إذاجازلناتوصيفعصرناالذىنعيش،فهوباتفاقالآراءأننانعيشعصرالصورة،ومنثمفإنالشكلالثقافيالسائدلعصرناهوثقافةالصورة،وفيمواجهةهذهالظاهرةالتيهيجديدةبالرغممنزحفهاالكاسح،تفجرتاحتجاجاتانتقاديةلاترىفيهذهالظاهرةإلاتهديدًامدمرًاللهويات،وإلغاءلأنماطثقافيةجهدتالإنسانيةفيإنجازهاقرونًاوقرونًامنالسنين.وبالرغممنبعضالحقيقةفيهذهالمقارباتالنقدية،فإنالاستسلامللحديثعنثقافةالصورةكشرّمطلق،إنمايفوتعلينافرصةالاستفادةبأيخيرقديكونموجودًافيثناياها،وواجبنانحوأمتناوثقافتناالعربية،يحتمعليناأننجدّفيالبحث،حتىلانخسرفرصةقدتكونمتاحةعبرهذاالاجتياحالثقافيالخطير.
*باتتالصورةأداةتصنيعلعالممتخيلينوبعنالعالمالحقيقيلأهدافوغاياتلقوىالهيمنةلايمكنأنتكونبريئةفيمعظمالأحوال.
*الإخضاعلايتمدائمابقوةالسلاح،فالإخضاعالثقافي،ومنهثقافةالصورة،أقلكلفةوأقوىتأثيراوأبقىعلىالمدىالطويل.
*حتىلاتهلكناعاصفةالصور،عليناأننحتفظبسلامةبصيرتناالنقدية،وأننتساءلعنالمغزىمنشكلوجوهرمانستقبله.
*هناكومضاتكاشفةلشرفاءومبدعينفيهذاالحقلالمرئيشكلتأعمالهمرسائلعدلمضادةلرسائلالهيمنةوالإخضاع.
العالميجتاحهطوفانمنالصور،هذهحقيقةلامراءفيها،فللمرةالأولىفيتاريخالبشريةالطويلعلىهذهالأرض،باتفيمقدوربلايينالبشرأنينالواقدرامنالتجلياتالبصريةللتقنياتالحديثة،سواءكانوافقراءيتجمعونحولبثالفضائياتفيالمقاهيالرخيصةورقمياتالتواصلالمصورةفيمقاهيالإنترنت،أوميسورينيمتلكونفيبيوتهمأحدثأجهزةالتلفزيونواستقبالالفضائياتوأثمنأجهزةالكمبيوترالقادرةعلىالاتصالالسلكيواللاسلكيبشبكةالمعلوماتالعالمية،بلالكوكبية.فإذاأضفناإلىذلكمصادرالصورالمتاحةالأخرى،منشرائطمصورة،رقميةومغناطيسية،وأقراصمرنةوأخرىمضغوطة،وأجهزةقادرةعلىبثالصورالرقميةوغيرالرقميةفيكلذلك،فإننانكونفيمواجهةطوفانحقيقيمنالصور.ولايتبقىإلاأننقرر:هلنطفوعلىسطحهذاالطوفان،أمأننانغرقفيه؟
منالمعيشإلىالمرئي
لقدباتتالصورةجزءًامنالواقعالمعيشفيزمننا،وربماصارتبديلاًله،بلحتىأداةتصنيعلعالممتخيل-غيرحقيقى-ينوبعنالعالمالحقيقيلأهدافوغاياتلايمكنأنتكونحميدةفيمعظمها،وإنكانبعضهاحميدا،منزاويةواقعناالعربي،فالصورةتعيدإنتاجالعالمفتغدوحدثامحسوسًاممايقويمندورهاويفرضوصايتهاعلىالمشاهدالذيتبتلعهبهيمنتهاولاتدعلهفرصةللتأمل،وهيبالطبعوافديحملفيجعبتهمنالخبايامايحمل،ولقدذهبأحدالمفكرينالغربيينوهو«جيديبور»GuyDebordإلىالقولإنالمنتجالأساسللمجتمعالحديث(أيالأوربيأوالغربيتبعًالرؤيته)هومجتمعالمشاهدة،والمشاهدة،تبعالتعريفه،هيمردودالصورالمتراكمةبتراكمرأسالمال،فماكانماديًاغداتمثيلاًللمادة،وفيهذاالطريقأيضايذهبالبعضإلىالقولإنالعولمةماهيإلاصنيعةالصورالمتبادلةعبرالوسائطالإلكترونية،وترتبعلىذلكتغيراتفيوسائطالاتصالالتقليديةأتاحتمصادرجديدةلتخيلالذاتوالآخر،بلإنهالاتتوقفعندحدودمجردالاتصال،بلتمارسالتأثيربأكثرالأدواتنفوذاومكرا،وهيالصورة،ومنثمتمارسإعادةالصياغةالثقافيةللبشرتبعًالإرادةصانعيالصورومروجيها،وهذهالصياغةلاتتوقفعندأنماطالتفكيرالمسايرةلإرادةالمهيمنين،بلتمتدإلىصياغةتقاليدوافدةفيالطعاموالشرابواللباسوالمسكنوحتىفىالسلوكالعاماليومي،كمافيالفنونبجميعأنواعها.