مختارات من:

الإنسان والبيئة

المحرر

الاحتباس الحراري يهدد بانقراض ربع المخلوقات


كشفت دراسة دولية أن ارتفاع حرارة الأرض قد يتسبب في إبادة ربع أنواع الكائنات الحية من نبات وحيوان على سطح الأرض ويضر مليارات البشر بحلول عام 2050 فيما سيمثل واحدا من أكبر نوبات الاندثار الجماعي منذ انقراض الديناصورات.

وحذر العلماء المشاركون في الدراسة من تهديد ظاهرة الاحتباس الحراري لمئات الأنواع من النباتات والحيوانات بالانقراض خلال الخمسين عاما المقبلة, بتأثير تحول البيئات المحيطة بتلك الأنواع إلى أخرى أكثر قسوة.

وكشف المسح التحليلي للدراسة, الذي شارك فيه 14 مركزا بحثيا حول العالم, أن أكثر من ثلث الأنواع الطبيعية التي خضعت للدراسة يمكن أن تندثر أو تشارف على الانقراض بحلول العام 2050, بتأثير التغيرات المناخية, وزيادة التصحر, والتحول الذي سيحدث في المسطحات الخضراء ولاسيما الغابات. ونُشرت الدراسة, التي شارك فيها 19 باحثا, في مجلة (نيتشر) في يناير الماضي.

وقال البروفيسور كريس توماس أستاذ علوم حماية الأحياء بجامعة ليدز في إنجلترا وكبير الباحثين في الدراسة إن الدراسة تقدر أن ما يتراوح بين 15 و 37% من جميع المخلوقات يمكن أن يبلغ حد الفناء نتيجة للتغيرات المناخية بحلول العام 2050 مع تقدير متوسط يبلغ 24% منها أي ما يربو على مليون نوع.

وأوضح توماس في الدراسة أن الانبعاثات الناجمة عن عوادم السيارات والمصانع يمكن أن ترفع حرارة كوكبنا مع نهاية القرن إلى مستويات لم تشهدها الأرض في فترة تتراوح بين مليون و30 مليون سنة مما يشكل تهديدا للعديد من المحميات, داعيا إلى الاستعانة بتكنولوجيا جديدة ونظيفة لتوليد الطاقة.

وشمل المسح الذي يعد الأكبر من نوعه ستة أقاليم تشكل 20% من اليابسة, وتناول بالدراسة العلاقة بين ظاهرة الاحتباس الحراري و1103 أنواع من النباتات والثدييات والطيور والزواحف والضفادع والحشرات في جنوب إفريقيا والبرازيل وأوربا وأستراليا والمكسيك وكوستاريكا واستقرأ النتائج المتوقعة حتى العام 2050.

وأشار كبير الباحثين إلى أن الاندثارات التي يخشى منها يمكن أن تكون الأسوأ منذ اختفاء الديناصورات قبل 65 مليون سنة.

وقالت الأمم المتحدة إن التقرير الذي يبرز المخاطر التي تحيق بالمخلوقات من فراشات أستراليا إلى صقور إسبانيا يظهر حاجة العالم إلى تأييد اتفاقية كيوتو الرامية إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التلوث الذي يسببه البشر.

ومن الأنواع المعرضة للخطر أصناف من الأشجار في الأمازون وصقر إسبانيا الإمبراطوري وعظاءة الغابة في أستراليا. والطيور من أمثال طائر القرزبيل الأسكتلندي يمكن أن تنجو فقط إذا استطاعت الطيران إلى أيسلندا.

وتتوقع دراسات أجرتها الأمم المتحدة أن ترتفع درجات حرارة الأرض بمقدار يتراوح بين 1.4 إلى 5.8 درجات مئوية بحلول العام 2100 بسبب الانبعاثات الكربونية الناجمة عن استخدامات البشر في الأساس.

ويمكن أن تؤدي الحرارة المرتفعة إلى ظواهر مناخية عنيفة مثل الفيضانات وموجات الحر الشديد والأعاصير.

وقال كلاوس توبفر مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن التقرير يشير إلى أن الاندثارات ستضر المليارات من البشر خاصة في دول العالم الثالث حيث يعتمد الإنسان على الطبيعة في الحصول على الغذاء والمأوى والدواء. وأضاف أن التقرير النذير يؤكد للعالم من جديد أهمية وضع اتفاقية كيوتو موضع التنفيذ.

واتفاقية كيوتو التي تهدف إلى تقييد انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون تحتاج إلى توقيع الدول المسئولة عن 55 % من هذه الانبعاثات لكي تصبح نافذة.

