مع الانتشار المتنامي للمواقع الإلكترونية واستخدام أجهزة الحواسب الآلية، وظهور الشبكات الاجتماعية، تغيرت صورة الكاتب من كونه ذلك الفرد الذي يعيش في برج عاجي، لا يستطيع القراء الوصول إليه أو التواصل معه، إلى صورة أخرى يبدو فيها الكاتب أقرب كثيرًا، حتى لو لم تكن هناك سبل للاتصال الشخصي به. فاليوم تمتلك الأغلبية العظمى من الكتّاب مواقع إلكترونية تضم جميع البيانات الشخصية حول أنشطتهم ومؤلفاتهم، كما تضم تلك المواقع المعلومات الخاصة بالمؤلفات وما تضمه من مضامين، وربما بعض ما كُتب عنها من مراجعات نقدية، وهناك كتّاب ينشئون مدونات إلكترونية، إضافة إلى مواقعهم الإلكترونية تضم بعض ما يدونونه وانطباعاتهم الأدبية أو النقدية أو السياسية. فيما يلي جولة في بعض المواقع الإلكترونية لعدد من أشهر الكتّاب في الغرب.
مارجريت أتوود
الكاتبة الكندية مارجريت أتوود، واحدة من الأسماء البارزة في الأدب الغربي، التي تُرجمت لها أخيرًا بعض الأعمال للغة العربية، ومن أشهر أعمالها القناص الأعمى.
في الموقع الشخصي لأتوود نجد تصديرا من مكتبها وباسمها يوضّح عددًا من النقاط لمن يحاولون الاتصال بها، وهي على ما يبدو، نتاج خبرة تواصل طويلة مع القراء والكتّاب والمؤسسات الثقافية المختلفة، فهي على سبيل المثال تكتب بين هذه النقاط:
- لا يمكنني أن أكتب مقدمة لكتابك.
- بإمكان الكتّاب ممن يرغبون في الاطلاع على النصائح التي أوجهها للكتّاب أن يطلعوا على هذا الرابط:
- لأسباب قانونية لا يمكنني الاطلاع على المخطوطات غير المنشورة، فرجاء عدم إرسال أي من مخطوطاتكم.
بالإضافة إلى عدد آخر من الروابط والرغبات التي توضح بها مسبقًا ما لا يمكنها أن تقدمه.
في المقابل يتضمن الموقع سيرتها الذاتية الكاملة، ومؤلفاتها والوظائف التي تدرّجت فيها والمناصب التي حصلت عليها، إضافة إلى الجوائز الأدبية.
ولدت مارجريت أتوود في العام 1939 في أوتاوا، ونشأت في جنوب أونتاريو، وكيبك، وتورنتو، وتلقت تعليمها الجامعي في فيكتوريا كوليج بجامعة تورنتو، بينما حصلت على الدراسات العليا من رادكليف كوليج.
قامت أتوود بتأليف نحو 35 كتابًا بين الرواية والقصص القصيرة، والشعر وأدب الأطفال، ومن بين أعمالها المشهورة: القناص الأعمى، عام الفيضان، حكايات مصنوعة يدويًا، الخيمة، وغيرها الكثير، إضافة إلى كتب غير أدبية، وفكرية من بينها «الضريبة: الديون والظلال الجانبية للثروة»، وقد حازت العديد من الجوائز الدولية والمحلية الحكومية والأهلية والصحفية التي تزيد على عشرين جائزة، وتولت منصب رئيس اتحاد كتّاب كندا في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي. كما أنها كتبت ثلاثة نصوص سينمائية درامية.
يتضمن الموقع قائمة بأعمال أتوود كاملة، وبالمؤلفات التي تناولت أعمالها، إضافة إلى فقرات مطوَّلة من بعض كتبها، وبينها نص جميل عن علاقتها بالكتابة وخبرتها في معنى الكتابة وتطور مضمونها.
إضافة إلى بعض الموضوعات التي تثار في الغرب حول قيمة النص الذي يحرز مؤلفه أموالاً طائلة، وفكرة القيمة والاحتراف.
ولمن يرغب في الاطلاع على الموقع.. فهذا عنوانه الإلكتروني:
www.margaretatwood.com
ميلان كونديرا
يعد الكاتب الفرنسي، التشيكي الأصل ميلان كونديرا أحد الأسماء البارزة في خارطة الكتابة الأدبية العالمية، والذي بزغ نجمه في فرنسا منذ الستينيات ككاتب روائي مجدد، استفاد من الفلسفة في طرح أسلوب جديد يجمع الفكر والفلسفة بالنص الروائي، لكنه لم يترجم في العالم العربي إلا في ثمانينيات القرن الماضي، خصوصًا بعمله الروائي الفريد «خفة الكائن التي لا تحتمل» وهو أحد أشهر نصوصه، وتحول إلى فيلم سينمائي بالعنوان نفسه حقق شهرة كبيرة أيضا. وكان قد ولد عام 1928 في براغ وعاش صباه وشبابه هناك.