وهكذالمتعدالصورةمجردأطيافمنأثيربلأصبحتأداةحفروتشكيلوصياغةلمتلقيها،أيإخضاعالاشعوريالإرادةخارجالذاتالتيلاتصنعأولاتشاركفيصنعهذهالأداة،كماتُتهمعاصفةالصوربكونهامسيرةللقطيعةمعأشكالالماضيكافة،وفيقلبهاالهوياتالثقافيةالخاصةأوالمحليةلبعضالشعوبالتيلمتعدتصنعحاضرهاوتاريخها،بليصنعهمالهمالآخرونالأقوىبمعاييرعالماليوم،وصناعةالصورةهيواحدةمنمعاييرالقوةلدىالقوىالمهيمنةالآن.
هذاالواقعالجديد،الذيتصوغه«عاصفةالصورة»دفعببعضمنمثقفيناللشكالمشروععندتناولهمللظاهرة،تقولالدكتورةماريتريز:«ينبغيإذنالتعرفعلىالعلاقةبينالفردوالتكنولوجيا،وماأفضتإليهمنممارساتسلطويةجديدةمتخفيةفيثقافةالصورة،نتيجةاختراقاقتصادالسوقللمعاملاتبينالذاتوالآخر،خاصةبظهورمجتمعالمشاهدة،فقدتزامننمومجتمعالمشاهدةمعالنموالتدريجيللتكنولوجياالمستخدمةفيتمثيلالذاتوالآخرعبرالمنافذالبصريةالمتنوعة».
إذنلمتكنمحاولةتمثيلالواقعالمحسوسبالصورةـفيأحدجوانبهاـإلاتكريسًالهدفغيرثقافي،أومضادللثقافةالمحليةعلىالأقل،وسكبًاللماءفيطاحونةاقتصادالسوقبأبشعملامحهاشراهةورغبةفيالهيمنة،وبمنطقوآلياتسياسة«التسويق»التيلاتتعاملمعالبشروعالمهمإلاكمستهلكينوسلعللاستهلاك،وهومايمكنانندعوهتجاوزا«ثقافةالاستهلاك»أو«الثقافةالاستهلاكية»،التيلمتستثنمجالاًإلاوحاولتاختراقه،ابتداءمنساحاتالطعامالتيبثتفيهاحمى«الوجباتالسريعة»،حتىالفنونالتيتحاولانتزاعالعنصرالبشريوالإنسانيفيإبداعهاوإحلالالهندسةوالتقنيةالرقميتينفيإخراجهاللناسوبمنطقالإنتاجبالجملةوللعموم،كأيسلعةابتداءمنأحذيةالرياضةحتىالوجباتالجاهزة،وهومماينتقدهمفكرونغربيونمعاصرونمثلسايمنبنيSimonPennyبقوله:«إنالتكنولوجياساهمتفيتقديمتقنياتالسرعةوالدقةوتوفيرالجهد،فارتبطتبالاستهلاكالسريعاستجابةلمتطلباتالسوق،ويستحيلعلىالفنانالتعاملمعالأجهزةالإلكترونيةمندونالتعاملمعاقتصادالسلعالاستهلاكية».إنالقطيعةمعالماضي،التييجريإحداثهابسكين«عاصفةالصور»في«مجتمعالمشاهدة»،وبمنطقاقتصادالسوق،وتوجهاتالعولمة،لاتستهدفأنماطالعيشفقط،بلحتىالفنون،والآداب،والتقاليدالمحلية،وكلهذالايجري،بالضرورة،تحقيقهبفعل«المؤامرة»،لكنهيتمبطبيعةهذاالمنجزالتقنيالمرتبطبثقافةالصورة،التيلاتزالبحكمنشأتهاوتطورهاوالمزيدمنتطويرهاوترويجها،بعداثقافياوافدايفتقدالأصالة،ولاتزالتنقصهالمواءمةمعالجذورالخاصةبمعظمبنيةالثقافةالعربية،وحتىهذهاللحظةالتيتتراكمفيهامتغيراتجامحة،ويولدفيهاجيلعربيجديدمحاصربكلمسبباتالقطيعةمعثقافتهالأم،ومدفوعبإغراءاتقويةللذهاببعيدافيطوفانالصور.
