مختارات من:

صورتنا في الغرب.. مسئولية من؟

سليمان إبراهيم العسكري

لميعدهناكشكٌفيأنصورتنا-نحنالعربوالمسلمين-فيالغرب,لحقبهاالكثيرمنالأسئلة,عنحجمهذاالتشويه,وآلياتحدوثه,ومسئوليتناتجاهتفاقمهذاالتشويه,سواءفيإذكائهأوإطفائه,فالأمريتجاوزحدودالصورة,ليلامسالكثيرمنملامحوجودنافيهذاالعالم,وفيهذهالحقبة..علىالأقل.

هناكمسئوليةأخلاقيةلأنصورتنافيالغربتؤثر-بالسلبأوالإيجاب-فيحياةعشراتالملايينمنالعربوالمسلمينفيالمهجر.
مواجهةحملاتالتشويهتتطلبألانكتفيبالإدانةلمنيقومونبها,بلالدخولفينقاشنحترمفيهالحقائق,سلبيةكانتأمإيجابية.
لاتوجدثقافةخاصة,دينيةأودنيوية,تستطيعأنتزدهربنفينفسهاعنالعالم,والاستسلاملوصمهابأنهاثقافةمعادية.

عندمانشرعفيالحديثعنصورتنافيالغرب,قديتبادرإلىبعضالأذهانِسؤالٌ:ماأهميةتلكالصورة?وهوسؤال-علىبساطته-يتضمنموقفًامنالغرب,وتصورًاعنأهميةأوعدمأهميةالآخر.لكنالإجابةالتيتتسقمعالهدف,منحديثيهنا,والآن,تتعلقأولاًبالذات,ذاتناالعربيةالإسلامية,منجوانبٍأخلاقية,وعمليةمعاشية,وثقافية,ولاأريدأنأقولسياسيةواقتصادية,لفرطمالحقبهاتينالكلمتينمنأدرانٍومراوغات,برغمأنهماقدتتضمنانكلالأنشطةِالإنسانية,إذانهجتامنهاجالشرفالإنساني,وهوحلمٌلايزالبعيدًا.فلنعدإلىموضوعنا,ونشرعفيمحاولةالإجابةعنسؤالناعنأهمية(صورتنافيالغرب).

أخلاقيًا,لميعدمُمكنًاأننتجاهلوجودعشراتالملايينمنالعربوالمسلمينيعيشونفيالبلدانالغربية,فيأورباوأمريكاوأستراليا,التيلايمكنفصلهاعنالجسمالغربي.هؤلاءالملايينمنالعربوالمسلمينخارجالأراضيالعربيةوالإسلامية,تؤثرفيهمأيإضافة-بالسلبأوبالإيجاب-لصورةالعربيوالمسلملدىالإنسانالغربي,الذييعايشونه,ويعيشونعلىأرضه,ويشاركونهلقمةالعيش.

علميًا,لايُمكنأننتصورأيتبادلصحيفيالمنافع-الاقتصاديةوالمعرفيةوالحضاريةعمومًا-بينفُرقاءٍيسودبينهمالكرهالمؤسسعلىانطباعاتسيئة.ونحن-العربوالمسلمين-لايُمكنناأننعيشفيعالمٍمغلقعلينا,فهذاغيرممكن,وغيرمطلوب,وغيرمرغوبفيهمنأيعاقل,مهماكانتتوجساتهتجاههذاالغرب.

ثقافيًا,يصعبأننتصورأينموثقافيلدىأيكيانوطني,فيعالماليوم,مندونانفتاحٍعلىالعالمالواسع,الذيبات-فيظلثورةحقيقيةفيوسائلالاتصالوالوسائطالرقمية-مجردقريةٍصغيرةٍبالفعل,وفيهذهالقرية,تذبلالثقافةالنوعيةلأيجماعةٍبشريةإذادمغأصحابهابأنهمأبناءثقافةمعاديةلبقيةِالبشر.

