002

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016