الكويت
باريس تستقبل ذخيرة الدنيا
النجاح الذي حققته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في قرطبة الإسبانية - بفضل ما حظيت به دورة (ابن زيدون) الماضية من زخم إعلامي وحضاري متميز - كان له بالغ الأثر في توجه الأنظار تجاه العاصمة الفرنسية (باريس) لتحط عليها رحال المؤسسة في دورتها المقبلة في عام 2006م.
وعلى خط متصل تمضي دار الاثار الإسلامية قُدمًا بمعرضها المتنقل (ذخيرة الدنيا...فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي) لتختار باريس محطة رابعة له في العام المقبل, بعد تجوّله في مدريد, ولندن, وبرلين.
التقت المؤسستان الكويتيتان (جائزة البابطين) و(دار الآثار الإسلامية) في إسبانيا العام الماضي 2004, لتختارا باريس مكانًا لإقامة أنشطتهما الثقافية والحضارية المقبلة فيها, ولم يكن هذا اللقاء إلا تجسيدًا لرؤية المؤسستين واتفاقهما - غير المعلن - على أهمية الثقافة والفن في إدارة حوار حضاري, يرقى إلى المستوى الإنساني, والمحاولة الجادة في توضيح الصورة الحقيقية للعالم العربي في المحافل الدولية.
واتخذت جائزة البابطين من الشاعرين أحمد شوقي, وألفونس لامارتين عنوانًا لدورتها العاشرة التي ستنطلق من باريس في مطلع العام المقبل, بعدما قرر مجلس أمناء المؤسسة بالإجماع - في اجتماعه السابع والعشرين الذي عقده في القاهرة في يناير الماضي - اختيار العاصمة الفرنسية (باريس) لاحتضان الدورة العاشرة.
وأشار رئيس مجلس أمناء المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين إلى منطلقات وأهداف هذا الاختيار المتمثلة في رغبة المؤسسة على كل المستويات لاستئناف الحوار الحضاري بين العرب والغرب في لقاء آخر. ولأن (باريس) تعد عاصمة الثقافة العالمية, وتقطن بها جالية عربية ومسلمة تقترب من الخمسة ملايين, بالإضافة إلى تعاون المؤسسة مع منظمة اليونسكو - التي تتخذ من باريس مقرًا - من أجل تفعيل الدور الثقافي العربي عالميًا.
وجاء اختيار المؤسسة للشاعرين أحمد شوقي وألفونس لامارتين, لكونهما علمين من أعلام الشعر الإنساني, فأحمد شوقي من كبار الشعراء العرب, الذين اختاروه أميرًا لهم عام 1927, كما أن له صلة بفرنسا, وتأثر بثقافتها, ودرس لمدة عامين القانون في جامعة مونبلييه, وكتب في مختلف أغراض الشعر, خصوصًا الشعر المسرحي الذي تأثر فيه بما اطلع عليه في فرنسا, وتحول - منذ عودته من منفاه في إسبانيا عام 1920 - إلى شاعر للشعب المصري والعربي.
أما الفرنسي ألفونس لامارتين, فهو شاعر الرومانسية, وخطيب مناضل أجمع النقاد على أنه من أفضل شعراء فرنسا, واشتهر بحبّه الشديد للبلدان الواقعة على حوض البحر الأبيض المتوسط, وزار العديد من بلدان الشرق خاصة لبنان في عام 1832, عندما كانت تحت الحكم المصري, وأعجب بلبنان, وأحب الثقافة العربية والإسلامية, كما أنتج مجموعة شعرية في عام 1830 عنوانها (تناغمات شعرية دينية), وكان محبًا لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم, وقال عنه: (إنه هادي الإنسانية إلى العقل), ومن مؤلفاته ديوان (تأملات), و(جوليا), و(جوسلين) وغيرها.
وأرادت المؤسسة من خلال هذين الشاعرين ربط الثقافة العربية والثقافة الغربية, بصلات شعرية وروحية, من أجل خدمة الثقافة في شكلها الإنساني.
وتسعى دار الآثار الإسلامية في تنظيم معرضها (ذخيرة الدنيا) في باريس لاستكمال ما بدأته من رحلات ثقافية في مدريد, ولندن, وبرلين, ومن ثم تعريف المجتمعات الغربية بالإرث الثقافي الإسلامي, والتأكيد على الدور الحضاري في توثيق العلاقات بين الشعوب, في شتى المجالات.
وتستعد المشرف العام على دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح لإقامة معرض (ذخيرة الدنيا) في متحف اللوفر في باريس, بدعوة خاصة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك, بعدما انتهت فترة إقامته في متحف مارتن جروبيوس باو الألماني في أبريل الماضي, والذي كان افتتاحه في يناير الماضي, وحظي معرض (ذخيرة الدنيا) بدعم عدد من المؤسسات الأوربية والكويتية, وتولى السلاح الجوي بوزارة الدفاع مهمة نقل التحف إلى العواصم المختلفة.
