في الفترة من 3 - 5 ديسمبر الماضي (عام 2005) عقدت مجلة (العربي) في مدينة الكويت العاصمة ندوة مهمة عن (الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي) ناقش فيها المشاركون من صفوة المفكرين أوضاع الثقافة العلمية المتردية في الوطن العربي.
لقد كاد العقل العربي يفقد الصلة بإنجازات العلم المذهلة, وغاب عنه منهج التفكير العلمي السليم, ووقع فريسة سهلة لسيطرة الغيبيات والخرافات التي تشده إلى الماضي وتعوق مسيرته نحو الدخول إلى والمشاركة في النهضة العلمية المعاصرة كما هو الشأن في العالم الغربي المتقدم, وبحيث تسود الثقافة العلمية بين شتى قطاعات وشرائح وفئات السكان في كل الدول العربية وتصبح هذه الثقافة العلمية أسلوبًا للتفكير وطريقة للسلوك والحياة والتعامل مع الآخرين والنظرة إلى العالم. وكان الهاجس الذي تسلط بقوة وفي غير هوادة على أذهان المشاركين في تلك الندوة هو البحث عما إذا كانت العقلية العربية عاجزة بحكم تكوينها عن التفكير العلمي وهل يمكن لها الخروج من تلك الحلقة المحكمة التي تمنع من حرية الانطلاق إلى آفاق العلم الحديث الرحيبة. وهذه مشكلة ترزح تحت وطأتها القاسية الثقيلة جموع المثقفين والمفكرين في كل أنحاء العالم الثالث - أي المجتمعات اللاغربية - وليست مقصورة على عالمنا العربي وحده.
للشاعر الفيلسوف السياسي السنغالي (ليوبولد سنجور) عبارة عميقة تعكس نظرته إلى الاختلافات الجوهرية بين العقليتين الأوربية والإفريقية حيث يقول: (إن العقل الأوربي الكلاسيكي عقل تحليلي يقوم على رصد الأشياء وفحصها بينما العقل الإفريقي عقل حدسي يشارك في الأشياء), وأن هذا (الموقف الانفعالي من العالم هو الذي يفسر القيم الثقافية لدى الأفارقة).
وعبارة سنجور تعني في آخر الأمر أنه في الوقت الذي ينظر فيه الإنسان الغربي إلى الأشياء من خارج على أنها كيانات قائمة بذاتها ومنفصلة عنه ويمكن ملاحظتها وإخضاعها للدراسة والتحليل الموضوعيين ينفعل الإنسان الإفريقي بالأشياء والموجودات والظواهر المختلفة ويتوحد معها وبذا تأتي أحكامه تعبيرات ذاتية صادرة عن المشاركة الوجدانية. وقد سبق لعالم الاجتماع الفرنسي (لوسيان ليفي بريل) أن قال شيئًا من هذا القبيل حين أطلق عبارته الشهيرة التي أسيء فهمها عن أن العقلية البدائية عقلية سابقة على المنطق, فذهب الكثيرون إلى الظن بأنه يصفها بأنها عقلية غير منطقية بينما كان هو يقصد القول إن لها منطقها الخاص بها وهو منطق يختلف عن المنطق الذي يحكم عقل الإنسان الغربي, الذي يميز بين الإنسان المدرك وبقية الكائنات والموجودات التي يخضعها للملاحظة.