يقولالدكتورخالدحسين،بحرارةتنبثقمنرؤيتهلثقافةالصوركغزو،بلوحشيستهدفالتهامالوجودالإنسانيواستبدالعالمهبعالمبديلهوعالمالمرئي«يتبدىالمشهدالكونيكمالوأنالأمريتعلقبغزومؤجل،فانفلتمنعقالهفيغفلةمريعةمنمشيئةالمقتدرينعلىأمره،وبانذهالصامتومحيرمنالطرفالمستهدفبالغزو،هكذاحالالعالماليوممواجهةسيلالصوروهيتجتاحهتحتطائلةالهيمنةوالإمبرياليةالجامحةلجنونها،تأتيالصورلتنتقملحضورها-الغائبفيغمرةالزمانالمنقضي-لتستيقظفجأةوتلتهمالعالمبلذة،وتحاصرالكائنالإنسانيبطريقةلامثيللها.إنهاالصورةتغزوالعالموتعربدفيفضاءاته،وتدكأمكنتهبجيشجارفمنكائناتها،سيلمنالصورلايتوقف،يتغلغلفيكلمكانحتىغداالأمرأقربإلىالفكاهةوالرعبفيآنواحد.فماذايفعلالعالمبكلهذهالصورالمندلقةعليهمنكلصوب؟هذهالصورالتيتضربعليهحصارًا،فماإنتختفيموجةمنالصورحتىتكونأخرىقدحضرت،ليغدوالزمنزمنالصورةوإرادةالمرئيفيالفتكبالكائنالإنسانيوإزاحتهنحوالزاويةالأضيقعلىمدارالعطالةوالانذهالجراءهذاالحضورالملغزوالمخيفوالجميلللصور».
هذاالحضورالطاغيللصورالذييستنفرانتباهوربمااحتجاجالكاتب:الإعلاناتوصورالزعماءوالفنانينوالمبارياتوالاحتفالاتوالمسلسلات،مشاهدالجنسوعروضالأزياءوملكاتالجمالوملوكهمأيضا!والمصارعةالحرة..و..و.هذاالحضورالطاغي«للزائل»هوالذييدفع«الوجود»ـبالمعنىالذيعناهالفيلسوفهيدجرـللانسحابمن«العالم»لحسابوجودمرئيتختلقهالصورةوترسخه،وهووجودبديليزيحالواقعالفعلي،ويصيرالواقعالذييرادلناأننتعاملمعهعلىأنهالواقعالحقيقي،واقعالصورةأوالواقعالفائقالذيأضحىأشدواقعيةمنالواقعالمعيش.إنهامخاوف،وتحذيرات،قديكونبعضهامبالغافيرنيننواقيسالتنبيهالتييقرعها،لكنهامؤسسةبلاريبعلىواقعنشهدتغيراتهبأعيننا،بلنسبحأونغرقفيهذهالتغيرات،وهيتستدعيمناأننتوقفولوقليلاًلنتأملمحتواهاوآلياتها،لعلنانخرجببعضالضوءفينفقهذاالطغيانالثقافيالكاسحالجديد.