مدحت علام
القاهرة
مداد حبر الثقافة الألمانية في متون عربية
كما تعبر كلمة (مداد) العربية عن الحبر السيال بالمعرفة والجمال, تأتي في سياقها اليوم اختصارا لاسم (المنتدى الأدبي الألماني العربي), وهو مشروع مشترك لمعاهد جوته في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. المشروع الذي تدعمه المؤسسة الثقافية الاتحادية يأتي ضمن تيار جديد تسفر فيه ألمانيا عن وجوه حضارية ثقافية أساسها التبادل بين الثقافتين الألمانية والعربية.
وفي إطار المنتدى الأدبي الألماني - العربي تأتي فعاليات مثل شباب الكتاب العرب, حيث يجتمع سبعون مبدعا شابا من ثماني عشرة دولة عربية من المحيط إلى الخليج, في اكتشاف تيار جديد قد يُمنح فرص العالمية والترجمة العابرة للحدود في سن مبكرة تتيح التلاقح بين الأفكار, مثلما تيسر الاطلاع على أساليب أدبية مختلفة. أما الوجه الآخر لهذه العملة الجيدة فيأتي مع ألف عمل لأدباء ومفكرين وعلماء ألمان, من جوته حتى جونتر جراس, ومن هيجل حتى هابرماس, مما يتيح عبر هذا المشروع البحث في هذه الأعمال التأسيسية ضمن نسق ببليوغرافي, مما يجعل من الترجمة ذلك الجسر الحضاري الأكثر وعيا وانفتاحا على الآخر والأجدر باتخاذه سبيلا لنهضة جديدة.
لكن المشروع الأجدر بالاقتباس ـ في اعتقادي ـ هو (رواة المدن), حيث يتاح لستة كتاب ألمان ومثلهم عرب, الغوص لشهر كامل في واقع الحياة اليومية بمدينة الآخر, ذي الثقافة المختلفة, وأن يرووا بمذكرات تنشر على شبكة الإنترنت تجاربهم وخبراتهم وانطباعاتهم بشكل عفوي بعيد عن التكلف. وهذا العام انضم ستة رواة عرب هم إبراهيم فرغلي ومحمد العامري وأسامة إسبر وأكرم مسلم, ومثلهم من الألمان: شتيفان كوبيتسكي, وهانس بليشينسكي, ونورمان أولر, وزيله شويرمان, وأولا لينتسه, وخوزيه أوليفر.
من يوميات العامري عن ميونخ: المدينة المنبسطة كبساط من الأخضر الواضح, بمقدورك أن تتحسس الموسيقى البافارية الإفريقية والجاز وصولا إلى الموسيقى الهندية, موسيقى الهنود الحمر التي عادت إلى شوارع ميونيخ لتعلن عن مأساة هذا الشعب الذي أبيد في حقبة تاريخية ما, المدينة التي استوعبت كل هذه الجنسيات مدينة ذات قلب واسع وكبير, ميونيخ التي تبادلك العاطفة وتسير معك في شوارعها كما لو أنك قد تعرفت عليها من قبل لكونها أحبتك وبادلتك نشيدك الخاص, النشيد الداخلي العميق الذي يجتاحك في لحظات الوحدة المحفوفة بشجن بعيد إلى اللاشيء, إنها الأم التي توقظ فيك الحواس عبر موسيقى أجراسها اليومية الأشبه بالنشيد الكنسي الذي يتسرب إلى سريرك, تلك الأجراس التي تكسر سكونية المشهد لتوقظك معلنة عن فرح جديد, إنها لحظات الغوص في مرآة النفس, النفس الأمارة بالعشق والمحفوفة بالتمرد والقهقهات العالية.
مصطفى عبدالله
فيينا
أديب عربي ينال أرفع جائزة نمساوية للآداب
في القاهرة 1959 وفي حي باب الشعرية, ولد طارق الطيّب لأب سوداني من مدينة كوستي وأم من أصول سودانية مصرية, ليعيش طفولته في حيّ عين شمس, بين كتّاب الشيخ علي فمدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية والنهضة الإعدادية بعين شمس أيضاً, ثم مدرسة ابن خلدون الثانوية بالحلمية. تخرج طارق الطيّب في عام 1981 في كلية التجارة , ثم ينتقل في يناير 1984 من القاهرة إلى فيينا ـ حيث يقيم الآن ـ فيدرس فيها الاقتصاد والعلوم الاجتماعية. وفي العام 1997 تخرج في جامعة الاقتصاد بدرجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية والاقتصادية عن أطروحة حملت عنوان: (نقل الأخلاق عن طريق التكنولوجيا - الصراع بين الهوية والربحية).ويكسب من التدريس الجامعي والكتابة والترجمة ليصرف منها على الأدب والحياة. وقد حصل على عدة منح أدبية من النمسا, آخرها هذا العام: منحة إلياس كانيتي وقبلا: المنحة التشجيعية للدولة لعام 2003-2004, وجائزة الكِتاب لعام 2003, والمنحة التشجيعية للدولة بين 2001 و2003, ومنحة أدبية للسفر إلى الخارج أعوام 2002 - 2004, ومنحة العمل الأدبي من وزارة الثقافة أعوام 1996 و 1998 و 2000.