أزمة التفكير التجريبي
وقد انتشرت هذه الآراء بين عدد كبير من العلماء والمفكرين الذين عنوا بدراسة ملامح التفكير في الثقافات المختلفة وكيف تؤثر الاختلافات بين هذه الملامح في الحياة اليومية بحيث نجد الرجل الغربي يهتم اهتمامًا شديدًا بالبحث عن العلل والأسباب الملموسة مما يجعل تفكيره تفكيرًا أمبيريقيًا يعنى في المحل الأول بما هو محسوس وملموس في الوقت الذي لا يعطي العقل اللاغربي مثل ذلك الاهتمام للبحث عن هذه الأسباب ويلجأ إلى رد الوقائع والأحداث والظواهر التي يعجز عن تفسيرها إلى أسباب وعلل غيبية أو إعجازية فائقة للطبيعة. ومن الإنصاف أن نذكر أن ليفي بريل راجع نفسه في مذكراته واعترف بأن نوعي التفكير يوجدان جنبًا إلى جنب في كل الثقافات الإنسانية بما في ذلك الثقافة الأوربية الحديثة, مع فارق في درجة الميل نحو التفكير الغيبي المتمثل في الدين والسحر وما يتصل بهما من تخيلات وأوهام وأساطير وخرافات, أو التفكير العلمي الأمبيريقي المرتبط بالواقع العياني.
ربما كان أفضل مثال يكشف عن هذا التباين هو اختلاف الثقافات الغربية واللاغربية في نظرتها إلى مفهوم الزمان وما يترتب على ذلك الاختلاف من تفاوت في أساليب السلوك وأنماط التفكير والنظرة إلى الحياة.فالزمان بالنسبة للعقل الغربي امتداد أفقي متصل تحتل فيه الأحداث المتنوعة المتتالية (مواقع) معينة ومحددة في تتابع مستمر لا ينتهي بحيث يمكن ترتيب هذه الأحداث واحدة قبل الأخرى أو بعدها.
فالزمان هنا في تقدم مستمر ومندفع إلى الأمام اندفاع السهم مما يضطر الناس أنفسهم إلى النظر دائما إلى الأمام والتوجه نحو المستقبل بكل ما يترتب على ذلك من إحراز التقدم في شتى جوانب الحياة. أما العقل اللاغربي فإنه ينظر إلى الزمان على أنه عملية دائرية تلف وتدور حول نفسها بغير توقف مما يجعل الناس يسترجعون أحداث الماضي مرارا وتكرارا ويعيشون في ذلك الماضي لا يكادون يتخلصون من سطوته لأنه يعيش فيهم بقدر ما يعيشون هم فيه. فالزمان الأفقي يرتبط إذن بالتقدم والارتياد والكشف والنظر إلى الأمام طيلة الوقت وذلك بعكس الحال بالنسبة للزمان الدائري التكراري الذي يدعو إلى الاستقرار والسكون والنظر إلى الوراء ويضع قيودا شديدة على التقدم والابتكار. وهذا الاختلاف هو أحد أهم أسباب التقدم العلمي الذي تمثل في الثورة العلمية في أوربا. فقد أفلح العقل الغربي في أن يتخلص من أوضاع المراحل المبكرة التي مر بها التفكير البشري والتي يحب بعض علماء الاجتماع من أمثال أوجيست كونت التمييز فيها بين مرحلة لاهوتية غيبية تطورت إلى مرحلة ميتافيزيقية لكي تصل في آخر الأمر إلى المرحلة الوضعية المرتبطة بالعلم الوضعي الحديث بينما ظلت العقلية اللاغربية أسيرة الحالة اللاهوتية المبكرة لا تستطيع الإفلات منها. من هنا كان التفكير العلمي أمرًا مقصورًا على العقلية الغربية دون غيرها من العقليات التقليدية, بما في ذلك العقلية العربية, حسب ما يرى الكثيرون في الغرب.
ترجع الثورة العلمية في الغرب إلى عصر النهضة في إيطاليا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر, ثم إلى عصر التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وقد أفادت أوربا من التقدم العلمي الذي سبق أن حققته الحضارة العربية الإسلامية أيام ازدهارها في إسبانيا, وذلك في وقت كانت أوربا تعاني من التخلف, ثم تراجع هذا التقدم العلمي العربي الإسلامي خلال القرون الخمسة الأخيرة لأسباب لاداعي للخوض فيها هنا, فهي معروفة وكثر الحديث عنها. وترتب على هذا التراجع العلمي تدهور جوانب كثيرة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, مما أدى في آخر الأمر إلى وقوع العالم العربي المتخلف - أو معظمه - تحت ربقة الاستعمار الغربي.
