مختارات من:

طرائف عربية

المحرر

ضحكات لآخر العام
غمزة عين


مرض رجل، وكان على وشك الموت حين جاء يزوره "أبوالعبر" وعندما ثقل عليه الحال صاحت امرأته: من لي بعدك يا سيدي، وقرة عيني؟ عند ذلك غمزها "أبوالعبر" وأومأ إليها: أنا لك بعده. فلما مات الرجل وانقضت عدتها سارع وتزوجها "أبو العبر"، فأقامت عنده حينا، ثم حضرت الوفاة "أبا العبر" فجاء من يزوره ويعاوده، فصاحت صيحتها السابقة: من لي بعدك يا سيدي، وقرة عيني؟ ففتح "أبوالعبر" عينيه وقال: لا يغمزها إلا من تكون أمه زانية.


***

رائحة الأماني


قال ابن أبي عتيق لامرأته وهو في شدة الجوع وكأنه زمن الرمادة: تمنيت أن تهدى إلينا ذبيحة، فتتخذ من الطعام لون كذا، ونطبخ نوع كذا، فسمعته جارة له، فظنت أنه يأمر زوجته بطبخ تلك الألوان من الطعام، فجرى ريقها وانتظرت إلى وقت الطعام، ثم جاءت فقرعت الباب. وقالت: شممت رائحة قدوركم، وطعامكم، وفاح في الحي رائحة ترد الروح للميت فجئت لتطعموني منها. فقال ابن عتيق لامرأته: أنت طالق إن أقمنا في هذه الدار التي جيرانها يتشممون الأماني


***

امرأتان ورجلان


كان أحمد بن أبي طاهر قبيح الوجه، دميمه، وكان له جارية من أحسن النساء فضحك إليها يوما فعبست في وجهه. فقال لها: أضحك في وجهك فتعبسين في وجهي؟ فقالت: نظرت أنت إلى ما سرك فضحكت ونظرت أنا إلى ما ساءني فعبست.

وقالت حمرة امرأة حمران بن حطان وكان شديد القبح وكانت فائقة الجمال: إني لأرجو الله أن أكون أنا وأنت بالجنة، فقال ولم؟ فقالت: لأنك أعطيت مثلي فشكرت، وأعطيت أنا مثلك! فصبرت.


***

شاعر بلا موهبة


ظل رجل ثقيل الظل قد فارقه قول الشعر، يقول الشعر فيستثقله قومه، ولما شعر بجفائهم وانصرافهم عنه قال لهم: "إنما تحسدونني على مواهبي، وعلى قول شعري " قالوا: "يا هذا بيننا وبينك بشار العقيلي" . وكان أحد علماء اللغة وفصحاء العرب. لما ذهبوا إليه قال له بشار: أنشدني، فأنشد إحدى مطولاته حتى ضاق به بشار، فلما فرغ قال له بشار: إني لأظنك من أهل البيت، فأجاب الشاعر: أي بيت؟. قال: بيت النبوة، قال الشاعر: وما ذاك؟ قال بشار: إن الله تعالى يقول: وما علمناه الشعر وما ينبغي له.


***

بداهة أبي نواس


لما مرض أبونواس دخل عليه الجماز يعوده. فقال له: اتق الله، لقد أمضيت حياتك عبثا، فكم من محصنة قد قذفت، ومن سيئة قد اقترفت، وأنت على هذه الحال، فتب قبل الموت. فقال أبو نواس: صدقت، ولكن لا أفعل ! قال: ولم والموت أمامك وخلفك؟ قال: مخافة أن تكون توبتي على يد واحد مثلك.

وقال الجماز أيضا: أراد أن يكتب أبونواس إلى إخوان له دعاهم فلم يجد قرطاسا يكتب فيه، فكتب ما أراد في رأس غلام له أصلع ثم قال فيه: فإذا قرأتم كتابي فاحرقوا القرطاس. فضحكوا منه وتركوا للغلام جلدة رأسه.

المحرر مجلة العربي ديسمبر 1996

تقييم المقال: 1 ... 10

info@3rbi.info 2016