ولد ميلان كونديرا، والذي يعتبر من أهم الكتاب المعاصرين، في الأول من أبريل للعام 1929 لأبٍ وأمّ تشيكيين. كان والده، لودفيك كونديرا (1891 - 1971) عالم موسيقى ورئيس جامعة برنو. كتب كونديرا بواكير شعرية أثناء المرحلة الثانوية. بعد الحرب العالمية الثانية عمل كتاجر وكعازف على آلة الجاز قبل أن يتابع دراسته في جامعة تشارلز في براغ، حيث درس علوم الموسيقى والسينما والأدب وعلم الأخلاق. تخرج في العام 1952 وعمل بعدها أستاذًا مساعدًا ثم محاضرًا لمادة الأدب العالمي في كلية السينما في أكاديمية براغ للفنون التمثيلية. في أثناء هذه الفترة نشر شعرًا ومقالاتٍ ومسرحياتٍ والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية. انضم كونديرا إلى الحزب الشيوعي العام 1948، تحدوه الحماسة شأنه شأن العديد من المثقفين التشيكيين آنذاك. في العام 1950 تم فصله من الحزب بسبب نزعاته الفردية، لكنه عاد للالتحاق بصفوفه ابتداءً من العام 1956 حتى العام 1970. عمل كونديرا خلال خمسينيات القرن الماضي كاتبًا ومترجمًا لمقالات ومؤلف مسرحيات، ونشر في العام 1953 أول دواوينه الشعرية، إلا أنه لم يحظ بالاهتمام إلا مع مجموعته القصصية الأولى (غراميات ضاحكة) 1963. بعد الغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا بتاريخ 21 أغسطس 1968، فقد كونديرا وظيفته كمدرس بحكم أنه كان من طليعيي الحركة الراديكالية فيما عرف باسم «ربيع براغ» كما منعت كتبه من التداول في المكتبات وفي كل أنحاء البلاد بشكل كامل العام 1970. في العام 1975 أصبح كونديرا أستاذًا ضيفًا في جامعة رين في بريتاني، فرنسا. وكردة فعل على روايته «كتاب الضحك والنسيان» 1978 أسقطت عنه الجنسية التشيكية لكنه حصل على الجنسية الفرنسية في العام 1981. أول أعماله التي كتبها باللغة الفرنسية كانت «فن الرواية» 1986 ومن بعدها رواية «الخلود» 1988. ولكون كونديرا محاضراً في مادة علوم اللغة المقارنة في جامعة رين لعدة سنوات، تمكن من توقيع عقد مع دار غاليمار الشهيرة ابتداءً من العام 1978. ويمكن الاطلاع على المادة الخاصة به في موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية
http://en.wikipedia.org/wiki/Milan_Kundera
بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني
http://kundera.de/english
ألكسندر هيمون
يعد ألكسندر هيمون اليوم واحدًا من كتاب البوسنة والهرسك المبرزين في الغرب، رغم أنه يعد من جيل الشباب، مقارنة بالرواد من أمثال نجاد إيبروشيموفيتش، ميشا سيليموفيتش، من جيل الكاتب الرائد الحاصل على نوبل إيفو أندريتش، ميلينكو جيجوفيتش، وسواهم كثر.
ولعل سبب انتشار هيمون، رغم أن أغلب أعماله قصصية، وليست روائية، تعود، بالإضافة إلى موهبته اللافتة، لكونه قد استقر في الولايات المتحدة الأمريكية حين ذهب إليها للدراسة مطلع التسعينيات، وهو ما صادف وقوع البوسنة والهرسك تحت حصار الحرب التي جرت بينها وبين الصرب آنذاك، مما جعله يستقر هناك.
وُلد ألكسندر هيمون عام 1964 في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك. تخرج في جامعة سراييفو بشهادة في الأدب عام 1990. سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1992 موفدًا في بعثة دراسية صحفية، وبعد اندلاع الحرب ببلده انتهى به المقام كلاجئ في شيكاجو لا يتحدث سوى إنجليزية ضعيفة، بالكاد ييسر بها أموره. تعلم الإنجليزية، وقرر أن يتقنها للدرجة التي تجعله قادرًا على الكتابة بها، وبالفعل شرع في كتابة القصص القصيرة بالإنجليزية منذ عام 1995. لايزال حتى الآن يعيش في شيكاجو مع زوجته وابنته الصغيرة.