الصورةتتغيروالصيحاتتتوالى

قطعًاهناكتغيراتلحقتوتلحقبصورةالعربوالمسلمينفيالغربفيالفترةالأخيرة,ولنتركمناقشةمبرراتهاوآلياتحدوثهاالآن,ملتقطينملامحهذهالتغيراتمنواقعصيحاتلعربٍومسلمينيعيشونفيالغرب,أويتابعونمايحدثفيالغرب,وتثقلعليهمهذهالتغيرات.

فيأكتوبرالماضي,قالد.محمودالمسيري,إمامومديرالمركزالإسلاميفيمدريد:(تشهدوسائلالإعلامالغربية,منذعدةسنوات,حملاتواسعةلتشويهصورتناالثقافيةوالدينيةأمامالرأيالعامفيبلدانها,وفيالعالمكله,مستخدمةوسائلمتعددةلتزييفالحقيقةمنالتحيزوالمبالغة,إلىالسطحيةوالتكرار,لتحفرفيالأذهانِصورةًمشوهةًعنالثقافةالعربيةوالإسلامية.وتكونالنتيجةشحذمشاعرالكراهيةوالخوفبدرجةتحجبأيصوتٍعاقل,أوخطابٍمنطقييهدفإلىبيانالحقيقةِالمجردة).

ومنموقع(الوحدةالإسلامية)يقولد.جمالشقرة,أستاذالتاريخالحديثوالمعاصر:(امتلأتوسائلإعلامأمريكيةوأوربيةعدة,خلالالسنواتالقليلةالماضية,بعناوينمثيرةمثل:(القنبلةالإسلاميةقادمة,الحربالإسلاميةضدالحداثة,الحروبالصليبيةمازالتمستمرة,الهلالالجديدفيأزمة).ولاحظجوناسبوسيتو-مديرمركزالتفاهمالإسلامي/المسيحيبجامعةجورجتاونبالولاياتالمتحدةالأمريكية-أنهذهالعناوينجذبتالاهتمام,وشوهتالحقائقحولالعالمالإسلاميوعلاقاتهالمتنوعةمعالغرب,منناحية,ومنناحيةأخرى,كرستتلكالعناوين(درجةالجهلالمذهلبالعربوالإسلام..لدرجةأنعديدًامنالناسفيدولِالغرب,لديهممسلمةبديهية,وهيأنالعربماهُمإلابدو,أوأثرياءنفطيسكنونالصحراء,أوالحرملك.وأنالعربيانفعاليٌ,مقاتلٌ,ولايُخْضعتصرفاتهللعقل..وغالبًامايتممساواةالإسلامبالحربالمقدسةوالكراهيةوالتعصب,والعنف,وعدمالتسامح,واضطهادالنساء),لذلكانتقداسبوسيتوبشدة(أساليبالإثارةالتياتبعتهاالصحفالغربيةفيمعالجتهالقضاياالإسلاموالحضارةالإسلامية,كماسددسهامنقدهالعنيفللدراساتالأكاديميةالتينهجتنفسالنهج,ولجأتإلىمعالجةالعلاقاتبينالإسلاموالغرببصورةانتقائية,تفتقدالموضوعية,وتستقيمادتهاالعلميةمنافتتاحياتالصحفِوالمقالاتوالتعليقاتالمعاديةللإسلاموالمسلمين).

ويقولد.أحمدالبوهي-نائبرئيسمنظمةالثقافةالإسلاميةفيالولاياتالمتحدة:(شهدالمجتمعالأمريكي,أخيرًا,حملاتمكثفة,هدفهاالتهجمعلىالإسلام,منهاكتابفرانكلينجراهامالجديدعنالإسلام,الذيظهرمنهبجلاءٍشديدٍ,تحيزُالمؤلفضدالإسلاموجهلهبتعاليمه,وهويتصدىللكتابةعنهذاالموضوع,فقدامتلأتصفحاتالكتاببالأخطاءالعلميةوالتاريخية,فقداتهمالإسلامبأنهدينلايعرفالتسامح,وأنهيُغذيأتباعهبحبالانتقام).

