مختارات من:

قارئة الخط

جميل علوش

سحرتني بلحنها وغناها
وأصابت مقاتلي عيناها

كل شيء فيها يعذب نفسي
كل شيء يهيج في هواها

جمعت من محاسن الجسم والرو
ح صنوفاً لم تجتمع في سواها

قرأت بعض ما كتبت فرفت
مقلتاها وتمتمت شفتاها

عرفت من خلائقي وطباعي
ما به كل ذي حجى يتباهى

لم أكن قد لقيتها قط من قبل
ولا كان في الظنون لقاها؟

حسنها الفذ قد سباني لكن
قد سباني من قبل ذاك نهاها

نظرت في الذي كتبت ملياً
ثم خطت وغبطة تغشاها

إنما أنت شاعر تعشق الدنـ
يا وتهوى فتونها وبهاها

أبدأ راحل إلى كل أرض
يبهر العين سحرها وسناها

شارد الفكر في مآزق دنيا
ك حزين على اكمداد سماها

تتغنى طوراً وتنحب أطواراً
فتذري دمعاً وتزفز آها

المتاهات أرهقتك وويل
لفتى في المهامه الجرد تاها

أنت تجري خلف السراب فما تد
رك في سعيك الحثيث مياها

أنت تصبو إلى الجنان وأقدامك
شوك الحياة قد أدماها

يا فتى الشعر لا تظل حزيناً
أبد الدهر شاكيا أواها

ملء برديك من بديع سجايا
ك كنوز لله ما أغلاها!

أنت أدرى بها من الناس طرا
فاختزنها مغالياً بحلاها

وتخايل بها على عالم الجهل
ودنيا ساداتها حمقاها

حسبك السحر في قصيد تغنيه
فتبني مجداً وترفع جاها

أنت إن عدت الرجال سريّ
عزّ في الناس مذهباً واتجاها

صادق في الذي تقول فما تنطق
زيفاً ولا تُذيع سفاها

أريحي صافي السريرة مفتون
بما في الحياة يعلي الجباها

وجريء في القول والفعل لا
ترهب فيما تجيء إلا الله

ووديع كما الحمامة لا تعـ
رف كبراً ولاترى تياها

طيب القلب أنت ذو خلق جم
ونفس لله ما أصفاها!

وشعور كما النسيم رقيق
وحنان كالبحر ليسن يُضاهى

يشهد الله أن تلك صفاتي
ثلما اللة صاغها وذراها

صدقت في الذي أبانت فتاتي
وأصابت في قولها مرماها

ليت شعري كيف اجتلت ومض برقي
واستبانت في الحالكات خطاها

كيف فضت بسحرها ختم نفسي
وأزالت عما تكن غطاها

أتلقت من الملائك وحياً
أم من العقرب استمدت رقاها؟

إن بيني وبينها من بقاع الأر
ض ما تجهل القطاع مداها

من هداها إلى مغالق روحي
وأراها أحلامها ومناها؟

لست أنسى ما عشت سحر "مصون"
صانها الله من أذى ورعاها

جميل علوش مجلة العربي ديسمبر 2000

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016