وفي إشارة مجلة «البوتقة» الإلكترونية المعنية بترجمة الأدب الأمريكي المعاصر تشير المترجمة، والمشرفة على المجلة، هالة صلاح الدين إلى أنه «كانت أسوأ لحظات غربته علمه بوجود معسكرات للقتل الجماعي أقامها الصرب لتعذيب المسلمين وقتلهم، وفي إشارة إليها صرح ذات مرة أنها دمرته لدرجة أنه رغب في استشارة طبيب نفسي. إلا أنه بدلاً من هذا أجمع على أن يبتر لغته الأم من كيانه وألا يعود مجدداً إلى الكتابة بها، «فلغتي هي لغة البوسنة قبل الحرب, وتلك قد انتهت». يتحدث هيمون عما أدى إلى خروج قصة «جوزيف برونيك الأعمى» إلى النور فيقول: «أول وظيفة قمت بها في هذا البلد كانت عند سمسار عقارات يدعى جوني أو.. كنت أتولى بين الحين والآخر إدخال البيانات العقارية على الحاسب الآلي. ونظراً لأني لم أكن قد حصلت وقتئذ على تصريح بالعمل (بوسعي أن أسمع موظفي الهجرة والجنسية يطرقون بابي)، عملتُ لقاء أجر قلّ عن الحد الأدنى المقرر. أكن جوني أو. إعجاباً لي وود لو يعرف المزيد عن «ثقافتي»، فسألني إن كنا نشاهد التلفزيون أو نتناول البيتزا في بلدي. خالني أتحدث «إنجليزية فصحى»، لأني بالأساس أنهيت إحدى جملي سيئة الطالع بـ ... وهكذا دواليك. طُردتُ من عملي بعد أن محوت بيدي الخرقاء ملفاً كنت أعمل به منذ فترة».
«عملتُ في مكتبات حرص القائمون عليها كل الحرص على ألا يعهدوا إلينا بأكثر من تسع وعشرين ساعة عمل أسبوعيًا، مخافة أن يضطروا إلى دفع مكافآتنا. عملتُ ساعياً على دراجة، فكانت أوداجي تنتفخ من اللهاث على دراجتي ماركة هافي التي ابتعتها من متجر للمعدات المستعملة لقاء ثمانين دولاراً, ربما لأنها كانت مسروقة. درّستُ دورات في اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في مدرسة أنبأنا مديرها أن في استطاعته جلب مدرس للغة الإنجليزية من الشارع في أي وقت يحلو له, لذا علينا ألا نغتر بأنفسنا. بالإضافة إلى أعمال أخرى قمت بها».
من أعماله: رواية مشروع لازاروس، الحب والعقبات، جوزيف برونيك الأعمى، وسواها، ويمكن الاطلاع على موقعه الشخصي:
www.aleksandarhemon.com
كما يمكن الاطلاع على إحدى قصصه مترجمة إلى العربية في موقع «البوتقة» الإلكتروني
http://albawtaka.com/hemon.htm
مايكل أونداتجي
حقق الكاتب الكندي، السريلانكي الأصل: مايكل أونداتجي Michael Ondaatje شهرة كبيرة في العالم، عقب بث فيلم «المريض الإنجليزي»، الذي رشح وحصد عددًا من جوائز الأوسكار، وأضاف الفيلم للرواية المأخوذ عنها، شهرة إضافية كانت قد تحققت بفضل حصول الرواية على جائزة البوكر البريطانية في عام صدورها.
ولد أونداتجي في كولومبو في سريلانكا، في العام 1943، وانتقل إلى بريطانيا مع والدته في العام 1952، وهناك كتب أول دواوينه الشعرية، ثم انتقل إلى كندا في عام 1962، حيث قرر أن يحصل على الجنسية الكندية وأقام هناك منذ ذلك الوقت. وعمل محررًا في كبريات دور النشر الكندية. كما عمل في كتابة سيناريوهات للأفلام السينمائية. وحصل على العديد من الجوائز الأدبية المرموقة.
أنتج عددًا من الدواوين الشعرية ثم الروايات، ومن بينها روايته العلامة «المريض الإنجليزي» التي صدرت عام 1992، وأنتج الفيلم المأخوذ عنها في 1996، وترجمت للعربية بتوقيع أسامة إسبر 1997 عن دار المدى.