الفخاخفيثناياالصور
حتىالآنلانستطيع-كعرب-أننزعمأننامنتجونفيمجتمعالمشاهدة،فنحنبكلمايتدفقعلينامنوسائطمتعددةعبرمنافذالإنترنتوالفضائيات،بمافيهاالفضائياتالعربية،لسناإلامستهلكين،ومنثمفنحنمعرضونللاستلاب،ومنبينالأشياءالمرشحةبادئذيبدءلأنتُستلبمناتأتيثقافتناالممثلةفيالشفهيوالمكتوب،خاصةأنناأمةتشكللغتهامحورهويتها،وتشكلاللغةوعاءالمكتوبوالشفاهيبينأهلها.وهانحننرىالأداءاللغويالمتسيبعلىشاشاتناالعربية،بلالإزاحةالمتعمدةللصيغةالجامعةلنالغويا،صيغةالعربيةالفصحى،فإذاأضفناإلىذلكاستهلاكالوقتوالجهدالذيكانيمكنانيذهببعضهللقراءةأوحتىلتبادلالتواصلالشفاهي،لأدركناخطورةهذهالإزاحةالتيتمارسهاالمشاهدةلتقليصهذاالجزءالحميممنهويتنافيالشفاهيوالمكتوب،ولأنهذاالجزءالحميمهوالذييصنعويطورالإدراكعبرالممارسةاللغوية،فإنإزاحتهلمصلحةزحفالصورإنماتعنيفتحالأبوابلصياغةالإدراكالعربيتبعالإرادةالقوىالمهيمنةعلىإنتاجطوفانالصور.
وليسهذاإلامجردواحدمنالفخاخالمبثوثةفيثقافةالمشاهدةالتينستهلكهاأكثرممانصنعها،فإضافةإلىالصياغاتالماكرةالتيتتضمنرسائلبعينهافيصياغةالخبروتقديمالمشهد،حتىالتسجيليمنه،نرىأنثقافةالمشاهدةالمنصبةعليناتروجلنوعمنالديموقراطيةمزدوجةالمعايير،وتخفيوراءالإغراءبإتاحةحريةالحصولعلىالمعلوماتنوعامنتقسيمالعالمإلىقادرينعلىمسايرةالتقدمالتكنولوجيلتحقيقتلكالديموقراطية،وغيرقادرينيحتاجونإلىالوصايةعليهم.فمجتمعالمشاهدةالذيننخرطنحنفيهكمستهلكين،إنمايمارسعليناتسويقالذاتالمهيمنةبغرضالإعلاءمنشأنهذهالذاتعلىحسابالآخر-الذيهونحن-بهدفإخضاعه-ومنالإخضاعمالايتمبقوةالسلاح،فالإخضاعالثقافيأقلكلفةوأقوىتأثيراوأبقىعلىالمدىالطويل،لأنهيتغلغلداخلالذاتالمستهدفةبالغزوحتىيتمإخضاعهادونأنتستشعرقسرًاولاعنفًا-بالمعنيينالتقليديينللقسروالعنف-بلتتحولهيذاتهاإلىأداةترويجللأنماطالتيأُريدلهاأنتكونهامندونوعيأومندونانتباه.وليسأدلعلىذلكمنالمحاكاةالتيتقومبهامعظممساهماتنافيمجتمعالمشاهدة،برامجالتسلية،والتوكشو،والمسلسلاتالتيلاتنتهي،والتكريسلكلقيمةخفيفةأوعابرة.
وعلىالمستوىالفرديفإنهذهالعاصفةمنالصور،التيتجتاحالملايينفيوقتواحد،بإرادةواختيارمنيملكتحريكهذهالعاصفة،إنماتحوّلالأفرادأنماطًا،فمايبدوعلىالسطحأنهتجانسيخفيفيباطنهخضوعًايفضيإلىاغترابعميقلدىالأشخاصنتيجةتصفيةخصوصيتهمالنفسيةوالثقافية.
إنهاعاصفةحقيقية،وإنتكنمنصور،ومكمنجبروتهافيقوةهذهالصورالتيتستوعبمجملانتباهالكائنالمستقبِللها،الذيإنأردنالهالنجاة،فسيتحتمعليناأننطبقأجفانناقليلالنفكرفيآلية،أووسائل،للاستفادةمنهذهالعاصفة،مادمنالانملكالقدرةعلىوقفها.
