مختارات من:

كـاسكـو.. راحة المسافرين على متن الريح

جمال مشاعل

كاسكو.. الشركة الكويتية لخدمات الطيران، تقوم بتموين الرحلات الجوية بالأطعمة المطلوبة والمعدة وفق أساليب فيها مراعاة لصحة المسافر، بالإضافة إلى أنها تدير المطاعم والنوادي السياحية التابعة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وليس هذا فحسب بل تمتد خدماتها إلى صيانة جميع الآليات والأبنية التي في حوزة المؤسسة، وتؤدي الخدمات التي تتم تحت الطائرة الخاصة بالتحميل والتنزيل، فضلا عن تصنيع ما يلزم من معدات وآليات. وتتحمل هذه الشركة مسئولية نقل أمتعة المسافرين، ولكن ذلك يتم بدقة متناهية وبخطوات مرسومة ومخطط لها بشكل دقيق.

يدخل المسافر إلى مطار الكويت الدولي مثقلا بأمتعته وحقائبه، وبعد نقطة التفتيش يصل الميزان فينزلها عن كاهله لتعدو بها السيور البلاستيكية.. ولا يعرف عنها بعد ذلك شيئا إلى أن يصل البلاد التي يقصدها.

وحين يصعد الطائرة التي تنطلق محلقة تمخر عباب الريح، تبدأ المضيفات بتقديم أنواع عدة من الضيافة أولها كوب الماء والسكاكر حتى تصل إلى الوجبة الرئيسية بعد ذلك، وكل الأنواع التي تصل إلى متناول يد المسافر تمتاز باللذة والنكهة الطيبة وبالنظافة والجودة التامة، ويتكرر السؤال : من أولئك القائمون على هذه الخدمات؟ وكيف يقوم المهتمون الذين يتقنون إعداد مثل هذه الموائد العامرة بعملهم؟

وللإجابة عن مثل هذه الأسئلة انطلقت "العربي" إلى الشركة الكويتية لخدمات الطيران "كاسكو" لتجول بين دوائرها وأقسامها وتنقل إلى القراء تفاصيل حول الدور الذي تؤديه هذه الشركة وما إن وصلنا إلى مقر "كاسكو" بجانب مطار الكويت الدولي حتى استقبلتنا الأخت "تهاني سالمين" مسئولة العلاقات العامة، واصطحبتنا في جولة ابتدأت من الباب الذي تدخل منه السيارات المحملة بالمواد الغذائية المشتراة، وهناك كانت إحدى السيارات تقل حمولتها، والعمال يعتلون الصناديق إلى المخزن الذي يتفرع إلى قسمين،أولهما للمواد التي تحتاج إلى تبريد عادي كالمواد الجافة، والأخرى التي يلزمها تبريد أكثر كاللحوم والفواكه، لقد كان مطبخ "كاسكو" بعامليه أشبه ما يكون بخلية نحل، كل الذين فيه يعملون، وفي بداية المخزن مكتب يتم فيه تسجيل المواد التي دخلت وفي الحد الفاصل بينه وبين المطبخ مكتب آخر لتدوين المواد التي خرجت، وخلال التصفية بين المكتبين يعرفون ما تبقى في المخزن، فيتم شراء ما يحتاج إليه المطبخ.

وفي بداية قسم المطبخ يتمركز عمال التنظيف الذي يخرجون المادة المغلفة ويجرون عليها أعمال النظافة اللازمة ويحولونها للغسيل حتى يتم تحضيرها وتأخذ طريقها إلى المطبخ.

والجميل ذلك الاهتمام بالنظافة حيث لم يسمحوا لنا - نحن بعثة العربي - بولوج باب المطبخ قبل أن ندخل غرفة الملابس ونرتدي المريول الطبي والقبعة الورقية اللذين يرتديهما كل من يعمل في المطبخ، وبين لنا دليلنا "أحمد الخريبط" أن المواد الغذائية الحساسة كالأسماك والربيان يتم فحصها مخبريا قبل دخولها المطبخ كما أنه تؤخذ عينة منها بعد طبخها وتجرى عليها الفحوصات أيضا قبل نقلها إلى الطائرة.