كماقدمتقنواتالتلفزيونالأمريكيعددًامنالبرامجالتيهاجمتالإسلام,منأمثلةذلك,البرنامجاليومي(أوراليفاكتور),الذيدأبعلىاستضافةِبعضالأساتذةوالمحللينمنأعداءالإسلام,يزعمونتخصصهمفيالفكرالإسلامي.وعلىمدىحلقاتهذاالبرنامج,يتناولهؤلاءالضيوفُبعضالمصطلحاتالإسلامية,مثلالشهادةوالحورالعينبأسلوبساخرومنفرمنالعقيدةالإسلامية,ودونإعطاءأيفرصةمتكافئةللمسلمينللردعلىهذهالاتهامات,وبيانكذبهاوجهلأصحابها.أيضًا,فقدنُشرفيأمريكاأخيرًاتقريرٌبعنوان:(الإسلامالرجعي)أعدهجيسونلفنجورد,وفيمحاولةمفضوحةلإثارةالرأيالعامالغربيوالأمريكيضدالمسلمين,قالمُعدالتقرير:(إن80فيالمائةمنمساجدأمريكايُسيطرعليهاأويُديرهاالعرب,ومنثَمَّيجبألانتوقعمنمسلميأمريكاأنيصونواعهدًاأويحفظواودًا,وإنماالمتوقعمنأتباعالمدرسةالمحمديةهوالغدروالخيانةونقضالعهد).

ومنبرلين,يكتبغسانأبوحمد,فيأحدمواقعالإنترنت:(منالمبالغاتالإعلامية,ماتوقعهأخيرًاالمؤرخبرناردلويس,بأن(أوروباستصبحإسلاميةً,وجزءًامنالمغربالعربي,حتىنهايةالقرنالحالي).واستندالخبيرالأمريكي,فينظريتهالجديدة,إلىالتحولاتالديمجرافيةالتيتشهدهاالقارةالأوربية,مشيرًاإلىالهجراتوالنزوحالبشريمنالشرقالعربيباتجاهالغربالأوربي).وقالبرناردلويس,فيحديثخاصلصحيفة(ديفيلت)الألمانية:(إنالأوربيينيتزوجونمتأخرين,ولاينجبونأطفالاًإلابعددقليل,بينمايبرزالنقيضالمعاكستدريجيًا,والذييتجلىفيحضورٍتركيكبيرٍفيألمانيا,وعربيكبيرٍفيفرنسا,وحضورٍإسلاميٍباكستانيفيإنجلترا,وإنهؤلاءيتزوجونباكرًا,وينجبونأطفالاًبكثرة..وفيهذاالسياقمنالتطورالحالي,ستتحولأوربافينهايةالقرنالحاليالواحدوالعشرينإلىقارةٍمسلمة,وإلىجزءٍمنالمغربالعربي).

ومرةثانيةنعودإلىد.جمالشقرة,الذييكتبفيالنقطةالسابقةنفسها:(صناعةالخرافاتلإثارةالرعبِمنالمسلمينحرفةقديمة),منذلكماذكرهالرئيسالأمريكيالأسبقريتشاردنيكسونفيكتابه(اقبضعلىاللحظة),منأنالإسلامقوةٌهائلةٌ,وأنتزايدعددسكانهوالقوةالماليةالتييتمتعبهاتشكلانتحديًارئيسيًاللغرب,وأنالغربمضطرٌإلىتشكيلحلفٍجديدٍمعموسكو,بعدسقوطالاتحادالسوفييتي,لمواجهةعالمإسلاميمعادٍومعتدٍ.فالإسلاموالغرب,حسبتصوره,متناقضانومتباينان.ورددفيهذاالكتابأنالمسلمينينظرونإلىالعالمعلىأنهمنقسمَإلىمعسكرين,لايمكنالتوفيقبينهما:معسكرأودارالإسلام,ودارالحرب.وأكدنيكسونفيهذاالكتابعلىضرورةأنيستعدالغربللمواجهةالحاسمةمعالعالمالإسلامي,الذييُشكلواحدًامنأعظمالتحدياتِالسياسيةِالخارجيةِللولاياتالمتحدةفيالقرنالواحدوالعشرين.والشيءنفسهفعلهشارلزكروثامر,عندماكتبفيالـ(واشنطنبوست)في6فبراير1990حول:(هلالالأزمةالجديد).