وقد وقعت حتى الآن دول يبلغ مجموع نصيبها من الانبعاثات 44 % ولا يمكن بلوغ نسبة 55% دون توقيع روسيا المسئولة وحدها عن 17% من هذه الغازات بعد أن انسحبت الولايات المتحدة المسئولة عن 36 % منها عام 2001 بحجة أنها مكلفة للغاية وأنها استثنت عن غير حق الدول الفقيرة. بينما تقول موسكو إنها مترددة.

غير أن علماء آخرين أكدوا أن توقعاتهم المتجهمة حول انقراض الأنواع يمكن أن يتم تجاوزها إذا ما قللت الدول الصناعية من انبعاثات الغازات المؤدية إلى الاحتباس الحراري على سطح الأرض. وقال هؤلاء إن النتائج التي توصل إليها المسح الخاص بمستقبل الأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات يمكن أن تحث جماعات الحفاظ على البيئة على بدء تقييم آثار التحولات المناخية المتسارع, وتأثيرها على الأنواع المهددة بالخطر.

وقال العالم البيئي البريطاني, آليستر فيتر, تعقيبا على نتائج الدراسة التي لم يشارك فيها, إن المتهم الرئيسي في انقراض الأنواع هو تراجع الغابات, مشيرا إلى أن التغير المناخي ما هو إلا عامل مساعد على الإسراع بالمصير المحتوم لبعض الأنواع المهددة.


الفراشات الملكية تواجه تهديدا بيئيا


قال باحثون ان الفراشات الملكية قد تفقد موطنها الشتوي في غضون 50 عاما بسبب التغيرات المناخية.

وتهاجر الفراشات الملكية كل خريف وتقطع آلاف الكيلومترات من أمريكا الشمالية إلى غابات أوياميل فير في المكسيك حيث تقضي شهور الشتاء.

ويخشى العلماء أن تجعل زيادة هطول الأمطار الغابات مكانا غير مناسب للفراشات التي يمكن أن تعيش فقط في ظروف خاصة للغاية.

ونشرت النتائج في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم.

ودورة حياة الفراشات الملكية معقدة جدا إذ تتكاثر في شرق جبال روكي خلال فصول الصيف قبل أن تبدأ رحلتها الشاقة لتصل إلى وسط المكسيك في الشتاء.

ويتزامن وصول الفراشات مع إحياء (يوم الأموات) في المكسيك ويعتقد قرويون كثيرون أن الفراشات تمثل أراوح أسلافهم.

والفراشات الملكية هشة جدا من الناحية البيئية. ويقتصر موطنها في فصل الشتاء على غابات أوياميل فير الجبلية حيث تتجول في مجموعات كبيرة بين الجذوع وفروع الأشجار.

وتعد الأجواء الباردة والجافة نسبيا أفضل الأجواء للفراشات الملكية لكنها لا تستطيع العيش في ظروف جوية تتميز بتقلبها باستمرار.

ولاحظ العلماء بالفعل أن أعداد الفراشات الملكية ستتناقص إذا حدث أي تغير في المناخ الشتوي الذي يناسبها.

ففي فبراير 1992 على سبيل المثال تسببت عاصفة واحدة في موت 82 في المائة من مجموعة الفراشات ومات 42 في المائة منها بعد تساقط الجليد في العام 1981.

واستخدم باحثون من جامعتي منيسوتا وكنساس بالولايات المتحدة أسلوبا لتوقع التغيرات التي ستحدث في الموطن الشتوي للفراشات الملكية خلال الخمسين عاما المقبلة.

ووجد الباحثون أنه على الرغم من أن درجات الحرارة لن تتغير على الأرجح في غابات أوياميل فإن هطول الأمطار الغزير الذي لا تستطيع الفراشات مقاومته بسبب الرطوبة يؤدي إلى زيادة فرص تجمد الفراشات وموتها.

ومن المرجح أن يقل عدد المناطق التي تناسب متطلبات حياة الفراشات أكثر من ذلك بسبب إزالة الغابات لإفساح الطريق أمام الزراعة.

ويشعر العلماء بالقلق لأنهم لن يستطيعوا اكتشاف سر معرفة الفراشات الملكية للطريق نفسه الذي تسلكه كل عام خلال رحلة الهجرة من الشمال إلى الجنوب إذا تعرضت هذه الفراشات للفناء.


اتفاقية دولية لحماية النوارس



قد يحمي اتفاق دولي جديد طيور النورس التي تعد أكبر الطيور البحرية حجما من الانقراض ويجعلها تتكاثر من جديد بعد أن أصبحت جنوب إفريقيا الدولة الخامسة التي تصدق على (الاتفاقية الدولية لحماية طيور النورس), التي بدأ تنفيذها فعليا بداية من الشهر الماضي.