وتعد في المطبخ الوجبات الحارة والمقبلات والحلويات والعصائر والشراب الساخن، وفي المطبخ أيضا مكتب خاص لمعرفة الرحلات وجهاتها وعدد المسافرين بها والأطعمة المطلوبة، وبجانبه تقوم كافيتريا الموظفين بإعداد المشروبات والوجبات الخفيفة لموظفي الشركة الذين يمضون فيها وقتا للراحة من عناء العمل.

أسست "كاسكو" بتاريخ 19 / 10 / 1981 لتقوم بخدمات الطائرات المحلية والأجنبية، حيث تجهز الوجبات الغذائية التي تحتاج إليها الطائرات، كما تقدم الخدمات اللازمة لحركة الطائرات على أرض المطار، وتدير المطاعم والنوادي السياحية التابعة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، ولها الحق في شراء أو استثمار الأراضي والعقارات واستيراد الأجهزة التي تساعد الشركة على تنفيذ أغراضها.

و"كاسكو" مملوكة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وتشمل تنظيميا خمس دوائر رئيسية هي : "التموين - المالية -الشئون الإدارية والخدمات - الصيانة - التدقيق" وتتألف الشركة من أقسام وشعب تضم أكثر من 3500 موظف إداري وعامل وفني.

ولعل الدائرة الرئيسية التي تعتبر العمود الفقري لها هي دائرة التموين والتي استطاعت أيام انعقاد المؤتمر الإسلامي في الكويت (1987 م) أن تقدم يوميا 35 ألف وجبة طعام، وهذه بحد ذاتها تشير إلى الطاقة الهائلة التي تتمتع بها "كاسكو".. وتتكون هذه الدائرة من أقسام ستة.

يقول صالح الرشيد مدير الدائرة : نتعامل حاليا مع 22 شركة طيران، معظمها تأخذ وجبات كاملة باستثناء البعض الذين يتزودون بأشياء بسيطة لا أكثر، وعندنا أربع عشرة شركة لديها رحلات شبه يومية أو يومية وجميعها تعتمد على "كاسكو". ونعتبر شركاء في شركة "الزاد" لخدمات التموين التي تشارك في عضويتها فنادق الدرجة الأولى، وأبرز أغراض هذه الشركة تقديم خدمات تموينية بالإضافة إلى الأعمال التي تؤديها المصبغة للفنادق الكويتية وحصتنا فيها بمعدل 350 ألف دينار كويتي، ولدينا رغبة بأن تزداد "الزاد" انتشارا في السوق المحلي الكويتي.

أول أقسام دائرتنا قسم المبيعات وهو شريان الحياة فيها إذ يتعاقد مع الشركات الأجنبية ويشرف على تحضير الطعام بعدما ينقل إلى المطبخ الطلبات مع التواريخ محددة بدقة لإنجازها، وعلى العقد توقع الجهتان، وإلا تصبح التسعيرة بمنزلة عقد وتلاقي مثل هذه الحالة استحسانا لكيلا يتم الالتزام بشكل نهائي، وتتمكن الجهة صاحبة الطلب من إيقافه فيما لو ألغيت الرحلة أو تأجلت أو طلب المسافرون تغيير الوجبة أو بعض منها. ونطالب عادة بشهر أو أكثر لتغيير الاتفاق الذي تم إبرامه معنا، وذلك لنستطيع التصرف بما لدينا، وبشكل طبيعي نحاول التغيير نوعا ما في رمضان والأعياد حيث نقدم وجبات شعبية على سبيل المحافظة على تقاليد ذلك الشهر قدر المستطاع ولنعرف السياح أكلاتنا الشعبية، كما أننا نوزع الهدايا التذكارية في الأعياد.

أما مطبخنا فهو مجهز ليقدم 20 ألف وجبة يوميا، ففي الشتاء نقدم حوالي سبعة آلاف وجبة ونقدم في الصيف قرابة خمسة عشر ألف وجبة.