محاولةللتفسير

لقدمثلتهذهالعيناتمنالجهربالشكوى,ممايراهأصحابهااعتداءًعلىالعربِوالمسلمينودينهمعبرالإعلامالغربي,وبعضالنشاطاتالفكريةوالأكاديميةالغربية,لكنالمتابع-فيحدودالمتاح-لماينتجهالغربمنعطاءاتٍفكريةوبثٍإعلامي,لايمكنأنيستنتجتكريسالغربمجملهذهالنشاطاتلهذهالغايةوحدها,فثمةاجتهاداتغربيةمنصفة,تُقدِّمخطابًامختلفًاملؤهالعقلانيةوالمنطقوالعدلالمعرفيوالتاريخيعنالعربوالمسلمين,وأوضحمثالعلىذلكهوجوناسبوسيتو,الذيوردتالإشارةإليهكأحدالمدافعينالغربيينعنحقيقةالثقافةالإسلاميةفيمواجهةموجاتالتشويه,التيأشارتإليهاالعيناتالسابقة.

لاشكفيوجودالتحاملمنبعضِالجهاتفيالغربلتشويهالحقيقةالإسلاميةوالعربيةمنزاويةالمعتقدوالثقافة,لكنيظلهذاعملتيارمحدد,وربمامحدود,وليستوجهًاللكلالغربيإزاءالعربوالمسلمين.وقديكونلهذاالتيارتأثيرٌأكبرمنحجمهالحقيقيفيالحياةالغربية,لأسبابنحنمسئولونعنبعضها,وسيأتيوقتٌللحديثعنها,لكنهيظلجزءًامنالغربوليسكلاً,ويبقىأننتساءلعندوافعهذاالتيارومبرراته,ثمنتساءلبالضرورةعندورنانحنفيكلذلك.

وللبحثعندوافعمنيقومونبعمليةالتشويهلصورتنافيالغرب,ربمايلزمناأننلجألعينةٍأخرىمنأصواتالعربوالمسلمينالذينيعيشونفيالغرب,أومنيعانونممايحدثكأنهميعيشونه.

يقولد.جمالشقرة,فيتفسيرسياسيللظاهرة:

(فيزمنالعولمة,تَبنّىفريقٌمنرجالِالسياسةوالفكروالاستراتيجيةفيالولاياتالمتحدة,بصفةخاصة,وفيالغرببصفةعامة,مقولةصراعالحضارات,والخطرالذييمثلهالإسلامعلىالحضارةالغربية.وحذّروامنالخطرالإسلاميالوشيكالذييستعدللانقضاضعلىالغربوحضارته,إلاأنفريقًاآخرفيالغرب-أيضًا-لمتنطلعليهأطروحاتهؤلاء,ونظرإلىالقولبالتهديدالإسلاميللغربعلىأنهأسطورةًتُشبهأسطورةالحربالباردةالتيصنعهاالغرببنفسه).

