الفنان أسعد عرابي ناقد جيد وفنان تشكيلي رائع, له كتابات تشكيلية كثيرة ومهمة لتجارب عديدة في المنطقة العربية والعالم، حاصل على الدكتوراه في علم الجمال من السوربون بباريس, له دراسات متخصصة باللغة العربية والفرنسية، يتحلى بالنقد الموضوعي العلمي فيها, متفرد في رؤيته النقدية, يرجع ذلك لمعرفته العملية والنظرية بالفنون التشكيلية واطلاعه الواسع الذي اكتسبه نتيجة دراسته وإقامته في فرنسا.
لكنه بالرغم من نشاطه وكتاباته التشكيلية هذه, إلا أنها يعتريها الكثير من عدم الحيادية في التناول والتقديم للكثير من مقالاته المنشورة في الصحف والمجلات العربية, التي تتناول التجارب التشكيلية في المنطقة.
ولا يكون هنا أي تبرير عندما تتكرر الغفلة أو الجهل بالشيء كما يدعي عن إسقاط أسماء الكثير من الفنانين التي تزخر بهم الحركة التشكيلية في ليبيا بمقالته في مجلة العربي «خارطة مبسطة عن الفن التشكيلي العربي المعاصر»، كان هذا العنوان على ما أعتقد، فلم يذكر أيًا من الأسماء المهمة في التشكيل العربي المعاصر من ليبيا، أمثال علي العباني وعمر جهان وعلي الزويك وعلي الرميص وهم معروفون عربيا، والبعض منهم معروف عالميا أيضًا, بالرغم من أن الفنان الناقد أسعد عرابي قد قام بزيارة إلى طرابلس وتعرف عن قرب لأعمال الكثير من الفنانين في وقت سابق.
ربما يكون النظام السياسي السابق في ليبيا أحد العوامل التي شوهت الصورة للفنان التشكيلي الليبي، وكان عقبة حقيقية في الحد من أي انتشار للكثير من الفنانين على الساحة, بالرغم من النجاحات الفردية المتحققة في الكثير من المحافل الدولية بمجهود شخصي، من قبل الفنانين أنفسهم, لكن بالنسبة لفنان عارف بالمفاصل والمواطن الجمالية للأعمال التشكيلية وبعلاقاته الشخصية للكثير من هؤلاء الفنانين, كان يمكن أن يتحسس الكثير من التجارب المهمة والأعمال الجيدة في ليبيا, حتى بالإشارة ومجرد ذكر أسماء, من دون الخوض في هذه التجارب المهمة التي تستحق الدراسة والانتباه.. على كل حال شكرا للفنان أسعد عرابي على هذا المجهود في تناول التجارب التشكيلية وتعريفه لنا بالكثير منهم في مناطق مختلفة من العالم, بالرغم من نقص هذا الجهد أو عدم كفايته, على الأقل في نظر أعيننا نحن الليبيين.