ويضيف مساعد مدير التموين لشئون المبيعات عبدالعزيز البلوشي الذي شاهدناه مع خبراء إحدى مؤسسات الطيران وهم يتفحصون عرضا للطعام: إن الوجبات سنويا تنقسم إلى صيفية وشتوية، ولكل قسم أفرع ثلاثة 1C، 1B، 1A ويخصص هذا الفرع للخليج ودول الشرق الأوسط، فيما يخصص 2C، 2B، 2A، من أجل رحلات دول الشرق الأوسط القادمة إلى الكويت،ويبقى 3C، 3B، 3A كفرع مخصص لرحلات الدول الأوربية هذا عدا وجبات الأطفال ومرضى السكر والوجبات المخصصة للرحلات القصيرة.

وينتقل مدير إدارة التموين إلى قسم الإنتاج "المطبخ" قائلا : تصل إلى هذا القسم نسخة من العقد أو الاتفاق ليتم تطبيق ما فيها بشكل دقيق، وبعد طهو الطعام لا يضعونه في الثلاجات بل في أماكن خاصة تساعد على الحد من أنشطة الميكروبات ومنعها من التكاثر.

ويتحول الطلب بعد إعداده إلى قسم التحضير حيث يضعون الأشياء التكميلية والأواني والحلويات والطعام والشراب وغيره، ويجهزون ذلك كله في العربة المخصصة وينقلونها بعدئذ إلى غرفة الانتظار ريثما تصل الطائرة، وقبل موعد الإقلاع بقرابة الساعتين يتم التأكد من المحتويات والمواد المرسلة مع مواد قسم المبيعات التابع مباشرة للخطوط الجوية الكويتية، وتوضع الأغراض كاملة مع حقائب الصحف في السيارة التي يتم تفتيشها من قبل مسئولي الأمن، وقد التقينا "عقيل المطيري" الذي كان يفتش إحدى السيارات فقال : أقوم بداية بالتفتيش الدقيق للسيارة وللعمال الموكلين نقل المواد إليها وأدقق في العلب المغلفة والمغطاة وفي حقائب الصحف، وحين أتأكد من السلامة الأمنية أغلق باب مخزن السيارة وأربطه بالسلك والقطعة المعدنية التي تحمل رقما معينا متعارفا عليه أمنيا بيننا وبين الذين يقومون بفتحها عند باب الطائرة.

وفي حديثه يصل السيد مدير التموين إلى قسم المناولة الذي يقوم أفراده بالإشراف على تحميل السيارات وتفريغها فهم همزة وصل بين الشركة والطائرة، فإن أعجب الطلب الجهة التي وضعت شروطه فإن مضيف الطائرة يتسلمه، ويجلبون من الطائرة بعد وصولها المرتجعات حيث يتم تنظيف الأواني، والمعدات المستخدمة للأكل.

والقسم الآخر هو لمراقبة الجودة وهو مؤلف من فرعين، حيث يتم فيه التدقيق على المواد الغذائية قبل طبخها من حيث صلاحيتها وعلى حالة السيارة التي تنقلها من حيث التبريد والنظافة، وقبل خروج المواد إلى الطائرة يأخذون منها عينات يتم فحصها مخبريا للتأكد من سلامتها ويحتفظون بها ليدافعوا عن منتجاتهم فيما لو حدثت حالة مرضية أثناء الرحلة.

ولدينا قسم الكافيتريات والمطاعم المتوزعة في مباني المؤسسة جميعها، وعن هذا القسم حدثنا مساعد مدير دائرة التموين لشئون الكافيتريات "بدر الأحمد" فقال : يتفرع قسمنا إلى فروع أربعة أولها كافيتريات المطار، حيث توجد ثمانية مواقع بما فيها مطعم الترانزيت ومطعم المغادرين والمطعم الخارجي "السفار" الذي يستريح به المودعون والمستقبلون فضلا عن كافيتريا الموظفين.