ويكتبد.جعفرعبدالسلام-الأمينالعاملرابطةالجامعاتالإسلامية:

(وصلالأمرإلىحدأنبعضالمفكرينفيالغربيرونأن(الصراعبينالإسلاموالغربهوفيالأساس(صراعحضاري)بسببتعاليمالكتابوالسُنَّةلدىالمسلمين,فالإسلامكمايصورههؤلاءالمستشرقون,يفرضعلىأتباعهجهادغيرالمسلمين,ورفعالسيفلقتالهمحتىيشهدواأنلاإلهإلااللهوأنمحمدًارسولالله.وبذلكطرحالعديدُمنالمستشرقينوالمفكرينالغربيينتنظيرًاغيرصادقعنالإسلاممنذلككتاب(الأصوليةالإسلامية),الذيحصلمؤلفهبرناردلويسعلىجائزةمهمةفيالدراساتالاجتماعية.وفيهذاالكتابيَزعمالمؤلف,منبينمايزعم,أنالمسلمينيمثلونتهديدًاثلاثيًاللحضارةالغربية:سياسيًاوحضاريًاوسُكانيًا.وأنهناكنزاعًاوشيكًاسيقومبينالغربوالمسلمين,وأنمعظمالعالمالمسلمتسيطرعليهالآنحالةكراهيةعامةللغرب,ولأمريكاعلىوجهالخصوص).

نقبلالصحيح,ونرفضالخطأ

منالعيناتالسابقةمنالرصدالعربيلظاهرةالهجومعلىالإسلاموالمسلمينفيالغرب,خاصةعبْرأجهزةالإعلام,نستطيعأننستنتجأنوراءهامتعصبين,وهمفئةمنالبشرموجودةفيكلدين,ولانستطيعأنننكروجودمثلهذهالفئةبينناأيضًا,نحنالعربوالمسلمين,وهذهالفئةتتوزععادةبينفريقين,أحدهمافجٌوسطحيٌ,والآخرلديهمايُمكنقولهمدعومًابكثيرٍمنالمعرفةالتييجيدتوظيفهالغاياتهالتعصبية,ولعلأبرزالأمثلةمنالفريقالأخيرهوبرناردلويس,المستشرقالأمريكيالذيلايخفيتوجهاته,وهوحالةلابدأننتعاملفيمواجهتهابيقظةٍ,فهويدستأويلاتهوسطكثيرٍمنالأمورالتيتحتملالنقاش,ومنثملنيفيدناأننتعاملمعهبمنطقالإلغاء,بلبسويةالمواجهة,نقبلالصحيح,ونرفضالخطأ,ونعريأقنعةالتأويلاتالملتوية.

يقولبرناردلويسفيكتابه(أزمةالإسلام:حربمقدسةوإرهابغيرمقدس):(إنمعظمالمسلمينليسوامنالأصوليين,كماأنمعظمالأصوليينليسواإرهابيين,لكنمعظمالإرهابيينفيعصرنامسلمون,ويفخرونبتحديدهويتهمعلىهذاالنحو.ويشكوالمسلمون,عنحق,منأنوسائلالإعلام,عندماتتحدثعنالحركاتوالأفعالالإرهابيةتصفهابأنها(إسلامية).ويتساءلون:لماذالاتصفالإرهابيينالأيرلنديينأوالباسكوالإرهابالذييمارسونهبأنه(مسيحي).والجواببسيطوبديهي:ذلكأنهملايصفونأنفسهمبأنهمكذلك.وشكوىالمسلمينمنذلكمفهومةٌولكنهايجبأنتوّجهإلىأولئكالذينيصنعونالأخبار,وليسإلىأولئكالذينينقلونها).إلىهنايمكنأنيكوندفاعبرناردلويسمفهومًامعاحتفاظنابملحوظةٍمهنيةمفادهاأنصناعةالأخبارليستمحايدة.لكنلويسلايلبثحتىيكشفعنتحيزهنفسهإذيضيف:(وربمالايكونأسامةبنلادنوأتباعهفيتنظيمالقاعدةممثلينللإسلام,خاصةأنكثيرًامنبياناتهموأفعالهمتتعارضبشكلٍمباشرمعالمبادئوالتعاليمالإسلاميةالأساسية,لكنهمنشأوامنداخلالحضارةالإسلامية,تمامًاكمانشأهتلروالنازيونمنداخلالعالمالمسيحي,ويجبالنظرإليهمفيسياقإطارهمالثقافيوالدينيوالتاريخيالخاص).