تنقسم الرواية إلى عشرة فصول تقدم سير الشخصيات الأربع، وعوالمها بشكل متداخل، تبدأ من المريض الإنجليزي المحترق بكامله وممرضته الكندية التي تقرر البقاء معه في فيلا مهدمة في إيطاليا أواخر الحرب العالمية الثانية. تحاول الممرضة هانا الاقتراب من عالم المريض الإنجليزي الذي نسي اسمه، والهرب من عالمها الذي تواجه فيه موت أبيها في الحرب، وعبثية الحرب. يظهر ديفد كارافاجيو، وهو صديق قديم لوالدها، وينضم إليهما في عزلتهما، ثم يعقبه اللغام السيخي كيربال سنغ، الذي يرتبط بهانا.
يتعرف كارافاجيو على شخصية المريض الإنجليزي باعتباره الكونت الهنغاري لازلو دو ألماشي من الجمعية الملكية الجغرافية، ويتذكر ألماشي عشيقته كاثرين كليفتون، زوجة جيوفري كليفتون، وموتهما المأساوي في حادث خطط له الزوج ليقتل ثلاثتهم. كما يتذكر رحلاته الطويلة في الصحارى العربية، وكتبه، واكتشافاته.
تصبح معرفة هانا باللّغَام السيخي كيربال سنغ (كيب) أعمق، لكنهما يصلان إلى نهاية مسدودة بسبب تأثر كيب الشديد بالقنابل النووية التي أُلقيت على هيروشيما ونكازاكي، واعتقاده الجازم بأن هذه القنبلة ما كان لها أن تُلقى على أمة بيضاء، ولو كانت ثمناً لانتهاء الحرب.
وهنا موقع الكاتب الإلكتروني:
www.michaelondaatje.com
جويس كارول أوتس
في تعريف «موسوعة ويكيبيديا» بهذه الكاتبة الأمريكية المرموقة يشير الموقع إلى أنها ولدت عام 1938 في نيويورك، وأظهرت منذ طفولتها شغفًا كبيرًا بقراءة الأعمال الأدبية، مما جعلها تهتم بالأدب منذ عمر مبكر، وتشرع أيضا في الكتابة الأدبية مبكرًا، في أوائل العشرينيات. أنهت دراستها الجامعية في جامعة ويسكنسون بماديسون العام 1961. وهي تقوم بتدريس الأدب في جامعة برينستون، ثم في عدد آخر من الجامعات منذ عام 1978.
منذ روايتها الأولى With Shuddering Fall العام 1964 حتى Kindred Passions عام 1987 قامت أوتس ببناء مجموعة من الروايات ذات طابع قوطي غامض وبقدرة عالية على التحليل الاجتماعي. وتشمل موضوعاتها المفضلة: قوى العقل الباطن والإغراء والعنف والاغتصاب، وتحليل المجتمع الأمريكي تحليلاً مستفيضاً. وتستعين الكاتبة كثيرًا بالحوار الداخلي، وتستغرق في تفاصيل الشخصيات النفسية بمهارة بالغة، وقالت إنها تأثرت في كتابتها بهنري جيمس وهنري ديفيد ثورو، والمغني بوب ديلان، الذي أهدت أحد أعمالها الأدبية إليه، وهو النص الذي تحول إلى عمل سينمائي لاحق, والكاتب ويليام فوكنر صاحب رواية «وأنا أحتضر».
تزوّجت من ريموند سميث، زميل دراستها في العام 1961، وعاشت معه قصة حب واهتمامات مشتركة أكدت أنها سبب أساسي في إلهامها وغزارة إنتاجها، الذي قل كثيرًا بعد وفاة سميث المفاجئة العام 2008. حيث تقول إنها اكتشفت عقب موته أن وجوده في حياتها كان له أولوية أكبر من الكتابة.
وإنتاج أوتس غزير شمل عشرات الروايات والقصص القصيرة والكتب على امتداد أكثر من 35 عاماً من الكتابة، رصدت خلالها الكثير من المجتمع الأمريكي بتحولاته. ومن بين أعمالها: هم 1969، القناصون 1976، أغلقت الباب على ذاتي، حب أول، قناع دم، الحب المسروق، فتاة بيضاء فتاة سوداء، وغيرها. إضافة إلى عشرات المجموعات القصصية، والدراسات الأدبية، والدواوين الشعرية.
حصلت الكاتبة على جوائز كثيرة منها: جائزة الكتاب الوطني عن رواية «هم» وجائزة بن مالامود، وجائزة فيمينا عن رواية «الشلالات»، كما رُشحت لجائزة بولتزر عن ثلاث روايات.
تُرجمت للكاتبة مجموعة قصصية بعنوان The Female of the Species «الأنثى كنوع» عن سلسلة الجوائز الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ويصدر قريبًا للكاتبة من السلسلة نفسها رواية The Falls وبالعربية «الشلالات». ويمكن الاطلاع على الصفحة الشخصية للكاتبة خلال هذا الموقع الإلكتروني:
www.jco.usfca.edu