وخارج المطار لدينا خمس كافيتريات وست وعشرون عربة لخدمة موظفي المؤسسة حيث تقدم لهم ما يريدونه على عربات ترتاد مكاتبهم كل ساعة تقريبا، وذلك لكيلا يزدحموا على أبواب الكافيتريات، ونقدم خدماتنا أيضا للمقيمين في فندق الترانزيت وهم الذين تطول مدة انتظارهم لأكثر من ثماني ساعات ريثما يحين موعد الرحلة التي سيسافرون بها، كما نقدم خدماتنا في النادي الذي أعد لترفيه موظفي "كاسكو" والخطوط الجوية الكويتية ولكن بأسعار محددة، ونقوم بتقديم بعض الحفلات أيضا، وبالنسبة إلى أسعار الكافيتريات فهي معتمدة من قبل الطيران المدني وليس لنا أي تدخل فيها، وبالنسبة لما نقدمه في الكافيتريات فهذا ما يحدده حجم الكافيتريا.

الصيانة.. مهمتها التطوير والإبداع

ومن الدوائر المهمة في الشركة دائرة الصيانة وهي دائرة فنية مساندة لأعمال تشغيل الطائرات في الخطوط الجوية الكويتية وتحوي 750 موظفا و500 آلية، من مهامها صيانة مباني الموظفين ومبنى ومعدات "كاسكو" وحظائر الطائرات وورشها ومباني الشحن ومبنى الإدارة ومبنى "سي توسي" بالإضافة إلى صيانة المعدات في المطار، فكل ما هو تحت الطائرة من مسئوليتنا، على حد تعبير مديرها المهندس "محمد ناصر العمران" ، لأن علاقتنا بها ليست مباشرة فنحن مسئولون عن آلات التحريك والدفع والسلالم والخطوط الكهربائية والهواء المضغوط وغير ذلك من الخدمات التي يطلق عليها A - B - use و J - B - use و A - c - use ويترتب على دائرتنا توفير الخدمات للمهندس الذي يقوم بصيانة الطائرة حتى يصل إلى داخلها ويبدأ الإصلاح.

ولقد قمنا بتصنيع السلالم المتحركة والمجرورة وصنعنا سيارة "باص" لنقل الموظفين من البوابة الرئيسية إلى أماكن عملهم، ولقد كان التخطيط والتنفيذ بجهودنا، فلم نستعن بأي جهة أخرى.. وعملية التصنيع هذه توفر الثلثين من الثمن المطلوب لقاء أي آلية، ولقد استطاعت دائرتنا أن تطور الأجهزة الموجودة مسبقا كآليات الهواء المضغوط الذي يستفاد منه في فك عجلات الطائرات والتشحيم والتلحيم والنظافة والتشغيل وكلفنا هذا التطوير 12 ألف دينار بدلا من 370 ألفا وهو المبلغ الذي طلبته الجهات الأخرى، كما أننا طورنا أجهزة أخرى كالتكييف في المنشآت والمباني لتخفف الحرارة مهما ارتفعت حتى أنها تعمل في جو حرارته 77 درجة مئوية.

وكانت لنا محطة في الدائرة المالية التي توقفنا مع مديرها "علي الإبراهيم" الذي تحدث بإيجاز واصفا إياها بأنها من الدوائر التابعة للشركة، ومعظم الدوائر تساند دائرة التموين الأساسية، ودورنا فيها كدور أي دائرة مالية في المؤسسات، نقوم بمسك السجلات المالية وإجراء الحسابات الختامية والرقابة على عمليات الصرف وإعداد التقارير التي نرفعها للإدارة العليا لتبيان الخطط الموضوعة، ونجلب عروض المشتريات لاختبارها حيث تطرح على شكل مناقصات تعتمد من قبل لجنة المشتريات، ولم تعان شركتنا أي عجز مالي منذ نشأتها إلا مرتين، الأولى في السنة الأولى بعد تأسيسها، والثانية في السنة التي أعقبت العدوان العراقي على الكويت، وذلك من جراء الخراب والنهب اللذين لحقا بها، وحققت خلال السنوات الأخرى من عمرها أرباحا لا بأس بها تعتمد عليها في مصاريفها، ومنذ 1983 وحتى 1995 بلغت إيرادات الشركة أكثر من 800 , 60 مليون دينار، ومما يستحق الذكر أن شركتنا أسست برأسمال قدره (4.400.000.000) دينار كويتي.