الاستعمار والتخلف
فالاستعمار جاء نتيجة للتخلف العلمي الذي كان عليه العالم العربي - ولايزال - وليس سببًا لذلك التخلف وإن كان هذا لا يبرؤه تمامًا من حرصه على استمرار وترسيخ وتعميق ذلك التخلف لأنه يخدم مصالحه. ولذا, فإن السؤال المهم الذي يواجه العالم العربي الآن هو: هل يمكن أن يشهد هذا العالم في الوقت الحالي ثورة علمية أسوة بما حدث في الماضي, بالرغم من كل الصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحتها والتي تعوق تقدمه في كل الميادين, وكذلك بالرغم من كل ما يشاع عن أن الثقافة العربية ثقافة غيبية لا أمبيريقية وأن العقل العربي تختلط فيه المفاهيم المتقابلة فلا يكاد يفصل فصلاً قاطعًا بين ما هو ديني وما هو علماني, أو بين الطبيعي والإعجازي أو بين المادي والروحاني, أو بين الدين والسحر والعلم وغير ذلك من المتقابلات. ثم هل صحيح مايذهب إليه ألبرت موزلي الأستاذ بجامعة أوهايو في دعواه التي نشرها في دراسة عن (العلم والتكنولوجيا في الفلسفة الإفريقية المعاصرة) من أن المجتمعات اللاغربية التقليدية شديدة الحرص على الاحتفاظ والتمسك بالممارسات والمعتقدات التقليدية التي لم تثبت الفاعلية نفسها التي يحظى بها العلم الحديث, وأنها ترفض التخلي عن هذه الممارسات والمعتقدات التي تعتبر جزءًا أساسيًا في تكوينها الذهني والوجداني وأحد الملامح الرئيسة المميزة للشخصية الإفريقية? وإلى أي حد تصدق هذه الدعوى على الثقافة العربية?
وقد يمكن رد التخلف العلمي في العالم العربي من ناحية وسقوط الثقافة العربية في هوة التفكير الغيبي أو اللاعلمي من ناحية أخرى إلى عدد من العوامل والظروف والأوضاع الداخلية والخارجية المناوئة لإحراز أي تقدم علمي يمكن الاعتداد به. وقد تكون مسئولية العوامل الخارجية على الرغم من فداحتها أقل وأهون من مسئولية العوامل الداخلية وذلك على الرغم من الميل الجارف لدى الكثيرين لإلحاق كل المساوئ التي أصابت وتصيب الأوضاع العلمية إلى التأثيرات الخارجية التي تُتهم دائما بأنها تضع العراقيل عمدًا أمام أي جهود تبذل من أجل تطوير السياسات الخاصة بالبحث العلمي ونشر الثقافة العلمية وتطوير التفكير العلمي السليم بين الشعوب العربية حتى تظل هذه الشعوب في حالة التأخر والتخلف والضعف التي تساعد على استمرار خضوعها للهيمنة الغربية. وقد لعب الاستعمار في ذلك دورًا ملحوظًا بغير شك, ولكن هناك إلى جانب ذلك القيود الشديدة التي يفرضها الغرب المتقدم علميًا وتكنولوجيًا على حرية تداول المعلومات وانتشارها بين دول العالم الثالث المتخلف, واحتكار عمليات إجراء البحوث العلمية بفضل قدراته المالية الهائلة والاحتفاظ بنتائجها لنفسه, وحرمان تلك الدول بالتالي من الاستفادة من الجهود التي بذلت في الغرب والاستعانة بها كعامل مساعد في القيام بأبحاث جديدة, يمكن - في حالة إتمامها بنجاح - أن تسهم في مسيرة التقدم العلمي على المستوي العالمي من ناحية, وتخليص هذه الشعوب ذاتها من وصمة التخلف من الناحية الأخرى. وسياسة فرض مبدأ الملكية الفكرية ليست سوى ترجمة قانونية عملية لحرمان شعوب العالم الثالث من نتائج تلك البحوث العلمية والحكم عليها بأن تظل في حالة التخلف العلمي التي تخيم على عقول أبنائها.