ترجمت للطيب أربعة كتب إلى اللغة الألمانية, ومختارات من أعماله الأدبية إلى العديد من اللغات كالفرنسية والإنجليزية والإيطالية والمقدونية والأوكرانية. وقد نشر في العديد من المجلات والدوريات العربية: في القاهرة والمغرب ورام الله وبيروت وسورية والبحرين والإمارات والسعودية; والأجنبية: في النمسا وإيطاليا ولندن وباريس وألمانيا بالإضافة للنشر في بعض الأنطولوجيات النمساوية. كما كانت له قراءات أدبية في النمسا, ألمانيا, هولندا, واشنطن, القاهرة, آخن, كريفيلد, نويس, وفرانكفورت (2004) ومشاركة مميزة في معرض فرانكفورت عام 1995 كممثل عن الكتاب الأجانب المقيمين في النمسا من أصل غير أوربي. في الدعوة السنوية عام 1999من office du Livre السنوية في مدينة بواتييه التقى بطالبات وطلاب جامعة بواتييه في فرنسا وقدم على هامشها خمس قراءات أخرى في مدارس الليسيه الفرنسية بمدينة لاروشيل. ومشاركة في (مهرجان الشعر العالمي( في ستروجا, مقدونيا أكتوبر 2002 وفي أغسطس 2003 وفي أغسطس 2004.
من أعماله المنشورة: (مدن بلا نخيل), رواية, طبعة أولى, دار الجمل, كولونيا, ألمانيا 1992, طبعة ثانية, دار الحضارة للنشر, القاهرة 1994, (الأسانسير), مسرحية, السلام للطباعة والنشر, القاهرة 1992, (الجمل لا يقف خلف إشارة حمراء), مجموعة قصصية, دار الحضارة للنشر, القاهرة 1993, (اذكروا محاسن ...), مجموعة قصصية, دار شرقيات للنشر, القاهرة 1998, (حقيبة مملوءة بحمام وهديل) (عربي - ألماني), قصائد ونصوص, دار سيلينه للنشر, فيينا 1999, تخليصات (إرهاب العين البيضاء), دار ميريت للنشر, القاهرة 2002, وعدد من الأعمال المنشورة بالفرنسية والألمانية.
الجائزة التي حصل عليها طارق الطيب هذا العام, (إلياس كانيتّي( للآداب هي أعلى منحة في قيمتها المادية تمنحها العاصمة فيينا بشكل سنوي لأربعة فقط من الأديبات والأدباء النمساويين. تقدم شهريا لمدة عام كامل للتفرغ للعمل الأدبي.
مشروع الطيب القادم هو رواية (الإوزّ البري) التي يعمل عليها منذ سنوات. وسيصدر للطيب خلال الأسابيع القادمة رواية (بيت النخيل) بالألمانية التي حاز بها من قبل منحتين لعامين متتاليين من وزارة الثقافة النمساوية, والتي تدور أحداثها بين السودان ومصر وفيينا. خلال الشهرين الماضيين قدم الطيب عدة قراءات (الأدب في مارس), وهو المهرجان النمساوي السنوي الذي يدعى له أدباء من كل أنحاء العالم وهذا العام مخصص لموضوع (الغرب والإسلام), فضلا عن عدة قراءات بمصر بدعوة من القسم الثقافي للسفارة النمساوية في القاهرة والإسكندرية وأسيوط, حيث التقينا به, مع جمهور كبير من قراء نثره وشعره, وفي هذا الشهر (مايو) يقدم قراءاته في ألمانيا, وفي شهر يونيو في بيت الأدب في مدينة جراتس في النمسا, وبعدها في أوكراينا.
وقد شارك الطيب في العديد من القراءات في العام الماضي في فيينا وجراتس وسالزبورج وفورالبيرج وفي عدة مدن ألمانية أهمها فرانكفورت وفي هولندا ومهرجان ستروجا بمقدونيا. وقد تولت دار النشر النمساوية (سيلينه) نشر أعمال الكاتب باللغة الألمانية تباعا منذ عام 1999 وتنشر له في الأسابيع القادمة عمله الرابع. وقد قامت أورسولا الطيب بترجمة هذه الأعمال الأربعة حتى الآن عن العربية.