وتصدر "كاسكو" نشرة دورية على شكل مجلة باللغتين العربية والإنجليزية تضمنها أبرز أخبارها وتتحدث في كل عدد عن نشاط بارز فيها أوعن أحد أقسامها، يقول وائل الياسين وهو أحد أفراد أسرة تحريرها : نطمح في أن نصل بنسخها إلى 5000 نسخة، كما نطمح إلى إصدارها على شكل مجلة رسمية ناطقة باسم شركتنا، فتكون سفيرتنا داخل الكويت وخارجها.

في هذه اللحظة فرغ مكتب مدير الشئون الإدارية فتوقفنا عن الحديث لنستمع إلى حديث السيد فهد المنيع مدير الشئون الإدارية والخدمات الذي قال : عندما أنشئت "كاسكو" قامت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بالتعاقد مع شركة "ساس" لمدة سنتين للقيام بمهام الشركة وتزويدنا بالخبرات، وبعد هذه الفترة أصبح لدينا جيل من الشباب الكويتي متقن هذا العمل، وصنف الهيكل من جديد بحيث قسمت الشركة إلى دوائرها الخمس ومنها دائرتنا التي تتكون بدورها من قطاعات أربعة، أولها قطاع الخدمات التشغيلية الذي يشرف على خدمات الأفراد في قسم خدمات المهبط وعلى الذين يقومون بنقل الأمتعة وتنظيف الطائرات من الداخل والخارج، إضافة إلى شعبة التخليص الجمركي المختصة بتخليص البضائع التي تهم المؤسسة أو الشركة، هذا عدا المواد الهندسية وذات الصبغة الفنية، إضافة إلى القسم المسئول عن النظافة والخدمات في حدائق المؤسسة والشركة ومرافقهما. ويقوم هذا القطاع بنشاط آخر وهو توزيع رجال الأمن على المؤسسة والشركة وذلك بالتنسيق مع دائرة الأمن والسلامة في المؤسسة.

ولدينا أيضا قطاع الشئون القانونية وإدارة المخاطر الذي يقوم بالتأمين الصحي والتأمين على الحياة والمعدات، والقيام بالتحقيقات داخل الشركة حول ما يحصل بين الموظفين ويشرف على عقود الشركة ويتابعها مع وزارات الدولة، وعلى صياغة القرارات الإدارية المنظمة للعمل.

فيما يختص قطاع الشئون الإدارية بالإجازات والرواتب وهذا ما يخص الموظفين، وفيه أيضا قسم لخدمات الأفراد يتابعون فيه إجراءات التعيين وعمل الترقيات أو معاملات إنهاء الخدمة والاستقالات.

والقسم الأخير يخص القوى العاملة وهو الذي يعد الهياكل التنظيمية للشركة ويدرس المقررات الوظيفية لكل دائرة ويشارك مع المعنيين في وضع الاحتياجات الفعلية لكل دائرة سواء من إعداد العمالة التي يحتاجون إليها أو من جانب دراسة التعديلات الفعلية لكل دائرة ومدى الحاجة إليها، إضافة إلى القيام بخطط التدريب والتأهيل لموظفي الشركة،وحضور الدورات التي تجريها المؤسسة.

ونتابع تنفيذ اللوائح الإدارية ونسعى من أجل قرارات تخدم الموظفين، ونتصل مع الخطوط الجوية الكويتية لنضمن للموظف حقه.

وشركتنا عضو في اتحاد مطارات خدمات الخليج، ومكانتها في مقدمة هذه الشركات، وأنا أمثل الشركة، حيث أحضر اجتماعات هذا الاتحاد التي تصل إلى أربعة اجتماعات سنويا وتتم بشكل شبه دوري في دول الخليج، إلا إذا طرأ في مطار إحدى هذه الدول تطور معين فعند ذلك يعقد الاجتماع في الدولة التي حدث فيها التطور بهدف اكتساب الخبرات وتبادل المعلومات.

