مختارات من:

لنمشِ... إذن

محمد العامري

لنمشِ إلى طُرقٍ تشبه الناس,
نايٍ يغني
نهارٍ خفيفٍ
وصفصافةٍ ,
لِشِجارٍ خجولٍ بماءِ الطبيعة.
لنرحلْ
إلى نارِنا الوثنيةِ
حيثُ اغتسالُ الهواءِ بأعضائِنا
وشموس تُزمِّلُنا بالذَّهَبْ

* * *

لندخل معًا
وحيدين حيثُ ارتجافُ الأصابعِ في العزْفِ
حيثُ ارتجاجُ الخُطَى
وارتباكُ القطا في قميصِكْ
كأنّا
مديً في مدى
ولسانًا بلا لغةٍ
وطريقٌ تمدُّ لنا سوسنًا ورحيلا
لنمشِ إذن باتجاهِ الفيوض
ونُلقِ على عمرِنا لغةً تشبه الناسَ
نمرَ وحيدين
نهيم بماءٍ تكاثر بالنيلِ
ولنرمِ بقمصاننا البشرية في الأقحوانِ
ونعبرَ كطيرين مرتجفينِ
يحتّان جلد الطبيعة بالاشتباك
لنمشِ إذن...
صوبَ مرآتِك الخزفيةِ...
صوبَ جرارِ الحليبِ....
وصوبَ الروائحِ في قُفل بابِكِ...,
نكْسر بياضَ الأصَابِع بالوصفِ...,
نرسمُ في الليلِ طاولةً وحجرْ
ومكحلةً
وشمُها في سَوارِ العيونِ...,
هنا
عند بابِ الرضابِ
توقفتُ سهوًا...,
وملتِ عليَّ
ومالت على ركبتيَّ الغصونُ
لنمشِ إذن ههنا
ونتركْ مياه الطبيعة تجري على مهلها
في الشقوقِ
وتتركُنا وحدَنَا في مراياكِ
نلهو بريشٍ
على
جسدينا

محمد العامري مجلة العربي مارس 2005

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016