وتلزم الاتفاقية الموقعين عليها بالحد من أعداد طيور النورس التي تلقى حتفها على طول خطوط الصيد, حيث يقتل 100 ألف طائر على تلك الخطوط.

ويطالب المحافظون على البيئة في الوقت الراهن بريطانيا والعديد من الدول الأخرى بالتوقيع على الاتفاقية.

ويذكر أن كلا من أستراليا والإكوادور ونيوزيلندا وإسبانيا كانت قد وقعت بالفعل على اتفاقية حماية طيور النورس وطيور النوء, إلا أنه كان يتوجب انضمام دولة خامسة للاتفاقية لكي يبدأ تنفيذها.

وتلزم الاتفاقية الدول الموقعة عليها ليس فقط باتخاذ إجراءات بعينها لتقليل أعداد طيور النورس التي تقتل بسبب خطوط الصيد الممتدة على مسافات طويلة ولكن لإعداد خطط طويلة الأمد للتعامل مع مخاطر أخرى.

وستتعامل هذه الخطط مع مسائل فقدان فصائل الحيوانات والطيور لمواطنها والتلوث البحري. كما ستركز بعض الخطط الأخرى على بعض أنواع الطيور والحيوانات الأخرى التي تعيش في مواقع تجمع الطيور البحرية.

ومن جهتها, رحبت منظمة (بيردلايف إنترناشيونال) التي تتألف من مجموعة من منظمات الحفاظ على البيئة وتعمل في أكثر من 100 دولة بانضمام جنوب إفريقيا للاتفاقية. وأفادت المنظمة بأن أبحاثها أثبتت أن خطوط الصيد الممتدة على مسافات طويلة هي العامل الرئيسي في التراجع المستمر لأعداد طيور النورس والطيور البحرية الأخرى.

وتشير الإحصاءات إلى أن خطوط الصيد الممتدة على مسافات طويلة تقتل نحو 300 ألف طائر بحري سنويا وتمثل طيور النورس ثلث هذا العدد. وتلقى الطيور مصرعها بسبب إصابتها عند محاولتها انتزاع الطعم الذي يكون مثبتا في شباك خطوط الصيد التي قد تمتد لمسافة 130 كيلومترا, كما أن الشباك قد تجذبها إلى أسفل الماء فتلقى حتفها.

وذكرت منظمة (بيردلايف) أن أكثر من 21 نوعا من طيور النورس مهددة بالانقراض. وتعد جنوب إفريقيا موطنا لأربعة أنواع مهمة من طيور النورس.

ومن ناحيته, قال يوان دون من الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور التي تعد شريكا لمنظمة بيردلايف: (لقد تأخر تطبيق اتفاقية حماية طيور النورس والنوء خاصة وأن العديد من أنواع النورس على وشك الانقراض... وتكمن قوة الاتفاقية في أنها ملزمة للدول الموقعة عليها الأمر الذي سيدفع تلك الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الطيور البحرية من شباك الصيادين).

وأضاف دون: (يجب على بريطانيا الآن التصديق على الاتفاقية في أول اجتماع للدول الموقعة على الاتفاقية في العام المقبل وحث الدول والمناطق التابعة لها للتوقيع على الاتفاقية هي الأخرى). وترغب (بيردلايف) في أن توقع كل من بريطانيا والبرازيل وفرنسا وشيلي وبيرو على الاتفاقية على الفور.

وتعد جزر فوكلاند وساوث جورجيا ومنطقة تريستان داكوتا من المناطق التابعة لبريطانيا والتي تعيش فيها أعداد كبيرة من بعض أنواع طيور النورس المهددة بالانقراض.

كما تعتبر جزيرة أمستردام التي تسيطر عليها فرنسا موطنا لنورس أمستردام الذي يعد أكثر أنواع النورس المهددة بالانقراض. كما أن هذا النوع من النورس مهدد بمرض وبائي. وتقل أعداد نورس أمستردام بمعدل 20 زوجا سنويا, كما ارتفعت نسبة الموت بين أفراخ الطيور.

ويذكر أن البحار البريطاني جون ريدجواي الذي أبحر في شمال المحيط الأطلنطي برفقة السير تشاي بليث في العام 1966 غادر سواحل جنوب إفريقيا أخيرا بيخته في رحلة تستغرق عاما لجذب الانتباه إلى أعمال الصيد غير المشروعة وحشد التأييد من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الصيد غير المشروع.