وصحيح أن العمالة متنوعة في شركتنا غير أن الكويتيين يشغلون المراكز القيادية 100% والمراكز دون القيادية تصل نسبتهم إلى 95%، أما بالنسبة للوظائف العادية والفنية فمن الصعب تكويتها حاليا، ويمتاز موظفونا بأن لهم إجازات دورية وأخرى تفوق ما يمنحهم إياه قانون العمل، وامتيازات السفر موفرة لهم مع التأمين الصحي أيضا. ونعمل من أجل حل أي أزمة تحدث بين الموظف والجهات الخارجية، وتعني دائرتنا بترقية الموظفين ذوي الكفاءات ولا نهمل أي شكوى.

وبالنسبة إلى خططنا نضع في الحسبان مسألة إعداد القوى العاملة ليكون لديها مستوى من خلاله تستطيع تقديم ما يتناسب والمهام الملقاة على عاتقها، كما نحاول إدخال التطورات الحديثة تكنولوجيا، بحيث تواكب شركتنا ما تشهده الثورة التكنولوجية في عصرنا الراهن من تطورات، تزيدها سعيا دقيقا على طريق خدمة المسافرين.

رحلة الأمتعة وعقباتها

يضع المسافر أمتعته على قاعدة الميزان، وما إن يعرف الوزن حتى تجرها السيور، وهذه السيور أربعة، كل اثنين يصبان في واحد يصل إلى قطار الشحن، وقطار الشحن بعد أن يحمل المخصص له، يعدو بعرباته العديدة ليضع حمولته على ناقلات مخصصة حيث يتم ربط الحمولة من الأمتعة والحقائب ووضعها على رافعة خاصة تصعد بها إلى الطائرة فيضعها العمال في المكان المحدد لها في مستودع الطائرة، كما يحمل القطار ذو العربات البضائع والأمتعة إلى أماكن تجمع الزوار والعائدين ليأخذ كل فرد ما يخصه منها، وكم أدهشتني حركة العمال وجدهم تحت شمس أغسطس المحرقة حيث كنت مع السيدة "تهاني سالمين" والسيد "قيس النشمي" نلتجئ إلى الظل فيما كان صديقي المصور يقفز من مكان إلى آخر ليلتقط صورة لسيارة يحاولون حملها على الطائرة مع باقي الأغراض.

وقد حدثنا كل من "مساعد أحمد الشلال" مساعد مدير دائرة الشئون الإدارية والخدمات التشغيلية و"إبراهيم العطار" رئيس خدمات المهبط عن هذه الخدمات فأوضحا أن قسم الخدمات كبير ومتشعب، مهمته تحميل الحاويات بالعفش من الطائرة إلى المطار وفي المطار يفرز إلى جهتين، الأولى جهة الوصول والثانية الترانزيت حيث يعيدون إرجاعه إلى الطائرة المتجهة إلى المكان المقصود، ويشرف على تحميل العفش ضابط أمن مختص ومعتمد من قبل وزارة الداخلية ويحتاج عملنا في هذا المجال إلى دقة في الوقت لنستطيع التوافق مع موعد إقلاع الطائرة.

وفيما لو ضاقت الحاويات أو مستودع الطائرة عن الأمتعة والأثاث الموجود مع المسافرين فإنه يتم النظر للأولويات، والأولوية لدينا لحقائب المسافر ومن ثم يأتي دور البريد المحمول على الطائرة، وبعدئذ يأتي دور الشحن، ويتم التخطيط لكل رحلة قبل موعدها باثنتي عشرة ساعة كأقل تقدير وننسق مع الحجز والشحن، ولله الحمد لم يحصل معنا حتى الآن أي إشكال بالنسبة لسعة المكان، والخطأ وارد بنسبة 6 لكل ألف ولم نصل نحن إلى هذه النسبة ولن نصلها بإذن الله.

وفيما لو كانت إحدى الحقائب ضعيفة وتمزقت فإننا نعيد تغليفها بحضور مسئولي الأمن ونربطها بشريط خاص عليه ختم المؤسسة، ونعامل المواد التي تحتاج إلى الدقة معاملة دقيقة بالفعل ونضعها في أمكنة خاصة بها. ونوصل ركاب الدرجة الأولى إلى بوابة الطائرة، ونقوم بمساعدة المرضى والعجزة وكبار السن أثناء صعودهم حيث نحملهم على كرسي خاص من المطار ونوصلهم إلى المقاعد المحددة في الطائرة.