خالد سليمان
بغداد
أدب الطفل العراقي في ندوة قاهرية
استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والسبعين الأديبة العراقية سارة طالب السهيل احتفاء بتجربتها القصصية الأولى للأطفال المعنوَنة بـ(سلمى والفئران الأربعة), ومناقشها عبر ندوة (أدب الطفل العربي بين الواقع وآفاق المستقبل).
شارك في مناقشة القصة كوكبة من كبار كتاب الطفل من مصر يعقوب الشاروني, وأحمد زرزور, ومن سورية الكاتبة لينا الكيلاني.
ولعل أبرز ما يلفت الانتباه لتلك القصة المطبوعة هو تقديم الفنان القدير عبدالمنعم مدبولي لها وتأكيده خلال هذه المقدمة التي تتصدّر صفحات الكتاب على أن هذه القصة قد سرقته خلال قراءتها من أعماله التلفزيونية والمسرحية بما احتوته من عناصر جذب في الصور والألوان, بجانب المضمون الإنساني العميق الذي حاولت مؤلفته التركيز عليه بتكريس قيم رحمة الإنسان بالحيوان, وإمكان خلق علاقات حميمة من الحب والصداقة والتعاون.
كما أعرب الفنان عبدالمنعم مدبولي عن أمنيته في أن تتحول هذه القصة إلى كارتون للطفل العربي خاصة أنها تتمتع بخفة ظل ومرح كبيرين.
في بداية الندوة, أكّدت سارة السهيل سعادتها وهي تقدم باكورة إنتاجها للطفل العربي, بعد تجربتها الشعرية التي أثمرت ديواني شعر (صهيل كحيلة) و(نجمة سهيل), وأضافت أنها قدمت هذه القصة للطباعة بعد أن انتهت من كتابة إحدى عشرة قصة أخرى للأطفال, وقالت: أنا بصدد طباعتها في محاولة صادقة لرسم البسمة على وجوه الطفل العربي الذي يعاني ويلات الحرب في العراق, كما يعاني ويلات الحصار في فلسطين, ويواجه الجوع في دارفور مشيرة إلى أن توجهها لمخاطبة الطفل العربي من خلال فن القص هو جهد نتوسل به إلى المستقبل عبر إثارة خيال الأطفال وإمتاعهم بجانب غرس قيم الثقافة العربية الأصيلة في نفوسهم حتى يكونوا أكثر انتماء لبيئتهم العربية, ولحمايتهم من التغريب الثقافي الذي نعانينه الآن.
وفي قراءته النقدية لقصة (سلمى والفئران), أكد الكاتب يعقوب الشاروني أنها حققت تكاملاً منشودًا في الكتابة للأطفال بالجمع بين مضمون النص والشكل المعبّر عنه بالرسم, لافتًا إلى القيمة الإنسانية التي سعت القصة إلى تكريسها وهي حاجة الإنسان إلى الصحبة رغم اختلاف الأنواع والأذواق والأفكار وصولاً لقيمة قبول الآخر رغم اختلافنا عنه وهو ما نجحت القصة في توصيله بمهارة فنية.
وأضاف أن تجربة هذه القصة تؤكد أن مؤلفتها قد عايشت الأطفال, واستمعت لخبراتهم, واستفادت منهم قبل طباعتها في الكتاب, وهو يحقق الاستمرارية لكاتب الأطفال.
ويرى الشاعر أحمد زرزور أن سارة السهيل تحتفظ بطفولة حقيقية عكستها في هذه القصة, وقال: لقد تعاملت مع الكاتبة كأنها طفلة تكتب للأطفال حيث توافرت في تلك القصة عناصر الخيال الجامح, والشقاوة وخفة الظل اللازمة لتكريس القيم لدى الأطفال بعيدًا عن أسلوب الوعظ المدرسي مؤكدًا أن قصة (سلمى والفئران) عكست ذلك التناغم المأمول بين النص القصصي واللوحة الفنية التي تترجم فضاء الطفولة وشقاوتها.
من جانبها لفتت الكاتبة لينا الكيلاني إلى أهمية ضخ دماء جديدة في هذا الجنس الأدبي الموجه للطفل, خاصة أن الكثير من الكتّاب الكبار يخشون اقتحام هذا المجال, ومن ثم فإن ظهور كاتبة عربية جديدة يمثل نقطة ضوء مهمة تنتصر للطفولة العربية, وقالت إن القاصة سارة السهيل تتمتع بحضور أدبي لنجاحها في خروج باكورة إنتاجها للطفل بالجمال في المضمون والشكل الإخراجي وحرارة الألوان ودفئها, وأكدت أن المعالجة الأدبية التي قدمتها سارة في تلك القصة, اتسمت بالعمق الإنساني, خاصة أنها عملت على أنسنة أبطال شخصيات القصة من الفئران والدمية وحوّلتهم إلى بشر يتفاعلون ويتطوّرون نتيجة قيم الحب والصداقة والتي قادتهم للتعاون.