هنايبدوالتناقضواضحًافيادعاءالموضوعيةلدىلويس,فالحضارةوماتتضمنهمنأطرٍثقافيةودينيةوتاريخيةلايمكن,ولاينبغي,أننحكمعليهاموضوعيًابمعطياتسلوكفردٍأومجموعةأوحتىجيلٍ,فلميقلأحد,ولايصحأنيقول,ولانقبلأنيقال,إنهتلر-كمثالأوردهبرناردلويس-دالةعلىالعالمالمسيحي,أوالحضارةالغربية.

إنمثلبرناردلويس,فيسياقحملةالتشويهالتينتحدثعنها,هومثالٌمركبٌيتطلبالدرايةوالحنقفياكتشافه,فليسكافياًأننردعليهبالقول:إنتوجهاتهصهيونية,فالمهمهوأننناقشأطروحاته,وأننبحثعننوافذٍغربيةمحايدةنطلمنهابمعطياتمعرفيةوإعلاميةمقنعة,ولاأظنأنذلكمستحيل,بلهوممكنومتاحٌإذاكنامصرينعلىالتحاوردونتربصلكشفالحقائقللجمهورالغربي,وليسنموذجإدواردسعيدببعيدعنّا,وعنالغرب.لكنمسئوليتنالاتتوقفعندهذاالحد,فثمةقاعدةأساسيةللانطلاقنتجاهلهاكثيرًا,وهيمواجهةالظواهرالتيلحقتبنامنداخلنا,سواءكانهذاالإلحاقطوعيًاأوقسريًا.

حتىلانعطيهمالذرائع

لاشكأنصورةالعربيوالمسلمفيالإعلامالغربي,وبعضالتقاريرالبحثية,قدلحقبهاالكثيرمنالتشويه.ولنسلمبأنوراءالكثيرمنهذاالتشويهأقلامًاوعقولاًمعاديةللعروبةوالإسلاملأسبابٍعديدة,سياسيةوعنصرية,بلبعضهايعملبمنطقالثأرالتاريخي.لكنالوقوفعندهذاالحدلايكفيلإبراءالذات,ولالإسقاطالمسئولية.فتراكمالعملياتالبشعةالتينسبتلعربٍومسلمين,سواءبالحقأوبالباطل,وسواءكانهؤلاءالعربُوالمسلمونعقولاًمدبرةً,أومجردأدواتفيماحدثويحدث,فإندورناالمضادللتشويهيتطلبجلاءساطعًالنفورنامنالعملياتالتييُذبحفيهاالبشر,وتُقطعالرءوسأمامعدساتالفيديو.كماينبغيأنيقومالعربوالمسلمونأنفسهمبحملاتٍمضادةٍلمحوالتشويهعبرنوافذالإعلامالعربيوالغربيعلىالسواء,لنبذهذاالتمثيلالبشعبالكيانالبشري,خاصةعندمايتعلقالأمربمدنيينعُزل,ونساء,وأطفال,ليسلهمعيرٌولانفيرفيمايحدثللعربوالمسلمين,سواءضحاياقطارمدريد,أوأطفالمدرسةأوسيتياالروسية,أوخطفموظفيالإغاثةوالعملالإنسانيوالصحفيين.لابدمنحملاتمضادةلمحوهذاالتشويه,ليسعنالإنسانالعربيوالمسلمفقط,بلأيضًاعنالعقيدةالإسلاميةالسمحة,والتقاليدوالقيمالعربية,فهيجميعًالاتقرإهانةالإنسان,حيًاكانأوميتًا,ولاتقبلترويعالآمنينالعُزل.إنهاقضيةأخلاقية,ومعاشية,وثقافية,دينية,ودنيوية,تتطلبرأيًاعامًاعربيًاوإسلاميًاواضحًاوكاسحًا,ينبعمنالداخل,ويشععلىالخارج.

سليمان إبراهيم العسكري مجلة العربي يناير 2005

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016