وجبة طويلة الأمد

وآخر المطاف في "كاسكو" توقفنا مع المدير العام السيد "خالد الدويسان" الذي تحدث عن منزلة "كاسكو" الدولية بقوله : "كاسكو".. عضوفعال في أكبر منظمة عالمية للتموين (‎IFCA) وتضم هذه المنظمة كل شركات التموين في العالم ومعظم شركات الطيران ومعظم الممولين لصناعة الطيران، وتشارك "كاسكو" من خلالها بطرح وتبادل الأفكار وتستمد أساليب جديدة في هذه الصناعة، فهناك مؤتمرات سنوية تعقدها المنظمة، يتم فيها تبادل الأفكار وأحدث الطرق المتبعة عالميا في هذه الصناعة، وتقيم هذه المنظمة المسابقات وقد حصلت شركتنا على جائزة برونزية فيها.

وتعتبر "كاسكو" عضوا فعالا وبارزا في منظمة التذوق العالمية وهي منظمة عريقة، والرئيس الأمريكي السابق "بوش" واحد من أعضائها، ونحاول مع أعضاء هذه المنظمة تبادل الفائدة والخبرات، لا سيما أن وجبة المسافر تخضع لشروط، فهي ليست كوجباتنا المنزلية التي نتناولها مباشرة، ويجب أن تكون في متناول يد المسافر بكامل نكهتها ومواصفاتها الغذائية، وهذا بذاته صناعة.

ولا نخفيكم سرا أننا ومنذ سنتين نعمل مع معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي من أجل تطوير الوجبة الغذائية بمواصفات ومعدات خاصة جدا بحيث تبقى سنة كاملة دون أن تتغير شكلا أو طعما، ودون أن تصاب بشيء من التعفن، وفي الوقت ذاته دونما وضعها في مكان محدد كأن يكون باردا مثلا وتفيد هذه الوجبة المسافرين لمسافات طويلة، ولكيلا يأخذوا وجباتهم من مناطق موبوءة أو ليطمئنوا إلى أن طعامهم الصحي معهم.

وبالنسبة إلى علاقة "كاسكو" بمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، فهي لا تتعدى تبعية القطاع الخاص لمؤسسة ما، ومعاملتنا مع المؤسسة لا تتعدى أنهم عملاء لنا لا أكثر.

ويمكن القول إن الإدارة العليا والإدارة الوسطى وما دون الوسطى لدينا يشغلها موظفون كويتيون، وأما العمالة الفنية فهي من جنسيات أخرى، وأظن أنكم شاهدتم ذلك في المطبخ وفي ساحة المطار حيث يتم تحميل وتنزيل الحقائب

خمسة ملايين دولار لإعادة البناء

ولقد أثارت زيارتنا للشركة الكويتية لخدمات الطيران في أغسطس ذكريات أليمة إلى حد كبير تطرق لها السيد "الدويسان" الذي بين أن الشركة إثر التحرير لم يتركها الغزاة إلا قاعا صفصفا نهبت معداتها وسلبت تجهيزاتها وأحرقت، وهذا ما جعلهم يلتجئون إلى الجزء المتبقي من الفندق الملحق بالمطار لإنجاز الأعمال الملقاة على عواتقهم، واستمروا في العمل هناك ريثما أعيد تجهيز البناء المحروق، والتكاليف كما قدرها المدير العام حتى عادت الشركة إلى نقطة تسمح لها بالانطلاق بلغت ما يزيد على خمسة ملايين دولار.

ومن خلال تجوالنا في الكويتية لخدمات الطيران تبين لنا أنها من الشركات الحيوية التي تعمل بنظام وإتقان يستدعيهما الارتباط بالطائرات ومواعيد رحلاتها، حيث يكون في انتظارها حشود من المسافرين، وهذا الالتزام بالوقت والجهد المبذول دون حدود وبنشاط وهمة عالين هوسر نجاحها.

جمال مشاعل مجلة العربي نوفمبر 1996

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016