هل نلحق بعصر العلم?
وربما يكون من الصعب على مجتمعات العالم الثالث اللحاق بالعالم الغربي ومجاراته في إجراء البحوث العلمية, بمثل المستوى الذي وصلت إليه بحوث مجتمعات الغرب المتقدمة, سواء أكان ذلك بسبب صعوبة التمويل أم قلة الكفاءات البشرية المؤهلة علميًا والتي تتوافر لديها المعرفة والخبرة, ولكن ذلك لا ينطبق تمامًا على العالم العربي لو نظرنا إليه كوحدة عضوية متكاملة, إذ توجد فيه - ككل - وفرة في الموارد البشرية ذات الخبرة العلمية إلى جانب توافر القدرة على التمويل مما يكفل له إمكان اللحاق بعصر العلم وإجراء بحوث علمية رائدة في المجالات ذات الصلة الوثيقة بحياة شعوبه ومستقبلهم. فليس من الضروري بحال أن تدور كل البحوث العلمية حول غزو الفضاء ومشكلات الاستنساخ, وما إلى ذلك من بحوث لا تتصل اتصالاً مباشرًا بحياة الإنسان العربي, بالرغم من أهميتها البالغة بالنسبة للإنسانية ككل. إلا أن الأمر مرهون هنا بأصحاب القرار السياسي ونظرتهم إلى العلم والعلماء وأولويات الإنفاق ودور العلم في تثبيت القواعد التي يقوم عليها نظام الحكم أو خلخلة هذه القواعد. وليس للبحث العلمي في أغلب الظن مكان في هذه الأولويات.
بيد أن الاشتغال بالعلم والتخصص في فروعه المختلفة, وإجراء البحوث العلمية وانتشار مراكز البحث العلمي وكثرة أعداد المتخصصين في مختلف فروع العلم, لا تعني بالضرورة سيطرة التفكير العلمي ورسوخ قيم الثقافة العلمية واختفاء - أو حتى مجرد تراجع - التفكير الغيبي في المجتمع, خاصة أن العلماء يؤلفون في كثير من الأحيان (مجتمعهم) الصغير المحدد والخاص بهم والذي يكاد يكون معزولا عن المجتمع الكبير الذي يحيط بهم, كما أن (لغتهم) الخاصة ذات المصطلحات والرموز التي لا تؤلف جزءًا من لغة الخطاب اليومي العادي. ولقد سبق أن أشرنا إلى أن المقصود بالعلم حين نتكلم عن أساليب وأنماط الفكر المختلفة هو العلم باعتباره أسلوبًا للحياة والنظرة إلى الأمور ورؤية العالم, وأن المفكرين والكتّاب في الغرب - أو بعضهم على الأصح - يرون أن العلم والتفكير العلمي بهذا المعنى أمر اختصت به الثقافة الغربية والعقل الغربي دون غيرهما من العقول والثقافات. وهذه نظرة استعلائية بغير شك, وإن كان لها ما يبررها في سلوك الكثيرين من المثقفين بل والمتخصصين في العلوم والممارسين للبحث العلمي في العالم العربي. والأمثلة كثيرة عن (العلماء) الذين يؤمنون بتحضير الأرواح وما إليها من غيبيات.