أمامنطوقللنجاة؟
إننقادالثقافةالمرئيةيتبنونمواقفمختلفةمنتأثيراتهافيالبشر،فبينمايرىالبعضفيمايسمونه«الواقعالخائلي»الذيتصنعهالصورة،ثورةتكنولوجيةلهامردودهاالحضاريعلىالإنسان،يرىآخرونأنهاتثيرالمخاوفمعهذاالتوسعالكاسح،الذييمكنأنيكونغيرمعقولوغيرعقلانيفيتوسعه،معالتطورالمتسارعلمجتمعالمشاهدةواستشراءوسائطنقلوتخزينواستدعاءالصورالتيتتعددمبتكراتهامعكليوميمر،بلمعكلساعةمنأعمارنا.
أمامهذاالاختلاففيالمواقفالنقدية،يجبألانتحير،فنحننريدالنجاة،نريدمكاناأكيداتحتشمسهذاالحاضرالذيتعصفبهرياحالصور،مادامتهذهالرياحبدأتولميعدممكناوقفها،بللايجوزإيقافها،ونريدأنيكونالمكانالذينشغلهتحتهذهالشمسوفيخضمهذهالعاصفة،مكاناملائمالسلامتنا،ولنتكونلناسلامةإلابالحفاظعلىكلماهوجيدمنهويتنا،وفيهامنالجيدالكثير،معتطعيمهابكلملائموحتميمنلغةالعصرومنجزاته،فكلمنجزعصريهوسلاحذوحدين،يمكنأنيفيدوأنيضر،فكيفنفيدمنهذهالعاصفة،ونجعلهاهواءصحيًامجددًاللروحالخاصةبأمتنا؟
أعتقدأنالموقفالأساسمنالثقافةالمرئية،أوعاصفةالصور،هوأننحتفظبسلامةبصيرتناالنقدية،وأننتساءلعنالمغزىمنشكلوجوهرمانستقبله،ونستحضربشكلدائمأسئلةهويتناوأصداءتاريخناووقائعحاضرنا،لعلنانرىالرسائلالمضمرةفيكلسيلبصرييجرفنافنستطيعالتشبثببعضمنشواطئالنجاة.بللعلنانستطيعتفكيكتلكالرسائللنقرأفيهامايضمرهلناالآخرون،إنكانهناكمايضمرونه،فنتخذالموقفالصحيحوننجوبلاخسائرأوبأقلها.
وليسهذاالموقفالنقديفيمجتمعالمشاهدةمطلوبًامناحيالسيلالصورالوافدةوحدها،بلهومطلوبأيضًاحيالهبوبالصورالتيتأتيمنبينأيدينا،فثمةمحاكاةساذجة،وركيكةكثيرًا،تنتفخبهابرامجالفضائياتالعربيةالتيتتخذمنكلماهوخارجحدودهويتنانموذجًا،تظنهالنموذجالوحيدللعيشالمتحضر.
بعدهذهالوقفةالنقديةكمستقبلينومتلقينفيمجتمعالمشاهدة،لابدلنامنالترحيببالنقاطالمضيئةفيهذهالعاصفةالمرئية،فالصورةلمتكننقمةدائمًا،بلكانتنعمةفيكثيرمنالمواقف،ولاتزال،فهيصوتمنلاصوتلهمفيكثيرمنالأحيان،ورسالةإنسانيةبليغةتطوعتالتقنياتالحديثةبحملهاعمنلميكنممكنالهمأنيرسلواأيرسائلوهمفيغمارالكوارثأومحرقةالحروب،بلهناكومضاتكاشفةلشرفاءومبدعينفيهذاالحقلالمرئيشكلتأعمالهمرسائلعدلمضادةلرسائلالهيمنةوالتنميطوالاستلاب.
ويتبقىأننلحعلىأننزيدمنفعلنافيهذاالمجتمعالجديد،مجتمعالمشاهدةالعالمي،مجتمعثقافةالصورة،نشاركفىإنتاجهونرسلعبرهرسائلأحلامناواحتجاجاتناوحقوقناالعربيةللعالم،ونتبادلمعأهلناكلمايدفعناويدفعهمللأفضلفيعالممختلف،عالمثقافةالصورالتيلابدلنامناستثمارجوانبهاالحضاريةكقيمةمضافةلهويتناوثقافتناوإنسانناالعربي.