كانت الندوة قد شهدت عددًا من القضايا التي فجّرت مناقشة قصة (سلمى), ومنها اختيار مؤلفتها فضاء الغابة لتدور فيها الأحداث, بالرغم من أن مؤلفتها عربية عراقية, وهو ما حفز الكاتب أحمد زرزور لإثارة الجدل حول قضية مدى ارتباط الكاتب ببيئته وأهمية التعبير عنها حتى يتوافر عنصر الصدق عند لحظة التلقي, مشيرًا إلى أننا نفتقد أدب الصحراء, وأدب الساحل, وأدب المهجر وغيره.
وفي تعليقها أوضحت سارة السهيل أنها تغيب عن وطنها العربي بالأردن موطن رأسها, كما تغيب عن موطن جذورها بالعراق, منذ دراستها وزواجها بلندن.
ودافعت الكاتبة لينا الكيلاني عن اختيار الغابة كفضاء للقصة, وقالت إن الغابة رمز للسحر والجاذبية والغموض الأسطوري الذي قد يستهوي كثيرًا من الكتّاب.
وحول الأسباب التي دفعت المؤلفة إلى تقديم قصتها في شريط كاسيت بجانب طبعها في كتاب, قالت سارة السهيل: إنني حاولت في هذه القصة مخاطبة الطفل القادر على القراءة, أو حتى الطفل الذي لم يذهب للمدرسة سواء لصغر سنه أو لعدم قدرة الأم التي تعاني الأميّة من قراءتها لصغيرها. وبالتالي, فإن الاستماع إليها مسجلة يحل مشكلة القراءة.
وعن رؤيتها لأدب الطفل في العراق قبل الحرب, أكّدت سارة السهيل أنه قبل الحرب لم تكن هناك طفولة عراقية, فأطفال العراق عاشوا محرومين من حقوقهم الإنسانية في ظل الخوف والحصار والفقر الذي عاشوه في عهد صدام حسين, وجعلهم أطفالاً مدمّرين, والآن فإن الوضع لم يختلف كثيرًا, ونأمل أن نستعيد طفولة العراق الضائعة.
دمشق
فضاءات سينمائية.. الوجه الآخر للحياة
منذ سنوات قليلة وعدت إدارة المؤسسة العامة للسينما بتطوير آلية العمل وتنشيط السينما في سورية, سواء ضمن المؤسسة أو خارجها, وإتاحة الحق بمشاهدة أحدث الأفلام العالمية ضمن شروط عرض مناسبة, مطالبة ببعض الوقت لتنفيذ ما وعدت به.
كانت الخطوات الأولى متمثلة في بعض التظاهرات السينمائية التي ما لبثت أن تنامت وبدأت تضم أحدث الأفلام فعلا, لتعرض في صالات مجهزة في دار الأوبرا, مما أثلج صدور المهتمين بالسينما وفي الدرجة الأولى الجمهور المتعطش لمثل هذه الفعاليات, لنجده يتدافع في التظاهرة الأخيرة لهذا العام قبل البدء بالتحضير لمهرجان دمشق السينمائي والتي حملت اسم (فضاءات سينمائية: الوجه الآخر للحياة).
افتتحت التظاهرة في سينما الشام بالفيلم الفرنسي (جوقة الأطفال المغنين) إخراج كريستوف باراتييه, الذي عرض في عدة مهرجانات عربية وعالمية, حاملا في جعبته جملة من العلاقات الإنسانية والروحية بين أطفال الميتم العدائيين والأستاذ الجديد, كذلك العلاقة مع الموسيقى وما غيرته في الطرفين.
كانت الموسيقى مصحوبة بالرقص في فيلم (لنرقص معاً) حيث التفت المخرج بيتر تشيلسوم في فيلمه إلى سؤال نادرا ما نطرحه على أنفسنا: ما الذي نرغب فيه? وما معنى أن نرغب في شيء ما, ونسعى دون خجل إلى تحقيق سعادة أكبر?
غالبا ما تكون السعادة في تفاصيل صغيرة لا نلتفت لوجودها حولنا, مما يدفعنا للذهاب إلى أماكن بعيدة بحثا عن الحب والتغيير, لنجده يملؤنا من خلال علاقات إنسانية وصداقات تجمّل الحياة دائما في فيلم (تحت شمس توسكان) لأودري ويلز.
