مختارات من:

في نهاية عام

المحرر

عزيزي القارئ ..
بين يديك هذا العدد، يتوجه إليك في بداية ديسمبر، أي في بداية النهاية لعام يمضي وقبل عام جديد يجيء. وعند أوائل النهايات عادة ما نولي وجوهنا شطر ما مضى. نفكر فيما فعلنا، وهذا يستدعي سؤالا حول ما سنفعله بعد ذلك، أي أن خاطرنا يتجه نحو فكرة التطوير.
وعندما يدور الحديث عن تطوير "العربي" فإن هذا يستدعي تراث خمسة وثلاثين عاما هي عمر مجلة استطاعت أن تكون ظاهرة عربية ساطعة الحضور، وجامعة عابرة للحدود العربية، وشعاعا ثقافيا استطاع أن ينفد إلى مستويات عديدة من القراء العرب.
وأمام ذلك التراث الناجح، يصير حديث التطوير محكوما باحترام ما تم إنجازه واحترام الألفة والحميمية التي تكونت بين "العربي" وقارئها، ومن ثم لا يعني التطوير قفرا الهواء وإنما يعني حسابا دقيقا في الخطوات، سعيا إلى مزيد من النجاح ومزيد من تعميق الألفة.
كانت هذه الرؤية مرجعنا طوال عام يوشك على الانتهاء، ولعله يكون من المناسب تأمل رحلة التطوير خلال عام مضى قبل الولوج في طموح التطوير لعام يجيء. وهذا موجز بملامح التجديد التى تآلفت مع تراث "العربي" عبر عام كامل..

أدخلت المجلة إلى صفحاتها "الندوة" و "الملف" بغية تغطية ثقافية أكثر شمولا لموضوع يتجاوز نطاق المقال المعتاد سواء لتشعب أطرافه أو تعدد وجهات النظر فيه، فأنجزت "العربي" في العام الذي يمضى ما يلي:
من الملك الثقافي " ثورة المعلومات "- يناير 92، " 500 عام. الخروج من الأندلس واكتشاف أمريكا "- مارس 92، " بيتنا الأرض "- مايو 1992، " العالم وخيارات المستقبل"- أغسطس 1992.

في باب العلوم انتظم النشر، وفق خطة استهدفت تحقيق مواكبة إنجازات نهاية التسعينيات، واكتشاف مزيد من كتاب العلوم يعالجون موضوعات تخصصهم، وإدخال أشكال من التحرير تتجاوز المقال كالاستطلاع العلمي ("مركز الرقعي"- أغسطس 92 و "مركز الكلى"- سبتمبر 92) والمحور المكثف في عدد واحد (" الاندماج النووي "- أغسطس 92). والمحور الممتد في عدة أعداد (موضوع الطاقة البديلة والمتجددة يوليو 92، " الفحم السائل "، يونيو- " طاقة الهيدروجين "، نوفمبر- " طاقة الرياح ") وموضوع الطب البديل (يناير 92- " الوخز الأذني لعلاج الإدمان "، مارس- " العلاج بالصوم "، يوليو 92 - " نقاط صينية لا إبر صينية " كما أدخل مجال فلسفة العلوم كمحاور في باب منتدى العربي (" مسئولية المعرفة "- " الأبعاد السيكلوجية للنظرية النسبية "- " الحس البيولوجي رؤية مستقبلية ").
تم تقديم صفحات باب عزيزي المحرر الذي يعرض لآراء القراء وملاحظاتهم ليكون في مقدمة المجلة إيمانا منا بأن القارئ مشارك وفاعل في حياة المجلة وتطورها. وتم تحويل بطن الغلاف الأخير إلى معرض مصغر للفن التشكيلي يقدم لوحة مع موجز من المعلومات بغية إغناء الثقافة التشكيلية.
تم التركيز على جوانب من الإبداع العربي في أقطار تجاهلها النقد الأدبي من قبل تشمل معالجات لأعمال سيف الرحبي من عمان، ومنصور الشقحاء من السعودية، وإبراهيم الفقيه من ليبيا، ومحمد حسن الحربي من البحرين، ومحمد الفايز من الكويت.
أولت المجلة التفاتا إلى مجالي نقد السينما ونقد الفن التشكيلي والتطبيقي كعنصرين مهمين من عناصر الثقافة المعاصرة (السينما واكتشاف أمريكا- عمارة الطين- متحف الفن الحديث- التصوير الاستشراقي- سينما داود عبدالسيد).
ولتسمح لنا عزيزي القارئ أن نخالف عادتنا هذه المرة فلا نشير إلى العدد الذي بين يديك، لأنه في ضوء ما سبق، نقطة في مسار. ودعنا عزيزي القارئ نتطلع معا إلى أفق جديد للتطور نأمل أن تشاركنا فيه بالرأي.

المحرر مجلة العربي ديسمبر 1992

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016