الصيف الطويل يهدد بيئة الدب القطبي


قال علماء بيئيون إن فصول الصيف الطويلة تقلص سمك بحار الجليد وتهدد حياة السكان الأصليين وبيئة الدب القطبي.

وأوضح هؤلاء في دراسة نشرت في دورية (نيتشر) المعنية بالبيئة أن سمك الجليد في القطب الشمالي تقلص بنحو 40% خلال الخمسين عاما الأخيرة.

وقال سيمور لاكسون من جامعة كوليدج لندن إن هناك علاقة مباشرة بين الصيف الطويل وتراجع سمك الجليد. وأضاف أن ثمة قلقا كبيرا بشأن آثار ذلك على السكان في أعالي القطب الشمالي, الذين يعتمدون على الجليد في صيد الحيوانات والأسماك.

وأكد أن ذوبان الجليد يمكن أن يؤثر في ظاهرة الاحتباس الحراري في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

ووصل العلماء إلى تلك الاستنتاجات عبر قياسات من الفضاء للمرة الأولى, واستخدموا تقنية جديدة لقياس سمك الجليد الذي يغطي المحيط القطبي. واعتمدت الدراسة على بيانات رادارية من وكالة الفضاء الأوربية وصور من قمر صناعي أمريكي.

وأشار العلماء إلى أن تقلص سمك الجليد لن يتسبب في ارتفاع منسوب المياه في البحار كما هو شائع إلا أنه قد يتسبب في تغيرات مناخية وبيئية وفي الحياة البرية.


فردوس طبيعي يهدده النفط


حذر الصندوق العالمي للحياة البرية الحكومة النرويجية من القيام بأي أنشطة نفطية في جزر لوفوتين التي تقع ضمن الدائرة القطبية الشمالية.

وقال الصندوق إن التنقيب عن النفط يمكن أن يؤدي إلى كارثة على الحيتان والحياة البرية الأخرى. ومن المنتظر أن تتخذ الحكومة النرويجية قرارها الشهر المقبل حول ما إذا كانت ستسمح لشركات النفط باستغلال المنطقة أم لا.

وقال الصندوق إنه يرغب في أن توفر الحكومة النرويجية الحماية لهذه المنطقة الفريدة لا أن تدمرها.

ويتكون أرخبيل لوفوتين من مجموعة كبيرة من الجزر تقع إلى الساحل الشمالي الغربي للنرويج.

ويعد الأرخبيل أكبر موطن للعديد من الكائنات البحرية مثل أسماك الرنكة والحيتان القاتلة كما تضم مستعمرات للطيور البحرية.

كما تضم مياهها أكبر شعاب مرجانية في العالم في المياه الباردة والتي تم الكشف عنها وإعلانها محمية طبيعية العام الماضي فقط.

ويقول الدكتور سايمون والمسلي, كبير مسئولي السياسات البحرية في فرع الصندوق بالمملكة المتحدة إن (البيئة البحرية لجزر لوفوتين تعد واحدة من أكثر المناطق الغنية في الحياة البرية في العالم).

ويضيف أن التنقيب عن النفط هناك سيدمر هذه البيئة الفريدة, بالإضافة إلى أنه لن يوفر عددا كبيرا من الوظائف الجديدة.

ويشعر الصندوق بالقلق من أن التنقيب عن النفط لن يعرض الحياة البرية فقط للخطر ولكنه سيؤثر في السياحة وصيد الأسماك الذي يعتمد عليه سكان الأرخبيل.

ويقول الصندوق إن العلماء التابعين للحكومة النرويجية يعتقدون أن التنقيب عن النفط, من خلال المسح الزلزالي للمنطقة, سيؤثر في الأسماك والحيتان بل ومن الممكن أن تتكون بقعة زيتية مما سيكون كارثة على هذه البيئة البحرية الحساسة.

ويقول اول آرفي ميساند, رئيس قسم في معهد البحث البحري في بيرجين بالنرويج إن جزر لوفوتين هي منطقة وضع البيض لأعداد كبيرة من الحيوانات البحرية وستدمر في حالة ترسب الزيت, لذا فقد نصحوا بعدم القيام بأي عمليات تنقيب عن النفط في المنطقة.

وتقول الحكومة النرويجية بأنها لم تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستسمح لشركات النفط باستكشاف وإنتاج النفط في منطقة لوفوتين.

وقال ناطق باسم وزارة النفط والطاقة في أوسلو لـ (بي بي سي اونلاين) إن الوزارة ستنظر في التعليقات التي وردت إليها من خلال النقاشات العامة, مشيرا إلى أن الحكومة ستتخذ قرارها في ديسمبر المقبل.

المحرر مجلة العربي مارس 2004

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016