كل ما سبق من حب ورقص وموسيقى ومسرح وسينما, وجد في فيلم (معبودتي) للمخرج إيروين وينكلز, حيث المزج بين الفن والواقع في محاولة لإعادة صياغته, من خلال حياة واحد من أهم المؤلفين الموسيقيين في المسرح والسينما, كتب حياته ليخرجها وينكلز مستخدما المسرح, والسينما داخل السينما, وعلاقة الجدل الدائمة بين المخرج والمؤلف, والواقع وما ننتقيه للفن.
انفجرت صالة السينما بالضحك بعد حالة من الذهول, فلم يكن من المتوقع سماع أغنية (إس إس.. السلام عليكم) للمغني المصري حكيم, وسط فيلم يصور أوائل القرن التاسع عشر في أوربا, على أنها أوبريت شرقية في فيلم (فانيتي فير) لميرا نايير, الذي يحكي حياة امرأة قوية تسعى للأفضل اجتماعيا وماديا لها ولزوجها أيام الحرب, مهما كان الثمن.
لم يكن المزاج الرومانسي مسيطرا على جميع أفلام التظاهرة, بل كان لأفلام الإثارة موقعها خصوصا إن كان الأبطال نجوما مثل توم كروز, ميج رايان, نيكول كيدمان, سلمى حايك... مما حقق حضورا لافتًا لمثل هذه الأفلام التي تحمل فكرة أو حالة إنسانية بسيطة تعطي الفيلم بعض الأهمية, كأن نرى الرغبة في التطور والنجومية وكسر الحدود في مهنة المصارعة وما يدور خارج الحلبة وتأثيراته على داخلها في فيلم (خلف الحبال) للمخرج تشارلز. س. داتون.
أما (بعد الغروب) إخراج بريت راتنز فهو مزيج خفيف بين الرومانسية واللصوصية, فالسرقة أو بالأحرى التحدي يمنع محبه من الاعتزال, ما يبرر في الفيلم لعبة القط والفأر بين سارق ومحقق.
لكنها لم تكن لعبة مسلية في فيلم (بصحبة قاتل) لمايكل مان, حيث تورط سائق التاكسي النزيه في مرافقة قاتل مأجور مما حوّل السائق إلى قاتل يحمي من أحب أو عرف وربما لتحقيق العدالة.
عودة الجمهور
ستة وعشرون فيلماً عرضت في تظاهرة واحدة اعتبرت من أهم الفعاليات الثقافية المفاجئة لغناها بالأفلام الجديدة والمتنوعة التي تتناسب مع أغلب الأمزجة والأذواق مما أعاد جمهور السينما الذي اعتقدنا دائماً فقدانه جراء حال السينما في سورية لكنه أثبت حضوره حين تهيأت له الشروط المثلى.
ليس المكان فحسب, بل نوعية الأفلام وجدتها رغم تفاوت مستوياتها, وتوق المتلقي لهذه الطقوس التي عاشها في الماضي, ويريد إحياءها الآن والاستمرار فيها.
ليلاس حتاحت
تونس
رسائل الفنان محمد الجموسي في كتاب
لم يكن الفنان محمد الجموسي (1910-1982), فنانًا عاديًا مثل من نستمع إلى أغانيهم, ونطرب لسماع ألحانهم فقط, فقد كان الرجل فنانًا شاملاً إذ جمع إلى جانب موهبة الغناء, موهبة التلحين, وكتابة الشعر, والأغاني. وقد صدرت للفنان محمد الجموسي في حياته مجموعة شعرية تحمل عنوان (الليل والنهار) باللغة الفرنسية, بالإضافة إلى مئات الأغاني التي كتبها لنفسه, وكذلك لغيره من الفنانين. كما أنتج المنوعات التلفزيونية والإذاعية, وتفوّق فيها, فقد كان له أسلوبه الطريف في إنتاج هذه المنوعات التي يمزج فيها بين النثر والشعر والكلمة الجميلة المنتقاة والصور الرائعة, مما جعل من هذه المنوعات التي كان ينتجها سواء للتلفزة الوطنية, وفي سنواته الأخيرة التي سبقت وفاته لإذاعة صفاقس وثائق نادرة, علاوة على قيمتها الأدبية والفنية. ولعل ما كان يساعد محمد الجموسي في إنتاج هذا اللون من البرامج الإذاعية التلفزية, هو قدرته على الكلام والارتجال, وتوليد الصور ولطفه المعهود, فكانت الصور الفنية الرائعة تولد على فمه وتجري على لسانه بكل سهولة ويسر.
ولقد قدمت زميلتنا الإذاعية (السيدة القائد) خدمة كبيرة للأدب والفن عندما أصدرت منذ ثلاث سنوات كتابًا ضخمًا جمعت فيه جانبًا من رسائل محمد الجموسي, كان يوجهها إليها وإلى أفراد أسرتها, وإلى عدد من رجال الثقافة والأدب والفن بجهة صفاقس, إلى جانب ما تضمنه الكتاب من دراسات لعدد من الكتّاب والمثقفين حول رسائل الجموسي, ووثائق أخرى كثيرة, منها شهادات لعدد من المسئولين والوزراء حول الجموسي وفنه.