فالتفكير العلمي يتميز بالعقلانية والمنطق الواقعي الذي يرتفع عن مستوى الخرافات التي تؤلف جانبا لا يستهان به من التراث الثقافي لدى كل الشعوب بما في ذلك التراث الثقافي العربي, أي أن التفكير العلمي يقوم على المواجهة المباشرة مع الواقع وفهم الأمور كما تتمثل للعقل الواعي المدرك لأبعاد الحقيقة العيانية والتي يمكن البرهنة عليها بالأدلة والحجج المقبولة عقلاً, مع توخي عدم الخلط بين النظرة العقلانية الواعية للأشياء والأفكار والتخيلات التي تفتقر إلى الدليل, كأن تُرد حالات الأعاصير والفيضانات المدمرة إلى غضب الله, أو الالتجاء إلى السحر كوسيلة فعالة لتحقيق بعض المطالب حين تفشل الوسائل العادية المألوفة في الوصول إلى الهدف. وفي وقت من الأوقات كان السحر يؤخذ على أنه (علم البدائيين) أو أنه (العلم الزائف) حسب تعبير الأنثروبولوجي البريطاني إدوارد بيرنت تايلور.
فالثورة العلمية التي يراد قيامها في العالم العربي تتجاوز وتتعدى كل هذه الظواهر المتمثلة في الممارسات والإجراءات المتعلقة بدراسة وتدريس العلم بل وأيضًا القيام ببحوث وتجارب علمية في المعامل والمختبرات واستخدام أحدث الأجهزة وأكثرها تقدمًا وتعقيدًا على الرغم من أهمية هذه العناصر وعدم إمكان الاستغناء عنها, لقيام مجتمع علمي تسود فيه ثقافة علمية حديثة ومتطورة. إنما تقتضي الثورة العلمية حدوث انقلاب شامل وتغيير جذري في أساليب التفكير وأنماط الحياة وأنساق القيم وطرائق التعامل مع وقائع الحياة, بحيث تتوارى الخرافات والأوهام التي تملأ عقول الناس وتوجه سلوكهم اليومي وتقدم لهم تفسيرات جاهزة وخاطئة لكثير من الأمور, التي تحتاج إلى التفكير العقلاني العميق, والذي يستند إلى أدلة وشواهد محسوسة أو مقبولة عقلاً. وبقول آخر, فإن الثورة العلمية لن تتحقق على الوجه الأكمل إلا حين يصبح التفكير العلمي (ثقافة) سائدة في المجتمع العربي بكل فئاته وقطاعاته.
ولكي يصبح العلم والتفكير العلمي ثقافة, فإن الأمر يتطلب تغيير مفاهيم وأساليب التنشئة الاجتماعية منذ المراحل المبكرة في حياة الإنسان (الطفل) العربي, بما في ذلك نوع القصص والحكايات و(الحواديت) التي تسرد له في سني حياته الأولى, والتي تمتلئ في معظم الأحيان بأحداث العفاريت والجن والسحر وغير ذلك من الأوهام والتخيلات عن عالم وهمي, ينشأ الطفل على الإيمان بوجوده وبالدور الذي يلعبه سكان ذلك العالم في حياة البشر. وليس ثمة شك في أن هذه الأفكار التي تغرس في تلك السن المبكرة تلازمه طيلة حياته ويصعب انتزاعها من عقله ومخيلته فيما بعد. وقد سبق أن أشرنا إلى اشتغال بعض أساتذة الجامعات - ومنهم المتخصصون في فروع مختلفة من العلوم الطبيعية - بتحضير الأرواح, يحدث ذلك في عالمنا العربي, في الوقت الذي تعنى فيه المجتمعات الغربية بتعريف أطفالها بقصص الخيال العلمي الراقي, الذي يقص عليهم في أسلوب بسيط ومشوق كثيرًا.
وقد يحتاج الأمر إلى إعادة النظر في السياسة الإعلامية حول البرامج العلمية وتنقية هذه البرامج, مما يداخلها من آراء وأوهام وخرافات, بل وقد يحتاج الأمر إلى إصدار مجلات عامة عن الثقافة العلمية. ولكن في كل الأحوال يجب توجيه العناية بتربية عقل الطفل تربية علمية تحترم التفكير المنطقي, وترفض كل ما يتعارض مع ما لا يمكن إثباته بالدليل القاطع والبرهنة عليه.
وطريق الثورة صعب وشاق وطويل, ولكنه خليق بالارتياد لصالح الأجيال التالية.