قبل أن نتصفّح رسائل الجموسي, يجدر بنا أن نقدم لمحة عن حياته, فقد ولد هذا الفنان الأديب في صفاقس في 12 يوليو سنة 1910, وقد بدأ حياته بترتيل القرآن, تلقى تعليمه بمدرسة كون بصفاقس إلى أن حصل على الشهادة الابتدائية, ثم درس بالعاصمة بمعهد (أمير لوباي) ببا العلوج حيث حصل على دبلوم في الرسم الفني سنة 1929.
انصرف اهتمامه في سن مبكرة إلى ميادين الغناء والشعر, وأنتج عددًا كبيرًا من الأغاني والألحان, وتنقّل بين عديد الأقطار العربية والغربية مثل مصر والمغرب وفرنسا, وأصبحت أغانيه تذاع في كبريات محطات الإذاعات العالمية, إلى جانب الإذاعات العربية. غنى من ألحانه وكلماته كبار الفنانين مثل وردة وصفية شمية ونعمة ومطربي صفاقس مثل صفوة ومحمد العش.
هام بالسينما, ومثّل في عديد من الأفلام والأشرطة السينمائية, مصرية ومغربية وفرنسية وإيطالية. عاش الفنان والأديب محمد الجموسي فترة من حياته بباريس, وأنتج لها العديد من الأغاني والألحان, واحتك فيها بالوسط الأدبي والفني والثقافي. عندما عاد إلى صفاقس, أنتج بإذاعتها العديد من البرامج والمنوعات, ومنها برنامج (خواطر وأنغام) الذي كان ينتجه مع المنتجة السيدة القايد, كما أنتج منوعات تلفزيونية كثيرة, ولم تقتصر موهبة الجموسي على الغناء والتلحين والتمثيل فقط, بل تفوّق أيضًا في كتابة الشعر باللغة الفرنسية, وأصدر في حياته ديوانًا يحمل عنوان (الليل والنهار) إلى جانب نصوص الأغاني التي كان يغنيها لنفسه ولغيره من الفنانين.
يختار بدقة الكلمات التي يضمنها رسائله, حرصًا على أن تكون هذه الرسائل مشحونة بأصدق المشاعر والأحاسيس الرقيقة التي تعبّر عن صاحبها نفسه.
الجانب الآخر من رسائل الجموسي التي كتبت باللغة الفرنسية, وأغلب هذه الرسائل كتبها في فرنسا, وهناك رسائل أخرى كتبها الجموسي باللغة العربية, وهي لغة سليمة ونظيفة.
يقول الأستاذ رضا بسباس: (إن أول ما يلاحظ في رسائل الفنان الأديب محمد الجموسي أنها تتجاوز المراسلات العادية التي يرسلها صديق إلى صديقه, أو شخص إلى أحد أفراد عائلته, فقد بدت قطعًا من الأدب الرفيع لكونها خطابًا تختلج معانيه من نفس إنسانية عميقة الشعور, مرهفة الإحساس, رفيعة الذوق, فتنساب لغة مشحونة بالصور والمعاني. وتقول السيدة رياض الزغل: رسائل الجموسي تتدرج من التعبير اليومي والبسيط عن الأحوال, والسؤال عنها إلى أقصى التفنن في شكل أشعار باللغة الفرنسية في الغالب, لغة شاعرية ولكنها دقيقة ومرصّعة بالأحاسيس الرقيقة, ومحلاة بفلسفة الحياة الخاصة بالكاتب.
ويقول الأستاذ محمد الحبيب السلامي إن رسائل الجموسي تكشف تعلقه بالحياة ورسائله توجز وتلخص نظرته للحياة بصدق, ويقول: (أجد الجموسي في صراع مع الحياة, هو بطبعه الهادئ يريدها هادئة, يريد باريس الحركة في نهاية القرن العشرين أن تتحول إلى باريس الهادئة في النصف الأول من القرن باريس قبل الحرب العالمية الثانية, هو يريد الحياة تأملاً, وواقع الحياة يجعلها صخبًا وضجيجًا, هو يرى الحياة زهرة تمتص رحيقها, والواقع يصوّر له الحياة سرابًا).
من هنا اكتسبت رسائل الجموسي إلى أصدقائه وأحبابه ومعارفه وأفراد أسرته وهم كثيرون, مكانتها, وتحوّلت إلى قطع أدبية راقية تعكس صفاء نفسه وتعلقه بالحياة وتمسكه بالجمال.
محمود الحرشاني
الجزائر
موسم التكريمات
تحتفل الجزائر بالذكرى الخمسين لقيام الثورة التحريريّة التي تغنّى بها كثير من الشعراء العرب, ويأتي في طليعتهم الشعراءُ الكويتيّون أمثال أحمد السّقّاف وغيره من شعراء جيل الشيوخ الذين عاصروها فنافحوا عنها بالكلمة الجميلة, كما جادوا عليها من جيوبهم الكريمة, في الوقت ذاته...
وقد وقع بمناسبة هذه الذكرى التاريخيّة المجيدة برْمَجَةُ أنشطة ثقافيّة كثيفة نسبيّاً بحيث تمتدّ على مدار سنة كاملة تخليداً لهذا الحدث التاريخيّ الكبير. ومن الطبيعيّ أن يقع تكريمُ كلّ الذين أسهموا في الدفاع عن هذه الثورة بأموالهم وأنفسهم من الجزائريّين, وشاء اللّه لهم أن يظلوا أحياءً إلى يوم شهود هذه الذكرى في عامها الخمسين. غير أنّ كلّ شيء يزيد عن الحدّ, قد ينقلب إلى الضّدّ, كما يقال. فقد وقع شيء من المبالغة في تكريمات سطحيّةٍ لا تعني شيئاً كثيراً, في رأينا نحن على الأقلّ; خصوصاً أنّ هذه التكريمات لم تشمل إلاّ الذين برزوا في النضال أو القتال دون المساكين من قدماء جيش التحرير الذين يعيشون بعيداً عن الضياء وهم لا يزالون أحياءً, ولكنّ أحداً لم يلتفت إليهم فحُرِموا من تكريم كان يجب أن ينالوه هم أيضاً, ولاسيّما بعد أن تقلّص عددهم فأمسى قليلاً.
غير أنّ هذه التكريمات لم يظلّ أمرُها وقْفاً على الذين حرّروا الأرض بسلاحهم وتضحياتهم; ولكنّه امتدّ إلى كلّ مَن أسهم من قريبٍ أو بعيد في هذه الثورة حتّى انتهت إلى النصر, ومن أولئك بعض الأدباء من المحظوظين أو المقرّبين, أمّا الآخرون منهم فظلوا ينظرون إلى ما يجري وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء; فهذا أبو القاسم سعد اللّه الذي كتب أفضل كتاب عن الحركة الوطنيّة الجزائريّة التي أفضت إلى قيام الثورة الجزائريّة لا يلتفت إليه أحدٌ من المكرِّمين وكأنّه غير موجودٍ في هذا الوجود. وهذا عبد اللّه شريط الذي لم يألُ جهداً في بلورة الحركة الثقافيّة على عهد الاستقلال لا يأبه له آبِهٌ فظلّ ينظر وكأنّ أمر التكريم لا يعنيه. ولا يقال إلاّ نحو ذلك في عبد اللّه ركيبي الذي كان محظوظاً حين دُعي يوماً من قبلُ إلى تكريمٍ - مع آخرين- فرفض الجائزة التي كان مقدارها يقترب من سبعة آلاف دولار أمريكي, ونعم ما فعل!... ولكنه ببعض ذلك كأنّه أقام الحجّة على نفسه فتحاماه المكرِّمون والتفتوا إلى مثقّفين آخرين لم يكن لهم أيّ شأن يذكر في إنعاش الثقافة الوطنيّة... ومن أغرب ما يذكر في هذه التكريمات العجيبة أنّ أيّ واحدٍ أمسى يكرِّم أيّ واحدٍ آخر, ما دام الأمر لا يعدو إلقاء كلمة تقريظيّة, ثمّ ليس وراء ذلك من شيء يذكر; حتّى إنّ بعض الأموات كُرّموا, ومن قِبَل مؤسسة واحدةٍ نفسِها عينِها, مرّتين اثنتين!
ولَمّا وقع تكريم الذين خدموا اللّغة العربيّة ذهب التكريم إلى مَن لم يخدمْها بمقالة واحدة جابَه بها الفرَنْكُوفونِيّين في حياته قطّ, من حيث ظلّ الذين لا يزالون ينافحون عن هذه اللّغة, على مدى أربعين عاماً في الجزائر, بكلّ ما أُوتوا من قوّةِ عقلٍ وبلاغةِ لسانٍ ينظرون متفرّجين وكأنّ أمر التكريم لا هو منهم ولا هم منه.
وأياًّ ما يكن الشأن, فإنّ تكريم العلماء والأدباء والفنّانين, وكلّ الذين يقدّمون لأوطانهم خدمات جُلّى, بمناسبة تاريخية أو بأخرى, هو بلا ريبٍ تقليد نبيل, وسلوك حضاريّ جليل, ولكنّه يزداد عظمةً حين يذهب إلى أهله حقّاً.
د. عبد الملك مرتاض